سعيد محمد سعيد

«بالونات… سيارات ريموت… انفلونزا الخنازير»!

 

بينما كنت أجمع أطفالي وأقاربهم بعد أن انتهينا من زيارة حديقة للحيوان بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، وقبل ركوب السيارة، أوقفتهم في (طابور) مع ابنتي الكبرى، وأخرجت قنينة مياه معدنية ليغسل كل واحد منهم يديه، وتقوم ابنتي بعد ذلك بوضع قطرات من المعقم على أيديهم…

في تلك الأثناء، مر بالقرب منا رجل من أهل المنطقة الشرقية في شاحنته الصغيرة التي حولها الى «كشك» لبيع ألعاب الأطفال وهو ينادي: «بالونات… سيارات ريموت… ليزر…»، ثم توقف لحظة أمامنا وهو ينظر باستغراب ثم واصل مسيره وهو ينادي: «بالونات… العاب… انفلونزا الخنازير… سالمين من كل شر… تعقيم… تعقيم» بأسلوب جعل من سمعه يضحك بصوت عالٍ، أو يبتسم وهو يشاهد عملية التعقيم الملفتة للأنظار.

هذا الوباء، سبب هلعا للجميع.. في كل بلدان العالم، وبما أن الكثير منا شعروا بالحزن والأسى لفقد من قيل إنهم توفوا بسبب الإصابة بالوباء، إلا أن هذا الحزن والأسى ضاعف من حالة الهلع والخوف، وتضاعفت الحالة أكثر نتيجة ما يتناقله الناس من معلومات تتعلق بخطورة التطعيم الخاص بالوباء في المجالس والوظائف وعبر البريد الإلكتروني، وزاد الطين بله، برنامج «بلا حدود» الذي بثته قناة «الجزيرة» مساء يوم الأربعاء الماضي، واستضاف أحد الأطباء ليتحدث عن التطعيم الخاص بالوباء، متهما منظمة الصحة العالمية بالتواطؤ مع شركات الأدوية، وتبعا لذلك، أصدرت وزارة الصحة يوم الخميس بيانا أكدت فيه دعمها لقرارات الصحة العالمية، داعية المواطنين الى عدم تصديق ما قيل وعليهم أن يلتزموا بإرشاداتها.

ولعلني أظن أن من الصعب الآن اقناع الكثير من المواطنين والمقيمين بأخذ التطعيم، وسيرفضه الكثيرون، مع العلم أن المسئولين بوزارة الصحة والعديد من الأطباء طمأنوا الناس بسلامة الدواء لكن كلما تداول الناس فرضية «المؤامرة»، كلما أصبح أمر اقناعهم بالتطعيم صعبا، حتى مع تضخم حالة الهلع من الوباء.

ولست في الحقيقة أمتلك (الحقيقة) وراء كل ما يجري، وربما وجدني البعض أجري مع الناس وهم يجرون هربا وهلعا بسبب عطسة أطلقها أحدهم في مجمع تجاري أو في مركز صحي، أو حتى في طابور الخباز! غير أنني، ومع استشعار خطورة تسجيل المزيد من الحالات المصابة والوفيات، وتشديد الإجراءات الوقائية خصوصا في المدارس، واستلام سيل من التحذيرات والتنبيهات تارة، والتطمينات والتهاون وتكذيب ما يجري عبر بريدي الإلكتروني، أقول إنني وجدت أن وباء انفلونزا الخنازير ليس شرا مطلقا! أتعلمون لماذا؟.

أقول لكم… لو استرجعنا حملات التوعية الصحية والتشجيع على النظافة الشخصية والوقاية من الأمراض منذ كنا صغارا في المرحلة الإبتدائية، حتى اليوم، فلن نجد (طفرة) توعوية فريدة من نوعها بين الناس بمختلف فئاتهم، كما هو الحال اليوم… فنسبة الوعي والالتزام بالاشتراطات الصحية، والنظافة الشخصية، والحذر من انتقال الجراثيم والميكروبات في الأماكن العامة، و(التسبوح) كل يوم مرات ومرات، ووضع سوائل التعقيم في السيارات وفي حقائب النساء وفي دورات المياه العمومية والمقاهي والأسواق لم نشهد له مثيل… فهذه (حسنة) من حسنات وباء انفلونزا الخنازير وقانا الله سبحانه وتعالى واياكم منه.

وليس هذا فحسب، فقد أصبح (المؤمن والملحد) على حد سواء، يتسلحون بالأدعية والآيات القرآنية والأذكار المأثورة التي تقي الإنسان من السوء، وما أن تفتح بريدك الإلكتروني أو تتجول في المواقع الإلكترونية، أو تتسلم رسالة على هاتفك الجوال، حتى تتلقى سيلا من النصائح بحفظ آيات قرآنية كريمة وأدعية تحفظك من الإصابة بالمرض، حتى أن بعضهم، لأنه لم يكن متعودا، يتلعثم «ويتخربط» وهو يحاول تكرار آية قرآنية أو دعاء مأثور محاولا نفعك بحفظه وهو أصلا لم يتمكن من حفظه.

