احمد الصراف

بكارة باربي

أعلنت شركة صينية في أغسطس الماضي البدء بإنتاج ما يمكن استخدامه من قبل البعض كغشاء بكارة يقوم بأداء عمله نفسه ويأتي بمفعوله ذاته ويحفظ السر ويبقيه ويحقق أمنية البعض المتمثلة في أن الشرف «الرفيع» لا يسلم من الأذى حتى يراق على جوانب «سريره» الدم، علما بأن ثمن «الغشاء أو البتاع» لا يتجاوز 15 دولارا فقط، فما أرخص الشرف عندما يصبح ثمنه بمثل هذا التدني!
الأمر ليس نكتة سمجة، فمثلما قبلنا قبلها أن تكون لنا دمى محجبة ليلعب بها أطفالنا ويعتادوا الوجه المحجب، ومن صنع الصين، فعلينا الآن قبول فكرة الاستعانة بغشاء بكارة صناعي بكامل المواصفات والمميزات، لنغطي به عيبا أو غلطة ما، وبعون ودعم فني صيني أيضا، ولو كان ملحدا! وقد علق أحد الكتاب في مطبوعة هولندية، بأننا قراء جيدون لهوسنا واحتياجاتنا المظهرية التي لا علاقة لها بالمضمون بسبب حالة التناقض، أو الشيزوفرينيا الحادة، التي نعيشها. فالمسابيح اليدوية التي نستعين بها في أداء صلواتنا وتبليغ أدعيتنا هي من صناعة صينية، والسجاد الذي نصلي عليه من صادرات الصين، وما هو مزود منه ببوصلة للدلالة على اتجاه الكعبة من صنع الصين أيضا، وملابس الصلاة الوقورة وأقمشة الإحرام غالبا ما تكون صناعة صينية، حتى مايوه «باربي» الشرعي والمحتشم من صنعها. والمصنع الصيني ليس غبيا ولا يلام إن فكر بصنع مثل هذه المنتجات ما دام هناك شعوب كسولة ومحدودة الفهم وكثيرة المال لا تزال تعطي أهمية طاغية لمثل هذه المواضيع البالية الخالية من المنطق. فكما قبلنا أن نشتري من الصين المايوه الشرعي لشدة اهتمامنا بالشرعي من المظاهر في حياتنا، قمنا أيضا باستيراد غشاء البكارة الصناعي من المصدر ذاته، فما أقبح تناقضاتنا. وقد دفع هذا الأمر البعض للتساؤل بخبث: هل الصين تحرض فتياتنا على الفجور بترويج مواد صناعية يمكن بها إخفاء تبعات ومظاهر «الانحراف» أم تساعدنا في الاحتفاظ بكرامتنا؟

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

«فورمات» هتك الأعراض بخاصية «التكنولوجيا المتقدمة»

 

بالتأكيد، من حق أي شخص، وقبل أن يقرر إجراء مسح وتنظيف وإعادة صياغة تشغيل جهاز الحاسب الشخصي أو المحمول أو حتى الهاتف الجوال «فورماتنج»، أن يفكر مرات ومرات، ويدقق في اختيار من سيقوم بإجراء العملية مرات ومرات… وخصوصا بالنسبة للفتيات والسيدات… ولا يستثنى منهم الشباب والرجال طبعا… لأن هناك، من لا يوثق فيهم من المرضى ومجرمي الأخلاق ممن يعملون في محال صيانة الكمبيوتر والهواتف النقالة، من سيقوم بهتك أعراض الناس بخاصية التكنولوجية المتقدمة… مرات ومرات ومرات.

بالطبع، ليس كل المهندسين والفنيين من بحرينيين وغير بحرينيين ممن يعملون في الورش التقنية هم من الأشرار، وليسوا جميعا من الأخيار قطعا… لكن يبدو أن «الأشرار» منهم بلغوا درجة من انعدام الأخلاق والخوف من الله سبحانه وتعالى حتى استباحوا لأنفسهم هتك أعراض الناس وأسرارهم من خلال تناقل (صور عائلية خاصة)، أو ابتزاز فتاة بما في كمبيوترها المحمول أو هاتفها النقال، ولله الحمد أنهم قلة، وعلى قلتهم فإن خطرهم لا يمكن الاستهانة به اطلاقا.

