احمد الصراف

أقوال ونصائح من هنا.. وهنا!

1 – تجنب برك السباحة، فقد اثبتت الدراسات أن واحدا من كل خمسة من مستخدمي البرك العامة لا يترددون في التبول فيها!
2 – وتذكّر أن أهم قطعة غيار، او جزء في سيارتك يتعلق مباشرة بسلامتك هو الإطار، فاحرص على أن إطارات سيارتك بحالة جيدة خلال فترة الصيف بالذات، واحرص دائما على شراء الإطار الأفضل!
3 – الغفوة القصيرة، بين الوقت والآخر، تحميك من الإصابة بالخرف عند الكبر، وخاصة اذا حدثت وقت قيادتك السيارة!
4 – الزواج علاقة بين طرفين: الأول دائما على حق والثاني زوج!
5 – لا تحزن، ففاقدو الموهبة كثيرون!
6 – نصيحة للمرأة أو للرجل: لا تتزوجوا ممن ترغبون في العيش معه، بل مع من لا يمكن العيش مع أحد غيره.. ومهما كان القرار، ففي نهايته ندم!
7 – ليس بإمكان أي منا شراء الحب، ولكنه حتما سيكلفنا كثيرا!
8 – الاصدقاء الحقيقيون هم الذين يطعنونك من الأمام!
9 – المغفرة تعني التنازل عن حقوقك في ان تكره من تسبب في إيذائك!
10 – النواب السيئون يتم اختيارهم دائما من قبل افضل المواطنين.. الذين امتنعوا عن ممارسة حقهم في التصويت!
11 – الكسل ليس أكثر من استراحة قصيرة قبل الشعور بالإرهاق ثانية!
12 – زوجتي وأنا ننتهي دائما بالاتفاق والتفاهم، أنا أعترف بخطئي وهي تتفق معي على ذلك!
13 – أولئك الذين لا يستطيعون الضحك من تصرفاتهم يتركون للآخرين أمر القيام بذلك!
14 – لغة الفرد الأساسية تسمى بلغة الأم، لأن الأب نادرا ما تتاح له الفرصة في الكلام!
15 – التوفير تصرف حكيم، وخاصة إذا قام به الآباء من أجل ابنائهم!
16 – الحكماء يتكلمون لأن لديهم ما يستحق الحديث عنه، أما غيرهم فيتكلمون لأن عليهم قول شيء ما!
17 – الاصدقاء الحقيقيون هم الذين تنتقل اسماؤهم من دفتر تلفون أو ذاكرة هاتف الى نقال آخر!

***
• ملاحظة: أجرى محققو مكتب التحقيقات الفدرالي ‍‍‍‍FBI عشرين تحقيقا رسميا مع الدكتاتور العراقي السابق صدام حسين، إضافة الى خمس مقابلات غير رسمية، بعد القبض عليه في ديسمبر 2003 وتم الافراج عن نصوص هذه التحقيقات بموجب قانون «حرية المعلومات» وأدرجت على الشبكة العنكبوتية تحت العنوان التالي: www.nsarchive.org وتضمنت المقابلات معلومات غاية في الأهمية نضعها هنا بتصرف «مؤرخينا» لعل شيئا ما يخرج من بين أيديهم بخلاف تحليلات معركة الصريف وتاريخ قوارب الصيد الشراعية.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سامي النصف

بلد التوتر وعاصمة التعقل

لأسباب غير مفهومة تعتبر الكويت اكثر بلدان العالم توترا و«نرفزة» وهو امر يشهده الزائر لبلدنا منذ الوهلة الأولى، حيث قل ان تجد هذا الكم من الغضب والضيق وشد الأعصاب لدى شعوب الدول الأخرى وهو ما جعل شعبنا ـ الله يحفظه ـ الأعلى عالميا في الإصابة بالأمراض التي تصاحب عادة مثل تلك التوترات كالسكري والقلب والضغط والقولون.. «والذي منه».

لذا كان جميلا تسمية الزميل يوسف خالد المرزوق لرئيس مجلس الأمة السيد جاسم الخرافي بـ «عاصمة التعقل»، فالدول لا تقاد ولا تعمر ولا تصلح ولا تنمو بالغضب المتواصل ورفع الصوت و«فش الخلق» بل تترعرع تحت مظلة الهدوء والحكمة والتعقل، كما لا تبنى العلاقات السليمة مع الدول الأخرى عبر استخدام الحدة والشدة وطلب الإذعان منها كونه سيولد أحقادا في النفوس ستنفجر يوما ما ونندم عندما لا ينفع الندم.

