احمد الصراف

تي شيرت النصارى

أخرجتني مكالمة هاتفية من صديق، وأنا في غربتي التي اخترت لها أن تمتد تسعين يوما بعيدا عن القيل والقال وكتابة المقال، طلب مني قراءة ما كتبه بسام الشطي، المدرس في جامعة الكويت، في جريدة «عالم اليوم» (20 ــ7) التي حذر فيها من حركة التنصير القائمة على «قدم وساق» في منطقة الخليج، برعاية الفاتيكان والصليب الأحمر والقوى الغربية. وقد قررت مختارا كتابة هذا المقال، ليس ردا على ما كتب فقط، بل لبيان كم هي بسيطة أفكار وتطلعات القوى الدينية المهيمنة على الساحة والمتحكمة برقاب البشر ومصائرهم من خلال مئات المؤسسات والجمعيات والمناصب القيادية التي تخضع لسيطرتهم وتحكم أحزابهم السياسية، وللبيان لكم المبالغة والتشويه اللذين تتضمنهما عادة مثل هذه المقالات.
يقول الشطي ان العدد التقريبي للنصارى في دول مجلس التعاون فاق المليون ونصفاً، وأن أول كنيسة أقيمت في الكويت عام 1931، وتبعتها البحرين بأشهر، ثم سلطنة عُمان، وأن عدد من يحمل منهم الجنسيات الخليجية يبلغ 350 فردا، أما عدد الكنائس لدينا فيبلغ 35، وأن أغلب هؤلاء «النصارى» من العمالة المنزلية.
ويقول ان مجموعة من شبابنا لبسوا الـ«تي شيرت»، تأثرا بهؤلاء النصارى وبما يبث على القنوات التنصيرية والكتب والمجلات ومواقع الإنترنت، وأيضاً من خلال اللقاءات العلمية والمعاهد الثقافية. ويدعي الشطي أن الطلبة المبتعثين للدراسة في الخارج يُلزمون جميعا، في أغلب الجامعات، بالدخول الى الكنائس من خلال «دفاتر الحضور وتسجيله» بشكل اسبوعي (هكذا ورد حرفيا في مقاله)، وقال ان هذا أدى الى ترك بعضهم لصلاته وعقيدته وأصبح ملحداً وحصل على رعاية ولجوء سياسي!
وانتقد الشطي وجود سفارة للفاتيكان في كل دولة عربية، وأن تكون لهم الأولوية في الإشراف لدينا على السجناء وحقوق الإنسان وغير ذلك، والعمل تحت مظلة الصليب الأحمر (!!!)، وأن وراء عمل هذه المنظمة التنصير والعبث بالعقيدة، وأنها دخلت على الدول الفقيرة من ثلاثة أبواب «الفقر، الجهل، المرض»، في حين سعوا بكل ما يملكون للتشكيك بالعمل الإسلامي التطوعي وتحجيمه ووضع العراقيل امامه حتى لا يقوم بخدمة المسلمين في العالم. وتطرق الشطي الى حديث أدلى به القس الكويتي عمانويل غريب لإحدى الصحف وتهكم عليه بتسميته بـ«الأنبا نويل»، وقال ان على الحكومة مراقبة أمواله (ربما لدوره في تهجير المسيحيين من العراق أو قتل الشيعة وتشريد السنة فيه، أو كأن الجمعيات المسماة بالخيرية تخضع لأي رقابة على أموالها أصلا!!).
