علي محمود خاجه

هلال الساير باي باي

لم يمض على الوزارة الجديدة سوى شهرين فقط، هي عمر هذه الوزارة، وإن كان وزراء الدفاع والداخلية والبلدية قد وجدوا في مراكزهم قبل تشكيل الوزارة الجديدة فإن الدكتور هلال تحديدا لم يمض على تعيينه سوى 60 يوما، والتي أعتقد أنها غير كافية في بلد مشبع بالبيروقراطية كالكويت لأن يغير فيها، ولو إجراء واحدا، بل إن الساير يخوض تجربة الحكومة لأول مرة في حياته، وليست أي حكومة بل حكومة يرأسها ناصر المحمد، وهو ما يحتاج من الجهد الكثير حتى يتمكن أي شخص من استيعاب طريقة ناصر المحمد في الإدارة إن كان هنالك طريقة أصلا.

وعلى الرغم من قصر المدة، وعدم وجود أي فرصة للتقييم سواء كان التقييم إيجابيا أم سلبيا فإن سهام بعض النوّاب وجهت إلى الدكتور دون أي اختبار حقيقي تمر به الوزارة، كما هي الحال مع وزير الشؤون مثلا.

سهام نواب التعسف في استخدام السلطة وجهت إلى طبيب الصحة على خلفية قضيتين، وهما إنفلونزا الخنازير ومنظمة «كاتش» الإنسانية، أما بالنسبة لقضية إنفلونزا الخنازير، فقد وقع الوزير في المحظور حينما قال «النواب شفهمهم» وهي خطيئة لا تغتفر، فنواب المجلس الحالي يفقهون في البترول والصحة والاقتصاد والنووي أيضا، وأي كلام غير هذا الكلام هو كلام مرفوض ومصيره المساءلة حتما.

فعلى الرغم من عدم وجود حالات استعصت على هذا الوباء في الكويت ولله الحمد، فإن النوّاب يرفضون تصريح الوزارة بعدد الحالات لأن هذا التصريح «يخرّع» الكويتيين؟! وبما أن الوزير كمسؤول عن وزارته ساهم في «تخريع» الكويتيين من مرض متفش في العالم فإنه يستحق المنصة، وتليها طبعا المقصلة السياسية.

أما بالنسبة لموضوع «كاتش» فبعض النواب المتعسفين في استخدام السلطة يدّعون أن هذه المنظمة تقوم بدور تبشيري للمسيحية، وأنا لن أكذبهم وأقول فعلا إن منظمة «كاتش» تقوم بالتبشير للمسيحية، وقد اكتشف بعض النوّاب ذلك قبل 10 أيام كأقصى تقدير، علما أنهم لم يقدموا أي دليل على ما يقولون لكن يتوجب على الوزير أن يحاسب «كاتش» حتى إن لم يكن هنالك أي دليل لأن النواب «كذبتهم صج».

طبعا السبب معروف وهو الفكر الذي يتبناه الساير، ومعاملات العلاج بالخارج غير المستحقة، وإيقافها من قبل طبيب الصحة، وأنا هنا لا أقول إن وزارة الصحة جنّة، ولا أقول إن الساير أصلحها بعد فسادها، فتراكم 30 عاما لن يُحل حتى في أربعة أعوام كاملة، ولكن الساير لن يبقى للأعوام الأربعة المقبلة، وعليه أن يحزم حقائبه، فبمجرد وفاة حالة إنفلونزا أو خطأ طبي أو حتى حريق في مستشفى متهالك أودى بمعصومة المبارك من ذي قبل، فهو سيودي بهلال الساير اليوم، فـ«باي باي» دكتور هلال أقولها لك مسبقا.

خارج نطاق التغطية:

مقيم أميركي مسيحي أراد الزواج بفلبينية مسلمة، فذهب إلى لجنة التعريف بالإسلام لكي يشهر إسلامه، ويتمكن من الزواج بها، فطلبوا منه بعد أن نطق الشهادتين أن يقول إنه يكره المسيحية واليهودية!!

ولولا الملامة لطلبوا منه أن يقول «إييييييه» على طريقة شعبان عبدالرحيم.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

سامي النصف

أن تشهد فرح «ملاك بالجنة»

حضرت والكابتن حسام الشملان ليلة أمس حفل زواج ملاك ابن الصديق فؤاد حلاوي سكرتير تحرير جريدة «القبس» في منتجع «الجنة» الساحر الواقع على شواطئ منطقة الدامور جنوبي بيروت وقد كان الحفل، وبحق، أسطوريا في تنظيمه وترتيبه وما تضمنه من استعراضات أبهرت الحضور.

فقد ابتدأ الحفل بظهور غير عادي للعريس تلاه وصول العروس في قارب وسط الأضواء الملونة والألعاب النارية التي انارت البحر وتوالت الفقرات الجميلة مع تحرك العروسين لتحية جميع المدعوين، فمبروك لأبي علاء وحرمه زواج الابن ملاك وعقبال الذرية الصالحة.

وفي مقابل الحبور والفرح والسرور الذي ملأ شواطئ الدامور نلحظ بالمقابل اختفاء الفرح عن حفلات الفرح والزواج في الكويت التي يطغى عليها في كثير من الأحيان العتب والزعل أكثر من الرضا والسعادة وقد يكون أحد الأسباب الرئيسية لذلك هو اختفاء الجهات المختصة والمحترفة التي تقوم بتنظيم حفلات الزواج من الألف إلى الياء كالحال في لبنان وبقية دول العالم حتى لا يشوبه القصور ويزعل الحضور أو حتى من لم يحضر.

