احمد الصراف

مقالات الشيخ راشد الحمود

أعترف بأنني لا أقرأ ما يقوم الشيخ راشد حمود الصباح بكتابته في «الوطن» منذ فترة، وليس في ذلك ما يسيء اليه بالطبع، ولكن عنوان مقاله الأخير «الصباح هم الصباح» جذبني وكانت بدايته موفقة وجميلة، كما أن نصيحته للمسؤولين بالتمسك بالدستور كانت أكثر من مقنعة، لو يتم الاخذ بها! كما أن ملاحظاته عن خلافات المجتمع الكويتي وأنها لا تختلف عن أي مجتمع آخر كانت أيضا لا بأس بها. ثم تطرق الى المعارضة، حيث وصف جزءا منها بالبنّاءة، وأخرى غير ذلك، وأن هدف الأخيرة المعارضة فقط لوجود مصالح خاصة، مستغلين علو أصواتهم للتهجم على المسؤولين. وحذر في المقال من الحلول غير الدستورية وأن ذلك سيجر البلاد إلى مشاكل لا يعرف مداها. ولكن في منتصف المقال تقريبا وردت الفقرة التالية: وهناك معارضة محترفة تحتضنها منظمات وأحزاب، وتدرب عناصرها على الأهداف التي تصب في مصلحتها وتعمل تحت تسمية «القومية العربية والناصرية والبعث»! بينما هم في حقيقة الأمر يعملون، بوعي وعلم وإدراك أو بغير ذلك، في خدمة «الماسونية العالمية»، وهي المنظمة التي تخضع للوبي الصهيوني بعد أن أسسها اليهود الصهاينة قبل عدة قرون للهيمنة على القرار العالمي! وقال الشيخ راشد ان العراب من أمثال هؤلاء -وان د. أحمد الخطيب يتبعه- تعرضوا لعملية غسل مخ في شبابهم!
وهنا فقط، عرفت لماذا لم أكن أميل الى قراءة مقالات الشيخ الفاضل، ولماذا لم أسمع أبدا أحدا يتكلم عنها، مدحا أو ذما؟! فأي ماسونية عالمية يا شيخ وأي أحزاب وخطط وسيطرة وغسل مخ لدولة كانت -عندما تعرض هؤلاء للتجنيد في أربعينات القرن الماضي، وفق زعمكم- لا تعني الكثير لأحد؟! وإن كانت تلك القوى تعرف قبل 60 عاما ما ستنتهي اليه الأوضاع في الكويت اليوم، فأنا أول من يقف معها محييا سطوتها وقوتها وخبرتها! ولكن إذا كانت هذه القوى في خدمة الصهيونية العالمية، فلماذا فشلت في الفترة نفسها في القضاء على مقاومة الشعب الفلسطيني الأعزل في غالبه وانتفاضة أطفال الحجارة طوال العقدين الماضيين؟!

أحمد الصراف