سامي النصف

من المسؤول عن موت الأطفال الشهر المقبل؟!

وصفت منظمة الصحة الدولية مرض انفلونزا الخنازير بأنه اول وباء قاتل يجتاح العالم منذ ما يقارب النصف قرن، لذا شعر نواب وممثلو 7 مليارات نسمة الشركاء لنا على الكرة الارضية بخطورة الموقف وسلموا الامر للمختصين في قضايا الصحة والتعليم كي يقوموا بما يرونه صائبا دون تدخل في اعمالهم التخصصية لما في هذا التدخل من تبعات ضخمة على من يقوم به من النواب غير المختصين.

في قطعة الارض الصغيرة التي نعيش عليها والتي لا تكاد ترى على خارطة العالم وان كان صريخها ومشاكلها قد أصمت آذان الساكنين على كوكبنا ووصلت حتى الى الكواكب السيارة الاخرى، قرر الجهابذة من كبار العلماء والمختصين من النواب ان يعقدوا جلسة خاصة لانفلونزا الخنازير كي يثروا الموضوع بعلمهم وفكرهم كمراجع دولية معترف بها في قضايا الصحة والتعليم، كما قرروا تحميل وزيري الصحة والتربية مسؤولية موت اي طفل الشهر المقبل فيما لو بدأ العام الدراسي في موعده المقرر وهو منطق لم نسمع بمثله في اي دولة اخرى على مر التاريخ.

ومعروف ان المدارس اضافة الى انها اماكن تحصيل علم، هي مناطق تجمع محددة جغرافيا وعدديا، لذا يمكن التحكم بسهولة فيما يجري بها، اي فحص حرارة الطلبة وعزل المصابين منهم، كما ان المصاب لن يعدي اكثر من طلاب صفه وهو المنطق الذي رأته وعملت به الدول المتقدمة الاخرى الا بلدنا بناء على تهديدات وتوصيات بعض النواب، لذا وعلى نفس مقياس لوم وزيري الصحة والتربية واستجوابهما وابعادهما عن كرسي الوزارة حال وقوع حالة وفاة لأحد الطلبة المنتظمــــين بالمدارس الشهر المقبل نطـــرح الأمــــر التالي:

معروف ان تعطيل المدارس المتحكم بها والتي لا يزيد عدد طلابها عن المئات لن يبقي الطلبة سجناء في البيوت بل سينطلقون الى الاسواق والجمعيات والمجمعات ودور السينما.. الخ، التي لا يتحكم فيها احد ومن ثم يمكن لشخص او طالب واحد ان يعدي العشرات او المئات أو الآلاف وبالتبعية احتمال موت العشرات الشهر المقبل بسبب تلك الاوضاع الفريدة التي خلقها غير المختصين من النواب وعليه سيكونون هم المسؤولين عن كل حالة اصابة او وفاة الشهر المقبل ابان التعطيل القسري للمدارس ومن ثم يجب عليهم قياسا ان يتركوا كراسيهم الخضراء مع اول اصابة او وفاة الشهر المقبل بعد ان تم الاخذ بنصائحهم، فحياة الناس ليست لعبة يستخدمونها في معاركهم السياسية التي لا تنتهي.

آخر محطة:
 
1 – رغم ان قضية وباء الطاعون التي حدثت ابان بدء الدولة الاسلامية معروفة وما أتى على اثرها من توصيات شرعية حكيمة بعدم السفر من وإلى الدول الموبوءة وهو ما اعتمد عليه لإصدار فتوى حديثة مماثلة بعدم السفر للمكسيك والولايات المتحدة عند بدء انتشار وباء انفلونزا الخنازير هناك الا اننا نلحظ عدم الالتزام بتلك الفتوى والتوصية الدينية الصحيحة مع تفشي الاصابة لدى الجارة السعودية حيث اصبح موسم العمرة مجالا لدخول المرض للأماكن المقدسة ثم اعادة تصديره للدول المجاورة والبعيدة، السؤال: لماذا لا يتم الالتزام بتلك الفتوى وتكرارها حتى يمكن القضاء التام على ذلك المرض وكي لا يتحول الى مرض مستوطن دائم كحال الانفلونزا التي قل ان اعتمر او حج احد دون الاصابة بها؟!

2 – كنا كمسلمين نعيب على أتباع الديانة الهندوسية تفشي مرض الكوليرا ابان حجهم لنهرهم المقدس ومن ثم انتقاله منهم للآخرين وكنا ننصحهم بالتعامل مع ذلك الداء بطريقة علمية، وهو ما قاموا به فتوقف الداء، فلماذا لا نطبق نصائحنا للآخرين على انفسنا؟! لست أدري!

