لا ادري لماذا اتذكر دائما السيد يوسف العميري، الذي عين نفسه وبعض افراد اسرته مشرفين على اعمال «بيت الكويت للاعمال الوطنية»، كلما قرأت خبرا عن انجازات السيد عادل الفلاح، وكيل وزارة الاوقاف، الذي لا يكل ولا يمل من تقديم مشروع ضخم وفخم ليلحقه بآخر اكثرعظمة وفخامة، فمن مشروع الوسطية الى شقيقه الاكبر المركز العالمي للوسطية الى تابعهما «مشروع علماء المستقبل» وهلم جرا، وكأنه شعلة ابداع ونشاط ومصدر نور لا ينتهي. اكتب ذلك بمناسبة التصريح الاخير للسيد الفلاح في جريدة السياسة، (26 ـــ 11)، والذي اعلن فيه ان 2150 شخصا تقدموا لشغل وظيفة إمام، وان 29 فردا فقط تمكنوا من اجتياز اختبارات القبول الشفهية والتحريرية. وهذا يعني نسبة اقل من واحد ونصف في المائة، مقارنة بأكثر من ضعف تلك النسبة في معهد الهند للتكنولوجيا ITT، وهو اختبار القبول الاصعب في العالم اجمع!
وذكر السيد الفلاح في تصريحه كذلك ان اعتماد هؤلاء تم مواكبة لزيادة جمهور المصلين واعداد المساجد! ثم يبدو انه نسي ما ذكره في البداية، حيث صرح قبل النهاية ان هؤلاء «الأئمة» سيكونون جاهزين في وقت الحاجة اليهم (!).
أما اجمل واكمل ما تضمنه تصريح السيد الوكيل فقد كان قوله ان وزارته، التي «كوّش» حزب الاخوان على مقدراتها منذ سنوات، تهتم بتوظيف الائمة والمؤذنين وتسهل تأهيلهم تأهيلا مهنيا عن طريق عقد دورات تدريبية وحضور مؤتمرات خاصة لهم في المساجد وتبادل خبراتهم مع الدول الاخرى(!) فهل اصبح المؤذن في زمن السيد الوكيل من الخبرات النادرة بحيث اصبح يحتاج الى دورات خاصة وتأهيل مهني واقامة مؤتمرات وتبادل خبرات مع الدول الاخرى؟ وكيف لم يكن الامر كذلك منذ الدعوة المحمدية قبل اكثر من 1400 عام وحتى يوم 26-11-2009؟
والاهم من كل ذلك اين ذهب عشرات آلاف الكويتيين الذين انهوا دراساتهم في المعاهد الدينية في الكويت ومصر والسعودية، وآلاف غيرهم ممن صرفت الدولة مئات ملايين الدنانير على تحصيلهم الدراسي والذين انهوا دراساتهم الجامعية في الكويت وغيرها من جامعات الدول الاسلامية في مواد وتخصصات الشريعة؟ فهل اصبحوا جميعا محققين في الداخلية، او في انتظار الوزارة مثلا؟
أحمد الصراف
[email protected]