على أية حال، فإن ارتفاع حالة الوعي والحذر أمر مطلوب دون شك، لكن أن تتحول حياة الكثيرين الى هلع وخوف ووجل، فهذه قد تصيب البني آدم بأمراض أشد خطورة من انفلونزا الخنازير.

دمتم سالمين في رعاية الله جل وعلا

سامي النصف

لا تدخلوا الإفتاء في خلافاتكم السياسية

الإفتاء امر عظيم يجب الابتعاد به عن المطامع الدنيوية والخلافات السياسية، ولا نفهم في هذا السياق كيف جاز لأحد النواب الأفاضل ان يسأل عن حجاب النائبات وهو العالم بالدرجة الأولى بأن كثيرات ممن صوتن في دائرته وله (بشهادة صور الصحافة) لم يَكنّ ملتزمات بالضوابط الشرعية كما ينص القانون ومن ثم عدم صحة عضويته وعضوية الرجال الآخرين ـ قبل النساء ـ في المجلس مما يفرض عليه تقديم استقالته ليتطابق الفعل مع الواجب الشرعي.

وإذا ما علمنا بأن هناك فتاوى مثبتة من كبار العلماء تكفر الديموقراطية وتحرم المشاركة في مجالسها التشريعية فواجب من يحث على الالتزام بالفتاوى ان يقدم استقالته من مجلس الأمة، ومعروف ان الشرع يحرم كذلك العصبيات العرقية والفئوية وواجب من يريد حقا الالتزام بالجانب الشرعي ان يقدم استقالته من المجلس مادام وصل اليه عن طريق عصبية الدم غير الشرعية الممثلة بالفرعيات.

وإذا كانت الكويت دولة مدنية تعتبر الشريعة فيها «أحد» مصادر التشريع فإن الدول التي تعتبر الشريعة فيها المصدر «الوحيد» للتشريع كالجارتين إيران والسعودية لم تلتزم بآراء بعض العلماء الأجلاء وفتاواهم تحقيقا لمصلحة دولهم ومواطنيهم مما حقق في نهاية الأمر مصلحة المسلمين وأعطى صورة عصرية ناصعة للإسلام.

فقد حرّم بعض علماء ايران والسعودية في الماضي الدخان أو التنباك ومع ذلك تباع السجائر هذه الأيام في البلدين، كما حرم قبل ذلك شرب القهوة وبعدها شرب الشاي وحرم حلق اللحى على الرجال وتطويل ثيابهم لما تحت الكعب فهل سيتم اسقاط عضوية النواب غير الملتحين ومن يلبسون الدشاديش الطويلة؟! وهل سيتم اسقاط عضوية النائبة المحجبة التي تقوم «بالنمص» أي نتف الحاجب المحرم شرعا؟!

ومما أفتي بتحريمه ولم يتم الالتزام به طباعة الحروف العربية (حكم بالإعدام على من يقوم به) في عهد سليم الأول وتعلم اللغة الأجنبية والتصوير وركوب الدراجة واستخدام التلغراف والاستماع للراديو والقول بدوران الأرض وقتل النملة والتورق وفوائد البنوك ومسلسلات وفوانيس رمضان ولعب كرة القدم والاحتفال بالعيد الوطني وشم النسيم وتقديم الورد وأكل الملوخية وحشو الكوسة وسماع الأغاني والموسيقى ومشاهدة التلفزيون ولعب الشطرنج والدامة والتصفيق (التشبه بالكفار) والوشم وتطويل الأظافر والأهزوجة الشعبية المعروفة «طاق طاقية ورن يا جرس» كون الطاقية ترمز لليهود والجرس لأجراس الكنائس.

وقد أفتى علماء أجلاء قبل أعوام قليلة بحرمة «الدش» ومشاهدة الفضائيات ومثلها حرمة استخدام الانترنت، ثم لحظنا بعدها ان من أفتى بذلك اصبح يقدم البرامج على الفضائيات وينشئ مواقع باسمه على الانترنت! ان الاستعجال بالافتاء وادخاله في الحروب السياسية والمجتمعية يضر بأكثر مما ينفع والواجب اجتنابه وإغلاظ القول لمن يحاول استخدامه لخدمة مصالحه الذاتية او لسفك الدماء كما حدث مرارا وتكرارا في الماضي.

آخر محطة:

الفتاوى الشرعية تحرم ـ للعلم ـ السرقات والرشاوى والكذب والنفاق واثارة الفتنة وغيرها من موبقات ولا تعطي لأحد حصانة او تجعله فوق المساءلة فهل ستطبق تلك الفتاوى ويتم اسقاط عضوية من يقوم بتلك الأمور الشائنة من النواب؟! لا اعتقد!