واستطرد الشطي في ترهاته التي لا يقبلها عقل ولا منطق قائلا ان الجهات المعنية بالتنصير في الخليج عملت على إنشاء مكاتب سمتها «تهيئة العمالة لدول الخليج»، لتسهيل دخول النصارى الى بلادنا ومنع المسلمين عنها، وهذا ما تفعله مكاتب الخدم (!!) ويقابل هذه التسهيلات التي تقدم للمسيحي تعقيد تام لدخول المسلمين الى دول الخليج(!!)
واستغرب الشطي إنشاء بعض سفارات الدول لمكاتب تهتم بزيارة سجناء هذه الدول، وتكلف محامين لهم ويتدخل سفراؤهم أحياناً «كشفاعة» لإخراجهم(!!!).
وتساءل عن المبالغ التي تدفع لتحسين صورة الكنيسة والقساوسة والرهبان، فيما برامجنا الإعلامية قل وندر ان تجد فيها شيئا عن المساجد والصلاة والذكر والحجاب.
ومن مظاهر التنصير «المخيفة» التي استشهد بها الشطي أن دولنا تعطل في رأس السنة وأعياد الكريسماس وتتبادل التهاني، واشتكى من أن الرياضة عندنا تستقطب المدربين النصارى واللاعبين كذلك، ثم يجنّسون بعد فترة (يا ترى كم عدد اللاعبين والمدربين المجنسين لدينا؟)، وختم الشطي «رائعته» بالقول ان النصارى يطالبون بحذف الآيات والأحاديث الصحيحة التي تتحدث صراحة عنهم لأن هذا يزيد من ثقافة الكراهية والعداوة بين أبناء الوطن الواحد، فهل تسمع لهم وزارة التربية؟
أولا: السيد الشطي، لمن لا يعلم، سلفي ملتح ومن المفترض أن يكون ملتزما جدا، وهذا يفرض عليه الدقة والصدق في القول والحرص على الكلام!
فأن يكون هناك 350 مسيحيا في كل دول الخليج، بعد مرور 80 عاما تقريبا على وجود أول كنيسة، كاف ليبين عدم صحة وجود حركة تنصير بالمعنى المفهوم، خاصة إذا علمنا أن غالبية هؤلاء هم أصلا من أبناء وأحفاد من قدم الى المنطقة قبل أجيال مع غيرهم، بعقائدهم، ولم يتنصروا أو يغيروا دينهم بيننا.
كما أن وجود 35 كنيسة فقط لأكثر من مليون ونصف مليون وافد يدل بوضوح على مدى تعصبنا وتخلفنا وقلة تسامحنا مع الآخر، بحيث خصصنا كنيسة لا تتسع لأكثر من 500 فرد لكل 40 ألف مسيحي!
أما القول ان طلبتنا يفرض عليهم دخول الكنائس في الغرب وتحفظ سجلات تبين حضورهم ويدفعون الى أن يلحدوا فكلام لا يحتاج الى دحض ولا نفي لتفاهته أصلا، وبعده عن الحقيقة والواقع، ومئات آلاف الطلاب الذين درسوا في أميركا والدول الغربية خير شاهد!!
يبدو أن من الأفضل التوقف هنا، لأن وقتنا ومساحة مقالنا لا تسمح بالاستطراد أكثر، وفهم الجميع كاف لمعرفة حقيقة مستوى خريجي كليات الشريعة في معاهدنا التعليمية!!

