سامي النصف

النواب السفراء والقسَم الجديد

مستغرب.. ان يأتي النطق السامي حاثا على التهدئة و«على التعاون الإيجابي بين السلطتين التشريعية والتنفيذية كأمر حتمي في تكريس الشراكة المثمرة» كما أتى في الخطاب، ثم نشهد التسابق على عمليات الشد والتأزيم والنطق السامي لم يجف حبره بعد.. وعيب!

مستغرب.. ان تتنازل الحكومة عن حقها الدستوري في التصويت على تشكيل اللجان دون ان تحصل منهم على التزام مقابل بالتعاون معها، مما سيصعب عملها في الحقبة المقبلة بعد ان وصل معارضوها لأغلب مطابخ المجلس وسيكون بيدهم اعداد الطبخات او الأزمات القادمة.

مستغرب.. ان يقرر «مواطن» لم يصبح نائبا بعد، كونه لم يؤد القسم الدستوري حسب المادة 91، استجواب وزيرين لا واحد ويعلن ذلك امام العالم وهو العالم بأن الاستجواب هو آخر الأدوات الدستورية لا أولها في معالجة الأخطاء كما انه لم يتعامل بعد مع الوزيرين المعنيين كي يعرف اوجه قصورهما ومن ثم استجوابهما.. وأشياء تحدث فقط في الكويت.

مستغرب.. ان يغرر نائب بالمواطنين ويحثهم على الاقتراض المدمر ثم يحاول التغرير مرة اخرى بالمظلومين البدون ويحثهم على التظاهر والإخلال بالأمن كي تسجل عليهم تحفظات أمنية، وارجع لقصة الدب والفلاح الشهيرة.

مستغرب.. أن يستقصد نائب وزير مالية سابقا ثم يرفض مناظرته لضعف حجته ولا يجد وسيلة للانتقام الشخصي منه الا ملاحقة وكيلة وزارة فاضلة شديدة التخصص كونها «فقط» زوجة شقيق وزير المالية السابق، وهزلت..

مستغرب.. ان يسمح لنواب مقترضين بتقديم اقتراحات وتشريعات يستفيدون شخصيا منها وهي أمور تحدث في ظل فساد تشريعي شديد لدينا وفي غياب فريد وتام للجنة قيم برلمانية تحاسب وتعاقب.

مستغرب.. وفي وجود ذلك الفساد التشريعي المستفحل ان تصبح أغلظ وأشد العقوبات في لجنة القيم المنتظرة هي الحرمان من حضور بعض جلسات اللجان او البرلمان (قطو وطقيته بمصير)، دون وجود نصوص تلغي العضوية وتحيل القضايا الفاسدة للمحاكم، أنا للعلم اول من طالب بخلق لجنة قيم وأنا من يعلن براءته الشديدة من لجنة القيم أو «الدلع» المقترحة التي انتظرناها طويلا بعد فترة حمل استمرت 50 عاما.

مستغرب، ألا تشكل لجنة تحقيق برلمانية في قضية اللوحات الانتخابية لاسترداد الأموال العامة فما فائدة ابتعاد وزير او ألف وزير اذا لم تسترد اموال الشعب المنهوبة والمغتصبة؟!

مستغرب جدا ان يتكرر ظهور اسماء في كل سرقة وتعد على المال العام دون محاسبة، مما يعني اننا ـ رغم كل ما يقال ـ دولة داعمة ومحرضة ومشجعة على سرقة الأموال العامة ونحن هذه الأيام في انتظار ظهور نفس الأسماء في عمليات تعد جديدة يخططون لها… وصحتين!

مستغرب.. وعمليات الجمع والطرح تدرس حتى في رياض الأطفال، كما ان اجهزة «الكلكوليتر» تباع بنصف دينار في الأسواق، ان تتم الاخطاء الجسيمة في «جمع» أصوات الناخبين كما حدث في الدائرة الخامسة والتي تعدت الفروق فيها آلاف الأصوات، «شلون لو كنتوا القائمين على الانتخابات في الهند او الصين؟!»

مستغرب.. ان يعلن بعض الطاعنين قبولهم بحكم المحكمة الدستورية ثم يرفضوه عندما لا يأتي على هواهم ويقرروا الاستمرار في نهج «وراهم وراهم وعليهم اخوتنا عليهم» الصدامي الشهير!

مستغرب.. ان يختص التهديد بالاستجواب بعض أفضل وأنظف المسؤولين الحكوميين أمثال الشمالي وصفر.

مستغرب.. ان يعاد اعتبار من ظلموا بسبب الاستماع لنصائح من لا يرضون أبدا ـ وهو أمر حق ومستحق ـ ولا يرد الاعتبار للشيخ طلال المبارك الذي ادعى عليه زورا وبهتانا احد المسؤولين السابقين ممن اشتهروا بالفساد والكذب الشديد.

آخر محطة:
 
(1) إظهارا للحقيقة وانعكاسا للواقع نقترح ان يسمى بعض الأعضاء بـ «النواب السفراء» المعتمدين من هذا الطرف او ذاك لدى مجلس الأمة.

