في قصيدة خالدة لأمير الشعراء أحمد شوقي يذكر بسخرية شديدة ـ تحولت فيما بعد إلى واقع مرير لدينا ـ قصة صاحب الكلب الذي يذرف الدمع مدرارا على كلبه الذي يموت أمام عينيه من الجوع إلا انه يبخل عليه بقطعة صغيرة من الخبز الذي يحمله بيديه قائلا «إلى هذا الحد لم تبلغ مودتنا»!
علاقة كثيرين بالكويت المظلومة تتطابق كثيرا مع مقولة صاحب الكلب، فالكل يدعي وصلا وحبا وهياما بالكويت ويذرف الدمع الساخن عليها إلا ان مودتهم للكويت لا توقف قط سرقاتهم لها وتفريطهم الشديد في أموالها، فالسرقة الكويتية هي للعلم الأسوأ في العالم حيث لا يمانع السراق في تضييع مئات وآلاف الملايين من الأموال العامة كي يدخل جيوبهم مليون أو اثنان.. قبل البكاء على الكويت.. وبعده!
ومن خصائص السرقات الكويتية التي تميزنا كذلك عن سرقات العالم أجمع والتي تظهر وبحق ان من يدعي حب الكلب هو من يروم فعلا قتله وموته، ظاهرة عدم الاكتفاء بهدر وسرقة المال العام بل الإصرار على ألا يكون هناك شيء يستحق بالمقابل، لذا يتم الحرص على شراء أسوأ أنواع مواد البناء والمعدات والمضخات… إلخ حتى ننتهي دائما بخرائب وأطلال دون فائدة.
ومن أكبر دلائل الرغبة الحقيقية في موت وقتل الكويت عدم محاسبة ـ ان لم نقل مكافأة ـ من يضر بها عبر سرقة أموالها العامة والخاصة، فمشاريعنا الكبرى هي سرقات كبرى، وشركاتنا المساهمة وأسواقنا المالية هي أمكنة مشاعة ومباحة للنهب والسلب والنصب دون حسيب أو رقيب، وهل سمع أحد قط بمساءلة أو محاسبة واحدة لمن دمر البلد أو أضر به؟! وهل شهد التاريخ بلدا ترتكب فيه مثل تلك الجرائم العظمى دون القبض ولو مرة واحدة على الفاعلين؟!
ومن الدلالات الأكيدة على عدم حب البلد محاربة الأكفاء والأمناء والمنجزين والمخلصين له، وتدليل وتقريب المستغلين والمدمرين وتسليمهم المراكز الرئيسية والمفصلية التي تضمن وصول خرابهم المالي والإداري لكل ركن من أركان الدولة، وقد كشف ذات مرة ان سقوط دولة عظمى كالاتحاد السوفيتي قد تم على معطى تجنيد أعدائها لبعض مسؤوليها وتوصيتهم بشيء واحد فقط هو إبعاد الأذكياء والأكفاء وتسليم المناصب لغير المؤهلين، الاتحاد السوفيتي أسقطه الأعداء أما بلدنا فيدمره كل يوم من يدعي الوصل به ولا حول ولا قوة إلا بالله.
آخر محطة:
(1) اذا كان الجميع يدعي حب الكويت والإخلاص لها فمن حقا يقوم بسرقتها وتدمير مستقبلها؟!
(2) من يحب الكويت فعلا لا قولا يخلق ويفعّل آليات محاسبة شديدة للمتجاوزين والمتلاعبين في السلطات الثلاث ودون ذلك.. على الكويت السلام.