سامي النصف

على ماذا نحاسبهم؟!

ما كان أسهل على وزير الصحة وطاقم وزارته أن يواصلوا سياسة الكذب والخداع المتوارثة والمعتادة ويدّعوا زورا ان اصابات انفلونزا الخنازير لا تزيد عن عشر حالات وان الوفيات اسبابها امراض السكر والحمل وضيق التنفس المصاحبة دون الاشارة الى مرض انفلونزا الخنازير من قريب او بعيد.

وما كان اسهل كذلك على وزيرة التربية ان تعلن والدمع يترقرق ويتدفق من عينيها انها حرصا على صحة الأبناء الأعزاء قد قررت إغلاق المدارس لعام كامل مع إنجاح جميع الطلبة بدرجة امتياز وان الأمر قابل للتكرار العام المقبل حتى تجني ـ ومثلها وزير الصحة ـ المدح والثناء من نواب.. «العلموا نورن..»!

ذكر تقرير صدر من اللجنة الاستشارية المختصة في البيت الأبيض والتي تقدم تقريرها مباشرة للرئيس أوباما ان انفلونزا الخنازير قد تصيب خلال فصلي الخريف والشتاء القادمين ما يقارب من 120 مليون اميركي مع احتمال وفاة 90 الفا منهم، اي كنسبة وتناسب توقع اصابة 1.5 مليون فرد في الكويت واحتمال وفاة الف منهم خلال نفس الفترة الممتدة من الشهر المقبل حتى شهر مارس.

ورغم ذلك التقرير والرقم الأميركي الرهيب في عدد الإصابة والوفيات إلا اننا لم نسمع بمن طالب الكونغرس الأميركي بعقد دورة طارئة للمجلس لمناقشة خطة وزارة الصحة الأميركية او ان هناك من وضع الملامة على وزير الصحة الأميركي، كما يحدث لدينا، والسبب في ذلك التصرف العاقل والحكيم معرفتهم بأن اجتماع الكونغرس (أو مجلس الأمة) لن يؤخر أو يقدم في ذلك الوباء القاتل كون المجتمعين من النواب ليسوا اطباء او علماء او باحثين مختصين.

والحال كذلك مع قضية المدارس وموعد افتتاحها فرغم ان عدد الطلبة في الولايات المتحدة يتجاوز 80 مليون طالب إلا ان احدا لم يتحدث عن تأجيل الدراسة، وفي هذا السياق يمكن لمن يزور موقع البيت الأبيض ان يقرأ نصائح وتوصيات تلك اللجنة الاستشارية للرئيس ضمن تقرير مكون من 86 صفحة وأحد اعضائها هو د.احمد زويل الحائز على جائزة نوبل، فهل بعض نوابنا اكثر علما ودراية من هؤلاء العلماء؟! الإجابة لا تحتاج إلى جهد.

لقد أصبحنا وبحق أضحوكة الأمم بجهلنا الفاضح الذي يفخر البعض بإظهاره مع كل إطلالة شمس عبر التصريحات الرعناء والحمقاء التي نقرأها في الصحف وكم ابعدت تلك التصرفات والتصفيات مسؤولين أكفاء بكى الوطن بعد ذلك دما على فقدهم.

آخر محطة:
 
(1) تحية للنائبة الفاضلة أسيل العوضي على حزمة الأسئلة التي تقدمت بها فيما يخص «فضيحة» محطة مشرف.

(2) اتضح مما نشر ان وزارة الأشغال تسلمت عام 2006 محطة مشرف وجميع مضخاتها العشر الجديدة لا تعمل وهو أمر لو حدث في بلد آخر لتساقطت الرؤوس، ولك الله يا كويت.

(3) هل يعتقد عاقل أن تعطيل أو تأخير الدراسة سينتج عنه بقاء الطلبة في منازلهم؟! واضح أن التعطيل سيعني التقاء الطلبة بشكل أكثر عشوائية وحميمية في المطاعم والمجمعات التجارية صباحا ومساء.

(4) وهل لدى علمائنا الكبار من أعضاء مجلس الأمة علم باكتشاف قريب لعلاج أو مصل لڤيروس إنفلونزا الخنازير كي تؤجل الدراسة انتظارا له؟! وهل سيمنع هذا التأجيل غير المبرر وقوع إصابات أو وفيات لدى الطلبة عندما تفتح أبواب الدراسة المؤجلة؟!

(5) اقترحنا ونقترح ألا نقوم بشيء لا يقوم به الـ 7 مليارات نسمة الشركاء لنا على كوكب الأرض ممن لم يؤجلوا فتح أبواب مدارسهم، لسنا بالقطع أفهم أو أذكى منهم.