(2) كما نقترح ان يبدل ويعدل قسمهم الدستوري ـ او اللادستوري ـ حسب المادة 91 مكرر، بالآتي «أقسم بالعيش والملح ومن ملأ الحساب، ان أكون مخلصا لمن دفع لي الأموال وأنجحني في الانتخاب، وألا أحترم الدستور او قوانين الدولة، وان أذود عن مصالح من يقف خلفي وأدافع عن طموحاته السياسية ومشاريعه الاقتصادية، وألا أؤدي أعمالي بالأمانة والصدق، وإبليس على ما أقول شهيد».

(3) ثبت مما نشرته جريدة «الجريدة» صباح امس من محاضر مجلس عام 64 ان ظاهرة «النواب السفراء» موجودة منذ الأيام الأولى لديموقراطيتنا العتيدة، لذا فالواجب يحتم الحفاظ على تلك الظاهرة كانعكاس للحفاظ على «عاداتنا وتقاليدنا» كما تحث على ذلك لجنة الظواهر السلبية، وان نبتعد عما هو قادم من الغرب كالصدق والأمانة والإخلاص في العمل.

محمد الوشيحي



بالمقلوب


إذا احتل الجهل مساحات مخك، فستنقلب عندك الموازين، وسترى صغائر الأمور بحجم الأفيال الهندية، والكبائر بحجم أجنحة البعوض.

وهذه الأيام، امتلأ بريدي الإلكتروني برسالة مصورة لأحد المسؤولين وهو يلعب القمار خارج الكويت، بعث بها إليّ أكثر من شخص مجهول، وجاء تحت إحدى الصور «تكفا، احرق هذا المسؤول المستهتر». ولا أدري على أي أساس أطلقوا عليه صفة الاستهتار؟ فإذا كان الرجل في إجازته الخاصة، ووقته الخاص، ويلعب بأمواله الخاصة، فما الذي يعنينا في الأمر؟ هو حر. ثم إن الحديث عن الخصوصيات من عادات وتقاليد راقصات الملاهي: هذه فخذها مكشوفة، وهذه يعشقها الوزير الفلاني. وأنا للأسف لا أجيد الرقص ولا أحب الراقصات.

وللعلم، كثير من كبار الساسة مقامرون. سعد زغلول بجلالة قدره السياسي كان أحد أكبر المقامرين في مصر، وله حكايات وطرائف لا تنتهي على طاولات القمار. ومع ذا، لم يتخلّ عنه أنصاره ومؤيدوه، ولم يعيبوا عليه ذلك.

وكنت أنا – بجلالة قدري أيضاً – مشروع مقامر، وكنت أحصل من والدي، رحمه الله، على ربع دينار جائزة عن كل صفحة من القرآن أحفظها وأسمّعها، ولأنني سريع الحفظ سريع النسيان، فقد استوليت على ثروة الوالد كلها قبل إخوتي، فحفظت أربعة عشر جزءاً من القرآن وأنا في ريعان الصبا وطيشان الهوى، وصرت إمبراطوراً يشار إلي بشتائم الحقد من أقراني وجيراني، وطمعت، وقررت أن أقتحم الأسواق العالمية، وأن أحقق ما حققه صالح اليمني فأمتلك بقالة تبيع الكولا والكاكاو، وسأبيع بنصف السعر، وسأمسح اسم صالح من السوق.

وتوجهت إلى أحد مراهقي المنطقة المقامرين، كان عمري نحو اثني عشر عاماً وهو يكبرني بخمس سنوات أو أكثر، فشفط ثروتي شفطاً مبيناً، فضاقت بي الوسيعة، وتعومست، وهربت بما تبقى لدي، وقررت أن أفعل مثله، لكن بطريقة مبتكرة، فأحضرت سبع قصاصات ورقية، كتبت في أولاها «مبروك فزت بخمسة دنانير»، وفي الثانية «مبروك فزت بدينار»، وفي الثالثة «خيرها بغيرها»، وفي الرابعة «رحت فيها» وفي الخامسة «أشطفت»، وفي السادسة «الله يعوض علينا وعليك» وفي السابعة «كرر المحاولة وابشر بالخير»… أو شيء مثل هذا.

