احمد الصراف

حجاب السعداوي واختلاط الأطفال

تعتبر المقالات التي أكتبها والتي تتعلق بالمرأة وسترها وحجابها واكلها وشربها، وخاصة من الناحية الدينية الأكثر قراءة وتعليقا، ويعود هذا الاهتمام غير العادي ربما لجو الكبت والحرمان الذي تعيشه مجتمعاتنا التي تعتبر، بالرغم من هوسها بالجنس، وبموجب دراسات ميدانية اسرية، الاكثر جهلا بمواضيعه وبكيفية التعامل مع الجنس الآخر، ذكرا كان او انثى، واسباب هذا الجهل، او التجهيل المتعمد، لا تخفى على الكثيرين، واهمها خلو المناهج من اي ذكر لمثل هذه المواضيع الجوهرية، وتردد الاسرة في الحديث عن الجنس او جعله موضوعا قابلا للنقاش بين الام والابنة والاب والابن، إما بسبب الخجل او لجهل الام والاب الاساسي الذي يبقى عادة معهما طوال حياتهما. وبالتالي ليس مستغربا انتهاء 60% من حالات الزواج بالطلاق!
مقال النقاب الذي كتبته يوم الخميس الماضي كان الأكثر قراءة على الانترنت بين كل المواد الاخرى لجريدة رصينة كـ«القبس»، وهذا مؤشر سيئ لذوق وفهم البعض الذي يبحث عما يثيره دينيا، وخاصة عندما يكون له جانب جنسي، وفي هذا السياق تقول المفكرة والطبيبة والكاتبة المصرية الكبيرة نوال السعداوي، في مقابلة مع قناة العربية ان لا علاقة للاخلاق بالحجاب، فاخلاق المرأة تظهر في عيوبها.. في كلامها، في مشيتها، في صوتها ونظراتها، فارتداء الحجاب ولبس الكعب العالي والمشي بطريقة فيها تراقص هو المثير، وليس تغطية الشعر او الوجه او عكس ذلك..». ولو فهمنا معنى هذا الكلام وذهبنا الى احد المجمعات التجارية في اي بلد عربي، وبالذات خليجي، لرأينا كم هو دقيق وصف الدكتورة السعداوي، حيث نجد غالبية المحجبات، وخاصة من الفئة العمرية من 15 سنة، احيانا اقل بكثير، وحتى سن الثلاثين، هن الاكثر تبرجا. كما نجد حتى بعض المنقبات بملابس ضيقة وعيون «ممكيجة» ولافتة بجرأتها في البحلقة! كما ان ما يمكن لمسه وشمه من روائح عطرية قوية لا بد ان يؤثر في حواس الجنس الآخر واثارته بطريقة او بأخرى، واطنان الماكياج التي تملأ الوجوه البريئة، والرؤوس الفارغة غالبا ما تدفع الكثيرين للتساؤل عن معنى الحجاب في ظل غياب كامل للذوق والحشمة والخلق، فمن الواضح ان الغالبية لا تدرك معنى العلاقة بين الحجاب او النقاب والتصرف القويم مع الآخرين وفي الطريق! فكما ان قانون منع المنقبة من قيادة المركبة لا يعني لها شيئا، فان ايقاف السيارة في المكان الخطأ والقيادة بطريقة سيئة ورمي القمامة في الشارع، والتأخر عن العمل ايضا لا تعني للكثيرات منهن شيئا، فكأن هناك جدارا سميكا عند هؤلاء يفصل التدين عن التعامل الراقي مع الغير الذي يحتاج لاكثر من حجاب ونقاب، والذي لا يمكن الحصول عليه بمجرد وضع قطعة قماش، مهما كانت ثمينة، على الرأس، فتقدمنا بين الامم -ان اردنا تقدما- لا يقاس بمثل هذه الامور، والاخلاق لا تقاس بمثل هذه الادوات، والتحضر لا يختصر بقلم حمرة او عطر باريسي فاخر. وعندما يقول شاعر: انما الامم الاخلاق ما بقيت، فهو لا شك لم يكن يتكلم عن قطعة قماش او لحية طويلة او حتى حليقة او بنطلون جينز او بدلة اوروبية، بل عن امور اكثر اهمية وعمقا!
***
• ملاحظة: كرة اخرى تدخل مرمانا من الفريق السعودي الذي سمحت قيادته باختلاط الاطفال، نكرر الاطفال، الذكور والاناث في المدارس الابتدائية، بعد اكتشاف ان اختلاطهم لا يشكل خطرا جنسيا بعضهم على بعض!

