تواجه شريحة من المعلمات اللواتي يطلقن على أنفسهن اسم «معلمات النصف»، وهن أولئك المعلمات اللواتي يعملن في مدرستين، ظروف عمل تتطلب نظرة من قبل المسئولين، لذلك، فهن يعلقن آمالا على أن تصل شكواهن إلى وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، وهن على ثقة أيضا، بأن الملاحظات التي يطرحنها ستلقى اهتماما من قبل الوزير.
أنصاف المعلمات، هن أولئك اللواتي لديهن نصاب قليل في المدرسة التي يعملن بها، ووفقا لنظام متبع، يتم نقلهن إلى مدرسة أخرى، في بعض الأيام، وهو وضع يشق عليهن كثيرا لعدة أسباب أهمها:
– تعدد المناهج، فنصف المعلمة، تضطر إلى التحضير ووضع امتحانات في كلا المدرستين.
– كثرة الأعباء والأعمال الملقاة على عاتقهن من كلا المدرستين.
– تعدد الأمزجة الإدارية لكلتا المدرستين، فكلاهما تعتبران المعلمة ملكا خاصا للمدرسة، يجوز التصرف فيها كيفما تشاء، ولا يجوز للمعلمة التذمر، ولا حتى قول (لا)!، والسبب كما ذكرت إحدى المعلمات، أن مديرة بإحدى المدارس قالت، وربما خانها التعبير، إن الوزارة (اشترت) المعلمة، وعليها أن تعمل ليل نهار!
– الكمية الكبيرة من الملفات والامتحانات التي تحملها المعلمة معها إلى المنزل لتصحيحها، ورصد درجاتها والتي تسبب الكثير من العبء الأسري والاجتماعي وكذلك النفسي.
– التكلفة المادية التي ترهق (نصف المعلمة)، إذ تصرف المبالغ لتوفير الأحبار والأوراق ولوازم أخرى كثيرة تضطر لتوفيرها لكسب الوقت نظرا لضيقه في كلتا المدرستين.
– معاملة بعض مديرات المدارس للمعلمة النصف التي تعمل بمعدل يومين لديها، وكأنها ترتكب مخالفة إدارية كبيرة لأنها لم تتواجد في الأيام الأخرى.
– الضغط النفسي الكبير على أنصاف المعلمات من قبل بعض المديرات، إذ تضغط بعضهن على هذه المعلمة وتحملها الكثير من المسئوليات.
وما لا شك فيه، فإن نظاما كهذا، لابد وأن يكون له تبعات متعددة وسلبيات، لكن، لابد من التأكيد على أن واجب المعلمة المقدس، سواء كانت معلمة (كاملة) أو (نصف معلمة)، يلزمها القيام بدورها الوطني في أداء دورها في تعليم أبنائنا وهذا ينطبق أيضا على المعلمين الذكور، ومع ذلك، فإنه من الأهمية بمكان أن ينظر المسئولون بالوزارة، إلى الملاحظات التي تطرحها (أنصاف المعلمات) والعمل على تصحيحها بغرض الاستفادة من جهد كل معلمة بحيث تتمكن من العطاء بشكل أفضل.
ويبدو أن قائمة معاناة المعلمين والمعلمات طويلة ومتشعبة وبعضها معقد، وكلما طال أمد بقاء تلك المعاناة، كلما تضرر الأداء في المدارس، ولعل المسئولين بوزارة التربية والتعليم أكثر اطلاعا منا على حقيقة الوضع، وكذلك، هم الأخبر بما سيتم اتخاذه من خطوات لتصحيح بعض الأوضاع الخاطئة، وسنكون سعداء بالاطلاع عليها.