سامي النصف

رد وتعقيب

أرسلت إدارة العلاقات العامة لمؤسسة الخطوط الجوية الكويتية إلى «الأنباء» ردا على ما تناولناه في مقال سابق لنا، وأنشره حرفيا كما ورد:

الأخ الفاضل/ يوسف خالد المرزوق.. المحترم
رئيس تحرير جريدة الأنباء
تحية طيبة وبعد:

يسر مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية أن تهديكم أطيب تحياتها وتمنياتها لكم بدوام التوفيق والنجاح، وبالإشارة إلى ما نشر في عدد جريدتكم رقم «11970» الصادر يوم الأربعاء الموافق 22/7/2009 في زاوية للكاتب الصحافي الأستاذ/ وتحت عنوان «آخر محطة»، نود التوضيح أن مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية ممثلة بدائرة العمليات كانت على اتصال مستمر بمحطة «الكويتية» في لندن للاطمئنان على حالة طاقم الطائرة المصابين في حادث سيارة، وذلك حتى خروجهم من المستشفى بعد الاطمئنان على حالتهم الصحية.

كما نود التوضيح أن مسؤولي محطة الكويت في لندن كانوا في زيارات دائمة للاطمئنان على حالة المصابين الصحية، بالإضافة إلى متابعة مسؤولي المؤسسة لحالتهم الصحية عند عودتهم إلى الكويت.

شاكرين لكم ولجريدتكم الغراء اهتمامكم الدائم بدعم مؤسستكم الوطنية، راجين نشر الرد والتوضيح بذات الصفحة والمساحة التي نشر بها الخبر انطلاقا من مبدأ حرية الرد والتعبير، ومرحبين بكافة الملاحظات التي يتقدم بها الكاتب الصحافي الأستاذ/ .

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام

يوسف أحمد العبدالكريم
عن/ مدير دائرة العلاقات العامة والإعلام

التعقيب: (1) أشكر «الكويتية» على الرد الذي أرى أنه أيد تماما ما ذكرناه في المقال فعند وقوع حادث لطيارين يفترض بدائرتهم التابعين لها – لا محطة لندن – أن تقوم باتصالين مهمين، الأول للطيارين المصابين للسؤال عنهم واظهار الاهتمام بهم، والثاني لأهاليهم لإبلاغهم بوقوع الحادث وطمأنتهم، وواضح من الرد ومن معلوماتنا أن هذين الأمرين المنطقيين لم يتما، بل تم الاتصال – كما أتى في الرد – بـ «محطة لندن» ولا أعلم لماذا لم يتم الاتصال بالمصابين مباشرة وأرقام هواتفهم موجودة لدى دائرتهم المعنية.

(2) وفي هذا السياق نشكر محطة لندن ومديرها الأخ وليد بن ناجي الذي كان متواجدا في مطار «لوتون» مع الشيخ د.محمد الصباح نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الذي قام مشكورا كذلك بالاطمئنان على المصابين، والشكر موصول لرئيس الطيارين الكابتن عبدالرضا أكبر لسؤاله ومتابعته للموضوع وللسيد عادل رمضان الذي تواجد معهم خارج ساعات عمله وللكابتن عبدالجليل القطان رئيس جمعية الطيارين، ولكل من اتصل وسأل عنهم من زملائهم بعد نشر المقال.

(3) أخيرا، نرجو مستقبلا أن يتم الاتصال مباشرة بالطيارين أو الموظفين المصابين من قبل مسؤولي المؤسسة والقائمين على دائرتهم عند وقوع حادث، لا سمح الله.