طويت القصاصات واستقبلت أول زبون، صبي مورّد الخدين، شكله يوحي أنه أهبل من حيث لا يحتسب، فجلسَ والخوف بعينيه ودفع الرسوم، ربع دينار، واختار ورقة وفتحها فكانت الكارثة «مبروك فزت بدينار»، فأعطيته الدينار مغلفاً بدعوة مباركة «الله لا يوفقك»، واستطيبَ اللعبة فكررها، وسحب الورقة الثانية وكشفها وإذا هي «مبروك فزت بخمسة دنانير»، فدارت بي الأرض ومارت، وشعرت بضيق تنفس وغيبوبة، ونزلت دمعتي لا شعورياً، فلطمته، فلطمني، فلطمته فلطمني، فأشحت بوجهي عنه وتنفست بعمق، فأشاح بوجهه عني وتنفس بعمق، فزفرت: «لا حول ولا قوة إلا بالله»، فزفر: «لا حول ولا قوة إلا بالله أنت»، فرفسته فرفسني، فاستأذنته: خذ ربع دينارك وحل عني، يا معوّد أنت تفلّس بنوك وشركات، مع السلامة، فردّ علي: مع السلامة أنت! ونهضت وغادرت، ثم التفتّ إليه: جيبي فاضي، تبي شيء من وراء الشمس؟ فأجابني: تبي شيء من وراء الشمس أنت؟

ولولا ذاك الأهبل، لكنت الآن مقامراً عظيماً، وزعيمَ معارضة. وكان الناس سيشتمونني، رغم أنني لم أسرق أموالهم، وسيرحبون بالذي يستولي على الأموال العامة ومشاريع الدولة… شعب يقف على يديه، ولا ألومه بعد أن صارت العجائب أموراً عادية، وها هو النائب خالد العدوة بعدما شنّع في الشعبي ونوابه لسنواتٍ، قاسَ الأمور، وحسب الربح والخسارة، فراح يغازل الشعبي لينضمّ إليه، من دون أن يعتذر عن ماضيه السياسي الكالح، وحادا بادا ضب ضبابة الليلة بلاغة بلغتن در. 

احمد الصراف

الأعمال الوطنية.. والدراجة النارية!

كان الرحالة السوري عدنان آل تلو الزينبي العباسي، اول رجل من المنطقة، وربما في العالم، يجوب الكرة الارضية على دراجة نارية، وكان ذلك في عام 1957، واستغرقت رحلته سبع سنوات!
ولاكثر من نصف قرن لم يحاول احد تكرار تلك التجربة الى ان قام علي البيرمي ومهند هشام السلطان وحسين اشكناني من الكويت، برحلتهم المثيرة في الصيف الماضي حول العالم بالدراجات النارية، التي قطعوا فيها 25 الف كيلومتر من خلال المرور بقارات آسيا واميركا الشمالية وأوروبا، ومن ثم العودة الى الكويت مرورا بمنطقة الشرق الاوسط، من دون زيارة دول شمال افريقيا، بعد ان رفضت واحدة منها، معروفة «بنحاستها»، منحهم تأشيرة دخول جنتها تطبيقا للمثل المعروف «بلاد العرب اوطاني»!
وقد شكّلت رحلة هؤلاء الثلاثة دعما وصيتا للكويت وسمعتها يزيد على عمل عشرين سفارة، وكان لرئيس هيئة الشباب والرياضة، الاخ فيصل الجزاف، الفضل الاكبر في نجاح هذه الرحلة التاريخية. ولو علمنا ما لاقاه هؤلاء الرحالة في رحلتهم من معاناة واخطار لشعرنا بتقدير لدورهم الجبار، وهو الدور الذي لم يجد ما يستحقه من وسائل الاعلام والصحافة، باستثناء «القبس».
والغريب ان الرحالة عدنان تلو توفي بعد ايام من انتهاء رحلة الرحالة الكويتيين الثلاثة، وكان عمره يزيد على التسعين، يوم وفاته في السادس من اكتوبر 2009، ويذكر انه عندما زار الهند كان الشــاعر عمر ابوريشة سفيرا لسوريا هناك، وعندما التقاه ارتجل قصيدة من ابياتها:
«عدنان، ليس لما يريد شبابك الوثاب حد
طوفت في الدنيا وعزمك من شدائدها اشد
وحديث قومك اينما يممت، تسبيح وحمد
لا عاش من لم يغره في ملعب الامجاد، مجد».
وكانت لعدنان تلو صداقة عمر ورفقة نضال مع الشاعر نزار قباني، حيث كانا ومع الكثير من الشباب السوري الوطني يوزعون المنشورات ويتظاهرون ضد الاستعمار الفرنسي. كما كانت له مؤلفات عديدة في مجالات عمله وهواياته.
وأذكر بهذه المناسبة ان «مواطنا» كويتيا معروفا باستغلاله «الاعمال الوطنية» لتحقيق الارباح المجزية وغير المشروعة لنفسه، قام بعد التحرير مباشرة باستغلال المشاعر الوطنية الجياشة لدى المواطنين وقتها وقام باعلان مشروع «وطني» يقوم فيه احد الرياضيين برحلة على الدراجة الهوائية (!!) حول العالم باسم الكويت للدعاية لقضاياها العادلة. وبعد جمع ما يكفي من الاموال تم السكوت عن تنفيذ الفكرة، وتبين بعدها ان المشروع لم يكن اكثر من مقلب رديء الإخراج، وربما اكثر رداءة من الفيلم السينمائي الذي ساهم الشخص نفسه في انتاجه قبلها بسنوات! والمؤسف جدا ان صاحب هذا المقلب وغيره من «الاعمال الوطنية» الفاشلة يحاط بالتكريم من كبار موظفي ديوان تنفيذي مهم، ويظهر معهم في صور عن مناسبات تفوح منها روائح فساد حادة، وسبق ان كتبنا عنها.
ونتمنى هنا ان تعي حكومتنا الرشيدة خطورة وجود امثال اصحاب هذه المشاريع «الوطنية الهوائية» بين البطانة!

