سامي النصف

الندوة الدولية لحقوق المرأة الإعلامية

أكتب من الاسكندرية حيث اشارك في انشطة الندوة الدولية التي يرعاها المعهد الملكي السويدي والجامعة العربية ومركز المرأة العربية للتدريب والبحوث التونسي (كوثر)، وبدعم من صندوق الامم المتحدة الانمائي وبرنامج الخليج العربي لدعم المنظمات الدولية.

وتهدف الندوة لدعم المرأة في العالم وتصحيح صورتها النمطية في وسائل الاعلام وتمكينها من اخذ فرصتها كاملة في المجتمع، وقد حضر المؤتمر وفود من كثير من الدول الاجنبية والعربية والخليجية وقد تمت خلال اليومين مناقشة قضايا فكرية مثل: هل دور الاعلام في العالم هو نقل ما يجري فقط ام ان له الحق في خلق اجندات خاصة به يقوم بتسويقها كحال حقوق المرأة؟

وطرح ضمن الندوة قضية مهمة اخرى هي ضرورة الربط والتنسيق بين مراكز الدراسات والابحاث الداعمة للمرأة والدور الاعلامية، فلا فائدة ترجى من كم هائل من الابحاث والدراسات اذا لم يتم ايصالها للجهات المعنية التي تقوم بتنفيذ ما يوصى به.

ورغم ان الكويت هي إحدى الدول التي اشتهرت بصحافتها منذ أمد بعيد الا انها لا تملك مواثيق شرف اعلامية كحال مصر وتونس والمغرب والسعودية وباقي الدول العربية، والتي تحث على عدم التمييز او التحيز بسبب الجنس، ومما زاد الطين بلة في بلدنا صدور تشريع يمنع النساء من العمل الليلي ـ كحال متطلبات الاعلام ـ غير المعمول به في بلدان العالم الاخرى.

وقد ترأست جلسة هدفت لتفعيل الوثيقة الاستراتيجية المسماة «الاعلام العربي من منظور النوع الاجتماعي» عبر الاخذ بركائز تهتم أولاها بتحسين صورة المرأة في وسائل الاعلام، والثانية بترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص الاعلامي، والثالثة بخلق شبكات تحليل صورة المرأة في وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية.

آخر محطة:
 
1 – ابديت دهشتي الشديدة من ان المنطقة التي اخرجت للعالم نساء مثل كليوبترا ونفرتيتي وبلقيس وسميراميس وزنوبيا والزباء وشجرة الدر ..الخ، هي الاكثر ظلما وقمعا لهن هذه الايام.

2 – اضحكت المجتمعين مداخلة لاعلامية شابة ذكرت تفاصيل ما جرى لها في مؤتمر اعلامي عربي عقد قبل مدة، حيث صال وجال فيه احد الاعلاميين المعروفين الكبار معترضا على عمليات التحرش الجنسي بالاعلاميات، وتقول انه محا بالليل ما قاله في الصباح حيث قام بالتحرش الجنسي بها رغم عدم سابق معرفة بينهما، ضحك اقرب للبكاء على مظلوميات النساء في منطقتنا العربية التي تحتاج لثورة شاملة في المفاهيم العامة حتى نصل الى الف باء الحضارة.

سعيد محمد سعيد

حقيقتان عن… الفساد!

 

قد لا أتفق تماما مع المدون البحريني الصديق خالد قمبر فيما كتبه في مدونته تحت عنوان: «مازال الفساد… منتشرا بين العباد»، خصوصا في قوله إن قضايا الفساد الإداري والمالي أصبحت اليوم من الأعراف، ومن السمات في مجتمعنا الصغير، لكنني، وهو – أي قمبر – والكثيرين غيرنا، لا نستطيع أن نغمض أعيننا أو نكذب ملفات الفساد الحقيقية التي لم تعد خافية، ولا نستطيع أن ننكر وجود قضايا فساد نظرتها وتنظرها المحاكم، لكن من المؤلم أن نعتبرها أعرافا وسمات.

شعار اليوم العالمي لمكافحة الفساد، الذي يصادف يوم التاسع من ديسمبر/ كانون الأول هو: «لا تتركوا الفساد يقتل التنمية»، وقد لفتت نظري عبارة وردت في كلمة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حين قال: «الفساد ليس نوعا من القوة الهائلة المجردة. بل إنه يحدث نتيجة لقرارات شخصية، يدفعها الجشع في معظم الأحيان»، لكنني، ووفقا لفهمي المتواضع، أجد حقيقتين ساطعتين، الأولى هي أن الفساد، في الدول النامية وفي مقدمتها الدول العربية، هو الفيروس الأخطر الذي يفتك بالتنمية ويدمر العدالة الاجتماعية ويؤدي إلى اضطراب المجتمعات، أما الحقيقة الثانية، وهي الأوجع، هي أن معظم الحكومات تدري وتعلم وتندد وتهدد بأن تضرب بيد من حديد على أيدي المفسدين، لكنها في النهاية، تتستر عليهم وربما كافأتهم نظير أعمالهم الوطنية الجبارة!

قد أكون مخطئا في استنباط تلك النتيجة، لكن وفقا للتقرير الدولي للفساد 2009 الصادر عن منظمة الشفافية العالمية واستطلاعه الذي شارك فيه 73 ألف شخص من 69 دولة، أجاب 93 في المئة منهم أن أسباب الفساد في القطاعات والخدمات الحكومية هو غياب العقوبات، فيما رأى 84 في المئة أن السبب هو الرغبة في الحصول على الثروة الشخصية، وأشار 78 في المئة من العينة إلى أن السبب هو سوء استغلال السلطة، ورأى 66 في المئة أن السبب هو عدم وجود معايير واضحة للسلوك، واعتبر 75 في المئة أن السبب هو ضغوط من المديرين أو أشخاص في مراكز عليا، أما ما نسبته 81 في المئة من العينة فقد أشارت إلى أن السبب هو انعدام الشفافية.

هي خطوة مهمة تلك التي أعلنها معالي وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة عن استحداث شعبة في الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية مهمتها مكافحة الفساد باتباع الوسائل القانونية في الكشف والمتابعة، وتقديم المتورطين في حالات الفساد إلى العدالة والإعلان عن تخصيص خط ساخن لتلقي الشكاوى والملاحظات المتعلقة بحالات الفساد لمتابعتها والتأكد من حدوثها واتخاذ الإجراءات المناسبة بصددها.

سيواصل المفسدون (فسادهم)غير آبهين بالقوانين، وسيتستر عليهم آخرون! لكن عليهم أن يضعوا كلام الوزير نصب أعينهم من أن انتشار ظاهرة الفساد من شأنها خلق المزيد من الإرباكات في الخطط الوطنية للتطوير والتحديث، وزيادة معدلات التضخم والإضرار بمبادئ العدالة والنزاهة والشفافية فيما يخص استغلال الطاقات البشرية والإمكانات المادية.