احمد الصراف

كذبة الاقتصاد الإسلامي

يقول الكاتب السوري المبدع نضال نعيسة ان ما يسمى بالاقتصاد الاسلامي ما هو إلا من مخلفات الصحوة البترودولارية التي أقحمت جملة من المفاهيم والمصطلحات الوهمية الاقتصادية، بقوة اعلام بعض دول الخليج، ادخلتها في الاقتصاد، ولم يكن ادخالها بقوة المنطق والعلم والضرورات الحياتية (!!).
وكلام نعيسة صحيح الى حد كبير، فعلى مر تاريخ الأديان جميعا لم يكن هناك قط نظام اقتصادي يهودي أو بوذي أو مسيحي أو هندوسي، وكان من الممكن ان تبقى الأمور في الحدود نفسها مع الاسلام والمسلمين، كغيرهم من شعوب الأرض، لولا ذلك الانهمار الفجائي لأموال البترول على مجموعة من الدول الصحراوية المتخلفة، الذي غير الوضع رأسا على عقب بعد ان رافق هذا الانهمار ظهور طبقة من المنظرين الدينيين الطامعين في حصة من أموال هذه الدولة أو تلك الجهة، وبالتالي ظهرت على السطح مجموعة من المصطلحات الجديدة كالبنوك الاسلامية والتوريق والمرابحة واللاربوية ولجان وهيئات الرقابة الشرعية وغير ذلك، والتي لم يرد لها ذكر طوال 14 قرنا! وأدى ذلك الى انتشار هذه المؤسسات، التي لم يعرفها الاسلام في تاريخه، كالفطر البري في كل دولة اسلامية، حتى ولو لم تمتلك الا بضعة قروش، ولكنها كانت، ولا تزال، فرصة لبعضهم لتحقيق ثروات هائلة من وراء استغفال الغير واستغلال سذاجتهم وجهلهم. وخير دليل على ذلك ان المؤسسات المالية التي تتخذ الاسلام ستارا، أو رداء لأعمالها، تعرضت للخسارة والافلاس في الأزمة العالمية الأخيرة كغيرها من المؤسسات المالية الأخرى، ولم تحمها الهالة الدينية وهيئاتها الشرعية وما تخرجه من زكوات من ضياع أموال مؤسسيها وحملة أسهمها!
ان الاصرار على ان هناك مؤسسات مالية اسلامية وغير اسلامية فيه الكثير من الاساءة للاسلام وللمؤسسات المالية الأخرى، فكل نتيجة سيئة تعود على صاحبها بالسوء، ومن الأفضل بالتالي وصف هذه المؤسسات المسماة اسلامية تجاوزا بـ«غير التقليدية» ونزع صفة الدين والتدين عنها. كما انه من المهم جدا وضع أنظمة وقوانين صارمة تحكم أعمالها، ومن ذلك منع الازدواجية في تولي مناصب هيئاتها الشرعية، التي يجب ان توصف بطريقة مختلفة، حيث نجد ان عددا قليلا من رجال الدين يسيطرون على عدة شركات متنافسة في وقت واحد، وربما تم اختيار هؤلاء بالذات لمرونتهم و”سهولة” التعامل معهم.

