علي محمود خاجه

الصبر: تسمعني ؟

إلا أن المشكلة تتمثل في أن «الداخلية» فيها من العيوب والمصائب ما لا يمكّن الصبر من تغطيته أو إصلاحه أو على الأقل محاولة تحسينه.

أخي الكبير محمد الصبر إليك الآتي:

أسرد لك حادثة نقلتها لي صاحبة المشكلة ونشرتها مدونة الزميل سرحان إن كانت متابعة المدونات من اختصاصكم أيضا.

مواطنة كويتية تخرجت في جامعة الكويت كلية العلوم الاجتماعية، وتحديدا قسم العلوم السياسية بمعدل 3.46، ولحرصها على التحصيل العلمي والأكاديمي فقد واصلت مسيرتها الدراسية لتحصل بعد ذلك على الماجستير في الأمن الوطني الكويتي، وقد تنامى إلى مسامعها أن أكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية بحاجة إلى كفاءات تدرّس مادة الأمن الوطني والولاء المؤسسي في الأكاديمية، وهو ما شجعها على التقدم لنيل هذه الوظيفة المطابقة لمؤهلاتها.

وقد قابلت في الأشهر الماضية مسؤولاً رفيعاً في الأكاديمية رحب بكفاءتها وتحمس لها كثيراً، وأخبرها أن باب التعيين سيفتح في سبتمبر، وبإمكانها التقدم بشكل رسمي للوظيفة حينذاك.

وخلال فترة الانتظار كان المسؤول الرفيع يكثر من الاتصالات وإرسال الرسائل غير المبررة لهذه المواطنة، وما إن ضاقت ذرعا بهذا السلوك حتى طلبت منه أن يكف عما يمارسه تجاهها.

فما كان منه إلا التالي:

1- تعيين وافدة مصرية الجنسية ذات كفاءة أقل أكاديميا من المواطنة سابقة الذكر في نفس المركز المنشود.

2- طرد المواطنة من مكتب المسؤول الرفيع حينما ذهبت لتستفهم عن أسباب هذا الظلم الواضح.

3- رفض مكتب وزير الداخلية استقبال المواطنة المتظلمة وعدم السماح لها بتحديد موعد لمقابلة الوزير.

وتجدر الإشارة إلى أن الوافدة من مصر الشقيقة تم تعيينها في المنصب قبل أن يفتح باب استقبال الطلبات في سبتمبر.

هذه القصة يا سيادة العقيد هي قصة كويتية بحتة تختلف أشكالها في شتى وزارات ومؤسسات الدولة، وها نحن نسوقها لك ولا نعبر بها عن تعاسة الوضع والظلم في وزارة واحدة في الكويت، بل هي الحال التعيسة نفسها التي نواجهها في كل مكان، ولكن تعمدت أن أوصلها إلى حضرتك ليقيني بأني سألقى الرد.

خارج نطاق التغطية:

مرت أربعة أشهر دون وجود مجلس، والسؤال للمطالبين بتعليق الدستور: ماذا حققت الحكومة في هذه الأشهر الأربعة دون وجود مجلس؟

 

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

احمد الصراف

زغلول والإيفانجلستس (2/2)

يعتبر زغلول النجار ظاهرة بحد ذاتها في عالم الدعاة، فقد ترك الرجل وظيفته كجيولوجي، التي ربما لم تكن مجزية مادياً، وتفرغ للدين عن طريق تفسير القرآن والتركيز على معجزاته العلمية. ولو قمنا بزيارة موقعه على الإنترنت لاكتشفنا مدى ما يحققه من ثراء. فالنجار يقوم ببيع الكتب والمحاضرات واشرطة الكاسيت والسي دي والدي في دي من خلال موقعه. كما يبيع كذلك الأفلام الدينية، ويروج لنشر الفتاوى والتفسيرات عن طريق الجوال، أو النقال مقابل رسم. ويروج موقعه الالكتروني لمنتجات عدة أخرى، ويدعو زائريه، الذين قارب عددهم الملايين الاربعة، للتبرع لجمعيات خيرية محددة! كما نجده، وهو الجيولوجي، قد أصبح «فضيلة الشيخ» في الموقع! وان مهمته اصبحت انتظار ما يتوصل إليه الغرب من اكتشافات واختراعات، ومن ثم المسارعة والبحث في الكتب والمراجع عن حديث أو نص يتفق وذلك الاختراع أو الاكتشاف، ومن ثم القول بان الاسلام والمسلمين كانوا على علم بذلك من قبل، ومن ثم القيام بعدها بالمتاجرة بالاكتشاف على مدى سنوات!
وغني عن القول ان هذا الزغلول وغيره من المنتفعين من تفسير النصوص، لم يقم قط، خلال مسيرته الدينية التي قاربت الاربعين عاما، باقتناص قصب السبق واكتشاف أمر لم يعرفه العالم من قبل ليكتب عنه، ليكون لنا الفوز أبد الدهر، فمهمته «المباركة» تقتصر على الانتظار واقتناص الفرص الحلال والاثراء منها!
ومما اشتهر زغلول بترويجه على مدى سنوات قصة «انشقاق القمر»، حيث قال في مقابلة مع قناة الجزيرة، تكرر ما يماثلها مع قنوات أخرى، ان النبي قبل تحدي الكفار بالاتيان بمعجزة، فأشار باصبعه إلى القمر فانشق ومن ثم التحم. وقال انه كان يلقي محاضرة في جامعة كارديف عندما قام شاب بريطاني اسمه داوود موسى بيدكوك عرف نفسه برئيس الحزب الإسلامي البريطاني، وقال ان مسلما أهداه في يوم ترجمة للقرآن، وعندما فتحه وقعت عيناه على سورة «القمر» فلم يعجبه ما ورد في السورة عن انشقاق القمر والتحامه فتركه جانبا. وفي يوم كان يشاهد برنامجا تلفزيونيا يستضيف ثلاثة من رواد الفضاء الأميركيين قالوا فيه ان أميركا انفقت مائة مليار دولار للوصول إلى القمر، وانها لو انفقت ضعف ذلك لما عرفت حقيقة ما ورد في كتاب المسلمين عن معجزة انشقاق القمر والتحامه. واستطرد النجار قائلاً، على لسان داوود، انه عاد إلى البيت واعاد قراءة سورة القمر وأعلن اسلامه من يومها!
وقد قامت قناة الحياة التلفزيونية بالاتصال بــ«داود موسى بيدكوك» لمعرفة حقيقة ما ادعاه النجار على لسانه، فأنكر الموضوع وقال، تخفيفا، ان في الأمر مبالغة، فهو اسلم قبل تلك الحادثة بسنوات، وان سبب اسلامه لا علاقة له بانشقاق القمر، بل بموضوع الربا!
* * *
• ملاحظة:
لفت احد القراء نظرنا الى ان ما ورد في مقال الاحد الماضي عن تلقي سلمان العودة، رجل الدين السعودي، لمبلغ كبير من قناة الــMBC مقابل ظهوره عليها، وهوالخبرالذي نقلناه عن «ايلاف»، غير صحيح، بعد ان نفته القناة المعنية قبل فترة، وقد اعتذرت «ايلاف»، ونحن بدورنا نبدي اعتذارنا.

أحمد الصراف