علي محمود خاجه

آسف

فالمليارا دينار على أقل تقدير لشراء فوائد القروض كفيلة بأن تبني دولة وأكرر دولة بشوارعها وقطاراتها ومدارسها وملاعبها على حد تعبير المرحوم خالد النفيسي، فما الجدوى إذن من أن نسقط فوائد القروض ونكافئ المقترض على قراره الخاطئ الذي أرهقه؟

لذا فأنا أعتذر بأنني لم أتخذ قرار القرض، فكانت النتيجة أن أعاقب لاتخاذي القرار الصحيح! وآسف أيضا لأنني صرت في مركب واحد مع نواب كمحمد المطير وجاسم الخرافي!

***

اعتقدت أن القانون هو الدولة، فدافعت عنه وحرصت عليه حتى إن كنت غير مقتنع به، وإن كبّلت يداي فلا أستطيع الذهاب إلى المحكمة الدستورية لأرفض ما أراه غير دستوري، وعلى الرغم من كل هذا فإنني كنت مدافعا عنه حريصا عليه، لكن على ما يبدو أن الخروج على القانون هو الدولة وهو الهيبة وهو القوة، فمن وقف مع القانون هو من تسبب في أزمة الرياضة، ومن رفض الفرعية هو الحاقد الطبقي العنصري، ومن طالب بالدستور هو العلماني الكافر الذي يرفض شرع الله، فالرجولة هي كسر القانون بل محاسبة ومعاقبة من يرغب في تطبيقه، وعليه فأنا آسف أيضا لسوء فهمي وتمسكي بالقانون، الله يهديني.

***

أنا من جيل مسلسلات الغرباء «كامل الأوصاف» ومدينة الرياح «علقم» وقد رسخت هذه المسلسلات التي كنت أعتقد أنها هادفة بألا بقاء للظلم، وأنه زائل لا محالة، ولكن فيما يبدو أنها كانت مجرد مسلسلات أطفال تسليهم وتلهيهم وتريح الأهل من إزعاجهم، لذا فهذا اعتذار أخير مني لأنني كنت أعتقد فعلا أن الخير لا بد أن ينتصر.

 خارج نطاق التغطية:

 الزميل سعد العجمي أشرس المدافعين في الصحافة عن التكتل الشعبي، وهو أمر نحترمه ونقدره إن كان موضوعيا في دفاعه، كتب العزيز سعد يوم أمس مقالا يرد فيه على أخي الكبير أحمد عيسى يدافع فيه عن النائب علي الدقباسي ويعدد مناقبه وفضائله وشمائله، قد يكون كل ما قلته يا عزيزي سعد صحيحاً، ولكن كل ما قيل يسقط لأن الدقباسي شارك وفاز في فرعية أو تشاورية كما هو المصطلح الجديد، وهو فعل يقسم أبناء الوطن كما فعل الجويهل.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

سامي النصف

قضايا الاثنين

رغم الوضع البائس جدا للقضية الفلسطينية فلا يوجد في الأفق أي بوادر حل للخلاف المستشري بين فتح وحماس على السلطة، فهناك عدم ثقة بين الطرفين، إضافة الى عدم ثقة بين الطرفين وأي وسيط يتدخل بينها، حيث يُتهم عادة بأنه منحاز للطرف الآخر وحتى خيار الانتخاب والاحتكام للشعب أصبح خيارا مرفوضا ويشترط ان يسبقه توافق بين الأطراف التي لا ترضى قط بأن.. تتفق..!

«من شاف ليس كمن سمع»، لولا المعابر الرسمية وسكوت السلطات المصرية ورضاها عن الأنفاق لاستسلم ومات القطاع، حيث لا زراعة ولا صناعة ولا عمل ولا مال هناك عدا ما تدفعه السلطة من رام الله من رواتب تمر عبر البنوك الإسرائيلية لعشرات الآلاف من الموظفين في غزة، البضائع القادمة من مصر مدعومة ورخيصة بعكس البضائع القادمة من المعابر الإسرائيلية حيث يباع لتر البنزين الإسرائيلي بـ 6 شيكل والمصري المهرب بـ 1 شيكل.

أسرّ لي احد الزملاء إبان زيارتنا لغزة بأن القياديين الثلاثة الذين التقيناهم من «الدكاترة» وكانت ملاحظتي هي الإعجاب بقدرتهم على التفكير والتنظير وتناغم أقوالهم، حيث لا تناقض بين ما يقوله هذا المسؤول أو ذاك، الا انني ذكرت الزميل بأن من أضاع غزة والقدس بالأمس ـ مع الفارق الكبير بالطبع ـ هم للمصادفة.. ثلاثة دكاترة!