أحمد الصراف

احمد الصراف

لماذا السكوت عن النقاب؟

اعلن الرئيس الفرنسي ساركوزي في منتصف يونيو الماضي انه لن يسمح ابدا بالمس بكرامة المرأة وحريتها في فرنسا. وجاء ذلك في معرض تعليقه على قضية كانت مثار جدل كبير في فرنسا، تتعلق بارتداء بعض الفرنسيات المسلمات للبرقع، حيث ذكر ان ارتداءه ليس مسألة حرية دينية، بل انه في الواقع مسألة تتعلق بحرية المرأة وكرامتها، وان فرنسا دولة منفتحة ومتقبلة للآخر، وهي ايضا دولة اندماج مواطنين ومواطنات يسعون للعيش مع بعضهم البعض والنظر في عيون بعضهم البعض. وقال ساركوزي ان البرقع ليس رمزا دينيا بقدر ما هو رمز استعباد للمرأة.
ولو عدنا للكويت، لوجدنا انها ربما تكون الدولة الوحيدة التي تسمح حكومتها، وبضغط من قوى شديدة التخلف، او ربما من دون وعي منها، تسمح للمنقبات بالعمل في الوظائف العامة ومقابلة الناس والتعامل معهم واخذ شهاداتهم وقبول حضورهم امامها والطعن في هوياتهم وختم جوازات سفرهم وانهاء كل معاملاتهم القانونية والامنية، وكل ذلك من وراء ستار كثيف من القماش يمنع المواطن او المقيم من معرفة هوية وشخصية الطرف الآخر، وكأنه يتعامل مع شبح!! ولو تطلب الامر مستقبلا، ولاي سبب كان، تحديد هوية هذا الطرف المنقب لما تسنى ذلك لان من الاستحالة حتى على مدير ادارة او رئيس قسم في اي ادارة حكومية الجزم بصحة هوية الموظفات المنقبات العاملات معه، وقد تكون هي او قريبة او صديقة لها!!
وقد قامت كاميرا قناة الوطن قبل فترة بتتبع امرأة متسولة منقبة دأبت على الجلوس امام مبنى مجمع الوزارات، وبعد انتهاء الدوام، لتكتشف انها ترتدي النقاب للتمويه فقط، وانها تمتلك سيارة غالية توقفها كل يوم في شارع منزو، وانها تقوم بالتخلص من عباءتها ونقابها، او ادوات احتيالها، فور وصولها لسيارتها. وهذه السيدة كغيرها الكثيرات، عرفت كيف تستفيد من رداء تمويه، يمنع القانون على من تقود سيارة ارتداءه، ولكن القانون، والحكومة نفسها يقفان عاجزين امام مرتديات النقاب من شاغلات اخطر الوظائف في دولة الكويت وضواحيها!!
ان النقاب، كما يدعي مؤيدو ارتداءه، لا يمثل حصنا لصون المرأة من نظرات الرجال الآخرين، بقدر ما هو تغطية لملكية تخص الرجل الذي لا يود من الآخرين النظر لها. ولكن نسي او تناسى هؤلاء ان الشعور ذاته الذي ينتاب الرجل من رؤية امرأة جميلة ينتاب المرأة عند رؤية رجل وسيم!! فلماذا نفرض الرداء الكاسي على المرأة ولا نفرضه على الرجل الذي يستطيع الظهور في الشارع وهو “نص عار”؟ والجواب البسيط والشديد السذاجة ربما هو ان الرجل، بعرف هؤلاء وطبقا لفكرهم الديني، يمتلك المرأة ولكنها لا تمتلكه، فهي متاع وهو غير ذلك تماما، فهو السيد الذي ان غضب من المرأة، لتمنعها عليه، غضبت السماء له!!
ان القول ان الحرب على النقاب تأتي في اطار مسلسل الحرب على الاسلام امر يدعو للغثيان، فما قدمته فرنسا للاسلام والمسلمين طوال تاريخها يفوق ما قدمته حزمة من الدول الاسلامية للاسلام والمسلمين!!

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

هلال الساير باي باي

لم يمض على الوزارة الجديدة سوى شهرين فقط، هي عمر هذه الوزارة، وإن كان وزراء الدفاع والداخلية والبلدية قد وجدوا في مراكزهم قبل تشكيل الوزارة الجديدة فإن الدكتور هلال تحديدا لم يمض على تعيينه سوى 60 يوما، والتي أعتقد أنها غير كافية في بلد مشبع بالبيروقراطية كالكويت لأن يغير فيها، ولو إجراء واحدا، بل إن الساير يخوض تجربة الحكومة لأول مرة في حياته، وليست أي حكومة بل حكومة يرأسها ناصر المحمد، وهو ما يحتاج من الجهد الكثير حتى يتمكن أي شخص من استيعاب طريقة ناصر المحمد في الإدارة إن كان هنالك طريقة أصلا.

وعلى الرغم من قصر المدة، وعدم وجود أي فرصة للتقييم سواء كان التقييم إيجابيا أم سلبيا فإن سهام بعض النوّاب وجهت إلى الدكتور دون أي اختبار حقيقي تمر به الوزارة، كما هي الحال مع وزير الشؤون مثلا.

سهام نواب التعسف في استخدام السلطة وجهت إلى طبيب الصحة على خلفية قضيتين، وهما إنفلونزا الخنازير ومنظمة «كاتش» الإنسانية، أما بالنسبة لقضية إنفلونزا الخنازير، فقد وقع الوزير في المحظور حينما قال «النواب شفهمهم» وهي خطيئة لا تغتفر، فنواب المجلس الحالي يفقهون في البترول والصحة والاقتصاد والنووي أيضا، وأي كلام غير هذا الكلام هو كلام مرفوض ومصيره المساءلة حتما.

