علي محمود خاجه

خطّة

– القيام بأنشطة السياحة العلاجية.

– مدينة الحرير ويستغرق تنفيذها من 15 إلى 20 عاما.

– جسر جابر الأحمد في مرحلة الدراسات الأولية.

تلك المشاريع هي بعض يسير جداً مما ورد في خطة عمل الحكومة المقدمة لمجلس الأمة، والكلام على الورق من أبدع وأجمل ما يكون، ولكن لنعكسه على الواقع لنتحقق من منطقية ما هو مذكور وعمليته.

آخر مشاريع حكومية تصنف على أنها ضخمة في السنوات الخمس الأخيرة هي التالي: استاد جابر الرياضي- القرية التراثية- مستشفى جابر، على مدى خمس سنوات كاملة لم ينته أي مشروع من تلك المشاريع التي تعد صغيرة نسبيا إذا ما قورنت بما تطرحه حكومتنا الموقرة اليوم.

للعلم بالشيء فإن استاد جابر على سبيل المثال شرعت الدولة في تنفيذه في 2004 على أن يتم تسليمه في 2006، وقد تم تسليمه في 2009 مع الكثير من النواقص، إلا أن هذا يعني أن مدة تنفيذ المشاريع في الكويت تستغرق ضعف المدة وقد تصل إلى الضعفين.

فالحكومة قررت أن تحول الدولة من دولة علاج في الخارج إلى دولة سياحة علاجية، بمعنى أن يأتي الناس من كل أنحاء المعمورة لتلقي العلاج في الكويت، وقررت أن تحول الدولة لسياحة السفاري التي سيشاهد فيها السواح زواحفنا الجميلة كالضّب والضّب والضّب وغيره من «الضبوبة».

كما أن حكومتنا الرشيدة حددت مدة تنفيذ مدينة الحرير، وهي مدينة تقع في الصبية شمال الكويت بمدة تتراوح ما بين 15 إلى 20 عاما، في حين أن الجسر المؤدي إليها «جسر جابر الأحمد» مازال في مرحلة الدراسات الأولية، وهو ما يعني أن هناك دراسات نهائية، ومن ثم طرح المناقصة والتنفيذ، وهو جسر ضخم يقطع بحر الكويت إلى الصبية، وهو ما قد يستغرق مدة أطول من مدة تنفيذ مدينة الحرير التي ستتحول إلى مدينة أشباح ما لم توصل بجسر إلى باقي مناطق الكويت.

من الجميل جدا أن يكون لدينا خطة، ولكن من القبيح أن تأتي لنا الحكومة بأحلام صاغتها أقلامها لتدعي أنها مشاريع قابلة للتنفيذ في المستقبل القصير المدى.

ومادامت سياستكم هي التغاضي عن مقاوليكم الذين يستغرقون أضعاف المدة دون أن تعاقبوهم، فإن هذا يعني بكل تأكيد أن أحلامكم، وإن أردتم تحقيقها، لن تحققوها خلال خمسين عاما.

احترموا عقولنا قليلا وأقدموا على العمل الجاد وليس على توزيع الأحلام.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

