سامي النصف

إنجازهم وفسادنا!

إنجازات تناقلتها وكالات الأنباء من دول خليجية شقيقة جعلتنا نتحسر في الكويت على حالنا، فما ينجز لديهم خلال أشهر قليلة لا نستطيع القيام بمثله خلال سنوات أو عقود طوال مع فارق واضح في نوعية المنتج النهائي حيث قلة الزلات وانعدام الفساد لديهم تقابلهما وفرة الأخطاء الجسيمة وكثرة العمولات والرشاوى لدينا حيث أضحت مشاريعنا الكبرى.. فضائح كبرى!

ومما زاد الطين بلة صدور تقرير منظمة الشفافية العالمية الذي كشف عن ان جيراننا الخليجيين يسبقوننا في مؤشرات النزاهة والشفافية، وإذا ما علمنا ان دولنا الخليجية الشقيقة لا تملك ما نملك من أدوات رقابية كمجلس الأمة وديوان المحاسبة والقضاء المستقل وحرية الصحافة ومنظمات المجتمع المدني والنقابات الخ وهو ما يعني ان دولهم ستتقدم أكثر في جداول الشفافية العالمية حالما تستكمل بناء تلك المؤسسات القادمة على الطريق.

وإذا كان هذا واقعنا مع كل تلك الأدوات الرقابية التي نملكها فكيف سيصبح حالنا فيما لو حُل البعض منها مستقبلا وعطل بعضها الآخر؟ لقد طغى الفساد وانتشر في البر والبحر ولم نقرأ في التاريخ عن بلد حصل فيه ما يحصل لدينا وانتهى حاله بخير وصلاح.

ومما يستغرب منه حقيقة ان الكويت الأكثر فسادا هي الأكثر في مظاهر التدين حيث لا يسمح فيها بما يسمح به لدى بعض جيرانها من الدول الخليجية التي لا تعرف الفساد، وقد نشر قبل أيام الكاتب والروائي المصري د.علاء الأسواني (صاحب روايات عمارة يعقوبيان وشيكاغو ونيران صديقة) مقالا في جريدة الشروق المصرية قال ضمنه ان الفضيلة تتحقق بطريقتين إما تدين حقيقي ينهى عن المنكر ومرادف تماما للأخلاق الحميدة أو عن طريق الأخلاق وحدها حتى لو لم تستند لظاهرة التدين كالحال في اليابان والدول المتقدمة مفضلا الأخلاق دون تدين على ادعاء التدين دون أخلاق.

إن تلك التقارير الدولية أشبه بالماء البارد الذي يوقظ النائمين قبل أن يغرق المركب الذي يقلنا جميعا بعد ان نخر الفساد والسوس في أجنابه وتسابق بعض ركابه على خرق قاعه وسرقة خشبه ومساميره، إننا بحاجة ماسة لتغيير جذري في المسار والوجوه قبل خراب البصرة التي لا تبعد – للعلم – كثيرا عن بلدنا والتي يضرب بها المثل للدلالة على من يروم الإصلاح بعد فوات الأوان. آخر محطة:

يقول الشاعر المبدع حمود البغيلي: اعميتوا الشعب الكويتي من الدين وسرقتوا حقوقه وضاعت حقوقه دمرتوا الديرة بلهف الملايين كل ما انتهت بوقه بديتوا ابوقه بالعدل والاخلاص سيف القوانين يقطع يدين اهل اليدين السروقه