فكل زواج في الكويت هو بداية صفرية لمن يقوم به حيث يكتشف الداعي على سبيل المثال عدم وجود قوائم معتمدة ومجددة لأسماء رواد الدواوين كي يتم دعوتهم او حتى عناوين دقيقة لتلك الدواوين، كما تبدأ الإشكالات اللوجستية في كيفية الحصول على كروت الفرح والخطاطين والمراسلين للتوصيل والورود والزينة والمصورين والمأذون ونوعية الوجبات وإعدادها.. الخ.

والحل الأمثل لمثل تلك الإشكالات التي تحدث كل يوم هو عبر وجود وكالات مختصة، تتصل بها منذ اللحظة الأولى فتقوم بتزويدك بأسماء وعناوين حديثة للمدعوين ثم تعرض عليك انواع الكروت وأسعارها والاعداد المطلوبة وتتكفل بتوصيلها، ومثل ذلك توفير جميع المتطلبات اللوجستية سالفة الذكر، ودون ذلك سيصاحب كل حفل زواج كويتي أخطاء متكررة تتسبب في عدم وصول الدعوات لأصحابها كما يتسبب الجهل وعدم الخبرة في مضاعفة كلفة تلك المناسبات.

وقد يكون من الأفضل استبدال الدعوات الورقية المكلفة – والتي لا تصل عادة 60-70% منها الى أصحابها وهو أمر يلحظه من يزور الدواوين حيث تجد بشكل دائم مئات بطاقات الدعوة باقية دون تسلم – بدعوات «SMS» مضمونة الوصول كحال استبدال بطاقات المعايدة الورقية هذه الأيام بتهنئة الرسائل الهاتفية، ويحتاج الأمر لتقسيم مشتركي الهواتف المتنقلة طبقا للمحافظات والمناطق السكنية وحتى إن أمكن طبقا للرواد الحقيقيين لكل ديوانية بدلا من الاعتقاد الخاطئ بأن ديوانية أي عائلة يتواجد بها جميع رجالها وأبنائها.

آخر محطة:
 
(1) مما يزيد من صعوبة التحضير لمناسبات الأفراح في الكويت عدم وجود كتب ومؤلفات تتحدث بالتفصيل عن النهج الأمثل للقيام بها مصحوبة بعناوين الجهات اللازمة لاكتمال الأفراح.

(2) وفقت خلال التحضير لفرحنا الأخير بمساعدة الصديق الخبير سيد أنور الرفاعي الذي خفف عني 90% من العناء عبر معرفته الدقيقة بالنهج الصحيح لكيفية اتمام تلك المناسبات السعيدة، فأكثر الله من أمثاله.

احمد الصراف

كوب القهوة

التقى مجموعة من خريجي كلية جامعية، من الذين أبلوا بلاء حسنا في حياتهم العملية، التقوا في حفلهم السنوي، وقرروا في نهايته زيارة استاذهم المفضل، وخلال اللقاء الحميم تطرق النقاش الى شكوى غالبيتهم من الضغوط النفسية التي يتعرضون لها في العمل والحياة، وهنا قام البروفيسور وذهب الى المطبخ وعاد بعد فترة وهو يحمل صينية عليها ابريق قهوة ومجموعة من الاكواب المتعددة الاشكال والاحجام المصنوعة من البورسلان والبلاستيك والزجاج وحتى من الكريستال، وكان بعضها ذا لون واحد واخرى عليها نقوش جميلة وثالثة بمسكات مميزة، وكان واضحا ان بعضها غالي الثمن، وبعضها الآخر غير ذلك، وطلب منهم مساعدة انفسهم في سكب القهوة، وبعدما قاموا بذلك وعاد كل منهم الى مقعده الذي كان يشغله، واكواب القهوة في أيديهم، قال لهم البروفيسور العجوز والمحنك: كما تلاحظون فقد تخاطفت ايديكم الاكواب الغالية والجميلة وتركتم الاكواب الرخيصة، ومن المعتاد ان كل واحد منكم يريد الافضل والاحسن لنفسه، وهذا بالضبط هو مصدر الضغوط النفسية التي تتعرضون لها!.. واستطرد البروفيسور قائلا: لا حاجة لان اؤكد لكم ان الكوب لا يضيف شيئا لقيمة القهوة في داخله، فهو فقط كوب غالٍ او رخيص الثمن، لا يظهر حقيقة ما في داخله، فما كان كل واحد منكم بحاجة اليه هو مجرد رشفات من القهوة الساخنة، ولكنكم، وبوعي تام، قمتم باختيار الكوب الاجمل، ولم تكتفوا بذلك بل اخذتم بامعان النظر فيما بيد الآخرين للتيقن من ان احدا لم يختر كوبا اجمل من الكوب الذي تحمله!.. ولو تصورنا ان الحياة هي القهوة، وان الوظيفة والمنصب والثراء لا تعدو ان تكون الادوات التي تحتوي الحياة، اي الكوب في هذه الحالة، فان نوعية هذا الكوب بالتالي لا تحدد ولا تغير مستوى الحياة التي نعيشها!.. واحيانا، ونحن نركز على نوعية الكوب، ننسى الاستمتاع بالقهوة التي منحتنا اياها الطبيعة.. التي اعطتنا القهوة وليس الكوب، فأسعد الناس ليس الذين يمتلكون الاحسن.. بل الذين يصنعون الاحسن من كل ما يمتلكونه.
صباح الخير جميعا.. ونهار سعيد.. ونظرة اجمل للحياة.

• ملاحظة:
المقال مترجم بتصرف كبير من رسالة انترنت.

أحمد الصراف