علي محمود خاجه

قصّة بريئة

مرت السنوات وتبدلت الوجوه وظهر الأحفاد وازدادت الأعداد بشكل لم يعد فيه كافيا أن تدار تلك المجموعة، وأن يمثلها شخص واحد، فتنوعت مطالبات هذا المجتمع، فهناك من يطالب بأن ينضوي المجتمع الجديد تحت لواء مجتمع أكبر من المجتمعات المجاورة، وآخر يطالب بانتخاب دوري لقائد جديد في كل حين، وآخرون يطالبون بمجلس منتخب يسيِّر شؤون البلاد ويتشارك فيه القائد مع الرعية باتخاذ القرار، فالرأي الجماعي غالبا ما يغطي زوايا قد تخفى عن الرأي الفردي.

وجيلا بعد جيل تتنوع المطالب وتختلف باختلاف شخصية القائد، فقائد لا يتفرد بالقرار فيهادنه المجتمع، وآخر يكون أكثر حدة فتزداد المطالب والاحتياجات، إلى أن جاء بعد حين قائد أراد أن يوثّق ويرسخ الاتفاق بين الجميع بأن السلطة والقرار في هذا المجتمع مشتركة، فهو يؤمن بأن أسرته لم تكن لتتمكن من جعل الأرض المهجورة مكانا صالحا للعيش لولا مَنْ تقاطر من مختلف البقاع المجاورة ليشيدوا هذه الأرض، وكل من ساهم، ولو في قطرة عرق لبناء هذا المجتمع وقيامه، يستحق بلا شك أن يكون صانعا لقراره، وتحقيق مبتغاه ومبتغى الأغلبية العظمى من أبناء المجتمع.

بالطبع فإن الرضا التام عن ذلك الميثاق لم يتحقق، فالبعض لم يعجبه أن تتحول قناعته بأنهم الأسياد والبقية مجرد «خدّام» لديهم، وتتغير الحال بين ليلة وضحاها فيكونون سواسية يحاسبون إن أخطؤوا من أقرانهم من أبناء هذا المجتمع.

وبدأت محاولات طمس هذا الميثاق بشتى الطرق بدءاً بالرفض والمقاطعة مرورا بتزوير إرادة الناس، بل تمادوا لأكثر من ذلك، فقاموا بأخذ «Break» من الميثاق، فلم تغدُ الحال في ذلك الـ«Break» إلا لتعاسة كبيرة مازلنا ندفع أثمانها.

ولأن الأجيال تتغير وأنواع المؤامرات تتنوع بمرور الأزمان فإن آخر حيلهم كانت أن الناس لا تستحق الميثاق، وليست مهيأة للمشاركة في القرار إلى الآن، فالناس غوغائيون مزعجون معطلون للتنمية، ولن تنصلح الحال إلا بسحب البساط من تحت أقدامهم.

لم تنتهِ القصة ولا أعرف إلى أين ستأخذنا خيوطها المقبلة، ولكن ما أنا متأكد منه بأن تحديد مسار القصة يعتمد علينا نحن كما حدث مع عبدالله ودخوله إلى الملعب في رمضان.

خارج نطاق التغطية:

افتتاح مدينة جامعية ذات تعليم مشترك في جدة يسمح للمرأة بقيادة السيارة داخلها ويمنع من دخولها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وافتتاح مترو في دبي يعد الأطول في العالم، وتعطل محطة صرف صحي تم افتتاحها في 2004 في الكويت.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

سامي النصف

الشيخ والبحار والبحر

التقيت ابان عطلة العيد في لبنان بالقبطان البحري فيصل ثنيان الغانم وقد وجدت في مشوار حياته قصة تستحق ان تروى للشباب الكويتي بعد ان تاهت بوصلتهم وغاب عن افق اجيالنا المقبلة القدوات الحسنة التي يمكن ان تكون منارا واشعاعا يوصلهم لشواطئ الحياة المستقرة الآمنة لهم ولوطنهم.

والسيد فيصل الغانم هو اول كابتن او نوخذة اعالي بحار كويتي «مؤهل» من قبل جهات الاختصاص البريطانية والعالمية وقد امضى سنوات طوالا يعمل على السفن الانجليزية متدرجا في الرتب ثم انتقل بعد تأهله للكويت حيث تدرج كذلك في العمل بشركة K.D.C المملوكة آنذاك مناصفة بين الكويت والانجليز والاميركان حتى وصل بجده وجهده لمنصب نائب الرئيس لشؤون العمليات.

ومما يرويه ابوثنيان انه كان متدربا صغيرا على احدى السفن الانجليزية عندما رست في الخمسينيات بميناء بومباي وذهب في وقت فراغه للقنصلية الكويتية بحثا عن جرائد ومطبوعات كويتية وعربية حيث التقاه مصادفة قنصل الكويت هناك فيصل العيسى وتعرف عليه وسأله عن سبب تواجده في المدينة.