أحمد الصراف
tasamou7yahoo.com

سعيد محمد سعيد

يا جماعتنا… يا جماعتهم!

 

بالنسبة لي، لو جمعت آلاف التصريحات والمقولات والمقالات والخطب التي تتحدث بصدق… أقول بصدق، عن الرغبات الحقيقية، والأماني الوطنية المخلصة لزيادة التلاحم بين الشعب البحريني وقيادته، وبين القيادة ومؤسسات المجتمع، وبين مؤسسات المجتمع وبعضها البعض، وبيني وبينك، وبينه وبينهم، وبينهن وبينها، لما عدوت ذلك الأمر أكثر من كونه (اسطوانة)، وكلاما مستهلكا، وغالبه، بل أكثره، ليس صادقا، ولا ينعتق من العرق والطائفة قائله ويبقى رهنا لها.

لهذا، لا بأس في أن تظهر الحقيقة الكاذبة… وهي أن يتحدث فلان عن حاضر ومستقبل الشيعة، وينفلت (فلتان) ليصول ويجول بشأن واقع ومستقبل السنّة، وهذا يضيف للعنوان كلمة (جمعيات)، وذاك يضيف إليها (حقوق وواجبات)وآخر يلونها بسطوة (التداعيات).

أقول إن المسامع تمتلئ بالجميل من الكلام، واللطيف من الخطاب بشأن حقيقة العلاقة بين أهل البحرين، وأقول أيضا إن الغالبية العظمى من بسطاء الشعب البحريني، هم متحابون متكاتفون ولله الحمد، ولم تؤثر فيها نوازل الصراعات البرلمانية او الطائفية أو الأيديولوجية، بل وأصدقكم القول، هم، وأعني أولئك البسطاء… عامة الناس، من موظفين وموظفات وربات بيوت وعمال وعاملات، وسواق تاكسي وأصحاب دكاكين… أقدر بمئات المرات وأصدق في الحفاظ على العلاقات الطيبة، من دون تلويثها بالشعارات المذهبية والسياسية والتكفيرية… وهم يعرفون جماعة واحدة فقط لا غير… (هي الجماعة التي صدقت معهم وصدقوا معها في التعامل المخلص لله سبحانه وتعالى)، ولم يكونوا يوما من الراقصين على دبكة: جماعتنا… جماعتهم.

بصراحة، لا أستطيع أن أقنع نفسي، وما حدث هذا يوما، بأن الطائفية (ماتت) في المجتمع البحريني، بل هي تعيش… نعم تعيش وتترعرع ولكن كما أسلفت، فإن العامة من أهل البحرين، من البسطاء الصادقين، هم المناعة الحقيقية ضد هذه الجرثومة، وإلا فأيهما الأفضل، سائق تاكسي طيّب القلب نقي السريرة صادق في تعامله مع جاره السنّي ويحفظه في نفسه، والوكيل (السنّي) في الجيش… الخلوق الذي يرعى أهل جاره الشيعي الذي يسافر دائما لكسب لقمة عيشه… أقول أيهما أفضل، هذان النموذجان، أم نائب أو… أو وزير أو خطيب، أو صاحب سماحة أو صاحب فضيلة أو من يعتبر نفسه وليا من أولياء الله الصالحين، لا هَمَّ لهم إلا العيش في دوامة الطائفية في كل تحركاتهم، مبعوثين في ذلك على اعتماد مقولات تحريضية والترويج لها.

إذا تحركت تلك الطائفة لتبحث في قضية حاضرها ومستقبلها فإن الأمر (جلل)، وإذا تحركت تلك الطائفة لفعل الشيء ذاته فإن الأمر (خطير)…

زين يعني ويش الحل في هالبلد؟

عندي الحل… حقوق المواطن، كل مواطن، يجب أن تكون محفوظة والسلام.

سامي النصف

جمال أول ملك مصري لمصر

منذ آلاف السنين والعزيزة مصر تحكم بغير أبنائها، وعندما قامت ثورة يوليو 1952 كان أول رئيس جمهورية هو محمد نجيب المولود في السودان، ثم توالى على سُدّة الحكم رؤساء جمهورية مصريون لم يأخذوا بالنهج الذي أخذت به قبل وقت قصير دول أوروبية كاليونان وإسبانيا بالتحول من الحكم الجمهوري للنظام الملكي الدستوري كوسيلة لدعم الديموقراطية والتنمية والحرية ولتعزيز الاستقرار السياسي.

