سامي النصف

عندما تتلألأ الخيران

حضرنا أمس الأول يوما مشهودا افتتحت خلاله المرحلة الثالثة من مشروع لآلئ الجنوب الذي كان حلما آخر يتحقق من احلام العم خالد المرزوق الذي كان المبادر دائما في انشاء المشاريع المميزة التي تضيف لوجه الكويت الحضاري الشيء الكثير، كتجمعات الأسواق الضخمة ومواقف السيارات ومجمع لؤلؤة المرزوق وسوق السالمية ومركز الطب الاسلامي وغيرها.

ومعروف ان ارض «مدينة صباح الأحمد البحرية» كانت ارضا سبخة طينية عديمة النفع حوّلها المشروع الواعد الى مدينة رائعة ومعلم جميل تطل بيوته ومنتجعاته على الشواطئ البيضاء والمياه الزرقاء، وقد تحملت الشركة المطورة تكاليف اقامة البنى الاساسية من كهرباء ومياه وطرق وجسور وردم وبناء دون كلفة على الميزانية العامة للدولة، وهو نهج يجب ان يشجع ويدعم، لا ان يحارب ويعرقل.

وحتى نعرف ما تم وسيتـم توفيـــره علينـــا كمواطنـــين ملاك للمال العام، علينا ان نرجع للغة الارقام، فسيكلف المشروع الشــــركة المطـــورة ما يقارب المليار دينار (في الكويت لا خارجها) حيث سيبلغ حجم اعمــــال حفر القنوات ورفع منسوب القســــائم ازاحة ما يـزيــــد عن 138 مليون متر مكعب من الرمال، والمياه 82 مليون متـــر مكعب، وحجم الرمال المغسولة 4.7 ملايين متر مكعب اضافة الى 4.2 ملايين طن من الصخور لحماية الشواطئ وسفلتة 3.65 ملايين متر مربع من الطرق، وما يزيد على 713 ألف متر طولي من أنابيب المياه العذبة والصرف الصحي والري و1.590 مليون متر طولي من الكيبلات والألياف البصرية.

وسيتمكن المشروع الخيّر في نهاية اعماله من استيعاب 95 الف نسمة، ومد شواطئ الكويت الحالية من 120 كم (الأبراج حتى النويصيب) الى 200 كم اضافية ضمن المدينة البحرية، وخلق حياة بيئية رائعة تعالج خلالها مياه الصرف الصحي ـ للعلم تقذف جور الشاليهات الحالية تلك المياه في البحر المقابل للشاليه ـ لأغراض الري وتفتح الباب لاستيطان 800 نوع مختلف من الأسماك والمخلوقات البحرية المختلفة.

وكان محزنا ان نعلم ان بداية المشروع الواعد كانت في ديسمبر 1989 اي قبل ان نرى مدنا بحرية شبيهة في المنطقة وكان المشروع يحتوي في الاصل على 14 مدينة بحرية كفيلة بتوفير قسيمة سكنية تطل على البحر لكل مواطن وبسعر معقول، ولنا ان نتصور كم الزيادة في التكلفة التي نتجت عن ذلك التأخير الطويل غير المبرر ومعها معرفة كم المليارات التي خرجت من البلد بسبب ذلك.

آخر محطة:

الآن وبعد ان حصلت الحكومة على الدعم الواسع من «كتلة الانماء» في المجلس هل سنشهد ثورة في المفاهيـــم تجعل من الكويت ورشة إعمار وبنـــاء وتدفع بالرجال المناسبين في الأماكن المنــــاسبة؟!

احمد الصراف

علينا العوض

يشعر الفاسد بالسعادة عندما يجد أن كل من حوله ليسوا أقل فسادا منه.
***
كتب النائب السابق أحمد المليفي مقالا بعنوان «إمام ومزور وقاتل» تطرق فيه لنبذة عن حياة أحد المتلبسين بلبوس الدين من المشتغلين بالصحافة، والإخراج، وتأليف القصص الدينية، وتقديم البرامج في أكثر من جهة إعلامية، إضافة إلى إمامته للصلاة، وكيف أنه حصل على جنسيته بطريقة مشبوهة، بعد أن أخفى جنسية والده، وانه اختط لنفسه خط الدين لسهولته، وللوصول من خلاله إلى أهدافه وتحقيق الشهرة وجمع المال، وكيف أنه دخل عالم السحر والجان وجنى الكثير من ادعاء العلاج فيه، إلى أن تركه لغيره بعد أن ارتكب خطيئة أودت بحياة إحدى «ضحاياه»، (ويقال بأنه حكم عليه بالسجن عشر سنوات، ولكن الحكم لم ينفذ)! كما اتهمه بفبركة كثير من الاتصالات والرسائل التي يدعي تلقيها من جمهوره، والتي يقوم بإعدادها طاقمه «المشبوه»! واتهمه أيضا بـ«..اختلاق كثير من القصص للإساءة للوطن وتشويه صورته بالرغم من أنه موجود في الوطن..»! وطالب الكاتب الحكومة بضرورة فتح ملف جنسية هذا المدعي للتأكد من صحة إجراءات حصوله عليها. وبالرغم من أن كاتب المقال لم يذكر اسم الشخص المعني في مقاله صراحة، فان كم التعليقات على المقال في المنتديات والصحف الإلكترونية فاق التصور، وورد في كثير منها الاسم صراحة، وربما اعتقد هؤلاء أن ما ورد في مقال السيد المليفي صحيح إلى درجة لا يستطيع المعني بالأمر نكران التهم. وبالرغم من اتفاقنا مع الزميل في أغلبية، إن لم يكن في كل ما أورده في مقاله من ضرورة محاسبة هذا الشخص، لكن ما هو مهم وضروري بالقدر نفسه، محاسبة الجهات التي سهلت لهذا الشخص حصوله على الجنسية بطريقة ملتوية، وكيف أنها تدخلت المرة تلو الأخرى، سواء في مساعدته على الحصول على الجنسية، أو بالحصول على موافقة أهل المتوفى على يده بإسقاط التهمة عنه، أو باحتضانه ومساعدته على الوصول. كما من المهم كشف الجهات التي احتضنته، وهو الذي تدور عشرات علامات الاستفهام حوله، وجعلت منه نجما صحفيا وعلما تلفزيونيا، هؤلاء هم شركاؤه الرئيسيون الذين يجب أن يلاموا ويحاسبوا بالقدر نفسه، والسكوت عنهم لا يعني إلا توقع «إنتاج واختراع» مزيد من أشكال هؤلاء الذين هم على استعداد لبيع أنفسهم لمن يشتري، ولو بأبخس الأثمان.

أحمد الصراف