احمد الصراف

سبع قواعد.. وسبع مرات صحة

يعتقد الكثيرون، لسبب أو لآخر، أنهم في مأمن من الإصابة بأي من الأمراض المعدية والسارية في هذه الأيام. فإن كنتَ أحد هؤلاء ولا تهتم باتخاذ أي احتياطات، فإن ثقتك في مناعتك من المرض في غير محلها.
أولاً: يجب دائماً التأكد من غسل الأيدي بعد دخول الحمام، ولأي غرض كان، خاصة إذا كان الحمام في مكان عام، وحيث إن مسكة أو أكرة باب الخروج هي الأكثر تلوثاً فتجنب لمسها بعد الانتهاء من غسل الأيدي، ويفضل في هذه الحالة استخدام المناديل الورقية التي استعملتها في تنشيف اليدين لفتح الباب أو الإمساك بالأكرة أو القفل. أما إذا كانت المنشفة المستخدمة من القماش ويتطلب الأمر تركها في الحمام قبل الخروج، فعليك هنا استخدامها في فتح الباب بصورة كاملة والتخلص منها قبل غلق الباب.
ثانياً: تجنب تناول أو تذوق عينات من الفواكه والأطعمة في الأسواق المركزية والمحال التي تروج أنواعاً من الأطعمة المجانية، خصوصا تلك التي توضع في أوانٍ كبيرة بمتناول الجميع.
ثالثاً: لا تستخدم كفيك في تلقي رذاذ سعالك أو عطستك، وإن كنت مضطرا إلى أن تسعل أو تعطس أمام الآخرين، فلا تتردد في استخدام ظهر يدك أو ذراعك لحبس سعالك، وليس في ذلك أي مخالفة للأتيكيت، لا سيما أنك تحمي الآخرين من أي جراثيم قد تحملها عطستك أو سعالك. كما أن السعال في باطن الكف يعني نقل الجراثيم لغيرك عند مصافحتهم مودعاً أو مرحباً.
رابعاً: تعامل مع عينيك كـ «تعامل الهندوس مع البقر»، باعتبارهما مقدستين وغير قابلتين للمس بأي حال من الأحوال، ومهما كان الأمر مزعجاً.. فلمس العيون أو فركها، أو إزالة المساحيق من حولها قبل غسلها عملية تكتنفها خطورة إصابتها بالتلوث، ومن ثم نقل المرض الى داخل الجسم.
خامساً: لمن لديهم حيوانات أليفة، لا تجعل أياً منها يلعق يديك أو يلمسك، وإن حدث ذلك فعليك غسل الجزء الذي تعرض للمس أو اللعق بصورة جيدة.
سادساً: تنظيف الأيدي بصورة جيدة، خصوصا بعد استخدام عربات الجمعيات التعاونية والأسواق المركزية وعربات نقل الحقائب في المطارات، فهي الأكثر تلوثاً. والحرص على عدم تناول أي مواد غذائية، وبخاصة الخضار والفواكه، قبل التأكد من غسلها بصورة جيدة. كما أن فئران ومفاتيح أحرف أجهزة الكمبيوتر العامة الاستخدام تحمل كميات كبيرة من الفيروسات على سطحها.
سابعاً: الاستفادة قدر الإمكان من أجهزة تطهير وتعقيم الأيدي التي أصبحت تتوافر في الكثير من الأماكن العامة، فقد ثبتت فعاليتها في توفير بعض الحماية من الإصابة بالجراثيم والبكتيريا الضارة.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

مشعل الامة

صباحية مباركة. رئيس لجنة الظواهر السلبية النائب فيصل الدويسان يتبنى مقترحات زميله محمد هايف. وما هي المقترحات؟ تحديد مواصفات المايوه، وتحديد مقاس أبواب الكبائن العائلية ودرجة إضاءة المطاعم، وأشياء نووية أخرى. فتح الله عليهما.

الدول كلها تقطع صباح كل يوم ورقة من الروزنامة لتبدأ يوماً جديداً، ونحن نعيد لصق الأوراق المقطوعة في مكانها، فنحن شعب يعاني ضيقَ ذاتِ اليد وذاتِ التقوى وذاتِ الوَرَع، وتديّننا ليس على ما يرام، وأخلاقنا مستعملة، تحتاج إلى سمكرة، لذلك رزقنا الله النائبين محمد هايف والدويسان، حفظهما الله بعيداً عن متناول الأطفال.

قلوب الكويتيين ناصعة البياض، ويبدو أننا من سلالة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. لذلك نحن نصدق كل ذي لحية وعمامة، حتى تدحرجت بنا الأمور، وكنا نغضب من أطروحات النائب الطبطبائي ذي التاريخ الطالباني الجميل فإذا هو يجلس الآن على دكة الاحتياط بعد نزول هايف بالملعب. وكنا ننتقد طرح النائب الذي يقسّم الكائنات الحية إلى قسمين، شيعة وتكفيريين، صالح عاشور، وها هو يجلس اليوم في المدرجات بين الجماهير المشغولة بالتصفيق لزميله فيصل الدويسان. معلش، الأيام دول، ولو دامت لغيرك ما اتصلت إليك.

والحمد لله، كنا على ضلالة فأسعفنا المولى بهما في الرمق الأخير، ليدخلانا في الإسلام. ولكلٍّ منهما إسلامه، لكنهما اتفقا على المايوه وكبائن المطاعم، وهو أمر لو تعلمون عظيم، فاللهم اغفر لمن مات من الكويتيين قبل ظهور مثل هذا المقترح. واليوم منع الكبائن وتحديد مقاس المايوه، وغداً منع أغنية نجوى كرم «خلّيني أشوفك بالليل»، وبعد غد إغلاق المطاعم وإجبار الكويتيين على دفع الجزية. رحلة ميمونة.