فعلى الرغم من عدم وجود حالات استعصت على هذا الوباء في الكويت ولله الحمد، فإن النوّاب يرفضون تصريح الوزارة بعدد الحالات لأن هذا التصريح «يخرّع» الكويتيين؟! وبما أن الوزير كمسؤول عن وزارته ساهم في «تخريع» الكويتيين من مرض متفش في العالم فإنه يستحق المنصة، وتليها طبعا المقصلة السياسية.

أما بالنسبة لموضوع «كاتش» فبعض النواب المتعسفين في استخدام السلطة يدّعون أن هذه المنظمة تقوم بدور تبشيري للمسيحية، وأنا لن أكذبهم وأقول فعلا إن منظمة «كاتش» تقوم بالتبشير للمسيحية، وقد اكتشف بعض النوّاب ذلك قبل 10 أيام كأقصى تقدير، علما أنهم لم يقدموا أي دليل على ما يقولون لكن يتوجب على الوزير أن يحاسب «كاتش» حتى إن لم يكن هنالك أي دليل لأن النواب «كذبتهم صج».

طبعا السبب معروف وهو الفكر الذي يتبناه الساير، ومعاملات العلاج بالخارج غير المستحقة، وإيقافها من قبل طبيب الصحة، وأنا هنا لا أقول إن وزارة الصحة جنّة، ولا أقول إن الساير أصلحها بعد فسادها، فتراكم 30 عاما لن يُحل حتى في أربعة أعوام كاملة، ولكن الساير لن يبقى للأعوام الأربعة المقبلة، وعليه أن يحزم حقائبه، فبمجرد وفاة حالة إنفلونزا أو خطأ طبي أو حتى حريق في مستشفى متهالك أودى بمعصومة المبارك من ذي قبل، فهو سيودي بهلال الساير اليوم، فـ«باي باي» دكتور هلال أقولها لك مسبقا.

خارج نطاق التغطية:

مقيم أميركي مسيحي أراد الزواج بفلبينية مسلمة، فذهب إلى لجنة التعريف بالإسلام لكي يشهر إسلامه، ويتمكن من الزواج بها، فطلبوا منه بعد أن نطق الشهادتين أن يقول إنه يكره المسيحية واليهودية!!

ولولا الملامة لطلبوا منه أن يقول «إييييييه» على طريقة شعبان عبدالرحيم.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

سامي النصف

أن تشهد فرح «ملاك بالجنة»

حضرت والكابتن حسام الشملان ليلة أمس حفل زواج ملاك ابن الصديق فؤاد حلاوي سكرتير تحرير جريدة «القبس» في منتجع «الجنة» الساحر الواقع على شواطئ منطقة الدامور جنوبي بيروت وقد كان الحفل، وبحق، أسطوريا في تنظيمه وترتيبه وما تضمنه من استعراضات أبهرت الحضور.

فقد ابتدأ الحفل بظهور غير عادي للعريس تلاه وصول العروس في قارب وسط الأضواء الملونة والألعاب النارية التي انارت البحر وتوالت الفقرات الجميلة مع تحرك العروسين لتحية جميع المدعوين، فمبروك لأبي علاء وحرمه زواج الابن ملاك وعقبال الذرية الصالحة.

وفي مقابل الحبور والفرح والسرور الذي ملأ شواطئ الدامور نلحظ بالمقابل اختفاء الفرح عن حفلات الفرح والزواج في الكويت التي يطغى عليها في كثير من الأحيان العتب والزعل أكثر من الرضا والسعادة وقد يكون أحد الأسباب الرئيسية لذلك هو اختفاء الجهات المختصة والمحترفة التي تقوم بتنظيم حفلات الزواج من الألف إلى الياء كالحال في لبنان وبقية دول العالم حتى لا يشوبه القصور ويزعل الحضور أو حتى من لم يحضر.

فكل زواج في الكويت هو بداية صفرية لمن يقوم به حيث يكتشف الداعي على سبيل المثال عدم وجود قوائم معتمدة ومجددة لأسماء رواد الدواوين كي يتم دعوتهم او حتى عناوين دقيقة لتلك الدواوين، كما تبدأ الإشكالات اللوجستية في كيفية الحصول على كروت الفرح والخطاطين والمراسلين للتوصيل والورود والزينة والمصورين والمأذون ونوعية الوجبات وإعدادها.. الخ.