أحمد الصراف

احمد الصراف

محمد الصباح

أعترف بأنني أشعر بتقدير واحترام لشخص وزير الخارجية الشيخ محمد صباح السالم، وربما تكون دماثة خلقه التي جذبتني اليه هي التي تدفعه لان يكون اكثر دبلوماسية وتعاطفا مع الجمعيات الخيرية الصالح والطالح منها، وابداء اعجابه المتكرر وتقديره لجهودها خارج الكويت، وهو الامر الذي لا نتفق معه عليه الى حد كبير، فقد صرفت الكويت على مدى ثلاثة عقود الكثير على الدول العربية والاسلامية، وما ان احتلت قوات صدام وطننا حتى كانت الدول الاكثر استفادة من المساعدات هي الاكثر عداء لنا! وينطبق الحال ذاته على معظم الجمعيات الخيرية التي كانت طالما ادعت النشاط الكبير في دول افريقيا وآسيا الفقيرة، والتي كان عملها ينصب بشكل رئيسي، وفق ادعاءات القائمين عليها، على حفر الآبار وتوظيف الدعاة وطباعة الكتب الدينية، حيث ان جميع اعمالها تلك لم تثمر في اقناع تلك الدول بارسال برقية تنديد واحدة على الغزو من حكوماتها، وفي ضوء كل ذلك يصبح مستغربا الطلب الذي تقدم به الشيخ محمد الصباح لوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون للسماح لجمعياتنا الخيرية بالعودة إلى اسطوانة «مساعدة المجتمعات المعوزة والفقيرة»، بحجة ان مساعداتها ستساعد مجتمعات تلك الدول في التحصين من الارهاب! فمتى كانت جمعياتنا في غياب اي دليل مادي ملموس، مهتمة بمحاربة الفقر في المجتمعات المعوزة، وهي التي قبضت الملايين وأضاعتها في جيوب البعض وعلى مشاريع وهمية غير ذات جدوى أو مردود علمي، أو زراعي مستمر؟ وهنا نتمنى ممن يخالفنا ان يرينا مشروعا خيريا واحدا في افريقيا وآسيا يشار إليه بالبنان بالرغم من طول الفترة السابقة على الحادي عشر من سبتمبر التي قضتها تلك الجمعيات في «اعمالها الخيرية» وكبر حجم الاموال التي أنفقتها خلال 30 عاماً!
إن اختيار القائمين على الجمعيات الخيرية والاصرار على العمل في الخارج لم يأت عبثا، فهو نشاط يمكن الحديث عنه والتفاخر به، ولكن يصعب التثبت من وجوده، ولكن عملها الخيري في الداخل معرض للمراقبة والمحاسبة، وهذا ما الجمعيات فيه، فهي اكثر ميلا إلى العمل في الظلام، كما ان سابق نشاطها الداخلي المتواضع لم يمنع انطلاق كل العمليات الارهابية المحلية من محيط مراكز انشطتها الدعوية، كما لا يستبعد ان ما حدث محليا لم يحدث ما يماثله في سابق محيط انشطتها في الخارج، والاهم من كل هذا وذلك ان الكويت بأمس الحاجة لاموال الجمعيات الخيرية، فهناك الآلاف من الفقراء الذين يعيشون في ظروف مأساوية من دون ادنى متطلبات الكرامة الانسانية، فلماذا تنطلق جمعياتنا إلى الخارج والداخل في امس الحاجة لها؟ كما ان لدى فئة البدون عشرات آلاف الاطفال من غير تعليم أو طبابة، والذين يشكل وضعهم قنبلة امنية خطيرة.
ان آخر تقارير المخابرات الدولية تفيد بأن تنظيم القاعدة هو في أسوأ حالاته ماديا وتنظيميا، وبالتالي يجب عدم السماح للجمعيات الخيرية باعادة التمدد في الخارج في الوقت الحاضر، وان كان لا بد من ذلك فتحت رقابة فعالة، ولكن هذه الرقابة نفتقدها في الداخل حاليا فما بالك بالخارج؟!

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

بوصباح… إلّا هذي

هذا الميثاق اسمه دستور دولة الكويت، وهو نفس الدستور الذي أقسمت عليه أنت كرئيس السلطة التنفيذية بأن تحترمه وتصونه، وهو ما نجمع على احترامه نحن أيضاً كشعب حتى إن لم نقسم علناً، فهو عقد مقدس بين أهل الكويت جميعاً.

لقد طرأت على الكويت أخيراً موجة جديدة أو أسلوب جديد لموجة قديمة اسمها أسلمة القوانين، فبعد أن باءت محاولات السابقين بالفشل في تغيير الدستور جاء البعض ليسعى إلى تغيير القوانين لتكون بذلك متعارضة مع الدستور.

فأن يتوجه النائب إلى وزارة الأوقاف لاستصدار فتوى بمنع المرأة غير المحجبة من ممارسة حقوقها السياسية كاملة، لأن هذا سيمكنه في المستقبل من استصدار فتاوى أخرى من الأوقاف، فإذا سألنا لجنة الفتوى عن حكم السارق؟ فسيكون الرد قطع اليد، وهو غير مطبق طبعاً، وإذا سألنا نفس اللجنة عن حكم مصافحة النساء الأجنبيات؟ فستكون الإجابة بأن ذلك لا يجوز، وهو أمر سينطبق عليك أنت شخصياً، وآلاف الأحكام الأخرى التي ستغير شكل البلد تماماً.

إننا هنا بالطبع لسنا ضد الإسلام بقدر ما نحن نقر ما وثقه لنا آباؤنا وآباؤكم بضرورة أن تكون الدولة مدنية بها من التعددية ما يجعل الكويت قائمة على حرية الاعتقاد والبحث العلمي والحرية الشخصية، وكلها حريات جاءت في ميثاقنا المعتمد. بل لم يكتفِ الميثاق أو الدستور بذلك فحسب، لكنه رفض أيضاً أن تنقَّح مواد الحرية والمساواة إلا بما يضمن المزيد من الحريات.

