كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء
كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء
اعلن الرئيس الفرنسي ساركوزي في منتصف يونيو الماضي انه لن يسمح ابدا بالمس بكرامة المرأة وحريتها في فرنسا. وجاء ذلك في معرض تعليقه على قضية كانت مثار جدل كبير في فرنسا، تتعلق بارتداء بعض الفرنسيات المسلمات للبرقع، حيث ذكر ان ارتداءه ليس مسألة حرية دينية، بل انه في الواقع مسألة تتعلق بحرية المرأة وكرامتها، وان فرنسا دولة منفتحة ومتقبلة للآخر، وهي ايضا دولة اندماج مواطنين ومواطنات يسعون للعيش مع بعضهم البعض والنظر في عيون بعضهم البعض. وقال ساركوزي ان البرقع ليس رمزا دينيا بقدر ما هو رمز استعباد للمرأة.
ولو عدنا للكويت، لوجدنا انها ربما تكون الدولة الوحيدة التي تسمح حكومتها، وبضغط من قوى شديدة التخلف، او ربما من دون وعي منها، تسمح للمنقبات بالعمل في الوظائف العامة ومقابلة الناس والتعامل معهم واخذ شهاداتهم وقبول حضورهم امامها والطعن في هوياتهم وختم جوازات سفرهم وانهاء كل معاملاتهم القانونية والامنية، وكل ذلك من وراء ستار كثيف من القماش يمنع المواطن او المقيم من معرفة هوية وشخصية الطرف الآخر، وكأنه يتعامل مع شبح!! ولو تطلب الامر مستقبلا، ولاي سبب كان، تحديد هوية هذا الطرف المنقب لما تسنى ذلك لان من الاستحالة حتى على مدير ادارة او رئيس قسم في اي ادارة حكومية الجزم بصحة هوية الموظفات المنقبات العاملات معه، وقد تكون هي او قريبة او صديقة لها!!
وقد قامت كاميرا قناة الوطن قبل فترة بتتبع امرأة متسولة منقبة دأبت على الجلوس امام مبنى مجمع الوزارات، وبعد انتهاء الدوام، لتكتشف انها ترتدي النقاب للتمويه فقط، وانها تمتلك سيارة غالية توقفها كل يوم في شارع منزو، وانها تقوم بالتخلص من عباءتها ونقابها، او ادوات احتيالها، فور وصولها لسيارتها. وهذه السيدة كغيرها الكثيرات، عرفت كيف تستفيد من رداء تمويه، يمنع القانون على من تقود سيارة ارتداءه، ولكن القانون، والحكومة نفسها يقفان عاجزين امام مرتديات النقاب من شاغلات اخطر الوظائف في دولة الكويت وضواحيها!!
ان النقاب، كما يدعي مؤيدو ارتداءه، لا يمثل حصنا لصون المرأة من نظرات الرجال الآخرين، بقدر ما هو تغطية لملكية تخص الرجل الذي لا يود من الآخرين النظر لها. ولكن نسي او تناسى هؤلاء ان الشعور ذاته الذي ينتاب الرجل من رؤية امرأة جميلة ينتاب المرأة عند رؤية رجل وسيم!! فلماذا نفرض الرداء الكاسي على المرأة ولا نفرضه على الرجل الذي يستطيع الظهور في الشارع وهو “نص عار”؟ والجواب البسيط والشديد السذاجة ربما هو ان الرجل، بعرف هؤلاء وطبقا لفكرهم الديني، يمتلك المرأة ولكنها لا تمتلكه، فهي متاع وهو غير ذلك تماما، فهو السيد الذي ان غضب من المرأة، لتمنعها عليه، غضبت السماء له!!
ان القول ان الحرب على النقاب تأتي في اطار مسلسل الحرب على الاسلام امر يدعو للغثيان، فما قدمته فرنسا للاسلام والمسلمين طوال تاريخها يفوق ما قدمته حزمة من الدول الاسلامية للاسلام والمسلمين!!
أحمد الصراف