وردت مكالمة هاتفية من مؤسسة مالية معروفة في الرياض لصديق في الكويت، وقالت له السكرتيرة ان الدكتور فلان يريد التحدث معه بخصوص أمر يتعلق بتعاملاته المتشعبة معهم، ولأن الصديق يعرف بأن هناك من يحمل ذلك الاسم في المؤسسة فقد صبر طويلا على الخط ليعود صوت السكرتيرة بعدها معتذرا، معللة الأمر بانشغال الدكتور الفلاني في مكالمة مستعجلة مع أحد الوزراء وأنه خرج على عجلة للاجتماع به، وأنه أوصاها بأن تبلغه تحياته وأن المستشار الفلاني، وذكرت له اسم شخصية سعودية اخرى، يرغب في زيارته والاجتماع به في الكويت لمناقشة أحد المشاريع المهمة معه، وأن هذا الأخير موجود في نيويورك لحضور اجتماعات الـ MIF، وسيتصل به من هناك لتحديد موعد اللقاء.. وبالفعل، وبعد يومين، وردت لصديقي مكالمة من أميركا، حيث أخبره المتحدث أنه فلان وأنه مغادر في مساء اليوم نفسه الى الكويت ويرغب في تحديد موعد اجتماع معه، وأن زوجته، التي تعمل مساعدة تنفيذية له ستكون برفقته.
وهكذا تم ترتيب الأمر.
بعد ساعات قليلة وردت لصديقي مكالمة أخرى من الشخص نفسه أبلغه خلالها أنه في ورطة، حيث أضاع حقيبة يده الصغيرة التي تحتوي على تذكرتي السفر ومحفظة نقود، وأنه الآن في مطار نيويورك ومجبر على البقاء في المطار 7 ساعات أخرى حتى موعد الرحلة التالية، وأنه بحاجة ماسة لثمن تذكرتي سفر نيويورك ــ كويت على الدرجة السياحية، وأنه سيدفع له المبلغ بعد وصوله الى الكويت، وأن المبلغ يجب أن يحول لحساب السيدة (..) الأميركية، التي قال إنها تدير مكتب إصدار التذاكر في المطار! لم يخامر الشك صديقي أبدا، فهو يتعامل بالفعل مع مؤسسة مالية كبيرة في السعودية ومديرها هو الذي حاول التحدث معه وهو الذي أخبره بالموعد الذي كان يتوقعه منذ فترة، كما ان المبلغ المطلوب ليس بالكبير مقارنة بحجم تعاملاته، وهكذا تم تحويل المبلغ ولا يزال صديقي، ومنذ ثلاثة أسابيع بانتظار وصول المدير من نيويورك، وخسر مبلغا يقارب الالفي دولار دون مردود، فعليكم بالحذر فقد أصبح النصب علما يدرس.
***
• ملاحظة:
بمناسبة المؤتمر الصحفي الذي عقده المشرف على «بيت الكويت للاعمال الوطنية» الذي سبق ان اثير الكثير من اللغط حول مجريات تأسيسه واستمرار عمله غير القانوني، حيث اعلن خلال المؤتمر «الوطن» (13/10) الذي حضره نايف الركيبي وكيل ديوان رئيس الوزراء عن مشروع متحف كويتي اسلامي على شكل اسم محمد (!) يتضمن شاشات تخاطب الحواس الخمس، كما سيتضمن المتحف، ان اقرت ميزانيته من قبل مكتب سمو رئيس الوزراء، معجزات القرآن «للتأثر فيها»، وسينما ومكتبة، هيلوغرافية! فيا اصحاب الضمائر الحية، لاحقوا الامر لكي لا يرى هذا المشروع الهلامي النور ابدا، فيكفينا ما تعانيه بلادنا .
أحمد الصراف