محمد الوشيحي

مشعل الامة

صباحية مباركة. رئيس لجنة الظواهر السلبية النائب فيصل الدويسان يتبنى مقترحات زميله محمد هايف. وما هي المقترحات؟ تحديد مواصفات المايوه، وتحديد مقاس أبواب الكبائن العائلية ودرجة إضاءة المطاعم، وأشياء نووية أخرى. فتح الله عليهما.

الدول كلها تقطع صباح كل يوم ورقة من الروزنامة لتبدأ يوماً جديداً، ونحن نعيد لصق الأوراق المقطوعة في مكانها، فنحن شعب يعاني ضيقَ ذاتِ اليد وذاتِ التقوى وذاتِ الوَرَع، وتديّننا ليس على ما يرام، وأخلاقنا مستعملة، تحتاج إلى سمكرة، لذلك رزقنا الله النائبين محمد هايف والدويسان، حفظهما الله بعيداً عن متناول الأطفال.

قلوب الكويتيين ناصعة البياض، ويبدو أننا من سلالة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. لذلك نحن نصدق كل ذي لحية وعمامة، حتى تدحرجت بنا الأمور، وكنا نغضب من أطروحات النائب الطبطبائي ذي التاريخ الطالباني الجميل فإذا هو يجلس الآن على دكة الاحتياط بعد نزول هايف بالملعب. وكنا ننتقد طرح النائب الذي يقسّم الكائنات الحية إلى قسمين، شيعة وتكفيريين، صالح عاشور، وها هو يجلس اليوم في المدرجات بين الجماهير المشغولة بالتصفيق لزميله فيصل الدويسان. معلش، الأيام دول، ولو دامت لغيرك ما اتصلت إليك.

والحمد لله، كنا على ضلالة فأسعفنا المولى بهما في الرمق الأخير، ليدخلانا في الإسلام. ولكلٍّ منهما إسلامه، لكنهما اتفقا على المايوه وكبائن المطاعم، وهو أمر لو تعلمون عظيم، فاللهم اغفر لمن مات من الكويتيين قبل ظهور مثل هذا المقترح. واليوم منع الكبائن وتحديد مقاس المايوه، وغداً منع أغنية نجوى كرم «خلّيني أشوفك بالليل»، وبعد غد إغلاق المطاعم وإجبار الكويتيين على دفع الجزية. رحلة ميمونة.

أتمّا جميلكما أيها الفاتحان وتتبعا النساء في الأماكن العامة، وافحصا ملابسهن الداخلية، فلكلِّ نائب موقعه الذي ارتضاه لنفسه، هنا نائب للمراقبة وتقديم مشاريع التنمية، وهناك نائب غلبان، أقصى جهده نقل موظف ومنح الآخر إجازة، وبقربه نائب لا يتحدث إلا عن ملابس النساء وأحذيتهن وصوتهن ومواعيد خروجهن، وكأنه جدّتهن… فعلاً لكلِّ رجل موقعه الذي اختاره لنفسه. والفاتحان محمد هايف وفيصل الدويسان اختارا موقعيهما الصحيحين، ولم يبق لهما إلا أن يطلبا نقل مبنى البرلمان إلى سرداب مجمع العنود في الفحيحيل، بجانب محلات الخياطة النسائية. تهانينا.

* * *

أنباء الخير تنهمر كقطرات المطر الغزير، فقد تلقيت بعد كتابة هذه المقالة خبراً كارثياً عن فتوى إدارة الإفتاء في وزارة الأوقاف حول اللباس الشرعي للمرأة، وهي فتوى جاءت من خلال الحكومة، لا من خلال هيئة الإفتاء مباشرة. وهذا يعني أن الحكومة تقول في ردها على سؤال النائب محمد هايف ما معناه «الفتوى تبطل توزير الدكتورة موضي الحمود، لكنني سأخالف القانون وأبقيها»! معقولة؟ دعك الآن من النائبتين د. أسيل العوضي ود. رولا دشتي والانتخابات، الطق الحين صار برأس الحكومة ووزيرة التربية. وعيّد يا سعيّد. وموعدنا في مقالة الغد للطماشة على ما سيحدث من سيناريوهات. 