عاد البحار المبتدئ لسفينته ليفاجأ بعد ذلك بسيارة كاديلاك سوداء ترفع العلم الكويتي تقف في الميناء ويسأل سائقها عنه ليقله لمبنى القنصلية حيث دعاه حاكم الكويت الشيخ الجليل عبدالله السالم ليجلس بجانبه مبديا اعجابه بما يقوم به ومظهرا متابعته لرحلاته عبر الاخبار التي كان ينقلها والده المرحوم ثنيان الغانم وكان احد جلساء الامير آنذاك.

وقد رست باخرة ابوثنيان ذات مرة في حوض الامازون وكان هو المسؤول عن المركب عندما اختل توازن الطباخ الذي كان قد جرح يده وسال الدم منه وسقط في النهر ليشاهد فقاعات تخرج سريعا من الماء وقبل ان يلق‍ي له بطوق النجاة كانت جمجمة الضحية قد طفت على السطح فالمنطقة كانت تعج بأسماك «البيرانا» شديدة التوحش والتي تثير الدماء جنونها، تجربة حياة ثرية يجب ان تدون على صفحات كتاب كما اقترحت على صاحبها الكابتن فيصل.

آخر محطة:
 
1 – احدى القصص الحقيقية في تاريخ الكويت هي حكاية البدوي الذي اودع ماله عند تاجر كويتي وعاد بعد عام ليطالبه بها امام الحاضرين فاعطاه اياها على الفور وما ان مشى البدوي قليلا حتى تعرف على تاجر آخر وتأكد انه من اودع لديه المال وبعد ان تسلم وديعته عاد ليرجع مال الاول بكل امانة ويسأله لماذا اعطاه ما لا حق له فيه، فأجابه التاجر الاول كي احافظ على سمعتي ولا يقال انني تجاوزت على اموال الآخرين.

2 – هذا كان وضع الكويت عندما كان لدينا شح في المال ووفرة في الاخلاق الحميدة، هذه القصة لو حدثت هذه الايام ـ عندما توافرت الاموال وغابت الذمم والاخلاق الحميدة ـ لاستدعى التاجر الاول الشرطة للبدوي دون ان يكترث لسمعته، ولما ارجع التاجر الثاني الوديعة لو لم يكن لدى صاحبها اوراق موثقة وشهود معها، ولفر البدوي بالمال الذي تسلمــه مرتين لاحدى العواصم السياحية وانفقه هناك، نحن بحاجة ماسة للقدوات الحسنة في المجتمــع لذا.. عد لبدايــة المقال!

احمد الصراف

خدعة تسويقية جديدة

اتبعت بعض الجهات اساليب تسويق جديدة لترويج مبيعاتها عن طريق الانترنت او الهاتف، وهي جميعها غير قانونية وغير سليمة. وتتمثل الطريقة المخادعة الجديدة في ارسال ملايين الرسائل الالكترونية، التي تم تجميع عناوينها وفرزها وتبويبها على مدى اشهر، او سنوات، وتحديد اصدقاء ومعارف واقرباء كل طرف، ضمن برنامج كمبيوتر محدد، وارسال الرسائل عن طريق الانترنت لمجموعة كبيرة من الاشخاص تظهر وكأنها مرسلة من جهات او اشخاص لهم علاقة ما بمن ارسلت اليهم. فعلى سبيل المثال وردتني شخصيا عدة رسائل من هذا النوع تبين وكأنها مرسلة من اصدقاء واقارب محددين انا على اتصال مستمر بهم عن طريق الانترنت، ونص تلك الرسائل واحد يعلمني فيها الصديق او القريب بتجربته في التسوق عبر موقع الكتروني محدد، وان تجربته كانت سعيدة والاسعار زهيدة، والمعاملة فريدة، وغير ذلك من «البول شت»! كما يطلبون مني في تلك الرسائل زيارة موقع الشركة المروجة او الاتصال بها عن طريق الانترنت او رقم هاتف محدد يظهر رقم الاتصال الدولي (86)! ويخبرونني ان لديهم تشكيلة واسعة من التلفزيونات والقوارب والدراجات النارية وغير ذلك الكثير.
وعليه نحذر من الانسياق وراء مثل هذه الرسائل المخادعة او التورط، او التورق، بالشراء منها، او محاولة الاتصال بأرقام الهاتف التي ترد بها، فلا شك ان شركات نصب كبيرة تقف وراءها! وقد تبدو العملية للبعض ترويجا عاديا لبضائع محددة، ولكن الخدعة تكمن في انتحال شخصية المرسل واظهار الرسالة وكأنها من صديق او قريب!
•••
• ملاحظة: من مزايا الانترنت احتواؤه على مواقع عالية الفائدة مثل الموقع التالي:
http://www.onlinenewspapers.com
الذي يمكن عن طريقه قراءة 15 ألف صحيفة يومية واسبوعية تصدر في العالم اجمع بمختلف اللغات، نصيب الكويت منها 25 فقط، وكان من المفترض ان يكون 90 مطبوعة تقريبا، وهذا احد اهم مؤشرات التخلف العلمي والثقافي.. والأدبي!

أحمد الصراف