أتمّا جميلكما أيها الفاتحان وتتبعا النساء في الأماكن العامة، وافحصا ملابسهن الداخلية، فلكلِّ نائب موقعه الذي ارتضاه لنفسه، هنا نائب للمراقبة وتقديم مشاريع التنمية، وهناك نائب غلبان، أقصى جهده نقل موظف ومنح الآخر إجازة، وبقربه نائب لا يتحدث إلا عن ملابس النساء وأحذيتهن وصوتهن ومواعيد خروجهن، وكأنه جدّتهن… فعلاً لكلِّ رجل موقعه الذي اختاره لنفسه. والفاتحان محمد هايف وفيصل الدويسان اختارا موقعيهما الصحيحين، ولم يبق لهما إلا أن يطلبا نقل مبنى البرلمان إلى سرداب مجمع العنود في الفحيحيل، بجانب محلات الخياطة النسائية. تهانينا.

* * *

أنباء الخير تنهمر كقطرات المطر الغزير، فقد تلقيت بعد كتابة هذه المقالة خبراً كارثياً عن فتوى إدارة الإفتاء في وزارة الأوقاف حول اللباس الشرعي للمرأة، وهي فتوى جاءت من خلال الحكومة، لا من خلال هيئة الإفتاء مباشرة. وهذا يعني أن الحكومة تقول في ردها على سؤال النائب محمد هايف ما معناه «الفتوى تبطل توزير الدكتورة موضي الحمود، لكنني سأخالف القانون وأبقيها»! معقولة؟ دعك الآن من النائبتين د. أسيل العوضي ود. رولا دشتي والانتخابات، الطق الحين صار برأس الحكومة ووزيرة التربية. وعيّد يا سعيّد. وموعدنا في مقالة الغد للطماشة على ما سيحدث من سيناريوهات. 

احمد الصراف

الانسحاب من صخب الحياة

يضطر كثير من قادة الجيوش، في خضم معاركهم العسكرية، إلى الانسحاب من معركة ما، إما نهائيا واما تكتيكيا لتجميع القوات والتزود بالمؤونة والتفكير في خطط حربية أكثر فعالية. وحاجة الأفراد لهذا التراجع من الروتين اليومي، أو ما يسمى ال‍‍ Retreat، لا تقل عن حاجة الجيوش، فنحن أيضا نخسر في الحياة معارك نفسية ومالية وعاطفية، ونحتاج أن نبتعد عن الآخرين مليا للتفكير في أسباب الفشل، ولوضع خطط جديدة والخروج بأفكار أكثر عملية والتزود بالوقود اللازم، وهذا ما قمت به أخيرا، كما سبق أن ذكرت في مقال سابق، حيث انسحبنا إلى قلعة حصينة في اكسفورد شاير، وكانت المحصلة أكثر من رائعة، وأنصح بالاستفادة من برامج Brahma Kumaris براهما كوماريز الروحانية لفوائدها النفسية والعقلية الكثيرة، سواء للأشخاص العاديين أو القادة والمفكرين!
* * *
تعلمنا من الحياة أننا ربما نكون في أحيان كثيرة بحاجة إلى الالتقاء بالأفراد الخطأ قبل أن نلتقي بالأفراد المناسبين. وعندما نلتقي هؤلاء في نهاية المطاف فسنعرف وقتها الفرق بينهم وبين الآخرين، وسيشعرنا ذلك بالامتنان. وربما ليست من السهل معرفة قيمة وأهمية ما نملك إلا بعد فقد ذلك الشيء، والصحيح أيضا أننا لا ندرك قيمة بعض الأشياء وأهميتها إلا بعد الحصول عليها. وقد يكون صحيحا أيضا أن المستقبل المشرق يعتمد احيانا على نسيان الماضي، فنحن في نهاية المطاف لا يمكن أن نستمر في النجاح من دون نسيان ما صادفنا من فشل وإحباط وألم نتيجة فقد عزيز أو هجر حبيب. ويجب ان يكون لدينا ما يكفي من السعادة، لنصبح أكثر لطفا، وأن نمر بما يكفي من المحن لنصبح أقوياء، وأن نشعر بما يكفي من الآلام لنصبح رحماء، وأن نمتلك ما يكفي من الأمل لنصبح سعداء، فأكثر الناس سعادة ليس الذين يمتلكون الأفضل من كل شيء، بل أولئك الذين يحصلون على الأفضل مما لديهم. وربما مطلوب منا أن نقوم يوميا بإسداء معروف لمن هم حولنا، حتى ولو كان ذلك يعني تركهم لحالهم. كما أن هناك لحظات في الحياة نفتقد فيها بقوة غياب من نحب، كأب، ابن، أم، ابنة، طفلة، صديق أو زوجة، ونود لو نستطيع إخراجهم من داخل أحلامنا وضمهم إلى صدورنا في عناق عميق، وعندما نلتقيهم بعدها، ويكونون أمامنا فسنعرف مقدار معزتهم في قلوبنا.
إن الرقة المتناهية في نفوسنا تعني قوة حقيقية. وهذه القوة على الرغم من أنها ترى وتتفهم، لكنها لا تتدخل في حياة الآخرين، وهي كفرع شجرة تلامس أوراقها الأرض، ولكنها لا تأخذ شيئا منها، وعدم الأخذ هو الرقة بذاتها.
وقد يكون مطلوبا منا أن نحلم كما نشاء وأن نذهب إلى ما نرغب من أماكن وأن نكون ما نود أن نكونه، لأننا نعيش حياة واحدة وفرصة واحدة لأن نفعل ما نرغب في القيام به.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

