محمد الوشيحي


الرواية لا تزال في جيبي

سأكشف مضمون الورقة، وقد يهمك المضمون أو يغمك، وقد لا يهمك ولا يغمك، حسب التوافيق واتجاه الريح.

في البدء، راودتني عن نفسي فكرة كتابة رواية، ثم عدلت عن رأيي وسلكت طريقا قصيّاً، فعزمت على أن تكون الرواية مصوغة بطريقة يسهل معها تحويلها إلى فيلم سينمائي. لكن الكويت لا سينما فيها ولا شية تشيها، فكل ما فيها عبارة عن شركة احتكرتنا و»حكرتنا» في زاوية اختياراتها، يتبوأ فيها الشيخ دعيج الخليفة منصباً مهماً. والشيخ دعيج يتبوأ دائماً، وهو يجيد التبوّء، بل هو خير من يتبوأ، فهو يتبوأ الشعر، ويتبوأ التلحين، ويتبوأ منصباً يشار إليه بالذهول في وزارة الخارجية، ويتبوأ في شركة السينما الكويتية، وقصائده تتبوأ الصحافة، وتصريحاته تتبوأ وسائل الإعلام، ونحن نقرأ قصائده وتصريحاته فنتبوأ بغزارة.

ولا حاجة إلى التذكير بأن ثلاثين ألف مواطن مكتوبة أسماؤهم في سجلات ديوان الخدمة المدنية، كلّ منهم ينتظر وظيفة صغيرة يتبوأها، تسد رمقه ورمق أسرته. لكن التبوّء قسمة ونصيب، وخير البر عاجله، والدستور عندما تحدّث عن المساواة كان يتغشمر معنا.

ويبدو أنني تبوأت مع الشيخ دعيج وسرحت ونسيت الموضوع. لكن للأمانة، إضافة إلى كل ما تبوأه دعيج، هو يتبوأ أخلاقاً عالية على المستوى الشخصي… المهم، لعدم وجود سينما في الكويت قررت تحويل الرواية إلى مسلسل تلفزيوني، لكن القصة تحتاج إلى ممثلين كثر، لكلّ منهم وزنه، فالبطولة في القصة لعدد كبير من الرجال والنساء والشبان، كلهم في المستوى نفسه من الأداء، وفي الكويت لا نملك هذه الأعداد من الممثلين، أقصد المبدعين. ثم إن وزارة الإعلام تفرض الرقابة المسبقة على المسلسلات والمسرحيات، وهي بالتأكيد لن تسمح بعرض هذه الرواية، إذ إن الرواية هذه لا تعتمد على شد الشعر على أنغام الناي الحزين، بل تتحدث عن الأباطرة والسلطة والمجتمع السفلي والدين المسيّس وغير ذلك…

بعد ذا، فكرت في تمصيرها، أي تحويلها إلى رواية مصرية، وتبديل التفاصيل بما يناسب المجتمع المصري، ليسهل تمثيلها، أو تسويرها، أي تحويلها إلى رواية سورية، لكنني عدلت عن رأيي لجهلي بالمجتمعين المصري والسوري، هذا أولاً، وثانياً لأن الحريات في مصر وسورية تُكتب ولا تنطق. لذا، عدت إلى نقطة انطلاقي الأولى، وهي نشرُ القصة في رواية وبس، لكن وزارة الإعلام الكويتية أيضا لن توافق، فالدستور لايزال يتغشمر معنا عندما تحدث عن حرية النشر. والدستور دمه خفيف، في عيون مسؤولينا، وهو بلغ به الخرف مبلغاً لم يعد معه أحد يصدق هذيانه.

وما بين فكرة وضحاها، وضعت الرواية في جيبي، وتناسيت الموضوع، إلى أن جاء من ينصحني: اطبعها خارج الكويت. فوافقت.

* * *

تلقيت رسالة من الأستاذ جاسم بودي، يعلن فيها استعدادَ «مجموعة الراي الإعلامية» للتكفل بكل ما له علاقة بجائزة الأستاذ أحمد الديين السنوية، بحيث يضع الديين الشروط والإجراءات التي يراها… شكراً لأبي مرزوق، وهو أمر غير مستغرب منه، لكن اللجنة التي سيتم اختيارها – أو بالأحرى، اختيار رئيسها الذي سيقوم بدوره باختيار زملائه أعضاء اللجنة – هي التي تضع الشروط والتفاصيل كلها، لا الديين ولا أنا.