والحل الأمثل لمثل تلك الإشكالات التي تحدث كل يوم هو عبر وجود وكالات مختصة، تتصل بها منذ اللحظة الأولى فتقوم بتزويدك بأسماء وعناوين حديثة للمدعوين ثم تعرض عليك انواع الكروت وأسعارها والاعداد المطلوبة وتتكفل بتوصيلها، ومثل ذلك توفير جميع المتطلبات اللوجستية سالفة الذكر، ودون ذلك سيصاحب كل حفل زواج كويتي أخطاء متكررة تتسبب في عدم وصول الدعوات لأصحابها كما يتسبب الجهل وعدم الخبرة في مضاعفة كلفة تلك المناسبات.

وقد يكون من الأفضل استبدال الدعوات الورقية المكلفة – والتي لا تصل عادة 60-70% منها الى أصحابها وهو أمر يلحظه من يزور الدواوين حيث تجد بشكل دائم مئات بطاقات الدعوة باقية دون تسلم – بدعوات «SMS» مضمونة الوصول كحال استبدال بطاقات المعايدة الورقية هذه الأيام بتهنئة الرسائل الهاتفية، ويحتاج الأمر لتقسيم مشتركي الهواتف المتنقلة طبقا للمحافظات والمناطق السكنية وحتى إن أمكن طبقا للرواد الحقيقيين لكل ديوانية بدلا من الاعتقاد الخاطئ بأن ديوانية أي عائلة يتواجد بها جميع رجالها وأبنائها.

آخر محطة:
 
(1) مما يزيد من صعوبة التحضير لمناسبات الأفراح في الكويت عدم وجود كتب ومؤلفات تتحدث بالتفصيل عن النهج الأمثل للقيام بها مصحوبة بعناوين الجهات اللازمة لاكتمال الأفراح.

(2) وفقت خلال التحضير لفرحنا الأخير بمساعدة الصديق الخبير سيد أنور الرفاعي الذي خفف عني 90% من العناء عبر معرفته الدقيقة بالنهج الصحيح لكيفية اتمام تلك المناسبات السعيدة، فأكثر الله من أمثاله.

احمد الصراف

كوب القهوة

التقى مجموعة من خريجي كلية جامعية، من الذين أبلوا بلاء حسنا في حياتهم العملية، التقوا في حفلهم السنوي، وقرروا في نهايته زيارة استاذهم المفضل، وخلال اللقاء الحميم تطرق النقاش الى شكوى غالبيتهم من الضغوط النفسية التي يتعرضون لها في العمل والحياة، وهنا قام البروفيسور وذهب الى المطبخ وعاد بعد فترة وهو يحمل صينية عليها ابريق قهوة ومجموعة من الاكواب المتعددة الاشكال والاحجام المصنوعة من البورسلان والبلاستيك والزجاج وحتى من الكريستال، وكان بعضها ذا لون واحد واخرى عليها نقوش جميلة وثالثة بمسكات مميزة، وكان واضحا ان بعضها غالي الثمن، وبعضها الآخر غير ذلك، وطلب منهم مساعدة انفسهم في سكب القهوة، وبعدما قاموا بذلك وعاد كل منهم الى مقعده الذي كان يشغله، واكواب القهوة في أيديهم، قال لهم البروفيسور العجوز والمحنك: كما تلاحظون فقد تخاطفت ايديكم الاكواب الغالية والجميلة وتركتم الاكواب الرخيصة، ومن المعتاد ان كل واحد منكم يريد الافضل والاحسن لنفسه، وهذا بالضبط هو مصدر الضغوط النفسية التي تتعرضون لها!.. واستطرد البروفيسور قائلا: لا حاجة لان اؤكد لكم ان الكوب لا يضيف شيئا لقيمة القهوة في داخله، فهو فقط كوب غالٍ او رخيص الثمن، لا يظهر حقيقة ما في داخله، فما كان كل واحد منكم بحاجة اليه هو مجرد رشفات من القهوة الساخنة، ولكنكم، وبوعي تام، قمتم باختيار الكوب الاجمل، ولم تكتفوا بذلك بل اخذتم بامعان النظر فيما بيد الآخرين للتيقن من ان احدا لم يختر كوبا اجمل من الكوب الذي تحمله!.. ولو تصورنا ان الحياة هي القهوة، وان الوظيفة والمنصب والثراء لا تعدو ان تكون الادوات التي تحتوي الحياة، اي الكوب في هذه الحالة، فان نوعية هذا الكوب بالتالي لا تحدد ولا تغير مستوى الحياة التي نعيشها!.. واحيانا، ونحن نركز على نوعية الكوب، ننسى الاستمتاع بالقهوة التي منحتنا اياها الطبيعة.. التي اعطتنا القهوة وليس الكوب، فأسعد الناس ليس الذين يمتلكون الاحسن.. بل الذين يصنعون الاحسن من كل ما يمتلكونه.
صباح الخير جميعا.. ونهار سعيد.. ونظرة اجمل للحياة.