ضرب ومخدرات وشعوذة… ولا عزاء لفوزية الدريع

 

على رغم الهجوم الذي تعرضت، ولا تزال تتعرض له (نجمة) الإرشاد الأسري إن صح لي التعبير فوزية الدريع، إلا أن لها من المتابعين والمعجبين والعشاق في الوطن العربي بعدد نعجز عن تحديده… قد يقول قائل: «وعلام بنيت هذا الكلام؟»… والسؤال منطقي، لكن ضغطة زر على اسم (فوزية الدريع) في عالم النت، وتأتيك الأنباء.

ولم تكن «فوز» تتوانى عن جلد السلوكيات الخاطئة في المجتمع… حتى أن الكثير من الخليجيين، نساء ورجالا، كانوا يتسمرون أمام برنامجها «سيرة الحب» على قناة «الرأي»… هذا الأمر دفع البعض للهجوم عليها بشكل متواصل… ولعل جزء من أولئك المهاجمين أو المهاجمات هم أولئك الذين يغذون زوجاتهم/ أزواجهم… وأسرهم بالكلام السيئ والضرب والركل والشتائم كل يوم.

(لا عزاء لفوزية الدريع)… قلت ذلك وأنا أقرأ خبرا بتبرئة زوج من تهمة ضرب زوجته وبناته، بل أثبت تقرير الطبيب الشرعي أن الزوج هو الذي تعرض للضرب المبرح من قبل الزوجة والبنات لوجود اصابات متفرقة في جسده.

ويبدو أن الزوجة التي على خلاف مع زوجها وبينهما (قضية شرعية) حسمت الخلاف قبل المحكمة بذلك الضرب المبرح حيث ان الزوج أبلغ المحكمة بانه يخشى دخول المنزل بعد اليوم الذي تلقى فيه ضربات موجعة من زوجته وبناته.

كل البشر يتوقون للعيش في حضن بيت دافئ وأسرة متماسكة، لكن ما يحدث في حياتنا اليوم، والسبب فيه بالدرجة الأولى يعود إلى بعض الأزواج والزوجات وأقاربهم… هو نتاج تنشئة اجتماعية وتربوية غير متكافلة بين أفراد المجتمع ذاته، وبروز سلوكيات أكثر اجراما… فهذه سيدة بحرينية تطالب بتطليقها من زوجها بسبب إدمانه المخدرات، وأن زوجها ممن? ?يتعاطون المخدرات ما أدى به إلى سرقة أثاث المنزل وبيعه كما أنه متورط في? ?قضايا سرقات وقف بسببها أمام المحاكم ولا? ?ينفق على ابنائه?.?

ما يلفت النظر هو أن الزوج اعترف بأنه يتعاطى المخدرات، لكنه أمام المحكمة… في تلك اللحظة… يعلن توبته! وسواء أعلنها أم لم يعلنها فإن العقوبة المقررة عليها سيخضع لها رغم أنفه… لأنه وبصراحة، فإن رفع الشعارات الدينية من أجل تخريب أسرة، والإدعاء بمس الجنون والعين والعياذ بالله، هي من الأمور التي باتت كالستار الذي يختبيء خلفه من أساء/ أساءت إلى الأسرة… ولا بأس في اتخاذ طريق الشعوذة، خصوصا وأن هناك من يشجعون الناس، وخصوصا النساء، على التوجه إلى المشعوذين.

ولا تقولوا أن أولئك من الأجانب فقط! لقد تم حبس متهم بحريني? ?سنة واحدة وتغريمه مبلغ? ?ألف دينار بعد تورطه بالاحتيال على سيدة بحرينية للاستيلاء على مبلغ? 3500 ?دينار عن طريق السحر والشعوذة?، بعد أن أوهمها بأنها مسحورة.

لو أرجعنا كل المشكلات التي تعاني منها الأسر إلى المس والجن والشعوذة والسحر… لخربت كل المنازل..

إنها دعوة في يوم (خميس) نستقبل فيه (ليلة جمعة مباركة) أن يعيد الواحد منا حساباتها مع نفسه… وأسرته، فلا يتطلب الأمر الكثير من الوقت، لكن الثمار ستكون رائعة.

سامي النصف

نحر الكويت ونحر «الكويتية»

ليس من الانصاف ان تكون الخيارات المتاحة امام الشعب الكويتي هي اما ايقاف مشاريع التنمية بالمطلق التي تستهدف تلبية حاجيات الناس وخلق موارد بديلة لمرحلة ما بعد حقبة النفط القادمة سريعا، او ان ننشئ مشاريع ينخر بها الفساد وتتضاعف اسعارها عشرات المرات لنكتشف بعد ذلك انها الاسوأ في التنفيذ حيث تنتهي بالحاجة للصرف المالي الدائم عليها بدلا من ان تأتينا تلك المشاريع بالاموال.

