سامي النصف

هل اللقاح هو الحل؟!

مع نهاية الشهر المقبل وبداية شهر أكتوبر حتى منتصف نوفمبر يبدأ موسم الإنفلونزا البشرية بالانتشار السريع في الكويت والخوف لدى البعض هو أن تستبدل تلك الإنفلونزا المعتادة بإنفلونزا الخنازير القاتلة، لذا تفتق ذهن البعض عن فكرة تأجيل الدراسة «غير المهمة» حتى ديسمبر القادم أملا بوصول اللقاح السحري، فهل اللقاح حقيقة هو الحل؟!

على موقع vaccinationdebate.com/web2.html نقاش علمي قائم حول فائدة اللقاح ضد الڤيروسات المختلفة مستشهدين بحقائق تاريخية تثبت أن الأمصال واللقاحات قد تضر أكثر ما تنفع وأنها تسببت عبر التاريخ في انتشار الأمراض بدلا من الحد منها، ومن ذلك:

في عامي 1871 و1872 قامت بريطانيا بتلقيح 98% من شعبها ضد الجدري إلا أنها تعرضت لأسوأ موجة للمرض في تاريخها بعد ذلك التلقيح مما ادى الى وفاة 45 الف نسمة، كما قامت ألمانيا بنفس العملية وفي نفس الفترة فتوفي لها 125 ألف مريض وهو أمر غير مسبوق كذلك في تاريخها.

في أعوام 1940 ـ 1945 قامت ألمانيا النازية بتطعيم شعبها ضد مرض الدفتريا فزاد على الفور المصابون بالمرض من 40 ألفا الى 250 ألفا، وفي عام 1967 أعلنت منظمة الصحة الدولية خلو غانا من الجدري المائي بعد تطعيم 96% من السكان وقد تلا ذلك التقرير إصابة ذلك البلد بأعلى إصابات من نفس المرض.

وفي بريطانيا أصيب 200 ألف طفل بالسعال الديكي بعد تطعيمهم منه، وثبت في الهند أن المصابين بالسل كانوا أكثر لدى من تم تطعيمهم منه، كما اعترف الدكتور الأميركي جونز سالك وهو مكتشف لقاح «البوليو» بأن اللقاح هو سبب انتشار المرض، كما أوقفت السويد عمليات التلقيح ضد مرض السعال الديكي لنفس الأسباب.

ويستمر الموقع بعرض عشرات الأمثلة من مختلف أنحاء العالم ومنها بعض الدول الخليجية لإثبات ليس فقط عدم جدوى اللقاح بل الضرر الكبير الناتج عنه ويختم بما جرى في المؤتمر 57 لجمعية الأطباء والجراحين الأميركية حين صوتوا «بالإجماع» ودون صوت واحد معارض على وقف عمليات تطعيم الأطفال باللقاحات المختلفة.

آخر محطة:

أقترح ضم بعض كبار العلماء من نوابنا الأفاضل لمنظمة الصحة الدولية والبعض الآخر لمنظمة اليونسكو!

احمد الصراف

محطة مشرف ومفتش «الشؤون»

في صبيحة اليوم التالي لتوقف مضخات محطة مشرف عن العمل، متسببة في كارثة بيئية هي الاكبر في تاريخ الكويت، زار احد مفتشي «الشؤون» مخازننا وسلمنا 6 اخطارات عن مخالفات يجب تلافيها في المخازن، وتراوحت المخالفات بين ضرورة ازالة العوائق امام استخدام مخارج الطوارئ وضرورة وجود الاضاءة الكافية في المخازن، مرورا بوجوب اتباع طرق التخزين السليمة وعزل التمديدات الكهربائية وتزويد صندوق الاسعافات الاولية بمواد كافية ووجود تهوية كافية في دورات المياه!
وغني عن القول ان جميع هذه المخالفات تم تلافيها خلال ساعتين فقط، ولكن الغريب ان الحكومة نفسها التي ارسلت ذلك المفتش الى مخازننا للتأكد من وجود تهوية كافية في دورة مياه خاصة بالعمال، لم ترسل مفتشيها لاكبر محطة تجميع وضخ في الكويت سبق ان كلفت المال العام اكثر من خمسين مليون دينار، علما بأن وزارة الاشغال سبق ان استلمت المحطة رسميا من المقاول قبل 48 ساعة من خراب مضخاتها وتوقفها عن العمل!
ان المشكلة سيتم تلافيها في نهاية المطاف وستدفع الوزارة عشرات اخرى من الملايين لاصلاح الوضع والبيئة، ستدفع الثمن غاليا، فيما البشر سيدفعون ثمنا اغلى من صحتهم وسلامتهم البدنية والعقلية، وسينسى الجميع الموضوع بعد اشهر أو سنوات قليلة، ليتكرر وقوع ما يماثل المشكلة حجما أو يزيد عليها، وليتكرر سيناريو «عفا الله عما سلف»، فلا حساب ولا عقاب، بل تقرير باهت يلقي بالمسؤولية على فصيل متمرد في الصومال، وبالتالي لا اعرف سببا لوجود كل هذا الجيش من العاملين في الاجهزة الرقابية والمفتشين والمهندسين الذين تصرف الدولة عليهم الملايين كل عام من دون طائل!
كيف يمكن ان تتعطل محطة بمثل هذا التعقيد؟ واين ذهبت كل تحذيرات البيئة والجهات المعنية؟ ولماذا تعطلت اجهزة المحطة بعد 48 ساعة من استلام الوزارة لها؟ ولماذا لم يقدم حتى فراش في وزارة الاشغال استقالته من «منصبه»، وهذا اضعف الايمان، والحد الادنى الذي اعتادت تقاليدنا تقبله عند وقوع مثل هذه الكوارث؟
عشرات الاسئلة التي ستبقى من غير جواب، ونحن على ثقة بأن لا «صفر» ولا «رجب» ولا حتى «رمضان» بإمكانهم اخراج الزير من البير، أو انهم سيختلفون عن غيرهم في طريقة معالجة هذه الكارثة البيئية والاخلاقية والمالية الكبيرة.
في السياق نفسه، حذرت الجهات الاهلية المعنية بالبيئة، والتي سبق ان جف ريقها وهي تحذر من موقع محطة مشرف وخطرها على الصحة والبيئة، حذرت من الاختيار الكارثي لموقع مدينة جابر الاحمد، حيث ان المنطقة تعتبر ملاذا مهما وطبيعيا للكثير من الحيوانات والطيور المستوطنة والمهاجرة، كما ان انشاء 5000 وحدة سكنية عليها سيؤثر حتما على البيئة البحرية القريبة منها.
ان الحكومة مطالبة باعطاء الجهات الشعبية المهتمة بالبيئة بعضا من وقتها، فهؤلاء يستحقون على الاقل الاستماع لوجهات نظرهم وهي على اي حال غير ملزمة، وغير مكلفة.
***
ملاحظة: اهداني المهندس عبدالرحمن مضحي الشمري، كتاب «بيتك.. خطوة بخطوة» ولو كنت حصلت على ما يماثله قبل 35 عاما لكانت معاناتي مع البناء اقل بكثير، للتواصل مع واضع الكتاب يمكن الاتصال به على بريده الالكتروني [email protected] أو تصفح موقعه على الانترنت www.kw-eng.net
أحمد الصراف
habibi [email protected]