• ملاحظة:
المقال مترجم بتصرف كبير من رسالة انترنت.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي


لا تتلفت 
يا سعودي

نحن الكويتيين، من المحيط إلى الخليج، نترقب موقف السعودية كما يترقب التلاميذ نتائج امتحاناتهم، فالسعودية الشقيقة هي قبلة المسلمين، وسيحتشد في بقعة صغيرة منها بعد نحو شهرين – في العشر الأواخر من رمضان – نحو مليون مسلم، لأداء العمرة، وبعد رمضان بشهرين سيحتشد نحو ثلاثة ملايين مسلم في البقعة المباركة ذاتها لتأدية فريضة الحج، والخنازير الموبوءة الآن تفرك يديها وتدلك أنوفها وتمسح بطونها في انتظار هذه الوجبة الإسلامية المعتبرة. والثلاثة ملايين حاج هؤلاء بعضهم عبقري لا يكتب ولا يقرأ ولا يأكل، منهم من يعيش في أحراش إفريقيا، ومنهم من سيأتي من مجاهل شبه القارة الهندية، وآخرون شرواهم، كلهم أو جلهم استمعوا إلى فتاوى وتفاسير «علمائهم» الذين أكدوا لهم أن الخنازير ما هي إلا يهود سخط عليهم الله، وهؤلاء اليهود عيال الكلب، الذين هم الآن خنازير، يريدون أن يضربوا الإسلام ويهدّوا أحد أركانه ليسقط على رؤوس المسلمين، فلا تهنوا ولا تحزنوا أيها المسلمون، حجوا ورددوا: الموت للخنازير، الموت لإسرائيل. وطبعا سيتحدى هؤلاء المسلمون الخنازيرَ وسيحجون، وسيعودون إلى أهليهم محملين بالهدايا والوباء، أو محمولين على النعوش بعد أن قتلتهم إنفلونزا اليهود، التي هي إنفلونزا الخنازير، وستكون السعودية وقتئذٍ – لا قدر الله – مركزاً للمرض على ظهر هذه المعمورة.

والسعودية الآن تمسك بمقود السيارة، ونحن جيرانها الغلابة، الطوفة على الطوفة، أهل الخليج واليمن والأردن ومصر، نجلس في المقعد الخلفي، والسيارة على قمة جبل شاهق وأمامنا منحدرات وعرة، وكلنا نطل من خلال نوافذ السيارة ونشاهد الصخور المدببة في سفح الجبل، فيتملكنا الرعب، ونضع أيدينا على أفواهنا خوفاً وهلعاً، فإن غفلت السعودية عن الطريق، أو تلفتت، فستهوي بنا السيارة. لذا لا نملك إلا أن نواصل الصراخ كي نصد هجمات النعاس والغفلة عن قائد السيارة.