ومما ذكره الرئيس بوعبدالمحسن الحاجة لزيادة عدد النواب اللازمين لاستحقاق تفعيل أداة الاستجواب وهو أمر منطقي جدا، الا انه يحتاج الى تعديل دستوري عاجل جدا ودون حساسية وإلا فسنبقى في نفس الحلقة المفرغة، حيث يمكن لنائب واحد ان يتقدم بأي عدد يريده من الاستجوابات التي توقف حال البلد دون ان يكترث لرأي 49 نائبا آخرين يمثلون 98% من الأمة، وإن لم تحدث تلك التعديلات الجوهرية في عهد بوعبدالمحسن فإنها لن تحدث في عهد غيره.

ومن الأمور التي نود ان تسجل تاريخيا لعهد الرئيس جاسم الخرافي والتي سيشكره عليها كثيرا الشعب الكويتي القيام بحزمة إصلاحات طال انتظارها في السلطة الثانية كإنشاء لجنة للقيم تحاسب النواب المخطئين وعقد دورات إرشادية ملزمة للنواب الجدد لا يمارسون العمل دونها، حيث ان هناك «امية دستورية» لدى كثير من النواب ينتج عنها اشكالات وأزمات سياسية كثيرة، و«جهل بروتوكولي» تنتج عنه إحراجات متكررة عند زيارة الدول الاخرى، كما نود ان يفرض على النائب كوسيلة لتحسين ادائه الاستعانة بأصحاب التخصص بدلا من ترك تلك المناصب لقضايا الانتداب للتنفيع.

وفي هذا السياق، نرجو ألا تؤخذ بخفّية عملية التحول لنظام الدائرة الواحدة كما تعاملنا بخفّية وحكّمنا الكيدية والعاطفة في قضية التحول للدوائر الخمس، وان يتم الاستماع في لجنة الداخلية والدفاع للرأي و«الرأي الآخر» ولي عتب خاص على الزميل إبراهيم السعيدي كونه عقد ندوة في جريدة «القبس» للحديث عن خيار الدائرة الواحدة كان جميع ضيوفها من المؤيدين المعروفين لذلك الخيار.

آخر محطة: تقوم بعض المطاعم بعمل اكبر فطيرة في العالم بقصد الدخول لموسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، والقائد «الضرورة» صدام قرر أن يدخل تلك الموسوعة من أوسع أبوابها عبر تسجيل أكبر كمية من الكذب يمكن ان تقال في لقاء واحد، ومن ذلك قوله كما نشر بالأمس للمحققين «ان الكويت عراقية إلا ان بريطانيا سرقتها لأن بها نفطا..» فمعروف ان المعاهدة البريطانية ـ الكويتية عقدت في عام 1899 بينما اكتشف اول حقل نفط في الكويت عام 1937 وصدّرت اول شحنة نفط عام 1946م، وضمن اصرار صدام المدهش على دخول الموسوعة قوله انه لا يعلم بقيام ثورة عليه في الجنوب عام 1991! بأقوال كهذه سيدخل الموسوعة بجدارة وبمسافة كبيرة عن المنافسين الثاني والثالث.. غوبلز ومحمد سعيد الصحاف!

سعيد محمد سعيد

لست «غريبا»… فيا «قريب» كن أديبا!

 

يألف الكثير منا بعض الطرقات والشوارع حتى تصبح جزءا من ذاكرته لأنها ربما كان يستخدمها من صغره ولا يزال، ولهذا، كان مدخل قرية الزنج، القادم شرقا من الشارع الشهير المعروف باسم «شارع ابو عشيرة» واحدا من أهم الشوارع التي ارتبطت بمراحل الطفولة والصبا والشباب بالنسبة لي وبالنسبة لغيري الكثير من أهالي قرى بلاد القديم والزنج والخميس والقرى المجاورة.

على أية حال، أتذكر أن هذا الجزء من الشارع، وتحديدا في منعطفه (إلى اليمين) للقادمين من الشرق إلى الشمال، يشهد بين الفينة والأخرى شجارات بين بعض الطلاب حين ينزلون من حافلة المدرسة القادمة من مدرسة الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة الثانوية… مزاح يتحول إلى شجار! فيما كانت شجارات أخرى تحدث بين بعض الشباب والصبية من مناطق السلمانية والزنج ومنطقة الإصرار (التي كانت تعرف باسم الدفنة وهي اليوم تتبع منطقة الماحوز) بعد انتهاء مباراة في كرة القدم على ملعب لم يعد موجودا منه اليوم إلا مساحة صغيرة.