ما يحدث اليوم لا يمكن اعتباره سوى ردّة على ميثاقنا الذي ارتضيناه سوياً، وتفرجكم على ما يحدث دون أن تحركوا ساكناً لا يمكن اعتباره إلا حنثا أو تجاهلا بيمين أقسمتموه ست مرات على التوالي في ثلاث سنوات.

نحن اليوم نقوم بدورنا المتواضع لحماية ميثاقنا والعقد بين الكويتيين جميعاً، ولكننا لن نستطيع صيانته كما تستطيعون أنتم، وهو واجبكم الدستوري، فلا حكم لنا سوى الدستور والمحكمة الدستورية التي لا تلوحون بها إلّا حينما يقرع ناقوس الاستجواب، إننا ننتظر منكم اليوم، كمؤتمنين على هذه الأرض وميثاقها، أن تقفوا وبحزم لأي محاولة لاقتناص النقاط على حساب ميثاق أهل الكويت مسلمين كانوا أم غير ذلك، فإن لم تستطيعوا ذلك فالاعتذار عن الاستمرار في المسؤولية قد يكون هو الحل.

خارج نطاق التغطية:

غريب أمر بعض المتشدقين بالديمقراطية فقد أقاموا الدنيا ولم يقعدوها لمجرد زيارة 26 مواطناً إلى سمو الأمير، لقد عبر الـ26 عن رأيهم فحسب وقد نوافقهم أو نعارضهم، ولكن ليس لنا الحق أبداً في منعهم وتهميشهم، أولم يذهب أنصار القروض من ذي قبل إلى الأمير، ولم يتحرك نفس المتشدقون لرفض ممارساتهم؟ الأمير ليس حكراً على أحد، والرأي ليس فردياً فإن لم تقبلوه فلن نقبلكم.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

سامي النصف

غرام الباشوات

في عام 1910 تولى حكم بغداد احد اكثر الولاة اصلاحا وكفاءة في تاريخ العراق وهو الوالي ناظم باشا الذي ردم المستنقعات وانشأ السدود وفتح الشوارع العريضة المسفلتة وبنى المستشفيات والحدائق، وجعل السجون تدار بالطريقة الاوروبية الحديثة وانشأ الصيدليات التي تعمل 24 ساعة وجلب مكائن لرش الشوارع بالمياه، وحصل على فتاوى شرعية بتحريم عمليات الغزو التي كانت تمارسها العشائر والقبائل كما يروي المؤرخ خيري العمري.

وفي احدى ليالي صيف بغداد وضمن حفلة خيرية اقامها على ظهر باخرة نهرية لصالح انشاء احد المستشفيات التقى مصادفة وهو الشيخ الكبير سنا ومقاما بفتاة ارمنية في الـ 18 من عمرها تدعى سارة اسكندريان فهام بها حبا وعشقا وجنونا من النظرة الأولى وتقدم للزواج منها فرفضت (تظهر الصور انه كان اقرب شبها بالممثل المصري عدلي كاسب وسارة بسعاد حسني) وزاد ذلك الرفض من عشقه وجنونه وبدأت مأساتها ومأساته التي انتهت بعزله وقتله عام 1913.

فقد بدأ بالتضييق عليها ومطاردتها مما اضطرها للجوء للقنصل البريطاني الذي تعاون مع الراهبات الفرنسيات والقنصل الالماني لتهريبها في مركب متجه للهند، الا ان الباشا علم بالامر فطلب من عسكر البصرة القبض عليها مما اضطرها للقفز من مركبها الذي اعده لها القنصل الروسي الذي اقلها الى بوشهر الايرانية حيث ساعدها السير برس كوكس في ارسال برقيات الشكوى الى الاستانة تطالب فيها بوقف الوالي عن مطاردتها مما ادى الى صدور امر بعزله بعد ان اصبحت قصة عشقه مضربا للامثال وحديث الصحف والمنتديات، وقد واصلت سارة سفرها لمومبي وكان اول قرار لناظم باشا بعد عزله هو السفر لمومبي لعله يحظى برضاها فلما صدته ارتحل الى اسطنبول حيث قتل بعد وصوله في ظروف غامضة قيل انها متصلة بقصة حبه الفاضحة وخلافه مع الاتحاديين.

تقلد توفيق نسيم باشا رئاسة الوزارة في مصر 3 مرات والوزارة 7 مرات وكان رئيسا للديوان الملكي في عهد الملك فؤاد، وقد سافر للتصييف في النمسا وكان في الـ 67 من العمر فالتقى بالنمساوية ماري هوبنز ذات الـ 17 ربيعا فهام بها حبا وتزوجها على الفور، وعاد بها الى مصر حيث بدأت مأساته فقد ادعت عليه ابنتاه بالتبني أنه مختل العقل ولم يعد مؤتمنا على ثروته الضخمة، كما شنت عليه الصحافة الحزبية هجوما كاسحا لاسباب سياسية مستغلة تلك الدعوى وقالوا انه لم يعد مؤهلا لقيادة البلاد او التصرف بثرواتها.