إن تجربة الاستقلال الأولى والدولة القطرية العربية اللاحقة تثبت بشكل لا يقبل الجدل ان الأنظمة الأكثر إنجازا واستقرارا وتقدما وتطورا هي الأنظمة الوراثية العربية التي توفر الأمن وتمنع التخندقات والنزاعات والحروب الأهلية التي نشتهر بها كعرب وتمتلئ بها أوطاننا من البحر الى البحر.

إن الحديث الساخن يدور هذه الأيام في منتديات وصحف أرض الكنانة عمن سيتولى الحكم بعد عام 2011 في مصر ويطرح البعض للأسف أسماء مستهلكة لكبار السن أمثال عمرو موسى، متناسين الدمار الماحق الذي ألحقه بالجامعة العربية وبالعمل العربي المشترك والأخطاء الجسيمة التي قام بها كحجب مبادرة الشيخ زايد حول العراق والتي من نتائجها الدماء النازفة التي تشهدها ارض الرافدين والتي يتحمل موسى جزءا كبيرا من مسؤوليتها.

وهناك معطى هام هام جدا لا يتم الحديث عنه وهو تأثير ما سيحدث بعد عام 2011 على قطاعات الاستثمار والسياحة والخدمات في مصر والتي تتكفل بجلب عشرات المليارات من الدولارات كل عام وتخلق مئات الآلاف من فرص العمل للشباب المصري، فالاستقرار السياسي والأمني والعلاقة غير المتأزمة مع الدول الكبرى والدول الخليجية هو الضامن لاستمرار تلك التدفقات وهو ما سيتوقف في حال وصول شخصيات او توجهات سياسية مأزومة كحال عمرو موسى أو الأحزاب «المؤدلجة».

إن الحل الأفضل والأمثل والدائم لمصر هو الأخذ بكل شجاعة بالمثالين اليوناني والإسباني والتحول في الحقبة القادمة للنظام الملكي الدستوري كحال المغرب والأردن وهو ما سيضمن استمرار الاستقرار السياسي والأمني الذي تفتقده أغلب دول المنطقة ويعزز من المسار الديموقراطي وإعطاء المزيد من الحريات للأحزاب كالحال قبل عام 1952 ويمنح الطمأنينة الكاملة للمستثمرين والسائحين ممن باتوا يضعون ايديهم على قلوبهم خوفا مما سيجري بعد عام 2011 القادم سريعا لمصر.

إن اللقب الأمثل والأفضل للسيد جمال مبارك وهو شخصية مدنية شابة شديدة الذكاء والتأهيل هو ملك المملكة الدستورية المصرية، والذي سيكون لو تم ذلك الأمر خاصة في ظل أغلبية برلمانية يمكن ان تدعم التعديل والعودة لدستور 1923 الراقي، اول ملك مصري لمصر منذ آلاف السنين وينهي بذلك الخلاف والاختلاف ويكون السد المنيع لعدم انحدار الشقيقة الكبرى لما هو قريب مما هو قائم في العراق والسودان والصومال واليمن ولبنان وأفغانستان.

آخر محطة:

أغلب الأسر المالكة في العالم لم تولد ملكية بل ابتدأت مع وصول قيادي عسكري تاريخي بارز كالفريق طيار حسني مبارك لسدة الحكم، فما المانع من تكرار ذلك النهج المعمول به في أغلب الدول والملكيات الأخرى؟!

علي محمود خاجه

خطّة

– القيام بأنشطة السياحة العلاجية.

– مدينة الحرير ويستغرق تنفيذها من 15 إلى 20 عاما.

– جسر جابر الأحمد في مرحلة الدراسات الأولية.

تلك المشاريع هي بعض يسير جداً مما ورد في خطة عمل الحكومة المقدمة لمجلس الأمة، والكلام على الورق من أبدع وأجمل ما يكون، ولكن لنعكسه على الواقع لنتحقق من منطقية ما هو مذكور وعمليته.

آخر مشاريع حكومية تصنف على أنها ضخمة في السنوات الخمس الأخيرة هي التالي: استاد جابر الرياضي- القرية التراثية- مستشفى جابر، على مدى خمس سنوات كاملة لم ينته أي مشروع من تلك المشاريع التي تعد صغيرة نسبيا إذا ما قورنت بما تطرحه حكومتنا الموقرة اليوم.

للعلم بالشيء فإن استاد جابر على سبيل المثال شرعت الدولة في تنفيذه في 2004 على أن يتم تسليمه في 2006، وقد تم تسليمه في 2009 مع الكثير من النواقص، إلا أن هذا يعني أن مدة تنفيذ المشاريع في الكويت تستغرق ضعف المدة وقد تصل إلى الضعفين.

فالحكومة قررت أن تحول الدولة من دولة علاج في الخارج إلى دولة سياحة علاجية، بمعنى أن يأتي الناس من كل أنحاء المعمورة لتلقي العلاج في الكويت، وقررت أن تحول الدولة لسياحة السفاري التي سيشاهد فيها السواح زواحفنا الجميلة كالضّب والضّب والضّب وغيره من «الضبوبة».