احمد الصراف

الانسحاب من صخب الحياة

يضطر كثير من قادة الجيوش، في خضم معاركهم العسكرية، إلى الانسحاب من معركة ما، إما نهائيا واما تكتيكيا لتجميع القوات والتزود بالمؤونة والتفكير في خطط حربية أكثر فعالية. وحاجة الأفراد لهذا التراجع من الروتين اليومي، أو ما يسمى ال‍‍ Retreat، لا تقل عن حاجة الجيوش، فنحن أيضا نخسر في الحياة معارك نفسية ومالية وعاطفية، ونحتاج أن نبتعد عن الآخرين مليا للتفكير في أسباب الفشل، ولوضع خطط جديدة والخروج بأفكار أكثر عملية والتزود بالوقود اللازم، وهذا ما قمت به أخيرا، كما سبق أن ذكرت في مقال سابق، حيث انسحبنا إلى قلعة حصينة في اكسفورد شاير، وكانت المحصلة أكثر من رائعة، وأنصح بالاستفادة من برامج Brahma Kumaris براهما كوماريز الروحانية لفوائدها النفسية والعقلية الكثيرة، سواء للأشخاص العاديين أو القادة والمفكرين!
* * *
تعلمنا من الحياة أننا ربما نكون في أحيان كثيرة بحاجة إلى الالتقاء بالأفراد الخطأ قبل أن نلتقي بالأفراد المناسبين. وعندما نلتقي هؤلاء في نهاية المطاف فسنعرف وقتها الفرق بينهم وبين الآخرين، وسيشعرنا ذلك بالامتنان. وربما ليست من السهل معرفة قيمة وأهمية ما نملك إلا بعد فقد ذلك الشيء، والصحيح أيضا أننا لا ندرك قيمة بعض الأشياء وأهميتها إلا بعد الحصول عليها. وقد يكون صحيحا أيضا أن المستقبل المشرق يعتمد احيانا على نسيان الماضي، فنحن في نهاية المطاف لا يمكن أن نستمر في النجاح من دون نسيان ما صادفنا من فشل وإحباط وألم نتيجة فقد عزيز أو هجر حبيب. ويجب ان يكون لدينا ما يكفي من السعادة، لنصبح أكثر لطفا، وأن نمر بما يكفي من المحن لنصبح أقوياء، وأن نشعر بما يكفي من الآلام لنصبح رحماء، وأن نمتلك ما يكفي من الأمل لنصبح سعداء، فأكثر الناس سعادة ليس الذين يمتلكون الأفضل من كل شيء، بل أولئك الذين يحصلون على الأفضل مما لديهم. وربما مطلوب منا أن نقوم يوميا بإسداء معروف لمن هم حولنا، حتى ولو كان ذلك يعني تركهم لحالهم. كما أن هناك لحظات في الحياة نفتقد فيها بقوة غياب من نحب، كأب، ابن، أم، ابنة، طفلة، صديق أو زوجة، ونود لو نستطيع إخراجهم من داخل أحلامنا وضمهم إلى صدورنا في عناق عميق، وعندما نلتقيهم بعدها، ويكونون أمامنا فسنعرف مقدار معزتهم في قلوبنا.
إن الرقة المتناهية في نفوسنا تعني قوة حقيقية. وهذه القوة على الرغم من أنها ترى وتتفهم، لكنها لا تتدخل في حياة الآخرين، وهي كفرع شجرة تلامس أوراقها الأرض، ولكنها لا تأخذ شيئا منها، وعدم الأخذ هو الرقة بذاتها.
وقد يكون مطلوبا منا أن نحلم كما نشاء وأن نذهب إلى ما نرغب من أماكن وأن نكون ما نود أن نكونه، لأننا نعيش حياة واحدة وفرصة واحدة لأن نفعل ما نرغب في القيام به.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

ضرب ومخدرات وشعوذة… ولا عزاء لفوزية الدريع

 

على رغم الهجوم الذي تعرضت، ولا تزال تتعرض له (نجمة) الإرشاد الأسري إن صح لي التعبير فوزية الدريع، إلا أن لها من المتابعين والمعجبين والعشاق في الوطن العربي بعدد نعجز عن تحديده… قد يقول قائل: «وعلام بنيت هذا الكلام؟»… والسؤال منطقي، لكن ضغطة زر على اسم (فوزية الدريع) في عالم النت، وتأتيك الأنباء.