واعلن الباشا اصراره على التمسك بحبه حتى لو ادى ذلك الامر الى ان يطلق العمل السياسي، وانحدرت الامور الى الاسوأ عندما اعترفت العروس بأنها تزوجته لتضمن مستقبلها المالي، وقام الاطباء بفحص مهين لحالته الصحية والعقلية بناء على احكام المحاكم التي صدرت لصالح ابنتيه بالتبني واتت تقاريرهم مثبتة كفاءته الصحية والعقلية (لا القلبية) وسافر الباشا الى اوروبا هربا من الفضائح حيث توفي هناك بعد وقت قصير بعد ان حرم زوجته وابنتيه من ثروته وتبرع بها كاملة للاعمال الخيرية وقد شيعت جنازته في موكب عسكري مهيب حاملا جثمان ضحية اخرى قتلها الحب.

آخر محطة:
 
1) مع قدوم الثوريات المباركة للمنطقة العربية في حقبة الخمسينيات وما بعدها توقفت قصص الحب الخالدة واستبدلت بقصص القمع والكراهية الشديدة وتعذيب المعتقلات الرهيبة.

2) اما في مجتمعنا الكويتي والخليجي فقد تسبب ارتفاع الاوزان في اختفاء القلوب بين كتل الشحم واللحم ومن ثم اختفاء الحب الصادق من الجوانح حيث ارى انه لا حب بعد التسعين وزنا لا سنا!

احمد الصراف

كارما وأوم شانتي

يقول سائق تاكسي: وصلت للعنوان وانتظرت فلم يأت أحد فضغطت على المنبه مرة وثانية وكدت أغادر المكان، ولكن شيئاً ما دفعني لأن أذهب لأضغط على جرس الباب، وهنا سمعت صوت امرأة عجوز تطلب مني الانتظار. فتح الباب بعد لحظات فرأيت سيدة في تسعينات عمرها وهي تجر حقيبة سفر بصعوبة، فتقدمت لمساعدتها، وألقيت نظرة على البيت من الداخل فوجدت أن صاحبته لن تعود اليه، فكل شيء يشي بذلك، من قطع القماش الكبيرة التي تغطي الأثاث الى خلو الحوائط من أي لوحات أو ساعات، وفراغ الأرفف من أي آنية أو حاجيات، سوى صندوق يقبع في زاوية مليء بالصور والبراويز.
اتكأت المرأة على ذراعي ومشيت معها ببطء نحو السيارة ولسانها يلهج بالشكر لما أبديته من لطف نحوها، فقلت لها انني أحاول فقط أن أعامل زبائني بالطريقة نفسها التي أود من الآخرين معاملة أمي. فسمعتها تتمتم كلاماً طيباً، وما ان استوت في المقعد الخلفي حتى طلبت مني أن أذهب بها الى البلدة القديمة، قبل الانطلاق للعنوان الذي أعطتني إياه في ورقة صغيرة، فبينت لها ان في ذلك إطالة للطريق فقالت: لا يهم فلست في عجلة من أمري، فلم يتبق لي أحد في هذه الحياة، وحسب ما ذكره أطبائي فإنني غالباً لن أعيش طويلاً. وهنا امتدت يدي لعداد الأجرة وأوقفته عن العمل!
خلال مرورنا في البلدة القديمة طلبت مني التوقف عدة مرات أمام مبان تحمل في ذاكرتها وقلبها الكثير، ونظرت في المرآة فرأيت عينيها تبرقان وهي تشير إلى معرض للسيارات وتقول: كان في مكان هذا المحل مرقص كبير، وفيه التقيت بزوجي الراحل، وكنا نأتي اليه كثيراً بعد زواجنا. ثم أشارت الى مبنى آخر وقالت انها كانت تعيش في احدى شققه العديدة، وإلى عمارة صغيرة ثانية وقالت انها ولدت في بيت كان يقع مكان تلك العمارة، وهنا بدر منها ما يشبه الضيق أو التعب وطلبت ترك مرابع صباها والانطلاق بها الى بيت الضيافة الذي ستقضي به ما تبقى من عمرها، بعد ان عاشت في تلك البلدة وشوارعها صبية ويافعة وزوجة، وقالت وقطرات دمع صغيرة تتدحرج من عينيها باحثة عن طريقها بين الأخاديد التي تملأ خديها، انني أفتقد زوجي كثيراً! وسكتت فيما تبقى من الطريق، فالموقف كان يتطلب ذلك، وقد احترمت صمتها، وكانت أشعة شمس الصباح قد بدأت بالظهور بعيداً عن الأفق، وما ان وصلنا حتى وجدنا ممرضة بانتظارها على الباب الخارجي وكأنها كانت تتوقع وصولها. اخرجت الحقيبة من صندوق السيارة الخلفي، وعندما عدت وجدتها جالسة على كرسي متحرك وسألتني عن الاجرة فقلت: لا شيء. فقالت: ولكن وراءك التزامات وهذا عملك، فقلت هناك زبائن آخرون، وهنا وبدون تفكير، انحنيت وضممتها الى صدري بحنان فتمسكت بي بقوة وقالت: «لقد منحت سيدة كبيرة في السن لحظات سعادة غالية لا تنسى، شكرا لك».
ودعتها واتجهت نحو سيارتي، وانا اغالب عبراتي، وغادرت هي على كرسيها النقال وما ان سمعت صوت اغلاق باب المنزل من خلفي حتى انتابني شعور بانه صوت انتهاء حياة.
اخذت اتجول بسيارتي دون هدف وانا غارق في افكاري، ولم تكن لدي رغبة في العمل او التحدث مع احد فيما تبقى من ذلك اليوم، فما الذي كان سيحدث لتلك السيدة لو ان سائقا عصبيا هو الذي تلقى نداء توصيلها الى مقصدها؟ او لو كان السائق قليل صبر ورفض الانتظار، او انني لم انزل من سيارتي للطرق على الباب. وعندما افكر فيما جرى في ذلك الصباح الباكر اجده من اروع الاعمال التي قمت بها في حياتي، فنحن مكيفون لاننا نعتقد ان الحياة تدور حول لحظات عظيمة، ولكن هذه اللحظات تفاجئنا من حيث لا ندري بما يقوله او يقوم به الآخرون من افعال واقوال. والناس قد ينسون ما قلناه او فعلناه من اجلهم، ولكن من الصعب ان ينسوا ما جعلتهم يشعرون به في لحظة ما.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