محمد الوشيحي

على هالخشم


في بلاد الكفرة الفجرة، الذين وجوههم ترهقها قَتَرة (افتح القاف والتاء، الله يفتحها عليك)، يموت الكافر بن الكافر فتنهمر الدموع من أعين ذويه بهدوء، ثم ترتدي امرأته وشقيقاته الأسود من الهدوم ويتّجهن مع الأقارب والأصدقاء إلى المقبرة المليئة بالورود والمناظر الخلّابة، ليضع الجميع وروداً على القبر، وخلال نصف ساعة ينصرف الجميع. وعندنا نحن المسلمين الطاهرين الذين سندخل الجنة وحدنا وسنغلق بابها خلفنا، يموت الواحد منا فيطلب أهل الميّت «نسّاف رمل»، وهات يا نثر الرمل على الرؤوس، وهات يا تمايل ودموع مصطنعة ومفبركة، وهات يا نواح على الفقيد الشهيد، الذي قاد الجيوش، وهزّ العروش، وفسفس القروش، بينما هو لا يعادل في السوق سعر عنزة جرباء، يتيمة الأبوين.

ويسافر أحدنا من صعيد مصر إلى الكويت ليجلس على مكتب وثير أمام مكيف له زئير، فيخرج معه «الكَفْر» كله على هاف لوري، ودموع، ومناحة، وربنا حارسك يا ابن بطني يا أصيل. ويسافر العسكري الأميركي من بيته في تكساس للقتال في أفغانستان، ويعيش في الجبال بين الثعابين والأفغان، وقد يعود وقد لا يعود، فيفتي فيفتي، ولا يودعه إلا امرأته وطفله الصغير، بوردتين، وابتسامة، وتلويح بأصابع اليد اليمنى، وفي طريق العودة من المطار إلى البيت، تشتري المرأة «لبّ وحَب مالح» وتقزّرها «تأزئيز»، على رأي بيرم التونسي، لا تشتكي إلى أحد ولا تستعرض حبها لزوجها أمام المارة وعابري السبيل والمؤلّفة قلوبهم! وهم في بريطانيا يسمّون الطبيب البروفيسور «المستر فلان»، والحارس «مستر علّان»، وكلهم على بعض مساتر، ونحن نعتبر أنّ الشاب الذي للتو تخرّج من كلية الطب «دكتور وناشط سياسي وأعزب ويعول خمسة أولاد».

نحن أمة «شو» واستعراض على الفاشوش المغشوش، وكلنا ندّعي المظلومية، ونكافح مظلومياتنا بالدعاء فقط، وهي حيلة العاجز، فأنت عندما تصفع المرأة العاجزة، لا تجد هي إلا الدعاء عليك، بينما إذا أنت صفعت «شنباً» فسيصفعك وسيركلك وسيدهسك بإذن الله، من دون دعاء، أنت الذي ستدعو عليه وأنت تحت قدميه، ونحن امرأة عاجزة تدوسنا الأمم بالجزم فنغضب ونرفع أيدينا بالدعاء عليهم لننتقم: «اللهم إنا نشكو إليك ضعفنا بين الأمم»، ثم نروح ننام بعد هذا الانتقام.

ونحن إذا ظهرت عندنا قنوات فضائية، تعيش في المجاري، وتعتاش على الطحالب، وشرعت تشرشحنا، وتبهدل ديمقراطيتنا، وتسخر من نواب المعارضة بطريقة راقصات السراديب، وتفتري، وتفجر، وتقول كلاماً يزكم الأنوف، لو شمّه كلب لعَوى ثم انزوى، لا نفكر إلا في إغلاقها والدعاء والشكوى عليها. لا نفكر في افتتاح قنوات منافسة عليها القيمة، ولا نرد التحية بمثلها، فننتج مسلسلاً اسمه «هي أرجل من أخيها»، مثلاً، ولا نثق بالشعب وأنه سيمل رائحة المجاري عما قريب وسيبحث عن الحدائق الزاهية. نحن فقط نبكي ونشكي ونرغي: «اللهم إنا نشكو إليك ضعفنا». عجايز.