شكرا كذلك لمنتدى الشبكة الوطنية الذي دعم الفكرة، ولمن أيد الفكرة وتساءل عن كيفية المساهمة فيها، وأقول لهؤلاء الأفاضل: سيتم إعلان رقم الحساب البنكي والتفاصيل من قبَل اللجنة المسؤولة لاحقاً. كذلك شكراً لمن عارض الفكرة، أياً كانت أسباب معارضته. فالمعارضة ليست كفراً، خصوصاً ونحن نتحدث عن اثنين من أكثر المطالبين بحرية الرأي. 

سامي النصف

اليباب للإرهاب

العمليات الإرهابية تدمر أمتنا العربية والإسلامية، فهناك إرهاب في اندونيسيا وإرهاب في العراق وإرهاب في اليمن ولبنان ومصر والكويت وغيرها، ولم يعد يسمع أي خبر مفرح او انجاز يأتي من منطقتنا عدا أخبار الحروب والتفجيرات ورؤية الأشلاء المتقطعة ومعها شم رائحة البارود، وجميع تلك الظواهر دلالات لا تخطئ على وجود الغول ذي الأنياب المسمى الإرهاب مستقرا وهانئا على أرضنا.

ونرجو ألا نستعجل كالعادة في إدانة من وردت أسماؤهم ضمن الخلية الإرهابية الاخيرة، فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته خاصة انهم جميعا ينتمون لأسر مستقرة كريمة لم يعرف عنها قط الا الحكمة والتعقل والولاء التام للكويت.

عقب عمليات سبتمبر 2001 الإرهابية تبارى قطاع كبير من المفكرين والمنظّرين العرب في الادعاء بأن الفقر وغياب الديموقراطية هما سبب الإرهاب وقد تصدينا لهم آنذاك بالمقالات واللقاءات الإعلامية بالقول ان الإرهابيين الخليجيين والعرب هم في الأغلب ممن «يعاني» من رغد العيش لا ندرته واننا لم نلحظ تفشي الإرهـــــاب والعمليـات الإرهابية لدى الهنود والصينــــيين والأفـــــارقة رغم كثرة العدد والفقر المدقع الذي يعانيه قطاع كبير منهم.

والإرهاب هو المنتج النهائي للقبول بدعاوى الكراهية والفكر التحريضي تجاه الآخر سواء كان الآخر شريكا في الوطن او أخا في الدين او الإنسانية، ومازلنا نستحضر الترويج للفكر المتطرف المتمثل في الدعوة لرش «الانتراكس» القاتل على مئات الآلاف من الأبرياء مصاحبا بـ «اليباب» اي زغاريد الفرح، ويا له من فكر مريض لا يصدر إلا من «قادة» الفكر في أمتنا.. المريضة!

والإرهاب الذي يجب ألا نستغربه هو نتاج طبيعي للقبول بدعاوى محاربة الولاء الوطني وقمع ومحاربة المنظّرين والمفكرين الداعين لتقديم الولاء للكويت على ما عداها بل ومحاربتهم في أرزاقهم وكم اشتكى لي أمثال هؤلاء من معاناتهم في وقت يسعد فيه المحرضون والمخربون بسبب الدعم الملحوظ الذي يحظون به، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

آخر محطة:

تُظهر لائحة أسماء من قبض عليهم أنهم شباب ناجحون في العشرينيات من اعمارهم حصلوا على أعلى الشهادات العلمية من أرقى الجامعات، فمتى وكيف وصل الفكر الإرهابي والمتطرف لمثل هؤلاء ومن أصبح بعد ذلك خارج رداء الإرهاب؟! لست أدري.