أيها الخرطي…
عد ارجوك

أنا أدخن. أعشق السيجارة وتعشقني. لا أقبل فيها نميمة عاذل، ولا أستبدلها بعطية باذل. كيف أخونها وهي تحترق لأجلي راضية؟… كثيراً ما خاطبتها في قصائد المراهقة: «قاتلتي إني من قومٍ، يخشون الضحكَ علانيةً، ويظنونَ الحزنَ وقاراً، والصمتَ سنامَ التبجيل! قاتلتي أقسم باللهِ، وبالتوراة وبالإنجيل، ومش عارف إيش، من سجّيل… الخ»، وكلمة (الخ) هذه كتبتها لأن ذاكرتي الهشة أنستني بقية القصيدة.

المهم أنني أدخن، لذا لا يمكن أن أعقد ندوة أنصح الناس فيها بترك التدخين، وإلا فأنا كذابٌ أشر، ودجالٌ يشار إليّ بالأصابع العشر. كذلك الحال بالنسبة للأخ النائب السابق الذي أغرقنا بدموعه في برنامجه التلفزيوني، لا يمكن أن يتحدث عن «القيم البرلمانية» أو أن يطالب بلجنة قيَم، أو يحاضر عن ضرورة الحرص عليها.

وآه يا دنيا يا جبانة، كم أمعنتِ في إذلالنا والتنكيل بنا، لكننا لم نكن نتوقع أن تنكلي بنا إلى درجة أن يحاضر فينا هذا الإنسان عن القيم! هل اقتربت الساعة؟ هل انشق القمر؟… بادئ الأمر لم أصدق، صرختُ في محدثي الذي أبلغني الخبر: «هل أنت متأكد أنه هو، أم تشابهت الأسماء عليك؟»، فأجابني بنبرة عزاء: «نعم، هو بشحمه ولحمه، النائب السابق والمذيع الذي أغرقنا بدموعه، وأرجوك وسّع صدرك»، فشكّكت في جدّيته واعتبرت كلامه مزاحاً، أو هكذا تمنيت، لكنه أقسم لي بأسماء الله الحسنى أنه جاد وأن الخبر صحيح.

يا ألطاف الله، معقول؟… لكن لماذا أستغرب، فعلاً هذا هو الزمن الذي يتحدث فيه «صاحبنا» عن القيم البرلمانية، وإذا لم يتحدث في الزمن هذا فمتى يتحدث… يااااه، إلى أين سننحدر؟ هل ارتطمنا بالقاع أم لانزال نهوي؟ أفيدوني فأنا لا أدري، وما يدريني بعدما تساقطت أوراق الجمال من شجرة الكويت، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

الكويت التي كان القمر يغار منها ويسعى إلى تشويه سمعتها، الكويت التي انتقت من حدائق بابل أجمل زهورها وتركت الأشواك للآخرين، الكويت التي كانت شابة فتية عفية، عاشقة ذكية، مبتسمة، راقصة، ضاحكة، لو عاش فيها، أيام عزها، جنكيز خان، لكان أفضل عازف بيانو، ولو ترعرع فيها هتلر لحصل على جائزة نوبل للسلام، ولو تمشى موسوليني في أسواقها لكان أشهر مصمم أزياء… هرمت هذه الكويت الشابة وخرفت حتى وصل بها الأمر إلى أن سمحت له بتقديم محاضرة عن القيم البرلمانية. آخ ليتها اعتزلت وهي في عز مجدها وفي أوج بهائها قبل أن تتحول إلى «أطلال».

هرمت الكويت، ولم نعد نستغرب ظهور العجائب على أرضها، وغداً سنقرأ عن بعير يطير، وعن سمكة تعمل مانيكير، وحمامة تصعد بالأصانصير، ما دام الذي شتم أحد الوزراء على فضائية خليجية بكلام يعف عنه لسان نجوى فؤاد وتخجل منه زيزي مصطفى وتضع فيفي عبده إصبعيها في أذنيها كي لا تستمع إلى مثله، يتحدث الآن عن القيم! أين أنت أيها «الخرطي» العزيز، كنا نسخر منك فجاءنا أخوك «الظر…» فبكينا عليك. ارجع أيها «الخرطي» ولك منا القبول والرضا بكل ما تمليه علينا. ارجع أرجوك فقد افترى علينا أخوك. 

سامي النصف

الخيار شمشون لرولا وأسيل!