مرت السنين وتطورت المنطقة وتغيرت الكثير من ملامحها بطبيعة الحال، وخصوصا في الجزء الذي يضم اليوم مقهى ومطعم وبعض المكاتب التجارية والعلاجية، فبدأ الخلاف على إنشاء مشروع خاص على أرض كان الأهالي يقولون إنها مخصصة لحديقة، فيما كان البعض الآخر يقول إن الأرض (ملك خاص) ومن حق مالكها أن يستثمرها كيف يشاء، وتبع القضية كتابة عريضة وقعها الأهالي يطالبون فيها بأرض حديقتهم، ونشرت المشكلة في الصحافة، لكن المشروع الاستثماري مضى في خطواته الطبيعية واكتمل.

مدخل قرية الزنج، كان يشهد صورتين تتكرران بين الحين والآخر… الصورة الأولى هي وقوع الحوادث المرورية في تقاطع الإشارة الضوئية، أما الصورة الثانية، فكانت بعض الشجارات التي تبدأ بخلاف على موقف سيارة، أو بسبب الزحام، خصوصا في ليالي الإجازات والمناسبات التي تكتظ فيها المنطقة بالسيارات، وما من شك، في أن بعض المعاكسات والملاحقات كانت هي الأخرى سببا في وقوع الشجار، وقليلا ما يكون ذلك الشجار بين المواطنين، فيما غالبيته يحدث بين بعض الخليجيين وشباب من المنطقة، وليس الشجار الذي وقع بين بعض الشباب وبعض الخليجيين حديثا هو الشجار الأول والأخير، فحتى سكان المنازل القريبة كانوا يتشاجرون مع بعض من يوقفون سياراتهم أمام بيوتهم ويسدون المرآب أو يتسببون في صعوبة الدخول والخروج من المنزل.

لكن ليس من العدل اتهام بعض الأهالي بأنهم «متوحشون» يعادون ضيوف البلد، فبصراحة، لا يمكن قبول تصرفات بعض الخليجيين الذين لا هم لهم سوى معاكسات بنات الناس، بل والقيام بحركات تخدش الحياء، وعقد اللقاءات الغرامية حتى في مواقف السيارات ثم يعاب على الأهالي تصديهم لمثل هذه الحركات «البايخة»، حتى أن حكايات وقصص وسلوكيات بعض الخليجيين وعدم احترامهم للمجتمع البحريني المحافظ لم تعد مقبولة لدى الكثير من المواطنين.

ماذا تريدون من مواطن خرج من منزله ليجد لقاء غراميا بين شاب خليجي وفتاة في السيارة؟ كيف يجب أن يتصرف من تعرضت زوجته أو شقيقته أو إحدى قريباته أو جارته لمعاكسة وقحة خارجة عن حدود الأدب؟ هل (يصرف نظره) ويتظاهر بأنه لا يرى شيئا من باب الحفاظ على العلاقات الأخوية بين الأشقاء؟ أو من قبيل إكرام الضيف؟

يا جماعة، قد يتغاضى المواطن البحريني عن الكثير من الأمور المزعجة التي يقوم بها بعض الخليجيين من استعراضات بهلوانية في الشوارع، وتفريغ ولع البعض بالسرعة القاتلة، لكن أن تصل المسألة الى انتهاك حرمات الناس وأعراضهم، فهذه ستكون حلقة من شجارات أخرى كثيرة، ويا (قريب) كن أديبا، وحياك بين أهلك، وإلا فلا يلوم لائم مواطن دافع عن شرفه.

سامي النصف

الاتجاه المعاكس في السياسة الكويتية

النيابة ومثلها الوزارة ليست عملا تخصصيا، اي لا يطلب من النائب ان يكون خريج محاسبة او حقوق ليمارس عمله في الرقابة والتشريع، والحال كذلك مع الوزراء فلا يطلب بالضرورة ان يكون وزير الاشغال مهندسا أو الصحة طبيبا، الحقيقة ان عمل الوزارة والنيابة سياسي بالدرجة الاولى.

لذا يختار النواب من يشاءون ليقدم الاستجواب فلا يفرض على النائب الطبيب ان يختص باستجواب وزير الصحة أو المهندس وزير الاشغال.. الخ، بل يقرر النواب الاصلح منهم لتقديم الاستجوابات، لذا نرى اسماء مكررة للمستجوبين وخلو اسماء اخرى من اي استجواب، وعليه يجب ان يعطى الحق ذاته للفريق الآخر المشارك في اللعبة السياسية المقامة تحت قبة البرلمان وامام مدرجات الجمهور ونعني الفريق الحكومي ليختار من يشاء من لاعبيه للتصدي للاستجوابات حيث ان المسؤولية تضامنية والقرارات تناقش جماعيا في مجلس الوزراء وليس من العدل ان تختار اللاعب الذي يشوت «البنلتي» من فريقك وتفرض في الوقت ذاته حارس المرمى الذي تريد على الفريق الاخر، نرجو الا تمتد قدسية الدستور للائحة الداخلية فيكفر من يريد تعديلها.