ففي فبراير 1966 حدث انقلاب في سورية أوصل للحكم ثلاثة دكاترة أطباء جمع بينهم اشتراكهم في حرب تحرير الجزائر هم د.نور الدين الاتاسي رئيس الجمهورية ود.يوسف زعين رئيس الوزراء ود.ابراهيم ماخوس وزير الخارجية، وقد زايد ودغدغ وتشدد الثلاثة وأعلنوا بدء الحرب الشعبية لتحرير كامل التراب الفلسطيني وتحويل دمشق الى «هانوي العرب» ورفضوا الحلول الاستسلامية وصمت الرئيس عبدالناصر على مرور السفن الإسرائيلية عبر مضائق تيران مما جعله يأمر بإغلاقها وبدء حرب حزيران 67 التي أضاعت ما تبقى من فلسطين إضافة الى احتلال أراضي 3 دول عربية أخرى، والغريب ان تلك الحرب الشعبية التي يفترض ان يؤججها احتلال تلك الأراضي لم تبدأ بعد ذلك قط ولم يسمع بها احد.

استغرب كثيرون مما ذكرناه من وجود جسر ضخم فوق قناة السويس تمر من تحته السفن العابرة وقالوا انهم لم يعلموا بوجود ذلك الجسر الذي انشئ بدعم ياباني ويربط قارتي آسيا وافريقيا، وقد تم افتتاحه دون ضجة في اكتوبر 2001 بعكس ما كان يحدث ابان الحكم الثوري وطنطنته الكبرى تجاه مشروع السد العالي الذي هو في النهاية سد عادي يقام العديد من امثاله وأكبر منه في دول العالم الثالث كالهند والبرازيل وكازاخستان.. إلخ.

والحقيقة ان عدم الانجاز في مرحلة الثوريات التي تفرغت للحروب والنكسات جعلها تطبل وتزمر لمشروع السد غير العالي حيث لا يعد من الأعلى أو الأكثر تخزينا للمياه في العالم كما أتى في كتاب «Top 10» الموسوعي الشهير، اما حقبة الانتصار والانجاز القائمة فلا تجد لديها حاجة للتهليل والتطبيل لكل انجاز يتم حتى لو كان بحجم ذلك الجسر الرائع، وقديما قيل «من يتكلم لا ينجز ومن ينجز لا يتكلم».

آخر محطة:

من الأمور المستغربة هذه الأيام ان كثيرين مازالوا يلبسون الدشاديش البيضاء ونحن في عز الشتاء.

احمد الصراف

هل تنجح موضي؟

تردت مقررات المدارس الحكومية وتخلفت الأنظمة التعليمية وقواعد الرقابة على أداء المعلمين في العقود الثلاثة الأخيرة إلى مستويات بائسة وخطيرة، نتج عنها أن ولاء الكثير من المخرجات التعليمية أصبح للقوى الدينية والسياسية في الخارج، أكثر مما هو لوطنهم، مما نتج عنه فقدان الهوية لدى هؤلاء وإصابتهم بتشويش فكري واضح بسبب تداخل الديني والوطني في أذهانهم، الأمر الذي نتج عنه كل هذا الدمار في الممتلكات والخسائر في الأرواح التي فقدت في الكثير من العمليات الإرهابية دون هدف تحقق، والتي لا تزال الكثير من آثارها نائمة تنظر لحظة الانقضاض المقبلة.
وفي حركة، نتمنى أن تكون محسوبة، بدأت وزارة التربية اخيرا بالاتجاه نحو تعزيز المواطنة الصالحة في المدارس الحكومية والتأكيد على دور قيم التسامح والتشديد على ضرورة محبة الآخر واحترام أفكار الغير ومعتقداتهم، وما لكل هذه الأمور من أهمية في بناء الشخصية السوية وتهيئتها لمواجهة الظواهر الدخيلة والهدامة التي غزت مجتمعنا الصغير في السنوات الثلاثين الماضية، وأيضا لمواجهة الأزمات الطائفية والعرقية المتكررة، وربما المفتعلة، الأخيرة التي أصبحت تواجهها الكويت بشكل متكرر.
قد يكون الحلم سهلا وتدبيج الخطة أكثر سهولة، ولكن التطبيق على أرض الواقع هو الصعب، وأقرب للاستحالة.. إلا قليلا، ولكن بالإصرار والعزم المستمر يمكن أن ننقذ ما تبقى من عقول النشء من طغيان التعصب الأعمى، والتشدد ضد الآخر، ورفض المختلف، وهذا لا يمكن أن يتم دون الاستعانة بالخبرات العالمية في تطوير مناهجنا، وهو الأمر الذي سبق ان أكدنا عليه لسنوات وسنوات من خلال المقالات والمقابلات، فبغير الاستعانة بهم لا يمكن الوصول الى شيء إيجابي بسبب عدم جدوى الاستعانة بـ«الخبرات» السابقة نفسها، العربية أو المحلية، في إعادة النظر الشاملة في مناهج مدارسنا التي أتلفت بكاملها على أيدي هؤلاء.
نتمنى النجاح للوزيرة السيدة موضي الحمود في ما فشل فيه من سبقها من وزراء، هذا على افتراض أن أيا منهم حاول أصلا القيام بشيء، وربما كان المرحوم أحمد الربعي الوحيد الذي «فكر» في القيام بانقلاب ما قريب من ذلك، ولكن عدم قدرته على وقف قانون الاختلاط قضى على بقية أحلامه ونواياه.

أحمد الصراف