في البدء هناك قرار من مجلس الوزراء بألا تصدر فتوى تختص بالشأن العام دون مرورها عليهم وذلك بعد قضية سؤال احدى الجمعيات التعاونية لقسم الافتاء في «الاوقاف» عن شرعية فتح احد البنوك «الربوية» فرعا لديها، فكيف لم يتم الالتزام بذلك القرار المهم خاصة ان الفتوى لا تختص بأمر شخصي بل تمس امرا عاما مرتبطا بأساس تكوين الدولة.

خيارات شمشون لرولا وأسيل هي كالآتي: 1 – ان يتقدما بسؤال مماثل للافتاء عن شرعية من يصل للمجلس عن طريق الانتخابات الفرعية التي تقوم على عصبية الدم المحرمة شرعا والممنوعة قانونا! 2 – سؤال المحكمة الدستورية عن صحة انتخابات مجلس الامة الحالي حيث ان اسيل ورولا قد ادليا بصوتيهما في الانتخابات الاخيرة وهما غير محجبتين او ملتزمتين بالضوابط الشرعية حسب تعريف البعض لتلك الضوابط. 3 – سؤال الافتاء عن صحة انتخاب وعضوية الرجال ممن لا يطيلون لحاهم ولا يقصرون دشاديشهم لما فوق الركب، وسؤال المحكمة الدستورية عن جواز التفريق بين الرجال والنساء في الضوابط الشرعية في ظل وجود المادة 29 التي تمنع التفرقة بين المواطنين بسبب الجنس! 4 – سؤال المحكمة الدستورية ودار الافتاء عن صحة قيام النساء بالتحجب ابان الترشح والتصويت في الانتخابات ثم خلعهن الحجاب بعد ذلك وهل يجوز الطعن في صحة تلك الانتخابات في وقت لاحق على ذلك المعطى؟ ثم هل التقيد بالضوابط الشرعية محدد فقط بوقت معين هو ابان العملية الانتخابية من انتخاب وترشح ام انه متطلب مفتوح؟ واذا ما كان الامر مختصا بعملية الترشح والانتخاب فقط فكيف يجوز الطعن او اسقاط عضوية النائبتين في هذا الوقت المتأخر؟ 5 – سؤال المحكمة الدستورية عن هل يجوز الطعن في العضوية بعد الوقت المحدد اصلا للطعن ؟! 6 – سؤال الافتاء هل يجوز الموافقة على الميزانية العامة للدولة واغلب اموالها مودعة في بنوك ربوية؟! 7 – سؤال الافتاء عن شرعية وصحة عقد الحكومة للمعاهدات والمواثيق الدولية كمواثيق الامم المتحدة التي تمنع تصنيف الدول لدار سلم ودار حرب، واتفاقيات حقوق الانسان التي تساوي بين اصحاب الاديان المختلفة وتمنع الرق وفرض الجزية على اهل الذمة! 8 – سؤال الافتاء عن شرعية الاستعانة بالقوات الحليفة غير المسلمة ضد جيش الجارة المسلمة العراق وصحة وجود قواعد لها على ارضنا التي هي جزء من الجزيرة العربية!

ويمكن اضافة عشرات الاسئلة الاخرى التي تثبت بشكل قاطع ان ما يفتى به غير مطبق في الدولة ومن ثم فلماذا يتم الاصرار على تطبيق الضوابط الشرعية التي تختص بالنائبتين الفاضلتين اسيل ورولا وترك القضايا الاهم الاخرى التي تختص بالدولة ككل؟!

آخر محطة:

مرة اخرى نرجو الا يستخدم الافتاء كسلاح في المعارك السياسية

احمد الصراف

إسلام جدي وهطول المطر

عاش جدي طويلاً وتأثرت به كثيراً، وكان قارئاً وملتزماً دينياً، وحج أكثر من مرة، وبالرغم من أنه كان يقدم مساعدات مادية لدور العبادة والحسينيات فإنه كان يكره رجال الدين المتسولين الذين كانوا يأتون لزيارته من العراق وإيران للمطالبة بحصتهم من خمس «جدهم»!
ومع تدينه وتأثيره الطاغي فإنني لم أسمع منه، أو من أساتذتي في المدرسة، من فلسطينيين ومصريين وكويتيين، ومنهم الجسار ومهنا وشهاب ومحمد علي والأيوب والتركي وكثيرون غيرهم، أن الجهل يكمن في عدم معرفة موضع إبريق التشطيف في الحمام، أو أن المسواك أفضل من فرشاة الأسنان، وأن الزبيبة على الجبين لازم تشوفها العين لعلاقتها بالسراط المستقيم، وان الأظافر يجب أن تقلم، ليس من باب النظافة، بل لكي لا ترتاح الشياطين تحتها. كما لم أسمع منه أو منهم أن جلوس «المرأة» على الكرسي حرام والأرائك والمراجيح حرام لكونها من المفاسد، وأن «الفرشخة» تمكن الجن من الدخول فينا. ولم يحرم رجال الدين في زمانه على المرأة قيادة السيارة، وهو منع لا أصل له لديهم ولا معنى بحكم أن المرأة ممنوعة من الخروج من بيت أبيها إلا الى بيت زوجها أو لتلقي العلاج أو الى المقبرة يوم تموت. وأمام هذا المنع يصبح تحريم الكعب العالي على المرأة ووضع الزينة والعطور والخلاخيل ولبس الذهب من الأمور المضحكة حقاً. ولكن مع هذا يستلزم جلد لابسة البنطلون 40 جلدة أمام الملأ لعدم التزامها الحشمة، وأصبحت الموسيقى محل خلاف كبير بين أصحاب العمائم ومرتدي الغتر الحمراء. ومع زيادة الجرعة الدينية، وتعارضها مع متطلبات الحياة العصرية، زاد استهلاك المهدئات والمسكنات وأدوية علاج الاكتئاب، وهذا أدى الى زيادة الأمراض والأوجاع الأخرى والمصاحبة لها مع كل فتوى، فهذا يحرم حقنة الوريد في رمضان وآخر يحللها، وثالث يسمح بالتحاميل الشرجية ورابع يعارضها. كما عشنا سنوات طوالا نحتفل مع غيرنا بالأعراس ولم نسمع قط ان فتاة في العاشرة تزوجت رجلاً في الخمسين مثلاً، أو العكس! وفجأة أصبح هذا الفعل، وبفتاوى ونصوص شيعية وسنية أمراً مباحاً حتى لو تعلق بوطء طفلة طالما «تحملته». وعاش جدي ومات ولم يمنعني من لعب كرة القدم، التي أصبح لعبها محرماً، إلا بشروط سخيفة، ليأتي آخر ليجيز إفطار لاعبها إن كان عليه تمثيل بلده في مباراة ما. أما الزهور فشراؤها وإهداؤها حرام لشبهة التشبه باليهود والنصارى، أما قيادة السيارة بالنسبة لهم والسفر الى تايلند وشرب الماء المثلج والتمتع بمكيف الهواء فلا تتضمن أي شبهة بالغرب الكافر! ثم يأتي سفيه ليكتب مقالاً يلفت نظرنا فيه لتأخر نزول المطر علينا في هذه الأيام، وأن سبب ذلك يعود الى زيادة ذنوبنا ومعاصينا وظلمنا، والظلم حسب قوله، «يحبس الأمطار في السماء»! ويزيد على كل ذلك بأن تؤخر المطر هو بسبب المعاصي التي يجاهر بها الناس! ولا أعرف ما هي هذه المعاصي والمطاعم والمقاهي بعد أن نجح وفريقه في إققال المطاعم والمقاهي مع منتصف الليل!
نعود ونقول ان الشرهة، أو الحق ليس على هؤلاء الكتاب، ولكن على الإدارة الحكومية البائسة بكل المقاييس التي سمحت وسهلت لمثل هذه الأشكال وأصحاب هذه الأفكار ان يتحكموا في رقابنا ومصائرنا، بعد ان سلمتهم الصحافة والإذاعة والتلفزيون ليفرغوا على رؤوس الجميع كل ما بداخلهم من سموم تخلف وحقد وبغض.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

لقاء الوزير الكعبي والنائب العسومي

 

لم أكن أنوي الذهاب بعيدا عن حدود وزارة شئون البلديات والزراعة في عمود اليوم، فقد كان من المفترض أن استعرض قضية حراس الأمن بالسوق المركزي، التي طال أمد طرحها ومكاتباتها ولقاءاتها بين الحراس المطالبين بتعديل وضعهم الوظيفي، وبين المسئولين في الوزارة، لكن لا بأس لو أرجأنا الموضوع قليلا خصوصا مع وعود نؤمن بأنها صادقة من جانب الوزير جمعة الكعبي ومدير عام بلدية المنامة يوسف الغتم، ومع وجود متابعة من قبل الإتحاد العام لعمال البحرين وبعض النواب، لكن سبب الإرجاء يعود الى أن هناك مستجد مهم يتعلق بالوزارة، وبأهالي الحورة والقضيبية، لابد من التعريج عليه.

ولنرجع قليلا الى الوراء، وتحديدا يوم 9 أغسطس/ آب الماضي، حيث طرحت في هذه الزاوية موضوعا عنوانه: «ملفات القرى والأحياء في عهدة الكعبي»، وانتقدت فيه النائب عادل العسومي، لا لأنه طالب في تصريحات متعددة بضرورة الإلتفات الى المشروعات الحضرية التطويرية في كل من الحورة والقضيبية، بل انتقدت أسلوب الشحن عبر التصريحات الصحفية، والتي بدلا منها، يتوجب الجلوس بين النائب والوزير، أي نائب وأي وزير، في شأن أي قضية من القضايا المرتبطة بالحياة اليومية للمواطنين.

النائب العسومي كانت وقتها خارج البلاد، لكنه لم يتأخر في الإتصال ليطرح وجهة نظره تجاه ما طالب به من خدمات وبرامج تطوير لمنطقتين لم تحظيا بالإهتمام المطلوب، وكذلك كانت اتصالات وتعقيبات عددا لا بأس به من أهالي الحورة والقضيبية تصب في ذات الإتجاه، وأشرت حينها الى أن النائب العسومي يدرك جيدا أن وضعية الخدمات في دائرته، خصوصا على صعيد الحورة والقضيبية واحتياجاتهما، تستلزم عملا مضنيا، وكم كنت أتمنى أن تطرح كل الهموم على بساط البحث بين الوزير الكعبي والنائب العسومي فمن حق أهالي الحورة والقضيبية أن يجنوا ثمرا لكل تحرك من أجلهم، ولا تذهب الجهود سدى.