في النظام الاميركي والغربي يعتبر الحزب هو المهيمن على اللعبة السياسية لذا يفرض اجندته على من يمثله من نواب ووزراء كونهم انتخبوا من الاساس لترويجهم برنامجه الانتخابي وعبر دعمه المادي والبشري لهم فالحزب هو بمنزلة جذع وأصل الشجرة والباقون فروع له سواء في المجالس النيابية او الادارات الحكومية.

البعض يحاول وبشكل خاطئ تماما ان يطبق نفس المبدأ على اللعبة السياسية في الكويت وينسى ان الامر معكوس تماما حيث ان قمة الانجاز السياسي لأي تكتل ضمن اللعبة الكويتية هي ايصال الوزراء والنواب وعليه يجب ان يقود هؤلاء القرار والخيار ضمن التكتل لما يضمن بقاءهم كوزراء واعادة انتخابهم كنواب.

فعلى سبيل المثال يوصل النواب لتكتلهم السياسي ان ما ينفعنا ويدعم مركزنا كنواب ويعطي فرصة اكبر لاعادة انتخابنا حسب ما نراه ونعيشه هو اتخاذ موقف معارض، أو مؤيد، لاستجواب ما ويتلو ذلك اصدار التكتل المعني بيانا داعما لهذا التوجه ويوعز لكتابه وقواعده بالترويج لذلك الموقف المعلن لنوابه والحال كذلك مع وزرائه فهم من يقررون الموقف الافضل للتكتل المعني سواء بالبقاء في الوزارة او الاستقالة منها وعلى التكتل ان يدعم الوزير الذي يمثله فإن قرر البقاء أصدر بيانا داعما لذلك البقاء وان قرر الاستقالة اصدر بيانا داعما لتلك الاستقالة.

في بلد الاتجاه المعاكس الكويت يحدث في كثير من الاحيان العكس تماما من ذلك التصور الصحيح لكيفية ممارسة اللعبة السياسية، فيحاول هذا التكتل او ذاك فرض قراراته على ممثليه في المجلس فينفرون منه ويعلنون انهم لم يعودوا يمثلونه والامر كذلك مع الوزراء عندما تتم محاولة اجبارهم على الاستقالة فيعلنون كذلك انهم لم يعودوا مرتبطين به وتنتهي اللعبة الخاطئة بخسارة الطرفين معا، فلا يبقى للتكتل المعني من يمثله في اللعبة السياسية فيبقى خارجها كما يفقد من كانوا على صلة طويلة به دعمه لهم فيضعفون امام زملائهم.

آخر محطة:
ضمن مسلسل الف كذبة وكذبة لصدام ذكر ضمن ما نشر بالامس في جريدة «الشرق الاوسط» ان احتلال الكويت كان يفترض ان يتم بسرعة اكبر نظرا لدعم الشعب الكويتي للاحتلال! كما أنكر قيام قواته بإشعال النيران في آبار النفط! أو علمه بالجرائم التي ارتكبها جيشه في بلدنا من قتل وتعذيب وسرقة! كما انكر انهم اخذوا اي اسير كويتي معهم!، اجمل تعليق على ما يقوله صدام أتى من عراقي من السويد بأن صدام لو أنكر احتلال الكويت لصدقه عشاقه ومحبوه!

سامي النصف

صدام كاذب حياً وميتاً

نشرت جريدة الشرق الأوسط الغراء خلال الأيام الماضية محاضر التحقيق مع الطاغية صدام حسين، والحقيقة أن نظرة سريعة لما نشر تجعلك توقن بأن أجهزة كشف الكذب ستنفجر لو عرض أمامها ما يقوله القائد «الضرورة»، فبين كذبة وكذبة كذبة ثالثة تقفز بينهما ولو لم يفعل صدام موبقة واحدة في حياته فستكفيه تلك الأكاذيب لوضعه في الدرك الأسفل من النار.