أحمد الصراف
habibi [email protected]

محمد الوشيحي

وجهة رأي

في شارع فرعي لا يكاد يُرى بالأقمار الصناعية المجردة، وفي مقهى لا يرتاده إلا ثلاثة، أنا وصاحب المقهى والجرسون، وقع نظره عليّ فدخل المقهى وألقى التحية وسحب كرسياً وجلس «بوضع اليد»، قبل أن يطرح سؤاله: هل تسمح باقتطاع جزء من وقتك لأتبادل الحديث معك؟ قلت: ومن قال لك إن وقتي ثمين؟ ليس لدي ما يشغلني إلا قراءة هذا الكتاب، وهو كتاب قديم كما ترى، عن ثورة المفكرين الأوروبيين على الكنيسة، فلتمطر سحب حديثك لتبلل ثيابنا…

قال وقد اعتدل في جلسته: جميل، لنبدأ إذاً من كتابك هذا الذي في يدك… أنت تتهمنا نحن معشر المتدينين بالرجعية والتخلف لأننا نقرأ كتباً قديمة، وها أنت تقرأ كتاباً قديماً، لا خير يرجى منه ولا شر!

قلت: أنا أقرأ، وقد أقتنع أو لا أقتنع بما أقرأه، وسواء اقتنعت أم لم أقتنع، لن أفرض قناعاتي على الناس، كما تفعلون أنتم ويفعل ساسة الدين. خذ إيران مثلاً، هي تقتنع بالمذهب الشيعي، وتريد أن تفرض على الكواكب وسكانها قناعتها ومذهبها، خذ أسامة بن لادن والظواهري وأنصارهما مثالاً أسود آخر، وكيف يعتبرون أنفسهم «الفرقة الناجية» ويسعون إلى استئصال بقية الفرق والمنتخبات، خذ وخذ وخذ، وانظر إلى الكويت بعدما عتت رياحها الطائفية، وتحولت إلى إعصار سيقتلعنا من جذورنا، من ينقذنا الآن منها؟… كل هذا بسبب فرض المعتقدات على الآخرين.

قال: لندع الحديث عن المذاهب، فأنت وأنا من مذهب واحد ولن نختلف، وتعال لنتحدث عن أفكارك التي تنشرها دون مراعاة الله…

فقاطعته: لا تحتكر السماء لك وحدك وتبقيني هنا بلا سماء، وحكاية أننا لن نختلف لأننا من مذهب واحد، أود أن أنبهك أنني سأختلف مع أخي لو كان متشدداً، وهو الذي يجمعني معه دين ولغة ومذهب وقبيلة وفخذ وعائلة، بل وظهر رجل واحد، وسقف بيت واحد، فكيف لا أختلف معك وأنا لا أعرفك!

فقال بعدما أقسم أنه لا يراني خارجاً على الملة: أنت ذكرت في مقالتك السابقة أنك لست مقتنعاً بحكاية الجني الذي يتلبّس الإنسي، ورحت تهزأ بالعلماء…

قلت: مع احترامي للمشايخ، فإنهم ليسوا علماء، فالعلماء كما أعرف هم من يكتشف الجديد، ويخترع المفيد، أما المشايخ فهم يتحدثون عن الماضي، ويعتمدون على الكتب نفسها، ورغم ذا يختلفون، وتأتون أنتم لتطلقون لقب «عالم» على شيخين مختلفين، دون أن يثبت أي منهما صحة نظريته، وهو ما لا أقره أنا، معلش سوري. هذا أولاً، أما ثانياً، فأنا بالفعل لست مقتنعاً بحكاية الجني الذي يتلبّس الإنسي، وحكاية إخراجه من الأصبع الصغيرة من القدم اليسرى، وزيت مقروء فيه وماء مبصوق فيه وبقية مواد الدروشة المنزلية. ثم إن هؤلاء المشعوذين، كما أعرف، ليسوا «علماء» في رأيكم، وإنما «مطاوعة»، أو كما تسمونهم أنتم الحضر «ملالوة»، ولا يذهب إليهم إلا بسطاء الناس الذين أغويتموهم أنتم وأرعبتموهم من الغيبيات والخرافات، لتكدّسوا الأموال في أرصدتكم بينما هم يتضورون جوعاً.

وأدرفت بعدما «سخنت» ماكينة الديزل: قل لي بربك، لماذا لا يحتج «علماؤكم» على عدم وجود وظائف لبسطاء الناس، وعلى ضعف الخدمات، وتهالك البنى التحتية؟ قل لي لماذا يرتدون أزهى الثياب والبشوت ويقابلون الحكام، ويشاهدون قصورهم وقصور أبنائهم الخيالية المبنية من أموال البسطاء ولا يعترضون على ذلك؟ ستقول أنهم يناصحونهم سراً، وسأجيبك: إلى متى يبقى سراً هذا التناصح بينما الناس تتناطح على أبواب لجان المساعدات؟ لماذ لا يخرج المشايخ إلى الناس ويخطبون فيهم ويقودونهم إلى المطالبة بحقوقهم… معلش يا أخي، أنتم تضربون الناس بالإبر المخدرة منذ قرون وقرون وقرون، ومن يصدقكم هو إنسان بقرون وقرون وقرون. معلش هذه «وجهة رأيي»، أرجو ألا تغضبك، فإن أغضبتك، فلك أن تنهي الحديث. 

