هناك ضجة غير مبررة دائرة في البلد افتعلها بعض المستفيدين من هدر المال العام، والا فأين وجه الاختلاف مع ما تدعو إليه مجموعة الـ 26 او «الحملة الوطنية لوقف الهدر وترشيد الانفاق»، وما يدعو اليه مثيرو الغبار؟! فنحن ـ للعلم ـ ندعو لمحاربة الفساد، فهل يدعون هم لتشجيع الفساد ودعمه ونشره؟! كما اننا ندعو لوقف الهدر والتكسب الشخصي من المال العام وتحويله الى مشاريع تنموية تفيد الكويت في حاضرها ومستقبلها، فهل يدعو مخالفونا الى زيادة الهدر والاستنزاف والى عرقلة قضايا التنمية؟! واذا ما كان الامر كذلك فلماذا لا يعلنون موقفهم بكل صراحة ووضوح؟!
فواضح ان الفارق الكبير بيننا وبين من يثير الغبار وينشر الاشاعات ويدغدغ مشاعر البسطاء ويرمي لهم الفتات بينما يحصد هو الملايين، هو اننا نؤمن بتنمية الثروة ويؤمن الآخر باقتسامها، ونؤمن بان الكويت بلد باق الى الابد ويؤمن الآخر بانها شركة تحت التصفية لكل طرف ان يأخذ نصيبه منها، ونؤمن بمشروع الدولة ويؤمن الآخر بمشروع الكعكة التي يتم التسابق على الحصول على الجزء الاكبر منها والتهامها.
ان لغة الارقام التي لا تكذب تظهر ان الاوضاع العامة وصلت الى مستوى لا يرتضيه اي مجلس لبلده، فالصرف في الميزانية العامة تضاعف بسبب العطايا والمنح خلال اقل من عشر سنوات بنسبة 300% (غير مسبوقة في العالم اجمع)، اي من 4 مليارات الى 12 مليار دينار، واصاب التأمينات عجز قدره 10 مليارات دينار سيتم تحصيلها من الاحتياطي العام للدولة ليبدأ العجز مرة اخرى بالتراكم في ميزانيتها بسبب مشاريع الدغدغة القائمة، وقد اصبحنا الدولة «الوحيدة» في العالم التي تعتمد بشكل كلي على مدخول النفط الذي كانت الميزانية العامة تتوازن عند سعر 15 دولارا للبرميل منه عام 2000، فأصبحت يظهر العجز فيها لو انخفض سعره عن 58 دولارا كما هو الحال الآن وهو امر محتمل جدا.
ان اغلب من يخدعون ويتم دغدغة مشاعرهم هذه الايام هم من اصحاب الدخول المتوسطة والمحدودة المعتمدين كليا على الراتب الحكومي (الوظيفي والتقاعدي) في تحقيق العيش الكريم لهم ولابنائهم، وهؤلاء هم من يجب ان يرفعوا اصواتهم ويدعموا اخوانهم الداعين لوقف الهدر ومحاربة الفساد وتشجيع عمليات التنمية، فالانهيار المالي ان حدث – لا سمح الله – سيكون اكثر ضررا وتأثيرا وتدميرا من غزو عام 1990 الذي لم يستمر الا ستة اشهر عشناها بكرامة بسبب ما تم توفيره في الحقب السابقة، ان اموال الكويت المدخرة هي امضى سلاح ينفع البلد، فلمصلحة من يحاول البعض تجريدنا منه؟! لست ادري.
آخر محطة:
1 ـ الدول لا تدار بطريقة «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب»، بل بنهج « احفظ الفلس الابيض لليوم الاسود».
2 ـ وجود ممثلين للشعب لا يعني الحجر على حق الشعب في ان يبدي رأيه، فالنواب هم وكلاء ولا يجوز للوكيل ان يحجب صوت من وكله.
3 ـ يمكن لمن يود ان يزور موقع «الحملة الوطنية لمواجهة استنزاف ثروة البلاد وترشيد استخدامها» الدخول على «www.group_26.com».