فجيش الشاه الذي كان يملك من طائرات النقل أكثر مما تملك بريطانيا ولديه من طائرات الفانتوم والدبابات الأميركية والبريطانية أضعاف ما تملكه إسرائيل والذي تسبب بعض خبراء جيشه الذين أرسلهم لدعم الأكراد في استسلام كامل لصدام وعرضه إعطاء نصف شط العرب لإيران، أصبح ضمن تلك المذكرات أو التحقيقات المضحكة جيشا ضعيفا «هرعا» لا يستطيع الصمود أمام جيش صدام أكثر من شهر حسب قوله، ولو كان الأمر كذلك فلماذا لم يبدأ حربه على إيران إبان الشاه لا بعده؟!

وتاريخ حربه مع إيران الثورة، والذي يعرفه الجميع، أصبح يروى بشكل معاكس تماما، فإيران هي من غزت العراق وليس العكس، وما حدث عام 82 لم يكن هزيمة مروعة للجيش الصدامي بل كان انسحابا مشرفا، كما أن إيران هي من استخدمت السلاح الكيماوي ضد العراق وليس العكس في تلك الشهادة القريبة من «خليفة خليفوه» كما أن العراق حسب أقوال الرئيس «أبو لمعة» لم يكن في حالة مالية سيئة بعد انتهاء حربه مع إيران (تراكم على العراق بسبب تلك الحرب العبثية دين بأكثر من مائة مليار دولار) والجميع يتذكر أقوال صدام التسولية إبان قمة بغداد وبعدها على لسان مبعوثيه.

وفيما يخص الشأن العراقي لم يكن للحمل الوديع صدام أي ذنب في الدماء التي أسيلت والقتل المنظم الذي ابتدأ بالدائرة المحيطة به وانتهى بالمقابر الجماعية لملايين العراقيين، كما ذكر أنه يحب حياة البساطة في العيش والمسكن (لديه من القصور ما لا يملكه أحد في العالم)، كما ادعى أنه يؤمن بالديموقراطية وإنشاء الأحزاب إلا أن زملاءه الآخرين في القيادة ـ سامحهم الله ـ رفضوا ذلك وفرضوا عليه الخيار الديكتاتوري مرتين لا مرة واحدة.

وقال الكاذب صدام إن خشيته من إيران جعلته لا يمانع في قيام حلف عسكري مع أميركا لمنعها من غزوه بعد عام 1988، ولو كان الأمر كذلك فلماذا لم يعقد أو يقترح عقد معاهدة تحالف عراقية ـ خليجية ـ أميركية، بدلا من اتهام الكويت والإمارات بالتآمر مع أميركا للإضرار به، وكيف يصح قوله إن الكويت كانت تريد غزوه بالتعاون مع أميركا (!!) ولم يكن هناك جندي أميركي على أرضها قبل عام 90 كما ان حدودها مع العراق كانت شبه خالية من العسكر مما سهل غزوها، وقد كان مضحكا للغاية تشبيه الكويت بالجار الخطر المدجج بالسلاح الجاهز لغزوك لذا كان عليك أن تخرج وتبادر لغزوه.

ومن دعاواه الطريفة أن الكويت سرقت 2.5 مليار برميل من حقول الشمال ولن نتحدث عن حقيقة يعلم بها الجميع وهي أن الكويت كانت تهديه مع السعودية إنتاج نفط المنطقة المحايدة بأكمله الذي يقارب 400 ألف برميل يوميا، ونذكر حقيقة رقمية فحواها أن مستوى الإنتاج الكويتي من حقول الرتقة أو الرميلة لا يزيد عن 60 ألف برميل يوميا مما يعني حاجة الكويت للقيام بالسرقة اليومية لمدة تتجاوز 1157 سنة كي تستولي على 2.5 مليار برميل من تلك الحقول.

آخر محطة:
(1) في مكان آخر من التحقيقات يكشف صدام عن السر الرهيب لتصرفه المريب الذي كان يظهره وكأنه يملك أسلحة دمار شامل عبر طرد المفتشين الدوليين وتحديد تحركاتهم بقوله إنه لم يكن يريد أن تعلم إيران بأنه لا يملك تلك الأسلحة فتهاجمه وتسقط حكمه وهو ما تم على يد أميركا بسبب تلك التصرفات الغريبة والغبية والحمقاء. الأكيد أن لدى صدام صداقة وثيقة مع هشام طلعت مصطفى ومحسن السكري، فهذه العقلية من تلك!

(2) ومما ذكره أنه لم يكن يعلم أن صاحبه طارق حنا عزيز مسيحي الديانة والأرجح أنه كان يعتقد وبحق أن بابا الڤاتيكان شافعي المذهب!