كما أن حكومتنا الرشيدة حددت مدة تنفيذ مدينة الحرير، وهي مدينة تقع في الصبية شمال الكويت بمدة تتراوح ما بين 15 إلى 20 عاما، في حين أن الجسر المؤدي إليها «جسر جابر الأحمد» مازال في مرحلة الدراسات الأولية، وهو ما يعني أن هناك دراسات نهائية، ومن ثم طرح المناقصة والتنفيذ، وهو جسر ضخم يقطع بحر الكويت إلى الصبية، وهو ما قد يستغرق مدة أطول من مدة تنفيذ مدينة الحرير التي ستتحول إلى مدينة أشباح ما لم توصل بجسر إلى باقي مناطق الكويت.

من الجميل جدا أن يكون لدينا خطة، ولكن من القبيح أن تأتي لنا الحكومة بأحلام صاغتها أقلامها لتدعي أنها مشاريع قابلة للتنفيذ في المستقبل القصير المدى.

ومادامت سياستكم هي التغاضي عن مقاوليكم الذين يستغرقون أضعاف المدة دون أن تعاقبوهم، فإن هذا يعني بكل تأكيد أن أحلامكم، وإن أردتم تحقيقها، لن تحققوها خلال خمسين عاما.

احترموا عقولنا قليلا وأقدموا على العمل الجاد وليس على توزيع الأحلام.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

احمد الصراف

كيف نعمّر للمائة ؟

يعتبر الأميركي دان بوتنر Dan Buettner خبيرا في موضوع إطالة العمر، فهو إضافة لأرقامه القياسية في ركوب الدراجة الهوائية، بعد أن قطع خلال سنوات قليلة 70 ألف كيلومتر على دراجة عدة قارات، فإنه أمضى كذلك سبع سنوات في دراسة السر في أن بعض سكان مدن محددة يعمرون أكثر من غيرهم، ولهذا عاش في أوكيناوا في اليابان وسردينيا في إيطاليا، وكوستاريكا، ولوما ليندا في كاليفورنيا. ومن تجاربه وضع كتابه الأول «المنطقة الزرقاء، دروس في كيفية إطالة العمر»، كما قام في الصيف الماضي بزيارة جزيرة يونانية. ومن تجربته في المناطق الأربع السابقة والجزيرة، وعلى الرغم من الاختلافات الكبيرة بينها من ناحية العادات والطعام والطقس، توصل الى مجموعة من الاستنتاجات والعوامل المشتركة التي يبدو أنها ساهمت في إطالة أعمار سكان تلك المدن، وأطلق على اكتشافه «القوة 9»، أو القاعدة التاسعة التي يمكن لأي شخص، من خلال محاكاتها، توقع العيش عمرا أطول، وهي:
1 ــ الحركة: لا تخمد وكن دائم الحركة، 2 ــ اكتشف الهدف من وجودك في الحياة، 3 ــ خذ استراحات قصيرة، 4 ــ اتبع أسلوب الـ 80% ولا تبالغ في الأكل، 5 ــ تناول الأطعمة الخضراء، 6 ــ كأس من «الواين» الأحمر يوميا، 7 ــ انتم.، اجعل حياتك الاجتماعية أكثر نشاطا، 8 ــ الإيمان، لا بد من ممارسة روحية ما، 9 ــ الانتماء لعائلتك أو قبيلتك الأوسع.
ولشرح النقاط التسع يقول بوتنر ان من المهم مرافقة الأصدقاء المناسبين، فإن كان هؤلاء مدخنين أو مدمنين على الكحول فستكون واحدا منهم، وإن كانوا من هواة الأكل في المطاعم والإكثار من تناول اللحوم فغالبا ستتأثر بهم، وقال ان من المهم ألا نشبع أبدا، فتناول 80% مما اعتدنا تناوله من طعام ستكون له نتائج إيجابية على أوزاننا وعلى إطالة أعمارنا بالتالي، وعلينا التقليل بشكل كبير من تناول اللحوم، كما لاحظ أن أيا من سكان المناطق الخمس غير معني بتناول الأسماك، بل يكثرون من تناول «البورك»، وقال ان تناول الطعام في صحون صغيرة يساعد في أكل كميات أقل، كما لاحظ أن سكان سردينيا مثلا يسرفون في تناول «الواين» الأحمر، وأن «واينهم» يحتوي على ثلاثة أضعاف المواد المضادة للأكسدة أو السموم.
ويعتقد بأن أجسادنا، التي لم يكن متوسط أعمارها طوال التاريخ المعروف، يزيد على 28 عاما، لا تتحمل الضغط الكثير عليها، إن أردنا إطالة العمر لثمانين سنة أخرى، وبالتالي يجب تجنب الرياضة المرهقة، كما أن المكتئبين عادة لديهم فرصة أقل بكثير في العيش طويلا مقارنة بالأشخاص السعداء في الحياة.
وفي بحث آخر على الإنترنت تحت عنوان «كيف تعيش حتى المائة؟»، يقول الدكتور ماوشينك ني إنه من الممكن جدا أن نؤخر قدوم الشيخوخة، فأجسامنا مصممة لكي تبقى مائة سنة وأكثر، ولبلوغ ذلك علينا التخلص من العادات السيئة التي سبق ان اعتدنا عليها، كالتدخين وتناول الأطعمة السريعة، ومن ثم البدء باختيار ما هو مناسب لأجسامنا، وتجنب العمل تحت الضغط والإرهاق والهموم، ويعتقد الدكتور ماو أننا بحاجة لثلاثة أسابيع من السلوك المكرر لكي نشكل عقلنا على طريقة عيش جديدة، ومتى تشكل السلوك أصبح أوتوماتيكيا. فنحن بحاجة لأن نشرب مياها أكثر، ولكي يصبح هذا سلوكا عاديا، فعلينا القيام بذلك بشكل مكرر لـ 21 يوما، ويقول ان أطول السكان عمرا في مدينة محددة في الصين لا يتناولون أي لحوم أبدا، ويكتفون بالأسماك والخضراوات، وقال ان علينا زيادة الألوان في طعامنا، مثل الفواكه والخضار وتجنب السكر المكرر، ومن المهم الحصول على 7 الى 8 ساعات من النوم الجيد، وممارسة الرياضة باستمرار والسيطرة على التوتر، فهذا هو السبب وراء غالبية أمراضنا، وهنا نحتاج لممارسة رياضة اليوغا، أو التأمل، واتباع أنظمة التخلص من السموم من خلال انظمة غذائية معتمدة.
الخلاصة من كل ذلك، أنه على الرغم من عدم وجود اسلوب محدد يمكن اتباعه لاطالة العمر، لكن من المعروف ان سكان مناطق جغرافية محددة يعمرون أكثر من غيرهم بكثير، وهذا ينطبق ايضا على بعض الأسر في الكويت وغيرها.