والآن، وبعد الكر والفر، شهدنا حدثان مهمان، الأول هي الزيارة التي قام بها الوزير الكعبي لأهالي الحورة والقضيبية والتباحث حول خطة شاملة لتحقيق مطالب واحتياجات الأهالي.

أما الثاني، فهو بالنسبة لي ولأهالي الحورة والقضيبية أيضا، لا يقل أهمية عن الأول، تمثل في اللقاء الذي عقد بين الوزير والنائب أخيرا، ولا نريد أن نقول أنه لقاء «إزالة الجليد»، ولكنه تواصل منجز يسهم بشكل أفضل مما تم سابقا في سبيل وضع احتياجات أهالي المنطقتين على طاولة البحث والحوار البناء.

كثيرة هي المصادمات الصحفية التي تحدث بين نواب وبلديين ووزراء ونقرأ تداعياتها في الصحافة، لكنها من وجهة نظر ليست حالة صحية إطلاقا، ولا يمكن إدراجها تحت عنوان حق أي طرف في تعريف الرأي العام بما يجري، فإذا سلمنا الى أنها تصبح حالة صحية اذا كان الطرف الأول (مواطنا عاديا) والطرف الآخر (مسئول في الدولة)، فلا بأس من طرحها عبر الصحافة، لكن أن يكون الجدال على صفحات الصحف بين نائب أو بلدي أو وزير أو أي مسئول في الدولة، فهذا يعني أن قنوات التواصل والتحاور بين كبار المسئولين وبين المنتخبين من أعضاء بلديين ونواب يمثلون الناس، مقطوعة! وهذا أمر سيء لا نتمنى استمراره.

نيابة عن أهالي الحورة والقضيبية، نقول شكرا للكعبي وشكرا للعسومي، وفي انتظار الخطوات القادمة

سامي النصف

مجموعة 26

يرى بعض النواب ان ممارستهم غير الديموقراطية وغير الدستورية التي يعكسها تدخلهم المتكرر في اعمال السلطتين الأولى والثالثة يمكن لها ان تمتد وتقمع آراء المواطنين وتمنعهم بالتالي من مقابلة كبار المسؤولين إلا بعد استئذانهم وتطييب خواطرهم متناسين ان في تلك اللقاءات الودية والعفوية إظهارا للديموقراطية الكويتية الحقة التي نشأت مع نشوء الدولة.

ومما يفاجئ ويصدم ويحير هذا البعض من النواب وهم ولله الحمد والمنة قلة قليلة، حقيقة ان بإمكان مجموعة مخلصة من جميع ألوان الطيف الكويتي ان تلتقي كبار المسؤولين للمصلحة العامة ودون أن يقوموا بما تقوم به تلك الشلة المعترضة والمحتجة من استغلال تلك المناسبات واللقاءات للتكسب الشخصي ومحاولة الحصول على القسائم والجواخير والمزارع والاسطبلات والمناقصات والمقاولات التي ملأت جيوبهم وحساباتهم الشخصية من الأموال العامة.

وينسى هذا البعض الذي أعطت تصرفاته غير المتزنة السمعة السيئة للديموقراطية الكويتية وحولتها من القدوة الحسنة الى القدوة السيئة في المنطقة بل وفي العالم أجمع ان كبار المسؤولين في كل الديموقراطيات الأخرى يلتقون بالمواطنين والإعلاميين والمفكرين والسياسيين والمثقفين دون أخذ الإذن من أعضاء مجالسهم النيابية وهل سمع احد بمثل ما سمعناه خلال الأيام الماضية عند لقاء الرئيس أوباما على سبيل المثال بالمواطنين والساسة والإعلاميين الأميركان؟!

إن أحد أسباب لقاء مجموعة 26 بأولي الأمر في البلد هو ما نلحظه جميعا من تدمير وتبديد بعض الثائرين على اللقاء من النواب لثروة الكويت واستخدامهم المال العام الذي يملكه الشعب الكويتي كافة للدغدغة والصرف منه على مشاريع إعادة انتخابهم وهو السبب الرئيسي لارتفاع أصواتهم ضد من يحاول تسكير وإغلاق تلك الحنفية والحفاظ على الأموال العامة للأجيال المستقبلية.

ولا أعتمد شخصيا على الذاكرة عند حضور الاجتماعات المختلفة، بل أدون ما يجري حتى يمكن تحري الصدق والدقة عند العودة لتلك اللقاءات، ومن ذلك فقد رجعت الى ما دونته إبان لقائنا بصاحب السمو الأمير حفظه الله فلم أجد حرفا واحدا مما ادعته القلة من النواب، فلم يدّع احد انه يمثل الشعب الكويتي ولم يتم التطرق لقضايا ازدواج الجنسية او قضايا التجنيس، بل تركز الحديث على قضايا هدر الأموال العامة التي تهم الجميع.

آخر محطة:

استعير من الابنة أنفال القلاف أبياتاً من قصيدتها «تافهين ومتعصبين» مع بعض التصرف والتحوير وهي رد على من كتب قصيدة ضد المجموعة: بعض النواب «تافهين» دون أهداف ينثروا كلام يروح باكر مع الريح والبعض منهم متعصب لأعراق وأطياف واللي يخالف فكره يجيه «تجريح» «الكبير» ماهو اللي اعتلى فوق الاكتاف ولا اللي يملي على الجرايد مثل هالتصاريح

وسلامتكم