احمد الصراف

الهند لهم والحزن لنا

من الأمور المثيرة للشفقة أن الكثيرين منا يستسهلون السخرية من شعوب العالم الأخرى، والهنود، كمثال، وكأننا شعب مثالي كامل الدسم والأوصاف. ولو تمعنا، ولو للحظات، في ما حققه الشعب الهندي في العقدين الماضيين فقط، بالرغم من تعدد أعراقه واختلاف دياناته وتنوع وتشعب لغاته، سواء على المستوى الاقتصادي، السياسي، أو حتى الأخلاقي، لأصابنا إحباط وخجل كبيران لسخف آرائنا وتواضع ما قدمناه للبشرية مقارنة بهم، بالرغم من كل ادعاءاتنا التاريخية بالسؤدد والرفعة. ولسوء الحظ فإن هذا الاحباط لن تشعر به الغالبية منا، وسنبقى على جهلنا و«عمانا» لأننا، ببساطة شديدة، لا نقرأ، وبالتالي لا نعرف حقيقة موقعنا وموضعنا بين دول العالم الأخرى، أو لا ندرك مقاييس الحكم على تقدم أو تطور شعب مقارنة بآخر!!
في الانتخابات النيابية التي جرت في الهند أخيرا شارك 62% من جملة الناخبين البالغ عددهم 720 مليون في الإدلاء بأصواتهم.
وهي نسبة تزيد على نسبة أية دولة عربية ديموقراطية.. ان وجدت!! وبالرغم من كل السلبيات التي رافقت الانتخابات فانها جرت، بشهادة جميع المراقبين الأجانب، بهدوء، وتوجه فيها الناخبون لعشرات آلاف مراكز الاقتراع وصوتوا ضد الشقاق السياسي والطائفي والطبقي، وضد ألعاب القوى المتصارعة، مع عدم تناسي خلافاتهم، والفوارق بينهم.
تمتلك الهند الكثير الذي بإمكانها الفخر به، وربما يكون احدها اصرارها المستمر على اظهار الجانب الايجابي لديموقراطيتها، التي نفتقد لأبسط مكوناتها. ففي انتخابات عام 1977 مثلا صوت الهنود بأغلبية ساحقة ضد أنديرا غاندي، ابنة الشعب المدللة والبيت السياسي العريق، وأخرجوها من السلطة. ولا تعرف الهند، منذ استقلالها في منتصف القرن الماضي، أية أحكام أو انقلابات عسكرية وبقيت ديموقراطيتها قريبة من الكمال بمعنى الكلمة.
وقد كتبت «نيويورك تايمز» في احد اعدادها الاخيرة الفقرة التالية عن الهند «… هي موطن ظهور الهندوسية والبوذية والجانية والسيخية، وفيها ثاني اكبر تجمع اسلامي في العالم، كما عاشت فيها المسيحية منذ الفي عام، وتواجد فيها اليهود منذ ان هدم الرومان «هيكلهم الثاني»، وتقع فيها اقدم معابد اليهود في العالم، كما تستضيف الهند حكومة التيبت في المنفى، وفيها يقيم «الدالاي لاما» منذ ان طردته الصين من موطنه قبل اكثر من 30 سنة. والى الهند لجأ الزرادشتيون الفرس (المجوس) قبل اكثر من الف عام، هربا من بطش المسلمين بهم، ورحل اليها واستوطنها الارمن والسوريون وغيرهم منذ قرون عديدة وجعلوها وطنهم النهائي. والهند هي التي وصفتها ارفع المؤسسات المالية العالمية بكون اقتصادها الاسرع نموا، حيث ينجح سنويا في انتشال 40 مليون معدم الى ما فوق خط الفقر بكثير، وهذا يعني ان الهند ستنجح في 2025 في جعل عدد شريحة الطبقة المتوسطة فيها يقارب كامل سكان الولايات المتحدة الاميركية!! كما يمكن ملاحظة مدى حيوية الشعب الهندي من خلال ما تنتجه الهند من افلام وفنون متعددة اخرى واقتصاد مزدهر وصناعات عالية الدقة ومنتجات تشمل كل قطاع ومجال، كما انها مكتفية ذاتيا من الغذاء والدواء، ولم يتأثر اقتصادها الا قليلا بالازمة العالمية الاخيرة، وكان من المفترض ان يشكل هذا النجاح حافزا لشعوبنا وان نتوقف عن نقد الهند والهنود، خصوصا عندما نعرف مدى الفارق العلمي والخلقي والصناعي الذي يفصلنا عنهم، ولكن، لسوء حظ الكثيرين منا، كما سبق ان ذكرنا، فان هذا لا يمكن ان يحدث، لاننا ببساطة شعوب متغطرسة على الفاضي، فما اقل حيلتنا وضآلة اهميتنا.. وطول لساننا!!
أحمد الصراف
[email protected]