شقيقي السعودي قائد السيارة، أرجوك، اجلس مع منظمة الصحة العالمية، واستفتها في الأمر، وتأكد من توافر اللقاح المضاد في مستودعاتك بما يكفي الملايين الوافدة لمكة المكرمة، فإن نصحَتك المنظمة بمنع الحج والعمرة هذا العام، أو إن لم يتوافر اللقاح بالكميات المطلوبة، فاطلب من مشايخ الدين الانتشار في وسائل الإعلام لتحذير الناس وإبلاغهم عدمَ إمكان الحج والعمرة هذا العام، خوفاً على الإسلام والمسلمين، فالناس لن تصدق وزير الحج أو وزير الإعلام كما تصدق المشايخ، مع التقدير لشخوص الوزراء.

وأرى أن يجتمع علماء المذاهب كلهم في مكة – إذا نصحت منظمة الصحة بمنع الحج لعدم توافر الدواء أو لأي سبب آخر – ليصدر كل منهم بياناً إلى أتباع مذهبه يشرح لهم فيه خطورة الموقف.

الخشية من إغضاب الناس، والمغامرة بفتح بوابات مكة للحج دون احتراز، ستهلكنا أيها السعودي الشقيق، وستتحمل أنت وحدك السبب، فاحذر المنحدرات الوعرة يا رعاك الله. 

سامي النصف

المشهد اللبناني

هناك أمور عدة تجعلنا نهتم هنا بالمشهد اللبناني ومنها التوأمة التاريخية بين البلدين ثم انحدار لعبتنا السياسية سريعا لما هو قريب مما هو قائم في لبنان الشقيق من تناحر سياسي لا ينتهي، مما شجع الآخرين على جعل الارض اللبنانية ساحة لقتال الفرقاء الاقليميين والدوليين.

يقال «ان النصيحة بجمل»، وقد نصحنا في مقال سابق الشيخ سعد الحريري بألا يتورط في مصيدة تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة وان يبقى بعيدا كمرجعية لا تمس لقوى 14 آذار، وقد بدأت واضحة عملية عرقلة التشكيل مما جعله «يحرد» ويذهب لقضاء اجازته في الجنوب الفرنسي، وما نراه هو ان عمليات العرقلة وشحذ السكاكين ستزداد بعد بدء الحكومة لاعمالها بقصد حرقه والاساءة لسمعته وتنفير الحلفاء من حوله.

وللمشهد السياسي اللبناني طرائف عدة تتسبب بضحك هو اشبه بالبكاء، فقد احتُلت العاصمة بيروت من بعض القوى مما عرقل وعطل اعمال الاستثمار والسياحة التي هي نفط لبنان الوحيد، تحت دعاوى المطالبة بالثلث المعطل وبعد تلك الكارثة عادت القوى نفسها للقول انها لا تريد الثلث المعطل، ولم تسأل لماذا اذن كانت الازمة الخانقة السابقة التي كلفت لبنان مليارات الدولارات؟!

وتنازل الجنرال عون عن الثلث المعطل الا انه قام هذه المرة بتعطيل عملية تشكيل الحكومة بحجة ضرورة «النسبية» في التشكيل والتي تعني لمن لا يعرف الا يعترف المرشح الجمهوري المنهزم ماكين بحق الرئيس المنتصر اوباما في تشكيل حكومته الا بعد حصول ماكين على 48% من الوزراء واوباما على 52%، اي «بنسبة» الاصوات التي حصل عليها كل منهما (!) وبعد عملية التعطيل اعلن الجنرال عن تنازله المبارك عن النسبية، و.. عفارم جنراك هيك لعب سياسي على حساب لبنان ولا بلاش!

قوة رئيسية ثالثة تحتج هذه الايام وبقوة على عدم اعلان التشكيل الحكومي وتلوم الرئيس الحريري على تأخره في تشكيل الحكومة، ايام قليلة وتتبين «خطورة» بقاء البلد دون حكومة وتنسى تلك القوة انها كانت احدى القوى الفاعلة في تعطيل اعمال الحكومة السابقة لسنوات عدة عبر المقاطعة والاعتصام، بل وصلت لاغلاق باب البرلمان بالضبة والمفتاح في سابقة لا مثيل لها في الانظمة الديموقراطية وتحصل فقط في لبنان الامس ولربما كويت الغد اذا ما استمرت اوضاعنا في التدهور.