وفي الأيام الماضية، أجبرتني الضجة على مشاهدة بعض حلقات المسلسل المذكور، في القناة سافلة الذكر، أو سالفة الذكر، وتأكدت أن المسلسل فقير يستحق صدقة قليلة تفرج مصائب كبيرة، وأيقنت أن القصة والسيناريو والحوار والأداء – باستثناء الأطفال الأربعة – كلها من سوق الجمعة، فقط «الماكيير»، هو من يستحق التصفيق. لكن ومع ذا سنقاتل الحكومة كي لا تغلق القناة أو توقف المسلسل، وسنقاتل أيضا من أجل إلغاء الرقابة المسبقة على نصوص المسلسلات والمسرحيات والقصص والروايات. وتذكّروا كم سنة وأنتم أوصياء على الناس، وماذا كانت النتيجة؟ مزيداً من الجهل والتخلف والتعصب الطائفي.

ونحن مع النائبين عبد السلام النابلسي وعلي بو دمعة في عدم تقييد الحريات، وأرجو ألا يغضبا منا ولا يبكيا ولا يشتكيا علينا ويطالبا بإحالتنا إلى أمن الدولة، كالعادة، إنْ نحن وضعناهما على خشبة المسرح وأعلنّا بيعَ التذاكر لمن أراد أن يضحك. معلش، الحرية ليست دائماً «دوش بارد يعقبه عصير الليمون»… تبون حرية؟ على هالخشم. 

سامي النصف

القتل في الحل والحرم

نتحمد للاخوة في المملكة بسلامة مساعد وزير الداخلية السعودي الامير محمد بن نايف على نجاته من محاولة الاغتيال والتي تظهر في جانب منها وخاصة بعد تفجيرات بغداد الاخيرة ان هناك من بدأ يضع كبار المسؤولين والوزارات الحساسة ضمن اهدافه التخريبية.

ويلقب الامير محمد بن نايف بـ «مهندس» تفكيك الحركات الارهابية في السعودية لا بالعنف بل بالعلم والحكمة عبر المناصحات التي تمت بالسجون لبعض دعاة التطرف وانعكست خارجها، كما ساهم عمله الدؤوب في سقوط كثير من الخلايا النائمة في المملكة والدول المجاورة كحال الخليتين اللتين اعلن عن اكتشافهما مؤخرا في السعودية والكويت.

وسيهل علينا في الخليج بعد فترة وجيزة عيدا الفطر والاضحى وما نشهده من تواصل معتاد بين المسؤولين والناس، المفروض ان يتم هذه المرة اتخاذ اجراءات امنية مشددة ابان تلك اللقاءات وان نبتعد عن تقديم حسن النوايا بدلا من الحذر الواجب حتى لا «تقع الفاس بالراس» ويتم الندم بعد وقوع الكوارث.

وكان احد شيوخ التشدد المسمى سليمان الدويش قد افتى قبل ايام بقتل مؤلف مسلسل طاش ما طاش يحيى الامير ومن يقف خلفه وأسمى الشيخ الامير بالغراب، وقال ان الغراب يحل قتله شرعا في الحل والحرم ويربط بعض المدونين بين ذلك القول ومحاولة اغتيال مساعد وزير الداخلية.

وللشيخ الفاضل سليمان الدويش لقاء عجيب وغريب مع قناة الدليل يمكن مشاهدته على اليوتيوب قال ضمنه انه رفض رد السلام على الاعلامي السعودي عبدالرحمن الراشد وانه «يبصق» على الاعلامي السعودي الآخر د.تركي الحمد، الا انه اعترف بملاطفته ومخالطته للصحافيات البريطانيات، وقال ان سبب تصرفه المذكور مع الانجليزيات ـ الذي انكره في البدء الا انه اقر به في النهاية بسبب وجود شهود عليه منهم د.عبدالمحسن العواجي ـ هو انه كان بصدد دعوتهم للاسلام! وقد عقب المذيع وهو للعلم اعلامي ملتح فاضل بالقول ان السبب قد يكون «فتنة النساء» التي لا ترد.

آخر محطة:

قبل ربع قرن شاهدنا نقد الوزراء والنواب ضمن الاعمال الفنية امثال «حرم سعادة الوزير» و«حامي الديار» و«ممثل الشعب» و«فرسان المناخ» وغيرها، وقد ضاقت الصدور وتغيرت الاحوال فيما بعد عندما غيرنا اسم مسرحية «بشت الوزير» الى «بشت المدير» وقد صاحب حماية المسؤولين من النقد سوء الادارة والاداء والكوارث والنكبات التي ابتليت الكويت بها.