علي محمود خاجه

كله من البدو

لم يكن سهلاً عليَّ أن أسير عكس تيار المناداة بطرح الثقة بوزير الداخلية على خلفية المحور الأول المتعلق بالإعلانات الانتخابية، ومع أني لم أنكر أبداً أن وزير الداخلية تسبب في ضياع خمسة ملايين دينار من خزائن الدولة، فإن قناعتي التي ترسخت من خلال حكم المحكمة الدستورية ودراسة للنائب السابق والمحامي أحمد المليفي التي نشرتها مشكورة مدونة «دللي ومللي»، جعلتني لا أستطيع أن أقف مع عمل غير دستوري «الاستجواب» من أجل إطاحة وزير ضيّع خمسة ملايين من أموال الدولة. أكرر نعم لمحاسبة الوزير، بل وإطاحته أيضاً، لكن وفق الأطر القانونية والدستورية، فليس من المعقول أبداً أننا نناصر وندافع عن مادة من الدستور على حساب الدستور نفسه. عموماً، فإن ما أفرزه هذا الاستجواب، أو إن صح التعبير، ما طفا على السطح بوضوح بمعية هذا الاستجواب، لهو أمر بغيض وكريه ومرعب، فقد انقسم المجتمع أو جزء كبير منه، حسبما أرى، إلى جزءين ليسا مبنيين على آراء وقناعات منطقية، بل استناداً إلى فئوية كريهة باتت تزامل الكويت بأنماط مختلفة على مر التاريخ الحديث. ففي الثمانينيات مثلاً قُـسِّمت الكويت إلى تقسيم طائفي كريه إبان قضية لا ناقة لنا فيها ولا جمل، وهي قضية الثورة الإيرانية وما تلتها من حرب عراقية- إيرانية طويلة المدى، مما حدا بالبعض إلى إجراء انتخابات فرعية سنية في بعض الدوائر الانتخابية لضمان عدم وصول الشيعة، وحدا بالطرف الآخر إلى التمترس وراء الطائفة في المساجد التي اتخذها البعض منهم كمظلة لأعمال تألـيب ضد الطائفة الأخرى، ولعل أوضح الأمثلة في تلك الفترة هو احتلال القائمة الطائفية السُنيّة للمركز الأول في الجامعة وتليها القائمة الطائفية الشيعية في المركز الثاني، وتراجع كل القوائم المنادية بالوحدة إلى المراكز الأخيرة. والمؤسف أن لدينا نواباً يسعون بكل قواهم إلى إعادة هذا التقسيم أحدهم فاز أخيراً بالدائرة الثانية والآخر في الدائرة الرابعة. اليوم نحن أمام شكل جديد من أشكال هذا التقسيم إلا أنه غير مبني على الطائفة الدينية بل على العرق الاجتماعي، فقد بات البعض يعتقد بأن المعركة هي بين البادية والمدينة بين بوابة السور من الداخل والخارج، وهو وضع مقيت لا يصلح لأن يقوم في دولة، نعم أنا أختلف مع ممارسات يمارسها بعض أبناء القبائل، ولكني أختلف أيضاً مع بعض السُنّة والشيعة والنساء، فهل يعني ذلك أن أعارض أي امرأة أو أي شيعي أو أي سني؟ إن ما يمارس حاليا لا مصير له إلا إشعار أبناء القبائل بالغبن والظلم، وهو ما سيولد لديهم شعوراً بأنهم لن يتمكنوا من الحراك ما لم يعززوا روح القبيلة على حساب أي أمر آخر، فتصبح الانتخابات الفرعية الفئوية شعاراً لابد منه حتى في صغائر الأمور، وتصبح المحسوبية واحتكار المعروف على الأقربين، هما أساس الممارسة العامة للجميع. نعم ليُحاسب المخطئ ويُنبذ أيضاً، ولكن لا يُعمَّم حاله على الجميع، وليكن أول المنبوذين هو من يقسِّم المجتمع إلى فئات وطوائف وقبائل، كي نتمكن من التعايش قبل أن يحدث ما لا تحمد عقباه. خارج نطاق التغطية: نمى إلى علمي أن وزير الكهرباء جلب ما يقارب العشرين موظفاً من أبناء قبيلته بغير وجه حق لإدارة مكتبه، فإن صحّ ما علمت به، فهو دليل دامغ على ما ذكرته أعلاه. 