ومواقف الزعامات السياسية اللبنانية المتغيرة تغني عن الكهرباء المفقودة ويمكن لها ان تشغل كل مراوح لبنان بسبب سرعة تغيير اتجاه وقوة رياحها، ومن ذلك موقف زعيم الحزب الاشتراكي الاخير الذي سيجعل الاكثرية اقلية في مجلس الوزراء عند الحاجة لاتخاذ القرارات المصيرية والتي سيلتزم خلالها وزراء الرئاسة بالحياد وستنتهي معادلة وزراء 15 ـ 10 ـ 5 الى معادلة 13 معارضة ـ 12 موالاة و5 على الحياد، وما اذكى منظري ومفكري قوى المعارضة اللبنانية!

آخر محطة:
 
ارجو ان تبني الحكومة اللبنانية القادمة سجنا كبيرا 5 نجوم يخصص للسياح الخليجيين ممن يسمحون لاطفالهم بإشعال المفرقعات والالعاب النارية في المصايف آناء الليل واطراف النهار، وبودي من هؤلاء الخليجيين ان يجربوا تلك الافعال في الدول المتقدمة كسويسرا وغيرها ليروا كيف يتم التعامل معهم، وعيب استغلال كرم الضيافة اللبنانية.

احمد الصراف

الرسيفر الإسلامي

انتشرت في بداية الثمانينات، مع انتشار «مبادئ» ثورة الخميني، حمى موضة «الاسلامي» بحيث أصبح كل شيء اسلامي مرغوباً ومطلوبا، وهكذا أصبح لدينا حجاب اسلامي، مع تراجع مكانة «الملفع»، كما ظهر المانتو، أو المعطف الاسلامي الطويل، والرداء الاسلامي والجوارب الاسلامية، غير الشفافة، والحذاء النسائي الاسلامي، من غير كعب!! ولم يتورع أحد المتاجرين بالدين عن نشر صورة لقطعة قماش بيضاء على شكل بنطلون قصير روج له على أنه «سروال اسلامي»!! وهكذا عرفت الأمة لأول مرة، وبعد 14 قرناً، السروال الاسلامي والبنك الاسلامي!!
نكتب ذلك بمناسبة البشرى السارة التي تضمنها اعلان جديد عن وصول رسيفر، أو مستقبل قنوات فضائية، اسلامي، وأن ميزة هذا الجهاز الفريد من نوعه أن بإمكان مقتنيه من الآباء المحافظين مراقبة ما يبث على القنوات الفضائية، وهذا أمر لا غبار عليه، ولكن الشطارة في الموضوع أن المعلن ذكر في اعلانه أن ثمن جهاز التدين والمحافظة على الفطرة يبلغ مع التركيب 60 دينارا، لأنه لا يقبل برمجة أي قناة غير تلك المبرمجة مسبقاً، اضافة الى القنوات الاسلامية الجديدة التي تضاف أولا بأول بصورة تلقائية. كما أن بإمكان الجهاز حذف أي قناة تخل بالضوابط الشرعية، أو تحتوي على معازف، وأيضاً بصورة تلقائية. كما يقوم الجهاز بإعادة برمجة أي قناة في حال تغير الترددات، وأيضاً وأيضاً بصورة تلقائية. كما يقوم فوق هذا وذلك بالتذكير بالصلوات الخمس وبكل صلاة على حدة.
ولا يقبل الجهاز ظهور العنصر النسائي: وأيضاً.. المميزات الأكثر روعة، ربما لأن منظرهن يسبب نوعاً من الهيجان النفسي لدى بعض المرضى من شديدي التعصب الديني. ومن ذلك يمكن الاستنتاج أن الجهاز سيضمن لشاريه عدم التفكير في ما تحت السرة! ويعني أيضاً، لمن لا يعرفنا، أننا أمة مشغولة بالمتاجرة بالدين وبأن تفكيرنا لا يتجاوز منطقة جغرافية محددة من الجسم البشري!!
وللعلم فقط، فإن جهاز الرسيفر هذا عادي ويمكن برمجته بأي طريقة مطلوبة وثمنه في السوق من غير صفة «اسلامي» يقل بـ33% عن ثمنه وهو اسلامي، والخيار متروك لكم!!

أحمد الصراف