احمد الصراف

يوم سقط العقل

من المعروف ان غالبية المجتمعات المتقدمة والحضارات سقطت، عبر التاريخ، تحت ضغط قوى التعصب والتطرف الديني والعنصري، وهذه القوى لا تشبع أو تكتفي قبل تدمير كل ما يخالف معتقداتها وطريقة عيشها، حتى لو نتج عن ذلك خراب تام، ولو نظرنا الى ما قامت به بعض انظمة المنطقة من تقريب لقوى التخلف والتشدد الديني على حساب القوى والحركات السياسية المدنية الاخرى، لرأينا ان ذلك تم من خلال تشتيت اهتمامات الشعوب وتغييب عقول افرادها عن قضايا التقدم والحرية والمساواة، واشغالها بقضايا المثليين والنقاب والحجاب وطول اللحية وحف الشوارب والجن والغول وبول البعير وفضل استعمال المسواك ورضاع الكبر وجزيرة كبر وزيارة القبور وتفسير الاحلام والرقية والفئة الناجية والاخرى الكافرة وغيرها الكثير، والتي يكفي الانشغال بها للقضاء على اي امل بالتقدم والاخاء والمساواة مع بقية البشر والسير في طريق التقدم.
نكتب ذلك تعليقا على افتتاحية «القبس» الاخيرة، ومجمل التعليقات التي كتبت عنها، والتي شكلت بحد ذاتها دليلا على قوة الافتتاحية وصدقها وشفافيتها، كما بينت جميع الردود، بقصد من كتبها أو بغير ذلك، صدق ما ذكرته «القبس» من اننا اصبحنا قاب قوسين أو ادنى من الدولة الدينية، بعد ان نجحت قوى الردة والتخلف في الوصول الى اهم مفاصل اتخاذ القرار في الدولة والتحكم بها من خلال اتباعهم! ولو قامت جهة محايدة بوضع كشف بالانتماءات السياسية لشاغلي اهم الفي وظيفة ومنصب حكومي أو شبه حكومي أو مالي في الدولة لتبين لنا مدى تغلغل اتباع التيار الديني في مراكز اتخاذ القرار، ومن هنا كان مثيرا للشفقة ما ورد في افتتاحية صحيفة وفي بعض الردود الاخرى من ان غالبية وزراء الحكومات التي تم تشكيلها في السنوات الثلاث الماضية كانوا من المنتمين للتيار الليبرالي! وهذا ان صح قوله، وهو ليس بصحيح، فإنه لا يعني الكثير، فالعبرة لم تكن قط في حالتنا هذه بعدد وزراء تيار معين، بل ما بإمكان هؤلاء منفردين أو مجتمعين، الحصول عليه من مكاسب من «السلطة».
فالنفوذ الذي كان يتمتع به مثلا احمد باقر، المحسوب على التيار السلفي، عندما كان وزيرا في حكومات سابقة، لكي لا نتكلم عن الحكومة الحالية، لم يكن من الممكن مقارنته بوضع ونفوذ اي وزير آخر من التيار الليبرالي، هذا اذا صحت التسمية اصلا، في ظل سياسة اتخاذ القرار المتبعة في مجلس الوزراء، فالمرحوم احمد الربعي مثلا، والذي كان يوصف بالليبرالي(!) لم يكن بمقدوره وهو وزير للتربية والتعليم العالي، ومع كل ما كان يتمتع به من قدرات خاصة، تغيير مدير مناهج في وزارة التربية من دون موافقة مجلس الوزراء، وفي عهده «الليبرالي» الميمون مررت الحكومة قانون منع الاختلاط، كما اقرت اكثر القوانين المعارضة لحقوق الانسان والمقيدة للحريات من مطبوعات وتجنيس وتجمعات واحوال شخصية في وزارات «ليبرالية» عديدة ومجالس امة اكثر ليبرالية! وبالتالي فإن عدد النواب، أو الوزراء الليبراليين في اي حكومة ليس مقياسا على ليبراليتها، فوجود، ولو قلة من ممثلي السلف أو الاخوان في اي حكومة كفيل بادارة دفتها باتجاهات محددة، والامثلة اكثر من ان تحصى!
مؤسف ان الرمزية في افتتاحية «القبس»، والتي كانت جوهر رسالتها، لم تستوعبها الردود او تتنبه لها، فهدف الافتتاحية لم يكن حتما اعلان خروج «القبس» ومجلس ادارتها عن ثوب العقيدة، كما حاول اصحاب الردود الايحاء به والتركيز عليه من خلال سرد امثلة بائسة، بل هدفت، من ضمن امور عديدة اخرى للتحذير من استمرار احتفاظ احزاب السلف والاخوان بالكويت رهينة لديهم، وان الوقت قد آن لان تعود الدولة الى صبغتها المدنية وتخلع عنها ثوب الغلو والتعصب والتناحر الطائفي، وان تكون وطنا للجميع، وهذا لا يمكن ان يتم بغير عودة الكويت الى وضعها المدني السابق.
ويكفينا، للتدليل على ما سيصيب الكويت من شلل وتخلف، فوق ما هي عليه من شلل وتخلف، ان هي سقطت تماما في حضن قوى السلف والاخوان أو غيرهم، ان ننظر في حال ومآل الدول التي لجأت الى تطبيقات الشريعة، حسب تفسيراتها المغالية في تطرفها.