سامي النصف

الجلوس في طائرة متجهة للأعماق

مع بداية الإجازة الصيفية المتأخرة هذه الايام واغلاق ابواب الصخب والاثارة في المبنى الواقع امام ساحة الارادة، نرجو للطيور المهاجرة ـ وما اكثرها ـ رحلات مريحة حيث مازال الطيران هو الوسيلة الاكثر امنا للنقل ولسبب بسيط جدا هو ان عالم الطيران يتعلم من الاخطاء والحوادث منعا لتكرارها وهي قضية لو طبقناها على الحياة السياسية في الكويت لكنا البلد الاكثر هدوءا وتقدما وانجازا في العالم بدلا مما نراه من تكرار اخطائنا حتى قيام الساعة!

لا يبحث الانسان عن الارخص عند صرفه نقوده لشراء حاجياته المختلفة او حتى عند اختياره لاماكن سكنه في اجازته رغم ان الخطأ في تلك الاختيارات ليس مرتبطا بقضايا الحياة والموت، اما عند الترحال فيبحث كثيرون عن الناقل الارخص سعرا حتى ولو بدينار او دولار واحد دون الاهتمام بقضايا السلامة رغم ان ذلك الاختيار قد يكون فيه الفارق بين ان تحيا او ان تصبح اشلاء مقطعة تبحث عنها الغواصات في اعماق المحيطات، ولا يعرف المرء خطأ اختياره عادة إلا في الثواني الاخيرة قبل الارتطام بالصخور او الغوص في اعماق البحور.

وللباحثين الجادين عن السلامة عند التنقل اليكم بعض نصائح الخبراء، ومنها ان تختار الشركة التي تنقلك، دون توقف، للبلد الذي تنوي زيارته حيث ان الحوادث تقع في الاغلب ابان لحظات الاقلاع والنزول لذا فكلما قلت محطات التوقف قلت معها فرص وقوع الحادث، كذلك فالرحلة النهارية اقل عرضة للحوادث من الرحلات الليلية المرهقة للطيار ولمراقبي الحركة الجوية.

وينصح الخبراء بالاستماع جيدا لارشادات السلامة قبل الاقلاع بل وينصحون بتكرارها قبل الهبوط بدلا من قراءة الجرائد و«الهذر»، كما ينصحون بأن يحفظ الراكب اقرب مخرج طوارئ له في الطائرة او حتى في الفندق حيث قد يضطر للوصول اليه في الاغلب دون رؤية بسبب الدخان، وينصحون كذلك بألا تضع اشياء ثقيلة فوق كبائن الرأس، كما ينصحون بربط الاحزمة طوال الوقت، فحتى الطيار لا يعلم احيانا متى تقع المطبات الهوائية العنيفة، واخيرا لا تشرب ام الكبائر على الطائرة فنقص الاوكسجين يزيد من تأثير الخمر المدمر ولن يستطيع الشارب ان يخلي الطائرة في اقل من 90 ثانية خاصة اذا كان لا يستطيع الوقوف اصلا.

ويعتقد البعض ان الاهتمام بالسلامة هو ترف مكلف يجب ان تختص به شركات الطيران المملوكة للدول وليس الخاصة، والحقيقة هي العكس من ذلك تماما فالشركات الحكومية تستطيع تحمل كلفة وقوع حادث، اما شركات القطاع الخاص فيكفيها حادثا مروعا واحدا لافلاسها كما حدث مرارا في الماضي حيث تتكالب عليها الكلفة المباشرة وغير المباشرة للحوادث التي تصل في بعض الاحيان الى عشرات الملايين من الدولارات وتزداد معها كلفة التأمين بصورة رهيبة، ومن يعتقد ان سلامة الطيران مكلفة فعليه ان يجرب كلفة حادث طيران واحد، فالسلامة اولا والسلامة قبل كل شيء!

آخر محطة:
ابان إحدى رحلاتي الاخيرة على احدى شركات الطيران العربية، عرفني مساعد طيار شاب بنفسه ثم اشتكى لي من ان حرصه على السلامة ودقة العمل جعل بعض قادة الطائرات يشكونه لمرؤوسيه الذين طلبوا منه بدورهم السكوت مهما شاهد ورأى، نصيحتي ونصيحة كل خبراء الطيران لكل الشركات العربية هي شجعوا المساعدين الشباب على الاعتراض بشدة على الاخطاء وساهموا في تقوية شخصيتهم بدلا من قمعهم فقد تكون تلك الجراءة والشجاعة هي الفيصل الوحيد بين الحياة والموت كما تخبرنا حوادث الطيران المتكررة ومن لا يتعلم من اخطاء غيره سيتعلم بعد دفع الدم الغالي من اخطائه الذاتية.