كما انه ليس من الانصاف ان تعرض المشاريع الحيوية بطريقة توحي بوجود شبهة تنفيع وعمولات واثراء غير مشروع فيها حتى ينتهي الامر مرة اخرى بخيارين شديدي المرارة لا يستأهلهما قطعا بلدنا وشعبنا الصابر، وهما اما القبول بتلك المشاريع متضخمة الكلفة بسبب الفساد، او بالمقابل الغاؤها كليا بدلا من المحاسبة وتنظيف وتعديل شروط التعاقد، ومن ثم حرمان الكويت من فوائدها الاستراتيجية، ومن ذلك فقد ارتفع سهم شركة «الداو» على سبيل المثال من 5 دولارات ابان مشروع الشراكة معهم قبل اشهر الى 25 دولارا هذه الايام.

وقد تحدث نواب افاضل قبل ايام في ندوة عامة عن الخوف من وقوع كارثة جوية تودي بحياة المئات بسبب قدم طائرات «الكويتية» ووفرة تحذير المختصين منها ومن ثم نعود لما هو شبيه بأحداث محطة مشرف التي نبّه وحذر المختصون من خطورتها واسموها «تشرنوبل مشرف» ولم يستمع احد لهم آنذاك ولم يحاسب احد هذه الايام على الاخطاء الفادحة التي حدثت في تصميم وتسليم ذلك المشروع.

والحقيقة ان موضوع «الكويتية» يحتاج الى محاسبة شديدة (لن تحدث) واحالة فورية لمحكمة الوزراء بحق من قام بإلغاء مشروع تحديث اسطول المؤسسة عام 2007 ثم قرر لاسباب مجهولة (معروفة) انشاء لجنة يقوم هو شخصيا من خلالها بالتفاوض على شراء الطائرات، وعندما لم يتحقق هدفه ذكر أنه يترك تحديث الاسطول للمشتري الجديد القادم مع انتهاء مشروع خصخصة «الكويتية» الذي وعد بالانتهاء منه في فترة لا تزيد على 10 اشهر على الاكثر (الوعد اعطي للعلم عام 2007).

وقد رفض الشرفاء والعقلاء من اعضاء مجلس ادارة «الكويتية» آنذاك تلك الاكاذيب والالاعيب المدمرة للمؤسسة التي يعمل بها آلاف الكويتيين وقدموا استقالتهم التي كان من المفترض ان يستمع لما جاء فيها وان يحاسب الجانب المخطئ حسابا شديدا وان يتم وبشجاعة الاعتذار لهم هذه الايام بعد ان ثبتت صحة موقفهم والخطأ الشنيع لموقف الآخرين وعلى رأسهم ذلك المسؤول.

لقد ذكّرنا ومازلنا بأن «الكويتية» لن يتم تخصيصها ولن يتقدم عاقل لشراء اصولها خاصة ان نظام التحفيز المقترح سيخليها من العناصر البشرية المؤهلة اللازمة لتشغيلها، ومن ثم لن يجد المشتري المفترض الا طائرات قديمة اكل عليها الدهر وشرب دون خطة او تمويل لتحديث الاسطول، ومؤسسة خالية من الطاقات البشرية المنتجة، ومباني مقفرة لا تملكها اساسا المؤسسة وغير مدرة للاموال، وعمليات تشغيل ينتج عنها خسائر سنوية تقدر بمئات الملايين ومن ثم نظام خصخصة كويتي فريد سينتهي كالعادة بـ «كارثة».

آخر محطة:

1) اعلنت «القطرية» قبل ايام رغبتها في تخصيص جزء من ملكيتها بعد تحقيقها «ارباحا» لثلاث سنوات متتالية وعزمها ايقاف كل طائرة يزيد عمرها على «خمس» سنوات وتحويلها لشركة تأجير تملكها.

2) ذكرنا عبر عدة مقالات ان شروط تخصيص «الكويتية» هي «تحديث» الاسطول وتحقيق «الربحية» ولكن.. على من تقرأ مزاميرك يا داود؟!