احمد الصراف

كيف نعمّر للمائة ؟

يعتبر الأميركي دان بوتنر Dan Buettner خبيرا في موضوع إطالة العمر، فهو إضافة لأرقامه القياسية في ركوب الدراجة الهوائية، بعد أن قطع خلال سنوات قليلة 70 ألف كيلومتر على دراجة عدة قارات، فإنه أمضى كذلك سبع سنوات في دراسة السر في أن بعض سكان مدن محددة يعمرون أكثر من غيرهم، ولهذا عاش في أوكيناوا في اليابان وسردينيا في إيطاليا، وكوستاريكا، ولوما ليندا في كاليفورنيا. ومن تجاربه وضع كتابه الأول «المنطقة الزرقاء، دروس في كيفية إطالة العمر»، كما قام في الصيف الماضي بزيارة جزيرة يونانية. ومن تجربته في المناطق الأربع السابقة والجزيرة، وعلى الرغم من الاختلافات الكبيرة بينها من ناحية العادات والطعام والطقس، توصل الى مجموعة من الاستنتاجات والعوامل المشتركة التي يبدو أنها ساهمت في إطالة أعمار سكان تلك المدن، وأطلق على اكتشافه «القوة 9»، أو القاعدة التاسعة التي يمكن لأي شخص، من خلال محاكاتها، توقع العيش عمرا أطول، وهي:
1 ــ الحركة: لا تخمد وكن دائم الحركة، 2 ــ اكتشف الهدف من وجودك في الحياة، 3 ــ خذ استراحات قصيرة، 4 ــ اتبع أسلوب الـ 80% ولا تبالغ في الأكل، 5 ــ تناول الأطعمة الخضراء، 6 ــ كأس من «الواين» الأحمر يوميا، 7 ــ انتم.، اجعل حياتك الاجتماعية أكثر نشاطا، 8 ــ الإيمان، لا بد من ممارسة روحية ما، 9 ــ الانتماء لعائلتك أو قبيلتك الأوسع.
ولشرح النقاط التسع يقول بوتنر ان من المهم مرافقة الأصدقاء المناسبين، فإن كان هؤلاء مدخنين أو مدمنين على الكحول فستكون واحدا منهم، وإن كانوا من هواة الأكل في المطاعم والإكثار من تناول اللحوم فغالبا ستتأثر بهم، وقال ان من المهم ألا نشبع أبدا، فتناول 80% مما اعتدنا تناوله من طعام ستكون له نتائج إيجابية على أوزاننا وعلى إطالة أعمارنا بالتالي، وعلينا التقليل بشكل كبير من تناول اللحوم، كما لاحظ أن أيا من سكان المناطق الخمس غير معني بتناول الأسماك، بل يكثرون من تناول «البورك»، وقال ان تناول الطعام في صحون صغيرة يساعد في أكل كميات أقل، كما لاحظ أن سكان سردينيا مثلا يسرفون في تناول «الواين» الأحمر، وأن «واينهم» يحتوي على ثلاثة أضعاف المواد المضادة للأكسدة أو السموم.
ويعتقد بأن أجسادنا، التي لم يكن متوسط أعمارها طوال التاريخ المعروف، يزيد على 28 عاما، لا تتحمل الضغط الكثير عليها، إن أردنا إطالة العمر لثمانين سنة أخرى، وبالتالي يجب تجنب الرياضة المرهقة، كما أن المكتئبين عادة لديهم فرصة أقل بكثير في العيش طويلا مقارنة بالأشخاص السعداء في الحياة.
وفي بحث آخر على الإنترنت تحت عنوان «كيف تعيش حتى المائة؟»، يقول الدكتور ماوشينك ني إنه من الممكن جدا أن نؤخر قدوم الشيخوخة، فأجسامنا مصممة لكي تبقى مائة سنة وأكثر، ولبلوغ ذلك علينا التخلص من العادات السيئة التي سبق ان اعتدنا عليها، كالتدخين وتناول الأطعمة السريعة، ومن ثم البدء باختيار ما هو مناسب لأجسامنا، وتجنب العمل تحت الضغط والإرهاق والهموم، ويعتقد الدكتور ماو أننا بحاجة لثلاثة أسابيع من السلوك المكرر لكي نشكل عقلنا على طريقة عيش جديدة، ومتى تشكل السلوك أصبح أوتوماتيكيا. فنحن بحاجة لأن نشرب مياها أكثر، ولكي يصبح هذا سلوكا عاديا، فعلينا القيام بذلك بشكل مكرر لـ 21 يوما، ويقول ان أطول السكان عمرا في مدينة محددة في الصين لا يتناولون أي لحوم أبدا، ويكتفون بالأسماك والخضراوات، وقال ان علينا زيادة الألوان في طعامنا، مثل الفواكه والخضار وتجنب السكر المكرر، ومن المهم الحصول على 7 الى 8 ساعات من النوم الجيد، وممارسة الرياضة باستمرار والسيطرة على التوتر، فهذا هو السبب وراء غالبية أمراضنا، وهنا نحتاج لممارسة رياضة اليوغا، أو التأمل، واتباع أنظمة التخلص من السموم من خلال انظمة غذائية معتمدة.
الخلاصة من كل ذلك، أنه على الرغم من عدم وجود اسلوب محدد يمكن اتباعه لاطالة العمر، لكن من المعروف ان سكان مناطق جغرافية محددة يعمرون أكثر من غيرهم بكثير، وهذا ينطبق ايضا على بعض الأسر في الكويت وغيرها.

أحمد الصراف