ولم تكن «فوز» تتوانى عن جلد السلوكيات الخاطئة في المجتمع… حتى أن الكثير من الخليجيين، نساء ورجالا، كانوا يتسمرون أمام برنامجها «سيرة الحب» على قناة «الرأي»… هذا الأمر دفع البعض للهجوم عليها بشكل متواصل… ولعل جزء من أولئك المهاجمين أو المهاجمات هم أولئك الذين يغذون زوجاتهم/ أزواجهم… وأسرهم بالكلام السيئ والضرب والركل والشتائم كل يوم.

(لا عزاء لفوزية الدريع)… قلت ذلك وأنا أقرأ خبرا بتبرئة زوج من تهمة ضرب زوجته وبناته، بل أثبت تقرير الطبيب الشرعي أن الزوج هو الذي تعرض للضرب المبرح من قبل الزوجة والبنات لوجود اصابات متفرقة في جسده.

ويبدو أن الزوجة التي على خلاف مع زوجها وبينهما (قضية شرعية) حسمت الخلاف قبل المحكمة بذلك الضرب المبرح حيث ان الزوج أبلغ المحكمة بانه يخشى دخول المنزل بعد اليوم الذي تلقى فيه ضربات موجعة من زوجته وبناته.

كل البشر يتوقون للعيش في حضن بيت دافئ وأسرة متماسكة، لكن ما يحدث في حياتنا اليوم، والسبب فيه بالدرجة الأولى يعود إلى بعض الأزواج والزوجات وأقاربهم… هو نتاج تنشئة اجتماعية وتربوية غير متكافلة بين أفراد المجتمع ذاته، وبروز سلوكيات أكثر اجراما… فهذه سيدة بحرينية تطالب بتطليقها من زوجها بسبب إدمانه المخدرات، وأن زوجها ممن? ?يتعاطون المخدرات ما أدى به إلى سرقة أثاث المنزل وبيعه كما أنه متورط في? ?قضايا سرقات وقف بسببها أمام المحاكم ولا? ?ينفق على ابنائه?.?

ما يلفت النظر هو أن الزوج اعترف بأنه يتعاطى المخدرات، لكنه أمام المحكمة… في تلك اللحظة… يعلن توبته! وسواء أعلنها أم لم يعلنها فإن العقوبة المقررة عليها سيخضع لها رغم أنفه… لأنه وبصراحة، فإن رفع الشعارات الدينية من أجل تخريب أسرة، والإدعاء بمس الجنون والعين والعياذ بالله، هي من الأمور التي باتت كالستار الذي يختبيء خلفه من أساء/ أساءت إلى الأسرة… ولا بأس في اتخاذ طريق الشعوذة، خصوصا وأن هناك من يشجعون الناس، وخصوصا النساء، على التوجه إلى المشعوذين.

ولا تقولوا أن أولئك من الأجانب فقط! لقد تم حبس متهم بحريني? ?سنة واحدة وتغريمه مبلغ? ?ألف دينار بعد تورطه بالاحتيال على سيدة بحرينية للاستيلاء على مبلغ? 3500 ?دينار عن طريق السحر والشعوذة?، بعد أن أوهمها بأنها مسحورة.

لو أرجعنا كل المشكلات التي تعاني منها الأسر إلى المس والجن والشعوذة والسحر… لخربت كل المنازل..

إنها دعوة في يوم (خميس) نستقبل فيه (ليلة جمعة مباركة) أن يعيد الواحد منا حساباتها مع نفسه… وأسرته، فلا يتطلب الأمر الكثير من الوقت، لكن الثمار ستكون رائعة.