احمد الصراف

عدم الكمال الذي خلق الكمال

مقدمة: تعتبر المكونات الإثنية لسنغافورة، وإلى حد ما ماليزيا، الأكثر تعقيدا في العالم، حيث يتألف شعبها من صينيين ومالاويين وهنود التاميل. وعلى الرغم من اختلافهم في لون البشرة والتقاطيع واللغة والعقائد والديانة والعادات والتقاليد، فان حكوماتهم نجحت في أن تخلق منهم نسيجا موحدا، ساهم في وضع سنغافورة، ضمن أكثر دول العالم ثراء واستقرارا وتقدما، على الرغم من افتقارها لشتى الموارد والثروات الطبيعية.
تبلغ مساحة سنغافورة 710 كيلو مترات مربعة فقط (الكويت 18 ألف كلم تقريبا) ويعيش على هذه المساحة الضيقة 5 ملايين إنسان، وقد ظهرت للوجود كميناء صيد قبل 190 عاما، ونالت استقلالها عام 1959، واتحدت مع ماليزيا عام 1963، ولحسن حظها، انفصلت عنها بعد سنتين! ولم تتخلَّ الجزيرة عن ديموقراطيتها وتسامحها منذ استقلالها، ورئيسها حاليا من أصل صيني، ورئيسا الوزراء والبرلمان من المسلمين المالاويين، ولا يوجد أي حظر ديني أو عرقي على أي منصب حكومي. وعلى الرغم من أن لغات الدولة الرسمية هي الصينية والمالاوية والتاميل، فان الإنكليزية الرسمية هي السائدة في التواصل والحكومة. ويبلغ دخل الدولة القومي 238 مليارا، مقارنة بــ 200 مليار للكويت النفطية!
النص: توجد في سنغافورة وزارة تهتم بتطوير العلاقة بين فئات المجتمع، وتهتم كذلك بالشباب والرياضة. وقد أنتجت هذه الوزارة إعلانا تلفزيونيا يروج لفكرة التعايش بين مختلف أطياف المجتمع والدعوة، بطريقة غير مباشرة، للزواج المختلط، وكل ذلك في قالب فكاهي لا يخلو من الإبداع والضحك، على الرغم من تركيزه على أحداث تجري في مأتم زوج من أصل صيني وأرملته التاميلية. ويمكن الاستمتاع بمشاهدة المقطع، الذي لا يستحسن ترجمته، من خلال الموقع التالي: http://www.youtube.com/watch?v=Nw0s4C0g5SM
لعبرة: على الرغم من تنوع وتعدد أعراق وخلفيات الشعب السنغافوري، لكن حكوماته المتتالية نجحت، خلال نصف قرن، في جعله كتلة منتجة واحدة تعمل لخيرها وخير وطنها، وهذا ليس بكلام إنشائي، فقد زرت سنغافورة عدة مرات ودرست بعض أوضاعها عن كثب، وتمنيت لو كان بإمكاننا الاقتداء بها، ولو في مجال تنظيم حركة السير أو حتى جمع القمامة، دع عنك الصناعة والتجارة!
الخاتمة: وعلى الرغم من أن سنغافورة كانت مستعمرة، وبريطانيا هي التي فرضت مكوناتها العرقية المتعددة، لكن ذلك لم يمنع شعب تلك الجزيرة الصغيرة من تجيير ذلك التنوع الاثني لمصلحتها، كما لم تكتف الغالبية الصينية، أو سكانها الأصليون، بالجلوس على قارعة الطريق واللطم من تآمر الدول الاستعمارية عليهم، بل فعلوا المستحيل لتحويل بلدهم الى ما هي عليه الآن من تقدم بفضل الديموقراطية واحترام كرامة شعبها وعقله! وأجزم بأن مناهج مدارسها لا تتضمن دروسا عن كيفية الاستنجاء، كما هي الحال عندنا، وكأن من وضع مناهجنا افترض أننا أرسلنا أبناءنا للمدرسة من دون تعليمهم كيفية تنظيف أنفسهم بعد قضاء الحاجة!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

واحد

نحن في عصر نتمنى أن يأتينا فيه المغرب. متى يرتفع أذان المغرب وينتهي هذا العصر الثقيل الطويل الممل المعل؟ عصر الإدارة الحكومية التي تكش الذبابة من وجهها فتبتسم الذبابة ساخرة وتضرب كفّاً بكف وتشتم الدنيا والزمن.

ولمَن يسأل عما حدث للزميل زايد الزيد أقول: «أصابته إنفلونزا الخنازير». هاجمه خنزير، والخنازير تجبن أمام الرجال، لذا كانت الحادثة مجرد «عطسة خنزير» أعقبها هروب سريع، لا أكثر. والخنزير المهاجم ليس كويتياً، كما يعتقد زايد من اللمحة السريعة، بل عربي. وهذا يدل على أن خنازير الكويت دخلت عصر الاحتراف في ظل هذه الإدارة الحكومية الرخوة. مع التركيز على أننا لا نتهم الحكومة في القضية هذه، ولا نتهم أحدا بعينه أو من دون عينه، نحن نتهم هشاشة الرخويات وساعات هذا العصر الحكومي الطويلة.

زايد يعرف جيداً أنه لن ترضى عنه اللصوص حتى يتبع ملتهم، وينزل إلى السرداب معهم، لكن قامته الطويلة لا تسمح له بالانحناء أمام باب السرداب. مشكلة. وإلى أن تجد الحكومة حلاً سريعاً لعلاج هذه الإنفلونزا، سنعتبر زايد هو الرقم «واحد»، وستكرّ السبحة بإذن الله، وسيملأ الكتّاب ورؤساء التحرير غرف المستشفيات، وسيتبادلون الزيارات والورود والعصائر، من باب حقوق الجيرة، وستتحول الكويت إلى واحدة من غابات الأمازون، وسيرتعب مقاتلو رواندا من بشاعة جرائمنا. فاليوم زايد وغداً صديق زايد وبعد غد ستنقلب الآية ليسقط خصم زايد، ولن يكون سقوط خصمه بـ»عطسة خنزير» بل بـ»عضة نمر» تنقله من عالم إلى آخر. ألا هل بلّغت اللهم فاشهد.