سامي النصف

الشبرة والغرفة ومشروع الدولة الورقية

هناك ما يقارب الاتفاق على ان تخلفنا عن الآخرين قد بدأ قبل 30 عاما مضت، مما يأخذنا حسابيا الى العام 1979 او ما حوله، فما الذي حدث في ذلك العام؟ وما المفاهيم التي تغيرت في حينها فتحولنا من التقدم الى التندم ومن الريادة الى «الربادة» ومن الاخلاص للوطن للاختلاس منه؟!

مع عصر النهضة الكويتية الحديثة، تكونت في البلد مجموعتان اقتصاديتان ـ سياسيتان متنافستان اضيفت لهما بعد ذلك اذرع اعلامية ممثلة في جريدتي «القبس» و«الأنباء»، وقد اتفق على تسمية الفريق الاول بتجمع الغرفة بقيادة العم عبدالعزيز الصقر، والثاني بتجمع الشبرة بقيادة العم خالد المرزوق.

وكان تنافس المجموعتين يصب في مصلحة تنمية الكويت وتقدمها وتطورها، فقد انشأ رجال المجموعة الاولى البنوك كالوطني والشركات الرائدة كالناقلات، قابلها لدى المجموعة الثانية انشاء البنوك كالعقاري والشركات الرائدة كعقارات الكويت التي اقامت في حينها مجمعات اسواق لا مثيل لها في الخليج او المنطقة العربية، كما اعلن عن فكرة احاطة الكويت بـ 6 مدن لآلئ بحرية كانت ستسبق مثيلاتها بالمنطقة بما لا يقل عن 10 اعوام.

ومن نافلة القول التذكير بان المجموعتين المتنافستين لم تغلقا الطريق امام الآخرين لتكوين انفسهم وانشاء المشاريع الاقتصادية الخاصة بهم والتي تضيف لبلدنا الكثير، فبرزت اسماء مثل جواد بوخمسين ومبارك الحساوي وعيسى اليوسف وحسين مكي جمعة وشاكر الكاظمي والعشرات من الاسماء الناجحة الاخرى.

وما ان هدد قبل ذلك الطاغية عبدالكريم قاسم الكويت، حتى حشد الجانبان صفوفهم للدفاع عن بلدهم، فجزء استغل علاقته مع مصر والآخر مع السعودية، ولم يملأ احد سيارته بالوقود او يحول امواله للخارج استعدادا للرحيل، بل شوهد كبارهم وهم يحملون السلاح على الاكتاف ويتجولون ليلا بين المناطق تحسبا لغدر الزعيم الذي لا ينام ومن كان يسمي نفسه «ابوالمباغتة».

ان نكبتنا ونكستنا ابتدأت في ذلك العام 1979 ـ 1980 عندما أطّر ونظّر البعض لفكرة انتهاء دور تلك القوى الاقتصادية والسياسية، وبالتالي ضرورة خلق قوى سياسية ـ اقتصادية جديدة قام عملها في النهاية على الاقتصاد «الورقي» والمضاربات «المناخية» والتي اعتبرت الكويت بلدا زائلا لا يصح الإعمار والبناء فيه ومهدت للقبول بالتضحية بمصالحه وكينونته لاجل الولاءات البديلة، وبدأ منذ ذلك اليوم مشروع الدولة الورقية التي احترقت سريعا فجر الخميس 2/8/1990، والحديث ذو شجون.

آخر محطة:

انشأ رجال المجموعتين جريدتي «القبس» و«الأنباء» وقبلوا في الوقت ذاته ان تمثل ضمنهما جميع الآراء، ففي «الأنباء» كان خالد قطمة، رحمه الله، يطرز المقالات التي تشيد بالرئيس عبدالناصر بينما بدأت شخصيا الكتابة بـ «القبس» في يناير 1980 بسلسلة مقالات قوية تهاجم خط عبدالناصر ونهجه الثوري وتدخله في شؤون الدول العربية الاخرى.