***
ملاحظة: كتب احد الذين قاموا بالرد على افتتاحية «القبس» مقالا قبل سبع سنوات ذكر فيه ان «السبخة» موقع منبسط خارج المدينة المنورة يصلح لاقلاع الطائرات وهبوطها لهذا انشئ فوقه مطار المدينة، وان هناك حديثا ان المسيح الدجال سيحاول دخول المدينة المنورة من منطقة السبخة وانه سيجد على بابها ملكين فيرجع من حيث اتى، وتوصل كاتب المقال من الحديث الى نتيجة ان المسيح الدجال، عند ظهوره، سيستخدم الطائرات لدخول المدينة!! ونص المقال موجود لدينا لمن يود الاطلاع عليه، المهم ان كاتب هذا المقال، وصاحب هذا الفكر المستنير، يشغل عدة مناصب تنفيذية واشرافية واستشارية داخل الكويت وخارجها، ولو لم يكن منتميا لحركة دينية معروفة لما وصل الى عشر ما وصل اليه، وهنا يكمن بؤس الدولة الدينية وخرابها وخطرها، تلك الدولة التي يحاول الكثيرون جرنا لها، وما حاولت الافتتاحية التحذير منه.. فهل سقط العقل من رؤوس البعض بحيث لم يستوعبوا مضمونها؟
أحمد الصراف
habibi [email protected]

سعيد محمد سعيد

رسائل مهمة جدا من سمو ولي العهد

 

ها هو الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك انقضى، سائلين المولي العلي القدير أن ينعم علينا جميعا بفيض بركات شهره الأعظم ويعيده علينا وبلادنا البحرين الغالية، وسائر بلاد المسلمين في خير ورفعة وسلام وأمان.

لكن بلادنا على وجه التحديد، هي الأرض التي يلزمنا الدعاء لها ولأهلها دائما لأن يجعلها بلدا آمنا ويرزق أهله من الثمرات…

لو قدر لنا أن نرصد المواقف والأزمات والصدامات المؤسفة التي شهدتها بلادنا بين رمضانين، العام الماضي والجاري، لوجدنا أن ما تضيق به الصدور كثيرا مع شديد الأسف… لكن مع حلول الشهر المبارك، برزت السمات الطيبة لشعب البحرين، وليتها -أقول ليتها- تستمر طيلة العام طالما هي متجذرة في شهر رمضان المبارك… فالمجالس في كل مناطق البلاد، من أصغر قراها الى أكبر مدنها، تستقبل المواطنين والمقيمين بالأحضان، ولا أطيب ولا أعذب من اللقاءات الأخوية التي تعكس محبة أهل البلد لبعضهم البعض.؟. اللهم من أولئك الذين لا يزالوا ينشطون في المنتديات الإلكترونية فيحولون خطبة (سواء اتفقنا أو اختلفنا مع مضامينها وأبعادها) الى ميدان قتال، ويصيرون المواقف والأنشطة والفعاليات الى نمط طائفي سقيم، لكنهم على أية حال، يقبعون فقط في أوحالهم… أشباح ليس إلا، والكل منهم يدعي قمة الإيمان والدفاع عن الدين والوطن وولاة الأمر.

الصورة الحقيقية للمجتمع البحريني ليست صورة أكاذيب المنتديات وأهلها المرضى، وليست (المضادات الفاشلة) الإنتهازية للإعلان عن رفع دعاوى في الداخل والخارج دفاعا عن مقام الصحابة الكرام، وليست تلك التخريفات بربط تيار سياسي وديني بالحوثيين في اليمن أو غيرها هي البيرق الخفاق للدفاع عن مقدرات الأمة… إنها ليست سوى فذلكات تهريجية سمجة، لا طائل من ورائها.

وأجزم أيها الأحبة، أننا لم نعد نرى الصورة الحقيقية للطائفية إلا في المنتديات الإلكترونية فاقدة المصداقية، وكذلك في تصريحات نائب هنا أو كاتب صحافي هناك، أو متعلم على سبيل نجاة من الحق الى الباطل! أو إصرار (مسئول ما) على أن تبقى الملفات المعقدة التي توجب حلا شجاعا (صم بكم عمي)… أما بين أهل البلد، فلن نجد الا الخير ولا شيء غير الخير، ولا أدري هل أولئك الذين يكيدون للبلاد والعباد شرا يفعلون فعلهم طلبا للثواب الجزيل من فيض شهر الله المبارك، أم أن لديهم شعارا وعنوانا آخر؟! على أي حال، هناك جملة من الرسائل الدينية والإجتماعية والوطنية المهمة أرسلها ولي العهد، نائب القائد الأعلى، سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، في زياراته لعدد من المجالس الرمضانية برفقة نجله سمو الشيخ محمد، وهي اضاءات حقيقية ورائدة توجب وضعها في الإعتبار لدى كل مسئول وكل سياسي وكل خطيب وكل ناشط، بل وهي مهمة لكل مواطن أيا كان موقعه وهي موجزة في الآتي:على عاتق علماء الدين تقع مسئولية الحفاظ على الوحدة الوطنية في المجتمع البحريني، وأن عليهم الحث على الموعظة الحسنة والدفع بالتي هي احسن، والدعوة الى الإعتدال ونبذ التطرف، التواصل الصادق كفيل بوحدة المجتمعات وتكافلها، المجالس الرمضانية محطة للوقوف على احتياجات المواطنين، التباحث مع المواطنين في المجالس التي زارها سموه في الشأن العام والخاص دون قيود.

نحن كمواطنين، نعلق آمالا كبيرة على توجيهات القيادة الرشيدة لوضع حلول لكل الملفات المعلقة، وإيجاد السبل الكفيلة بإنهائها، ولو تطرقنا الى أزمة إسكان القرى الأربع (النويدرات) والخدمات الإسكانية عموما، والأوضاع المعيشية للمواطنين، ومسألة الأجور في القطاعين العام والخاص، وتطوير الحياة الديمقراطية ودعم حرية الرأي والتعبير وحقوق الإنسان، وملف الأراضي والسواحل، فإننا سنكون ممتنين لكبار المسئولين في الدولة، لو تكرموا ووضعوا توجيهات القيادة والرسائل السامية التي طرحها سمو ولي العهد في زياراته للمجالس الرمضانية نصب أعينهم، وتواضعوا قليلا والتقوا بالمواطنين والرموز الدينية والسياسية، فستتغير الأمور كثيرا… ليتهم يفعلون

سامي النصف

على ماذا نحاسبهم؟!