أحمد الصراف

سامي النصف

هذا ما نمثل فماذا تمثلون؟!

هناك ضجة غير مبررة دائرة في البلد افتعلها بعض المستفيدين من هدر المال العام، والا فأين وجه الاختلاف مع ما تدعو إليه مجموعة الـ 26 او «الحملة الوطنية لوقف الهدر وترشيد الانفاق»، وما يدعو اليه مثيرو الغبار؟! فنحن ـ للعلم ـ ندعو لمحاربة الفساد، فهل يدعون هم لتشجيع الفساد ودعمه ونشره؟! كما اننا ندعو لوقف الهدر والتكسب الشخصي من المال العام وتحويله الى مشاريع تنموية تفيد الكويت في حاضرها ومستقبلها، فهل يدعو مخالفونا الى زيادة الهدر والاستنزاف والى عرقلة قضايا التنمية؟! واذا ما كان الامر كذلك فلماذا لا يعلنون موقفهم بكل صراحة ووضوح؟!

فواضح ان الفارق الكبير بيننا وبين من يثير الغبار وينشر الاشاعات ويدغدغ مشاعر البسطاء ويرمي لهم الفتات بينما يحصد هو الملايين، هو اننا نؤمن بتنمية الثروة ويؤمن الآخر باقتسامها، ونؤمن بان الكويت بلد باق الى الابد ويؤمن الآخر بانها شركة تحت التصفية لكل طرف ان يأخذ نصيبه منها، ونؤمن بمشروع الدولة ويؤمن الآخر بمشروع الكعكة التي يتم التسابق على الحصول على الجزء الاكبر منها والتهامها.

ان لغة الارقام التي لا تكذب تظهر ان الاوضاع العامة وصلت الى مستوى لا يرتضيه اي مجلس لبلده، فالصرف في الميزانية العامة تضاعف بسبب العطايا والمنح خلال اقل من عشر سنوات بنسبة 300% (غير مسبوقة في العالم اجمع)، اي من 4 مليارات الى 12 مليار دينار، واصاب التأمينات عجز قدره 10 مليارات دينار سيتم تحصيلها من الاحتياطي العام للدولة ليبدأ العجز مرة اخرى بالتراكم في ميزانيتها بسبب مشاريع الدغدغة القائمة، وقد اصبحنا الدولة «الوحيدة» في العالم التي تعتمد بشكل كلي على مدخول النفط الذي كانت الميزانية العامة تتوازن عند سعر 15 دولارا للبرميل منه عام 2000، فأصبحت يظهر العجز فيها لو انخفض سعره عن 58 دولارا كما هو الحال الآن وهو امر محتمل جدا.