علي محمود خاجه

عاشق وطن: سرحوني

أليس من الأجدى بدل أن يتم صرف 27 مليون دينار وأكثر للمسرّحين مقابل جلوسهم دون عمل أن يتم توظيفهم في مشاريع حيوية في البلد قيد الإنشاء والتطوير أو أن تخلق لهم الدولة مشاريع تستوعب هذا العدد منهم فيكون مردود الـ27 مليونا تلك مفيداً لهم ولنا؟! تابعت خلال الأيام الماضية ما أثير حول موضوع ما يُسمّى بـ»صندوق المسرّحين» الذي يعنى برعاية مَن تم تسريحهم من القطاع الخاص في الآونة الأخيرة، وهو أمر مؤسف بلا شك للموظفين الحقيقيين من أبناء وطني. وإليكم بعض المعلومات التي جمعتها من خلال متابعتي للصحف والتصاريح سواء النيابية أو الوزارية: – يتراوح عدد المسرّحين، حسبما تداوله النواب والوزراء، لأنه لا توجد إلى الآن إحصائية رسمية بعددهم، ما بين 4000 و5000 مسرّح. – المقترحات المتعلقة بصندوق المسرّحين تسعى إلى تخصيص ما يقدر بـ60 في المئة من رواتبهم. – المدة المقترحة لصرف هذه المبالغ للمسرّحين تتراوح ما بين 6 أشهر مقترحة من الحكومة، وعام كامل مقترح من عدد كبير من النواب، وطبعاً وكالعادة فستخضع الحكومة لضغط النواب وتوافق على مقترحهم. بحسبة بسيطة، فإن أقل ما سيُصرف من رواتب هو 500 دينار كويتي… ولنفترض افتراضاً غير دقيق، وهو أن المسرّحين كافة سيتقاضون هذا الراتب مدة سنة، مع العلم أن كثيراً منهم سيتقاضى أكثر من ذلك، وهذا ما يعني أن الحكومة ستصرف 2250000 د. ك، أي مليونين ومئتين وخمسين ألفاً شهرياً، إذا ما افترضنا أن عددهم 4500 مسرّح، وهذا ما يعني أن الحكومة ستصرف لهم 27 مليون دينار على أقل تقدير طوال العام المقترح. قبل أن أخوض في هذا الأمر، هنالك معلومة يستلزم علينا الالتفات إليها، وهي أن الحكومة وبمباركة من المجلس، ألزمت القطاع الخاص بتعيين نسبة معينة من الكويتيين في مؤسسات القطاع الخاص، أياً كان النشاط التجاري الممارس لهذا القطاع، حتى إن كان النشاط هو مكتب لسيارات الأجرة «تاكسي». وهذا ما أتاح الفرصة لعدد من الطامعين بالأموال بصفة غير مشروعة بالتحرك لكسب الكثير منها، فهم يذهبون إلى الشركات التي لا تحتاج الكثير من الموظفين الكويتيين ولا تتمكن من دفع رواتبهم الباهظة بالمقارنة مع العمالة الأجنبية، فيقدمون لهم فرصة بالتسجيل الوهمي لموظفين كويتيين، وبذلك فإن هؤلاء الموظفين لا يكلفون الشركة شيئاً سوى مبلغ بسيط يُدفع للتأمينات ويحققون بذلك النسبة المفروضة عليهم من العمالة الوطنية دون دفع رواتب باهظة، وفي المقابل يحصل الطامعون في الأموال على نسبة معينة من دعم العمالة، ويتلقى الموظف الوهمي نسبة أخرى من هذا الدعم. وما إن تقل حاجة الشركة إلى العمالة الكويتية بحكم إنهاء خدمات الكثير من الأجانب، فإنها تنهي خدمات عدد من الموظفين الوهميين، وبالتالي فالموظف الوهمي هذا يصبح مسرّحاً! إذن… فإن عدداً- لا أجزم به ولكني أتوقعه- من المسرّحين الحاليين، هو من هؤلاء الموظفين الوهميين، وستُصرف لهم رواتب الصندوق، وهم لم يعملوا أصلاً. ولكن لنفترض أن الأغلبية العظمى من المسرّحين، هم فعلاً موظفون حقيقيون أدّت الأزمة الاقتصادية للاستغناء عن خدماتهم، فهل يُعقَل أن يتم صرف الرواتب لهم مدة عام كامل، على الرغم من أن ديوان الخدمة المدنية يفتح باب التوظيف ثلاث مرات سنوياً؟ أو ليس من الأجدى بدلا من أن يتم صرف 27 مليون دينار وأكثر للمسرّحين مقابل جلوسهم دون عمل أن يتم توظيفهم في مشاريع حيوية في البلد قيد الإنشاء والتطوير، أو أن تخلق لهم الدولة مشاريع تستوعب هذا العدد منهم فيكون مردود الـ27 مليونا تلك مفيداً لهم ولنا؟! نعاني أزمة تخطيط وصنع قرار ليس من الحكومة المتخبطة كعادتها فحسب، بل من مجلس انجرف للأسف وراء هذا التخبط. ((خارج نطاق التغطية)): ((قررت الكتابة مرتين أسبوعياً بدلاً من مرة واحدة كل يوم اثنين، ولكي لا أزاحم الأساتذة الزملاء الكتّاب في «الجريدة»، فإن المقالة الثانية سأخص بها مدونتي المتواضعة Ali-Khajah.com ظهيرة كل يوم أربعاء وأتشرف بزيارة القراء الكرام.)) 