وقد يتساءل البعض: «ربما هي قضية شخصية لا علاقة لها بآراء زايد ولا بخطّه السياسي»، فنجيب هؤلاء البعض: لو كانت القضية شخصية، لما أظهرها زايد أمام العلن، ولدفنها تحت تراب الصمت، لكن ما حدث هو العكس، زايد هو الذي يطالب بالقبض على الجناة وعرضهم أمام الشمس. وزايد ليس غبياً ولا جباناً، كما أعرفه من قرب.

على أن تساؤلاً أهم من هذا كان يشغلني ولايزال: لماذا لم تصدر وزارة الداخلية بياناً كما جرت العادة في مثل هذه الحوادث؟ (الساعة في يدي الآن تشير إلى الخامسة إلا ربعاً عصر الاثنين)، أم تراها تريد الإيحاء للناس أن الحادثة بسيطة، لا علاقة لها بالرأي ولا بجرائم الرأي، وأن زايد لا يستحق حبر البيان، فهو مجرد كاتب والسلام، ومَن يستحق فقط هم الشيوخ والوزراء والنواب والتجار؟! لا أدري. الذي أدريه أن وزارة الداخلية تتحدى القبور في صمتها، إلى هذه اللحظة، وهذه خطيئة نتمنى ألا تكون مقصودة.

نحن نتجه إلى «المرحلة الحمراء»، إن لم نكن قد دخلناها فعلاً، وهي مرحلة يُكثر فيها الناس ترديد: «إنّا للهِ وإنا إليهِ راجعونَ». 

سامي النصف

الكويت على سطح صفيح ساخن

ليس هناك افضل من التعرض لإعلامي أو سياسي أو رجل دين لإثارة البلبلة والفوضى في أي بلد، فالحرب الاهلية اللبنانية الاولى تمت على معطى مقتل الصحافي نسيب المتني والثانية على تداعيات قتل السياسي معروف سعد، كما اشتعلت الحرب العراقية ـ الايرانية بعد محاولة اغتيال طارق عزيز في جامعة المستنصرية وأطلقت شرارة الحرب الاهلية القائمة في العراق بعد استشهاد السيد محمد باقر الحكيم.

والاعتداء هذه الايام على اعلامي أو سياسي أو رجل دين في بلدنا أمر متوقع، فللفساد الكويتي انياب و«عجرات» تحميه وتدافع عنه، لذا تمدد وتوسع وغطت روائحه البر والبحر، ومع قبولنا بالتحول من مشروع الدولة الحديثة الى ولاءات القبيلة والطائفة والعائلة، علينا ألا نستغرب على الاطلاق ان تقرر عصبية ما ان مسؤولها الحكومي فوق النقد والمحاسبة، وان من يمسه بقول أو مقال يتم مسه بالدم.

كما ان تشجيع الحكومات المتعاقبة على تغييب القانون والاستماع لأصحاب الواسطات وتتابع نشر احكام التبرئة أو الاحكام المخففة في الصحف، جعل كثيرين يؤمنون بأننا نعيش في دولة «كل من إيدو الو» الهزلية ومن ثم التمادي في استخدام تلك اليد لأخذ ما يعتقدون انها حقوقهم، لذا كثرت عمليات الاعتداء على الاطباء والموظفين والمدرسين والاعلاميين وحتى الضباط ورجال الشرطة.

ويزيد الطين بلة تسابق السلطتين على التفريط في المال العام لإفساد ـ ولا نقول ارضاء ـ ابنائهم المواطنين بحيث يحصلون على الاموال دون عمل أو جهد، ولا نعلم أين ستتوقف تلك الافكار والمقترحات غير المسبوقة في تاريخ البشرية؟ وهل ستقوم الحكومة مستقبلا بإنشاء شركات للالكترونيات والمقاولات ووكالات السيارات ومكاتب الخدم.. إلخ، وتوزيع أسهمها على المواطنين مجانا كما حدث مع بنك وربة المتنازع عليه بين والدي الطفل الكويتي المدلل كما وصفتنا السفيرة العزيزة ديبورا جونز؟!

كل شيء قابل للحدوث في دولة الاحلام التي نعيشها هذه الايام.

وحسنا فعلت غرفة التجارة في كشفها وفضحها لأخطاء مشروع قانون العمل في القطاع الاهلي الذي سيضمن تساوي الموظف والعامل في ذلك القطاع المهم مع اخيه في القطاع العام، أي تشجيع عدم الانتاجية والتوسع في الاجازات المرضية حتى يتم تدمير القطاع الخاص بعد ان دمر المشرعون المدغدغون وغير المحترفين القطاع الحكومي، الكويت تعيش على سطح صفيح ساخن وما نراه هو مشروع انتحار امة لا إحيائها.

آخر محطة:

الحمد لله على سلامة الزميل زايد الزيد من الاعتداء الآثم، وما تشوف شر.