ما كان أسهل على وزير الصحة وطاقم وزارته أن يواصلوا سياسة الكذب والخداع المتوارثة والمعتادة ويدّعوا زورا ان اصابات انفلونزا الخنازير لا تزيد عن عشر حالات وان الوفيات اسبابها امراض السكر والحمل وضيق التنفس المصاحبة دون الاشارة الى مرض انفلونزا الخنازير من قريب او بعيد.

وما كان اسهل كذلك على وزيرة التربية ان تعلن والدمع يترقرق ويتدفق من عينيها انها حرصا على صحة الأبناء الأعزاء قد قررت إغلاق المدارس لعام كامل مع إنجاح جميع الطلبة بدرجة امتياز وان الأمر قابل للتكرار العام المقبل حتى تجني ـ ومثلها وزير الصحة ـ المدح والثناء من نواب.. «العلموا نورن..»!

ذكر تقرير صدر من اللجنة الاستشارية المختصة في البيت الأبيض والتي تقدم تقريرها مباشرة للرئيس أوباما ان انفلونزا الخنازير قد تصيب خلال فصلي الخريف والشتاء القادمين ما يقارب من 120 مليون اميركي مع احتمال وفاة 90 الفا منهم، اي كنسبة وتناسب توقع اصابة 1.5 مليون فرد في الكويت واحتمال وفاة الف منهم خلال نفس الفترة الممتدة من الشهر المقبل حتى شهر مارس.

ورغم ذلك التقرير والرقم الأميركي الرهيب في عدد الإصابة والوفيات إلا اننا لم نسمع بمن طالب الكونغرس الأميركي بعقد دورة طارئة للمجلس لمناقشة خطة وزارة الصحة الأميركية او ان هناك من وضع الملامة على وزير الصحة الأميركي، كما يحدث لدينا، والسبب في ذلك التصرف العاقل والحكيم معرفتهم بأن اجتماع الكونغرس (أو مجلس الأمة) لن يؤخر أو يقدم في ذلك الوباء القاتل كون المجتمعين من النواب ليسوا اطباء او علماء او باحثين مختصين.

والحال كذلك مع قضية المدارس وموعد افتتاحها فرغم ان عدد الطلبة في الولايات المتحدة يتجاوز 80 مليون طالب إلا ان احدا لم يتحدث عن تأجيل الدراسة، وفي هذا السياق يمكن لمن يزور موقع البيت الأبيض ان يقرأ نصائح وتوصيات تلك اللجنة الاستشارية للرئيس ضمن تقرير مكون من 86 صفحة وأحد اعضائها هو د.احمد زويل الحائز على جائزة نوبل، فهل بعض نوابنا اكثر علما ودراية من هؤلاء العلماء؟! الإجابة لا تحتاج إلى جهد.

لقد أصبحنا وبحق أضحوكة الأمم بجهلنا الفاضح الذي يفخر البعض بإظهاره مع كل إطلالة شمس عبر التصريحات الرعناء والحمقاء التي نقرأها في الصحف وكم ابعدت تلك التصرفات والتصفيات مسؤولين أكفاء بكى الوطن بعد ذلك دما على فقدهم.

آخر محطة:
 
(1) تحية للنائبة الفاضلة أسيل العوضي على حزمة الأسئلة التي تقدمت بها فيما يخص «فضيحة» محطة مشرف.

(2) اتضح مما نشر ان وزارة الأشغال تسلمت عام 2006 محطة مشرف وجميع مضخاتها العشر الجديدة لا تعمل وهو أمر لو حدث في بلد آخر لتساقطت الرؤوس، ولك الله يا كويت.

(3) هل يعتقد عاقل أن تعطيل أو تأخير الدراسة سينتج عنه بقاء الطلبة في منازلهم؟! واضح أن التعطيل سيعني التقاء الطلبة بشكل أكثر عشوائية وحميمية في المطاعم والمجمعات التجارية صباحا ومساء.

(4) وهل لدى علمائنا الكبار من أعضاء مجلس الأمة علم باكتشاف قريب لعلاج أو مصل لڤيروس إنفلونزا الخنازير كي تؤجل الدراسة انتظارا له؟! وهل سيمنع هذا التأجيل غير المبرر وقوع إصابات أو وفيات لدى الطلبة عندما تفتح أبواب الدراسة المؤجلة؟!

(5) اقترحنا ونقترح ألا نقوم بشيء لا يقوم به الـ 7 مليارات نسمة الشركاء لنا على كوكب الأرض ممن لم يؤجلوا فتح أبواب مدارسهم، لسنا بالقطع أفهم أو أذكى منهم.

محمد الوشيحي

المهم أن تمتلئ الخيشة


استمعت إلى قصيدة الشيخ الدكتور عايض القرني «لا إله إلا الله»، التي غناها فنان العرب محمد عبده رغم اعتراضات المتجهمين، كالعادة. ومع أن القرني خطيب مفوّه، كلمات هجائه سيوف قاطعة، وعبارات ثنائه ورود يانعة، فإنّ صياغته للقصيدة لم تجرؤ على الخروج من دائرة «العادي» أبداً، أو كأنها عندما خرجت من صدره كانت تتلفت خوفاً من أن يراها أحد، واضطرت إلى ارتداء ثيابها العادية التي كانت ترتديها في البيت، وسرّحت شعرها على عجالة، ولم تضع عطراً على رقبتها، للأسف. كانت عادية مملة رتيبة كأحاديث الساسة، تدفعك إلى التثاؤب مللاً والتمغط كللاً.