احمد الصراف

الفاتح من سبتمبر

كنت في لندن أواخر صيف 1969 عندما فاجأنا نبأ قيام ضابط مغمور وبدرجة عسكرية متواضعة بانقلاب الفاتح من سبتمبر في ليبيا الذي انتهى بخلع الملك ادريس السنوسي عن عرشه ونفيه للخارج واعلان ليبيا جمهورية(!!) وقد التصق ذلك التاريخ بذهني لان في اليوم ذاته، ومع فارق الوقت والشخصية، أقدمت مارلين مونرو، فاتنة السينما الأميركية وشاغلة شباب وكهول ذلك الزمن الجميل، على الانتحار. وبسبب يفاعتي، او بالاحرى مراهقتي، كان خبر انتحارها اكثر اهمية من خبر الانقلاب!
مرت اربعون سنة عجاف، ولا يزال الناس يلوكون سيرة تلك الممثلة الجميلة وزيجاتها وغرامياتها مع الرئيس جون كنيدي وغيره، ولا يزال العقيد برتبته العسكرية نفسها، بعد ان اصبح ملك ملوك افريقيا، وزعيما غير منازع على ليبيا. وبهذه المناسبة بثت على اليوتيوب أخيرا خطبة عصماء للعقيد اعلن فيها عن البدء بـ«ثورة ثقافية ليبية تعليمية» من خلال «تحطيم» نظام التعليم الكلاسيكي القديم المكون من روضة وابتدائي واعدادي وثانوي وجامعي واستبداله بنظام آخر لا يعتمد على اي نظام واساسه الحرية في التعلم لمن يشاء، والتعليم على من تتوافر فيه خصائص او لديه خبرات تعليمية ما في الحساب او الرسم مثلا ليقوموا بتعليم غيرهم ما يعرفوه فتصبح عند هؤلاء شهادة يستطيعون العمل من خلالها! فلا مدارس ولا دوام مدرسي ولا صفوف ولا امتحانات، بل حرية تامة في التعليم قائمة على رغبة من يريد التعلم بأن يتعلم على «كيفه»!
وضرب العقيد مثلا بابن سينا وجابر بن حيان، الذي اخترع الجبر (!!) والعلماء الذين «اخترعوا» الكهرباء (!!) بأنهم جميعا لم يتلقوا تعليما كلاسيكيا ولم يقدموا امتحانات، بل تعلموا في بيوتهم. فإذا كانوا قد نبغوا وافادوا البشرية من غير روضة ولا ابتدائي ولا اعدادي ولا ثانوي فما حاجة ليبيا بمثل هذا النظام؟
ونعتقد نحن، ومن دون تواضع، أن تطبيق هذا النظام التعليمي الجديد في ليبيا الذي يتطلب من ابن الخامسة او التاسعة معرفة مصلحته والتبرع بالذهاب طوعا لمن يعلمه ما يشتهي ويرغب، نعتقد أن هذا النظام سينقل ليبيا الشديدة التخلف -كبقية انظمتنا العربية- لرحاب المعرفة بوحدانية القيادة اولا والاكتفاء بعدم المناقشة، والتحلي بالصبر على الشدائد، وهذا -لا شك- سيجعلها اكثر تخلفا خلال عشر سنوات لا غير.
لمزيد من المتعة والتدريب على الحلم وكظم الغيظ والصبر على المكاره والعفو عند المقدرة، يمكن الاستماع للخطاب على الرابط التالي، مع ضرورة ملاحظة تصرف الجمهور والحماسة المفتعلة لبعضه وعدم اكتراث بعضه الآخر بما يقال، حتى من قبل كبار الضيوف في الصف الاول. كما يلاحظ انشغال السيدات خلال الخطاب العظيم بالاحاديث الجانبية، فما الذي يمكن توقعه من خطابات تلقى عليهم منذ 40 عاما، ولا تزال مستمرة:
http://www.facebook.com/home.php?ref=home#/video.php?v=1100655590696&ref=mf 

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

الحورة والقضيبية من جديد…

 

تطرقت يوم التاسع من شهر أغسطس آب الجاري في هذه الزاوية، وتحت عنوان: «ملفات القرى والأحياء في عهدة الكعبي»، إلى ملف الحورة والقضيبية الخدماتية، حاله حال سائر القرى والمناطق والأحياء التي لم أخف اهتمام وزير شئون البلديات والزراعة جمعة الكعبي بها من خلال الزيارات الميدانية التي ننتظر منها كمواطنين أن تثمر عن الكثير من الخدمات، لكن جوهر الموضوع، كان ينصب على خطاب النائب الفاضل عادل العسومي وتصريحاته بشأن ما هو مطلوب لمنطقتي الحورة والقضيبية…