احمد الصراف

عسل غصن

أرسل قارئ مثقف المعلومات القيمة التالية عن البلح والعسل، ووجدت من المفيد مشاركة القراء فيها:
يقول القارئ «غصن» ان هناك نوعين فقط من البلح يصلحان للمصابين بالسكر، الخلاص والمكتومي، اما البرحي فلا ينصح به لمرضى السكر. وفي سؤال لموقع مايو كلينك على الانترنت عن فوائد تناول مرضى السكر او غيرهم للعسل بدلا من السكر، على اعتبار انه اقل ضررا، جاء الجواب بالنفي، فلا فرق بين الاثنين، وكلاهما يؤثر على الدم بالدرجة نفسها. وبما ان العسل اكثر حلاوة، فيمكن أخذ كميات اقل منه، مقارنة بحبيبات السكر العادي، ولكن في المقابل، فان العسل يحتوي على كاربوهايدرات اكثر، مما يعني سعرات حرارية اعلى.
أنواع العسل أو ألوانه متعددة، وتتحدد وفق المنطقة، فالعسل الداكن اللون يعني انه من منطقة ذات اشجار طبيعية غامقة اللون وزهور برية، وهذه نجدها في المناطق الجبلية العالية، كالباروك في لبنان مثلا. واذا كان لون العسل ذهبيا، فيكون غالبا من مصدر قريب من الساحل، حيث توجد اشجار الحمضيات والفواكه الموسمية الأخرى. كما يوجد عسل ابيض، كالفرنسي، المتوافر في الأسواق المركزية الفاخرة. وهذا النوع ينتجه نحل يتغذى من حقول زهور بيضاء تمتاز بلونها الابيض البراق. وعلى الرغم من ان العسل يبقى صالحا لفترة طويلة جدا الا ان البعض منه، وخاصة الذي يحتوي على كميات كبيرة من السكر، لا يبقى صالحا الا فترة قصيرة، وهو النوع الذي ينتج في مناحل توجد حولها او أن فيها مياها محلاة بالسكر، والتي لا يتردد النحل من التغذي عليها ليخرج عسلها وبه نسبة سكر عالية. وهذا النوع من العسل لا يبقى صالحا لاكثر من اشهر معدودة، وتظهر حبيبات السكر على السطح بعد اسابيع من فتح المرطبان او قارورة العسل (أعجبتني قارورة!).
ويقول القارئ «غصن» انه في 2007 و2008 بدأ انتاج النحل من العسل بالتناقص حتى وصل اخيرا إلى مستويات خطيرة نتيجة موت مليارات من النحل في الولايات المتحدة وكندا، وبدرجة اقل في اوروبا والشرق الادنى، بما في ذلك لبنان، في ظروف غامضة، حيث اصيب النحل بمرض جعله يفقد القدرة على معرفة الاتجاهات، وبالتالي تسبب غيابه في انهيار خلايا النحل بالجملة، كما نتج عن تناقص اعداد النحل خلق مشكلة اكبر، وهي المتعلقة بالنباتات والزهور التي لا تستطيع التلاقح بمفردها، وتحتاج للنحل ليقوم بتلك المهمة نيابة عنها، وتبلغ نسبة هذه النباتات المغذية في اميركا فقط نحو 30%!
وقد قمت بالبحث في بطن الحاج «غوغل» فوجدت ان «العلماء» الحقيقيين في الغرب توصلوا الى ما يعتقد انه السبب في موت مليارات النحل، فقد ورد في أحد المواقع الالكترونية المختصة بالنحل، ونقلا عن النشرة العلمية. journal Science reports بتاريخ 8 سبتمبر ان النحل اصيب بفيروس the Israeli acute paralysis virus والذي يعتقد انه تسبب في فقد النحل لقدرته على معرفة الاتجاهات، وموت الخلية التي ينتمي إليها تدريجيا، وهذا ما توصل إليه العلماء في مدرسة ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا، والتي ذكر متحدث باسمها انهم بصدد التأكد عما اذا كان هذا الفيروس هو السبب بمفرده، ام ان هناك عوامل اخرى كالميكروبات، او المبيدات الحشرية، ساهمت كذلك في دفع النحل للتصرف بتلك الطريقة!
البحث طويل ويتضمن تفاصيل كثيرة، ويمكن للمهتمين بمصير النحل ومستقبله المظلم من عشاق ومربين وغيورين على الجانب الجنسي للنباتات، الاستعانة بـ «غوغل» العظيم.

أحمد الصراف