سامي النصف

مقترحات مواطن كويتي لقمة خليجية

بودنا ان يخلق نظام خليجي موحد لنظام البيعة وتوارث الإمارة، يبدد الغموض ويقضي على الاختلاف ويرسخ بالتبعية الاستقرار السياسي وبشكل دائم في الدول الخليجية، والأمر ليس صعبا كما ان التشريعات تصبح أكثر سهولة في التطبيق عندما تكون موحدة ومعمولا بها من قبل الجميع.

ومادمنا كدول خليجية متحدين في السراء والضراء ونتحمل جميعا تبعات القرارات السياسية والاقتصادية «الرئيسية» التي تصدر، لذا نود ان يتم حصر مثل تلك القرارات الاستراتيجية في القمم الخليجية لكي تبعدها عن الفردية، مستذكرين التجربة المرة للجامعة العربية وتحمل دولها الدائم لتبعات القرارات المصيرية لبعض قياداتها المتأزمة كصدام ومن سبقه ولحقه من قيادات ثورية مغامرة.

وبودنا ان تتقدم القمة الخليجية المنعقدة في الكويت بمقترح معلن للجارة المسلمة ايران تعلن ضمنه استعدادها لدفع تكاليف إنشاء مفاعل نووي على أحدث طراز يخضع لشروط السلامة الدولية يقع على المحيط الهندي الواسع كبديل لمفاعل بوشهر (التشرنوبلي) المنشأ عام 75 على ضفاف الخليج الضيقة والذي تشرب من مياهه دول الخليج وايران، ويمكن الاستشهاد بتجربة الدنمارك مع السويد التي أوقفت العمل بأحد مفاعلاتها النووية الحديثة الواقع مقابل الشاطئ الدنماركي حفاظا على روح الاخوة الصادقة التي تربط بين شعبيهما.

وبما ان السياحة والاستثمار هما البديل الحقيقي للنفط، بودنا ان تخلق هيئة سياحة واستثمار خليجية مشتركة تسوق الدول الخليجية كوحدة واحدة، فالذي يزور البحرين على سبيل المثال يسهل له ان يزور بعدها بعض أو كل الدول الخليجية الأخرى كحال دول شرق آسيا التي تسهل على من يزور سنغافورة ان يزور ماليزيا وتايلند… إلخ.

وبودنا ان نتقدم مستقبلا بطلب استضافة بطولات دولية كمونديال كرة القدم كوحدة جغرافية واحدة ومن ثم تتوزع المباريات على دول المجلس كافة مع إقامة المباراة النهائية في احدى عواصمها كالرياض وهو أمر قامت به دول أكبر من دولنا وأكثر تباعدا منها كاليابان وكوريا.

آخر محطة:

1 ـ كلاكيت ثاني مرة، مع استضافة الكويت للقمم الاقتصادية والخليجية وغيرها يتوافد على البلاد آلاف الاعلاميين ممن يرغبون وبشكل ملحّ في عمل لقاءات إعلامية مع المختصين من أهل البلاد المستضيفة كالحال عندما تعقد القمم المشابهة في القاهرة وبيروت ودمشق… إلخ ونرى على الفضائيات الساسة والإعلاميين والمفكرين والمثقفين من اهل تلك البلاد وهم يتحدثون عن خلفيات ما يطرح بعد ان يتم عمل «بريفنغ» متواصل لهم حتى لا يهرفوا بما لا يعلمون.

2 ـ في الكويت لا يبلغ احد قط بما سيجري في تلك القمم ومن ثم نخلق معادلة غير حكيمة مضمونها «من يعرف لا يتكلم، ومن يتكلم لا يعرف» ويساء في النهاية لسمعة الكويت وتذهب كل الأموال التي دفعت لاستضافة الإعلاميين الخليجيين والعرب والأجانب سدى بعد ان ييأس ويكلّ ويملّ هؤلاء من وجود من يجيب عن تساؤلاتهم واستفساراتهم، والموضوع ذو شجون.