وددت أن يكون الخطاب بعيدا عن بعض المفردات والتوصيفات، وقريبا من التواصل بين النائب والوزير، فالأول يمثل سلطة تشريعية له مقامه واحترامه وجهوده، والثاني يمثل سلطة تنفيذية وله مكانته واحترامه وجهوده.. ذلك أنني من الناس الذين يرون أن احتدام الخلاف بين نائب أو عضو بلدي مع وزير أو مسئول، لن ينفعنا كثيرا.

لكن، كيف كانت ردود أفعال أهالي الحورة والقضيببة بعد نشر الموضوع السابق؟ لن أقول أن هناك العشرات من أهالي الحورة والقضيبية أثنوا على كل الأصوات والجهود التي تلفت الأنظار الى تلكما المنطقتين، لكنني سأقول أن ثلاثة من الأهالي، أدلوا بدلوهم، وما يثلج الصدر هو أن هذه النماذج الثلاثة من الأهالي هي التي تستحق التقدير وهي التي في امكانها العمل مع النواب ومع المسئولين لنفع مناطقهم، فأولئك الأخوة أعادوا التأكيد على أن نائبهم الذي يثقون فيه، يعمل بصورة نالت رضا الكثير من الأهالي خصوصا بالنسبة لمتابعة ما ورد في العريضة الشعبية التي شملت 1725 توقيعا من قبل أهالي المنطقة، وضمنوها مطالبهم واحتياجاتهم، وانتظروا، وهم لا يزالون ينتظرون أن تتحقق خطوات عملية، وفي ذات الوقت، فإن الأهالي ذاتهم، وجدوا في زيارة الوزير الكعبي، بارقة أمل، يتوجب أن تتبعها هي الأخرى، مبادرات من مجلس بلدي العاصمة للعمل بآلية ميدانية لتحقيق المطالب وهي مطالب قابلة للتحقيق.

الأخ النائب عادل العسومي، الذي كان في الخارج وقت نشر المقال، إتصل ليطرح وجهة نظره ويؤكد على أن ملف الحورة والقضيبية هو من الملفات التي تحتل مساحة كبيرة من اهتمامه، خصوصا في ظل استمرار غياب أي برامج عمل أو خطة للتطوير الحضري مخصصة لهاتين المنطقتين، ولم يتأخر في التأكيد على أنه تساءل مرارا عما تم تخصيصه للحورة والقضيبية من مشروعات خدمية منظورة، فلم يجد، فكان لزاما أن يكون التحرك حثيثا مهما كانت الظروف… ونحن نقدر له هذا الموقف.

وعلى أي حال، أريد التذكير باللقاء الذي عقد بين الوزير الكعبي والنائب العسومي يوم 5 أبريل نيسان الماضي، وهو اللقاء الذي تم خلاله التباحث في عدد من الأمور التي تدخل ضمن اختصاصات الوزارة وتخص منطقتي الحورة والقضيبية فيما يتعلق بالخدمات المختلفة، واستعداد الجانبين – التنفيذي والتشريعي – للتعاون وهو الأساس الذي نأمل الا تخرج الجهود عن محوره.

ملف الحورة والقضيبية لا نريده أن يكون ملفا مهملا أو مصدر خلاف، ولهذا، فإن زيارة الوزير الكعبي للمنطقة يوم الإثنين الثالث من أغسطس آب الجاري، تعزز الموقف قبال خطة شاملة لتحقيق مطالب واحتياجات الأهالي ومنها إعادة بناء البيوت الآيلة للسقوط وترميم المنازل ضمن مشروع تنمية المدن والقرى، وتنفيذ مشاريع التشجير والتجميل وإنشاء الحدائق والمساحات المفتوحة بالإضافة إلى تطوير بعض أراضي البلدية لإنشاء الأسواق.

ولتكن هذه الزيارة الكريمة، نقطة الإنطلاق، والشكر للوزير الكعبي وللنائب العسومي، مني بالنيابة عن الأهالي إن جاز لي ذلك