لا أقول بأن هناك ظاهرة مثيرة للقلق في المجتمع البحريني بسبب وجود «قراصنة الهواتف النقالة وأجهزة الحاسب الآلي» الذين يستولون على أسرار الناس ويظهرون سلوكهم الإجرامي في الابتزاز أو التشهير بخلق الله، لكن يمكن لواحد خبيث أن يثير زوبعة أخبث منه يشارك فيها بالتالي شرذمة من الخبيثين فيتحول خلاف شخصي من شخصية دينية أو ثقافية أو سياسية وأحقاد فردية الى مستنقع كبير تتكاثر فيها الفيروسات الضارة… وأخطر ما في الأمر أن هناك من يبدأ مشواره الفضائحي في المنتديات الإلكترونية والقوائم البريدية لديه بالإستهلال بآيات من القرآن الكريم وبضع أذكار مأثورة، وكأنه سيبدأ أولى خطواته في فعل خير ينفع الناس!

في شهر أغسطس/ آب الماضي، صدر حكم من المحكمة الجنائية الثالثة على متهم بحريني في السابعة والعشرين من عمره، بالحبس ستة أشهر مع النفاذ، بعد أن انتحل صفة فتاة على الانترنت، واستطاع أن يقوم بالاستيلاء على صور فتاة بحرينية في الخامسة عشرة، من ملفاتها على الكمبيوتر وهددها بأنها إذا لم تقم معه علاقة عاطفية، فسوف يقوم بنشر هذه الصور على الانترنت والهواتف، وهذه الحادثة، أثارت الكثير من النقاش بين الناس، وربما دقت جرس تحذير وإنذار لأولياء الأمور وللشباب وخصوصا الفتيات، ذلك أن هناك نمطا خبيثا بدأ يتواكب مع ثورة المعلومات والتكنولوجية المتقدمة التي هي نعمة يتوجب استغلالها والاستفادة منها في الساحة المعرفية والعلمية، لا أن تتحول الى بوادر «نقمة» تعددت صورها وتأثيراتها على السلم الإجتماعي بدءا بالطائفية البغيضة والتحريض على الكراهية انتهاء عند تصفية الحسابات بطريقة «عفنة» لا تروق إلا لأصحاب النفوس العفنة.

وتحت شعار: «الدال على الخير كفاعله»، لا يختلف الموقف بالنسبة للعشرات من الناس مع شديد الأسف، في تبادل الرسائل الإلكترونية تتعلق بحاجة مريض للتبرع بالدم، أو تناقل بحث علمي أو ثقافي نافع، أو تبادل معلومات طبية أو تربوية أو ملفات مرئية ومسموعة تسهم في الارتقاء بالشخصية… أقول لا تختلف عن تبادل رسائل وصور مسيئة للناس وتلك التي تأخذ الطابع الفضائحي، وأخرى تنال من العديد من الناس، ولا يتورع المرسل والمستقبل ومعيد الإرسال من أن يرسل «الخبيث» الى العشرات من المدرجين على قائمته البريدية الإلكترونية… وربما بدأها أحدهم أو أنهاها بعبارة: «استغفر الله العظيم».

خذوا الحذر يا جماعة… فلا تأخذوا حاسبكم الشخصي أو المحمول أو هاتفكم النقل للـ«فورمات» أو للتصليح الا للفنيين الذين تثقون فيهم فأولاد الحلال كثر وأكثر من غيرهم! وإن وثقتم، تذكروا جيدا ألا يعبث أكثر من فني في أسراركم، ثم لابد من الحذر أيضا من التمادي في العلاقات الإنترنتية المحفوفة بالمخاطر، أو ملأ الهاتف النقال أو جهاز الحاسب الآلي أو الكاميرات الرقمية بالمعلومات الخاصة جدا جدا… هناك فئة من «الخبيثين» هدانا الله واياهم، يعيثون في الأرض فسادا تحت شعار: استغفر الله العظيم.