أين عايض القرني الذي يشدني إلى الاستماع إليه بفم فاغر، لا لمضمون أحاديثه ورواياته، فأنا أعرف أن جلها من تأليفه، سيما وهو يتحدث عن التاريخ، فإذا به يأتينا بأشياء جديدة لم نسمع عنها أبداً! إنما إعجابي به سببه الفصاحة التي تدفعني إلى تتبع أصحابها والتصفيق لهم، فما الذي أصابه ليأتيني بقصيدة ألبست ظني به خيبة ذات هيبة.

بالله عليكم يا أهل الشعر ويا متذوقيه، هل هناك من قافيتين أسهل من (ــاب) و (ــابه)، القافيتان اللتان توفران لك بحراً يفوق المحيطات عرضاً وعمقاً، وأنواعاً من اللؤلؤ ما عليك إلا أن تنتقي منها ما يخدم فكرتك؟ لكن القرني جلس على الشاطئ وانتقى من محّاره ما يملأ الخيشة، فالمهم أن تمتلئ الخيشة. يا خسارة… أين القرني وهو يتحدث عن سيرة عمر بن الخطاب أو علي بن أبي طالب أو خالد بن الوليد رضي الله عنهم؟ أين اختفى خياله؟ ما الذي حداه على الرضا بمثل هذه القصيدة، وهو حر من سيف الوقت، إذ قد نقبل أن تخرج مقالة أو قصيدة إلى النور ليست بمستوى كاتبها، لكننا سنعذره إذا تذكرنا سيف الوقت، أما أن تخرج قصيدة – غير ملزمة بتوقيت – تزحف على الأرض لخطيب يحلق في السماء، فسنقول حينئذٍ بلهجة أجدادنا: «لا وا سفا»، أو يا للأسف.

وأجزم أنه لولا اسم «القرني» لما طلب محمد عبده غناء القصيدة الباهتة أبداً، ولولا اسم عبده لما استمع لها هذا العدد من الناس.

هي سقطة شعرية في رأيي يجب أن يتبعها ما يمحوها يا دكتورنا الفصيح.

***

إيقاف المسلسل التلفزيوني الذي يتعرض للساسة والشخصيات العامة مخالف للدستور، رغم أن القائمين على القناة هم أكثر من يخالف الدستور ويطعن المدافعين عنه. ولطلال السعيد الذي يتباكى على قناة عائلته وعلى الحريات، أذكّره بدعواه القضائية التي رفعها عليّ عندما كتبت عنه سطرين لا أكثر… وموضوع إيقاف المسلسل يستحق العودة للكتابة عنه باستخدام الضوء. 

احمد الصراف

نحن و«الداخلية» .. ومسلم!

1 – ورد في «القبس» بتاريخ 21/8 ان وزارة التجارة لاحظت اقبالا متزايدا في السنوات القليلة على مواد البطاقة التموينية. وقال مراقبون ان 50% من المواد المدعومة من المال العام يعاد بيعها فور تسلمها، وعلى ابواب منافذ الصرف ذاتها. ويعتقد البعض ان المسألة لا تقتصر على الافراد – خاصة من النساء المنقبات- الذين يقومون ببيع هذه المواد، بل ان وراءهم عصابات منظمة. وعلى الرغم من علم الوزارة بالامر ووجود عقوبات بالحبس تصل الى عشر سنوات لمرتكبي مثل هذه الجرائم، لكن احدا -ومنذ 30 عاما- لم يسجن ليوم واحد!

***
2 – حذّر وكيل عام مسلمي الكويت، النائب فيصل مسلم، من «مغبة» المجاهرة بالافطار في رمضان! وحيث ان هناك دولة وقوانين تنظم مثل هذه المسائل وجهات امنية مناط بها تنفيذ القوانين المتعلقة بالمجاهرة بالافطار، فإن من حقنا سؤال النائب: «وانته شكو؟»، ولكن الحق ليس عليه.. حتما.

***
3 ــــ ومن «القبس» بتاريخ 21/8، علمنا ان وزارة الداخلية أعلنت خطتها الامنية في رمضان، في اطار «ضبط الاوضاع والقبض على الخارجين على القانون». ولا أدري لماذا هذا الضبط والربط في شهر رمضان فقط، وليس بقية اشهر السنة، كشعبان مثلا؟! وقالت الوزارة انها اتخذت عدة تدابير امنية للقضاء على ظاهرة التسول. ولكن الجميع يعلمون ان المتسول، لو قبض عليه، فلن تطبق بحقه اي عقوبة غير إخراجه من البلاد، ليعود هو او غيره في موسم التسول التالي. كما لا يمكن القضاء على الظاهرة من دون تعاون المواطنين، وانا لا اعرف كيفية التصرف لو طلب مني متسول مالا، هل اذهب لاقرب مخفر مثلا؟ وبالتالي مطلوب من الوزارة الاعلان عن الطريقة التي يمكن للمواطن فيها التعاون مع الشرطة لضبط هؤلاء عند وجودهم ضمن الاحياء السكنية او الاسواق. وهنا ايضا بإمكاننا التأكيد ان الحكومة لم تعاقب خلال الألف سنة الماضية، كويتيا واحدا على جريمة جلب أشخاص بلا عمل وتسريحهم في الشوارع ليقوموا بالتسول، مقابل نسبة محددة.