ان اغلب من يخدعون ويتم دغدغة مشاعرهم هذه الايام هم من اصحاب الدخول المتوسطة والمحدودة المعتمدين كليا على الراتب الحكومي (الوظيفي والتقاعدي) في تحقيق العيش الكريم لهم ولابنائهم، وهؤلاء هم من يجب ان يرفعوا اصواتهم ويدعموا اخوانهم الداعين لوقف الهدر ومحاربة الفساد وتشجيع عمليات التنمية، فالانهيار المالي ان حدث – لا سمح الله – سيكون اكثر ضررا وتأثيرا وتدميرا من غزو عام 1990 الذي لم يستمر الا ستة اشهر عشناها بكرامة بسبب ما تم توفيره في الحقب السابقة، ان اموال الكويت المدخرة هي امضى سلاح ينفع البلد، فلمصلحة من يحاول البعض تجريدنا منه؟! لست ادري.

آخر محطة:
 
1 ـ الدول لا تدار بطريقة «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب»، بل بنهج « احفظ الفلس الابيض لليوم الاسود».

2 ـ وجود ممثلين للشعب لا يعني الحجر على حق الشعب في ان يبدي رأيه، فالنواب هم وكلاء ولا يجوز للوكيل ان يحجب صوت من وكله.

3 ـ يمكن لمن يود ان يزور موقع «الحملة الوطنية لمواجهة استنزاف ثروة البلاد وترشيد استخدامها» الدخول على «www.group_26.com».

احمد الصراف

أرارات أو “مسيس” الأرمني

يقع جبل ارارات في اناتوليا بتركيا حاليا ويسميه الارمن «مسيس»، ويبلغ ارتفاعه 5137 مترا وتغطي الثلوج قمته طوال العام، ويتوسط الحدود الارمينية والايرانية والاذربيجانية.
وعلى الرغم من قدسية الجبل لدى اليهود والمسيحيين من خلال ما ورد في «سفر التكوين» من ان سفينة نوح قد رست عليه، فان لهذا الجبل مكانة تاريخية كبيرة في وجدان الشعب الارمني، ولم تتوقف مطالباتهم الملحة منذ 100 عام بعودته إليهم.
سافرت إلى تركيا لاول مرة قبل 35 عاما، واختلطت بكثير من الاتراك في مناسبات واماكن عدة، وتعاملت مع شركات تركية. ووجدتهم في أغلب الاحوال شعبا جادا في عمله امينا في وعوده وتعامله ومبدعا في ما يقوم به. وعندما اقارن ما نقوله ونشيه عنهم وما نطلقه عليهم من نكات سخيفة، وانهم اقرب للصلافة والجلافة منهما إلى اي امر آخر، اجد ان الاوصاف تنطبق علينا بنسبة اكبر من انطباقها عليهم.
ومن جهة اخرى، اجد ان تقدم تركيا ورقيها لا يقارنان بما هو عليه الوضع في أغلبية الدول العربية، وليس في ذلك ما يخجل، لولا اصرارنا على السخرية منهم، وهم الافضل منا، بالرغم من تاريخهم الاستعماري السيئ معنا. نقول هذا على الرغم من فخر كثيرين بذلك التاريخ وكونه مرحلة مهمة تستحق الاحترام والتقدير. ويمكن ان نضيف كذلك ان علمانية اتاتورك هي التي خلصت تركيا من اوحال التمزق والتخلف التي تسبب بها سلاطين الدولة العثمانية الفاسدون.
اكتب ذلك بمناسبة الاتفاق التاريخي الذي توصلت إليه حكومتا ارمينيا وتركيا، والذي انهى خلافا دمويا بينهما امتد لما يقارب القرن، وهو الخلاف الذي بدأ مع الحرب العالمية الاولى ووقوف الاقاليم الارمينية مع جارتها الكبرى روسيا ضد غزو القوات العثمانية، التي تختلف عنها في كل شيء، وقد تسبب ذلك العداء في قيام الجيش العثماني على امتداد 1915 ــ 1916 من ذبح مئات آلاف الارمن، أغلبيتهم من المدنيين، في واحدة من اكبر مجازر الحرب بشاعة.
وعلىالرغم من انهار الدم التي جرت بين الطرفين، فان هذا لم يمنع التوصل إلى ذلك الاتفاق التاريخي، ومحاولة دفن الاحقاد السابقة والعيش بسلام، فلا احد من شعب او قادة البلدين اليوم مسؤول عما جرى قبل اكثر من 90 عاما. وقد بارك ملايين الارمن، مجبرين، الاتفاق بالصمت وعدم الانتقاد، فمن اختار خيار السلم حكومة منتخبة منهم ولها حق التحدث باسمهم.
المحزن اننا واسرائيل، اعجز من ان نتوصل إلى مثل هذا الاتفاق، الذي تحتاج اليه المنطقة بشكل هائل، فقد نالها ما يكفي من الموت والدمار وشتى انواع الويلات، ولكن تحقيق ذلك ابعد ما يكون، والسبب يعود بصورة رئيسية لغياب الديموقراطية في جانبنا، فما حققته تركيا وارمينيا لم يكن ممكنا بغير ديموقراطية حقيقية. فهل لدينا ما يشبه ديموقراطيتهم، ومن يمثل الفلسطينيين اليوم؟

أحمد الصراف