سعيد محمد سعيد

بائعة المناديل

 

إذا شاهد القراء الكرم مقطعا إعلانيا قصيرا اسمه (بائعة المناديل)، وهو بالمناسبة ينتقل عبر البريد الإلكتروني هذه الأيام، فلا شك وأنه سيعبر عن إعجابه بالفكرة التي تهدف إلى نشر الابتسامة والتسامح بين الناس.

ولعل أحد الزملاء الأعزاء، وهو الأخ الكريم واصل عزيز، مشرف موقع (منتدى الإحساس)، هو أول من شرح قصة فتاة صغيرة تبيع المناديل، مرت على سيدة تبكي… وقفت الفتاة تتأملها لحظة ثم رفعت السيدة رأسها والدموع تغرق وجهها، فقدمت لها الطفلة منديلا وهي تبتسم بصدق ثم انصرفت دون أن تتسلم ثمن العلبة ملوحة للسيدة التي أرسلت رسالة نصية إلى زوجها الجالس حزينا في أحد المطاعم كتبت فيها: «آسفة… حقك علي»، قرأها وابتسم واعطى الجرسون 50 جنيها مع أن حساب الفاتورة 5 جنيهات! فرحا بهذا الرزق الذي لم يكن ينتظره.

يخرج العامل من المطعم ويقدم جنيها من الخمسين لسيدة عجوز تفترش ناصية الشارع تبيع الحلوى فيشرق وجه السيدة فتلم بضاعتها المتواضعة وتذهب إلى الجزار لشراء قطعة من اللحم وتذهب إلى بيتها لإعداد العشاء في انتظار حفيدتها التي هي كل ما لديها في هذه الدنيا… جهزت الطعام وهي تتبسم، وفي هذه الأثناء تدخل الطفلة بائعة المناديل وعلى وجهها ابتسامة رائعة تنير وجهها الطفولي الجميل لتتناول العشاء مع جدتها، ولننظر إلى الربط من بداية القصة إلى نهايتها، لندرك حديث نبينا محمد «ص»: «تبسمك في وجه أخيك صدقة».

تأملت شخصيا هذه الصورة، القادمة من مجتمع غربي أصبحت الكثير من مؤسساته تدرك أهمية نشر التسامح والمحبة، وربطتها مع عمل رائع نراه قليلا في الإعلام العربي لكن لا بأس به، وفي الوقت ذاته، تأملت بضع حوادث مؤلمة، كحادثة اعتداء مواطن جنسيا على ابنة شقيقة زوجته البالغة من العمر 8 سنوات بهتك عرضها، وحادثة الاعتداء على طفل في دولة الإمارات من قبل وافد أجنبي اعتدى عليه في دورة مياه أحد المساجد صبيحة عيد الأضحى المبارك وكتم أنفاسه ليمنع صراخه ثم ليترك جثة هامدة، واستحضرت حادثة طفل «حائل» الذي اعتدى عليه وحش بشري ثم قتله ورماه في الصحراء ليلقى ذلك الوحش – قبل أيام – جزاءه بالإعدام بعد ضبطه وهو يحاول الاعتداء على ضحيته… الرابعة! واستحضرت الكثير الكثير من الدعوات العدائية والتحريضية في المجتمعات الإسلامية التي لا ينفك مروجوها من بثها ليل نهار، وعندنا في المجتمع البحريني منها الكثير (الفاشل)والخسيس.

كم بيننا من يقدر على الإتيان بالعمل الذي قامت به بائعة المناديل؟ الكثير قطعا، مع القليل من الأشرار الذين يرفضون التبسم في وجوه الناس، حتى أن بعضهم يرى أن من هندام المؤمن المتقي، أن يكون متجهما صلفا محمر العينين حتى في وجوه أهله… لكن كم منا من بكى وهو يسمع ويقرأ عن الوحوش التي تترعرع بيننا؟