***
4 – ومن خطط الوزارة الامنية القبض على جامعي التبرعات والاموال الخيرية من غير إذن، واحالتهم الى النيابة العامة! وهنا ايضا -وايضا نؤكد- ان الاحالة الى النيابة لم تتم في الماضي قط، ولن تحدث الآن، ولو تمت الاحالة في السنوات الماضية لما احتاجت الوزارة لبيانها هذا. ونطمئن اصحاب العلاقة بأن الاموال ستجمع وسيتم القبض على البعض وستدخل نسب «العاملين عليها» في جيوب الكبار، ومن بعدها سيتم الافراج عن الصغار مقابل «تعهد» بعدم العودة لارتكاب مثل هذه الافعال لاحقا، ومستقبلا ستكون هناك وجوه واسماء جديدة، وتعهدات اخرى.. وهكذا.

***
5 ــــ كما لا يسعنا الا التنويه بقرار شركة السينما التوقف عن عرض اي افلام خلال العشر الاواخر، والحقيقة ان الكويت كانت في الخمسين سنة الماضية بؤرة فساد وافساد بسبب عرض الافلام في هذه الفترة، ونتمنى ان يتغير الوضع كليا مع هذا التوقف العظيم!

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

القلق من «انفلونزا الخنازير»…والمدارس على الأبواب

 

يتوجب على وزارتي التربية والتعليم، والصحة أن يعجلا في الإعلان عن تفاصيل (الخطة المفصلة) لمواجهة أي حالات مرضية قد تظهر في المدارس… العام الدراسي الجديد أصبح وشيكا والقلق من هذا الوباء يتضاعف، وكلما فكر الناس فيما سيكون عليه الوضع في المدارس، يتضاعف القلق أكثر فأكثر.

لقد أعلنت وزارة التربية والتعليم بأنه لن يتم تأجيل العام الدراسي، لكن هناك أقاويل تنتشر بين الناس عن احتمال تأجيل الدارسة، وتنتشر بالمقابل أقاويل أخرى بأن العام الدراسي سيبدأ في موعده بعد اجازة عيد الفطر المبارك، لكن كلنا ثقة في أن وزارتي التربية والصحة على علم تام بحالة القلق الكبير الذي ينتاب الناس بسبب تسجيل إصابات بهذا المرض بلغت 199 حالة منها 98 حالة شفيت من المرض، وأن الإجتماع الأخير الذي عقد على مستوى كبار المسئولين بالوزارتين، أعاد مناقشة الآليات الوقائية والعلاجية الضرورية لمواجهة أية احتمالات للإصابة بالمرض، وأي تأثيرات لهذا المرض على الطلبة في المدارس الحكومية والخاصة، وهو الإجتماع الذي تم فيه الاتفاق على وضع خطة واضحة ومفصلة لمواجهة أي حالات مرضية قد تظهر في المدارس.

إذا، لا شك في أن اقتراب موعد العودة للمدارس يثير قلقا متزايدا بسبب استمرار تسجيل الحالات، ولا ندري، هل ستكون هناك خطوة احترازية مرتقبة بتوفير التمنيع اللازم لحماية طلبة المدارس أم لا؟ وهل سيتم الإكتفاء ببرامج التوعية والرسائل الإعلامية للجمهور فقط أم ستكون هناك خطوات عملية تتجاوز عملية فحص حرارة الطلبة خلال دخولهم المدارس مع بدء العام الدراسي يوميا لمدة أسبوع؟ وهل هذه الإجراءات كفيلة بضمان منع الإصابة؟.

المواطنون والمقيمون قلقون من المرض، بل ويزداد قلقهم مع اقتراب موعد العام الدراسي الجديد…

صحيح أن توفير دليل ارشادي لكيفية التعامل مع المرض في المؤسسات التعليمية خطوة مهمة ومطلوبة، لكن المكافحة لن تنجح فقط بتنفيذ برامج توعية رغم أهميتها.

هل تأجيل الدراسة هو الحل؟ ربما يكون حلا إذا كانت الخطة الموضوعة لا ترقى الى مستوى الطموح، ولا تضمن حماية الطلبة في كل المراحل التعليمية من الإصابة، لأن إصابة واحدة تعني أن أسرا ستتعرض لإحتمال انتقال المرض إليها… لكن، إذا كانت وزارتا التربية والصحة واثقتان تماما من الإجراءات وبنود الخطة ودقتها، وأنها من (القوة) بحيث تمنع أدنى احتمال لانتشار وباء مخيف في المدارس، فهذا سيجعل الجمهور ينعم بالإطمئنان على فلذات أكبادهم، ومع هذا، فإن الإستعداد بتوفير اللقاحات اللازمة مهما بلغت كلفتها يجب أن يكون بندا رئيسيا في خطة المكافحة.

على مستوى دول الخليج، نفت إحدى الدول تأجيل الدراسة، وأكدت دولة أخرى تأجيل الدراسة لمدة أربعة أشهر، فالتي نفت تعول على خطة التوعية فقط،، والتي أجلت كانت تدرك أن تسجيل خمس حالات وفاة كفيلا بتأجيل الدراسة.

أما اذا كان الوضع لدينا في البحرين مطمئنا فلا بأس من انتظام الدراسة، لكن ماذا لو كان غير مطمئن؟ هنا نحتاج الى الكثير من الصراحة وحسب… وضعنا مطمئن أم لا.. هذا هو السؤال؟