سامي النصف

ظاهرة القصيبيين وظاهرة الربعيين

د.غازي القصيبي ود.احمد الربعي مبدعان خليجيان يتشابهان كثيرا في عقليهما النيرين وافكارهما الخيرة، وقد تولى د.القصيبي وزارتي الكهرباء والصحة ثم ترك الاخيرة بعد ان ارسل قصيدة عتب للملك فهد بن عبدالعزيز، طيب الله ثراه، الا ان تلك القصيدة لم تمنع تعيينه سفيرا للملك في البحرين ثم في بريطانيا حيث شكلت مقالاته المعنونة «في عين العاصفة» ولقاءاته الاعلامية خط الدفاع الاول لبلده وخليجه ضد افتراءات البائد صدام.

وبقي د.القصيبي سفيرا في لندن حيث اصدر ما يقارب 22 كتابا في علوم الادارة والأدب والسيرة الذاتية تعتبر وبحق اضافة للمكتبة السعودية والعربية مفندا قول من يدعي ان دول الخليج هي نفط فقط، كما ستخلد تلك المطبوعات سيرة القصيبي العطرة وتبقيها حية امام الاجيال المقبلة، ومازال «ابويارا» وهو في طريقه للثمانين وزيرا مبرزا يخدم بعمله وفكره المميز بلده.

في المقابل نزل د.الربعي الانتخابات البرلمانية وسمي بـ «الساحر» لفوزه بمعجزة امام من دفع لهم للترشح امامه واسقاطه، وبعد ذلك الفوز رشحه زملاؤه اعضاء مجلس الامة لتقلد الوزارة التي خرج منها سريعا مع اول اعادة تشكيل وزاري ليعود منشغلا بهموم العيش والحياة حتى اصابه المرض وانتقل الى رحمة الله وهو في عز شبابه وعطائه دون ان يخلف كتبا مطبوعة تحيي ذكره وتوصل للاجيال المقبلة فكره وتضعه في المكانة التي يستحقها كراية كويتية مضيئة، وكم استمعت منه لشكاوى مريرة ابان سفراتنا المتكررة للخارج.

والملاحظ ان «الظاهرة القصيبية»، اي المحافظة على المبدعين في مختلف مجالات الحياة ودعمهم، موجودة في اغلب الدول العربية والاجنبية الاخرى ومنها مصر التي حصدت عبر ذلك الدعم ابرز المناصب والجوائز العالمية والبطولات الدولية بشكل لا يتناسب اطلاقا مع حجمها وعددها الصغير مقارنة بالتعداد العالمي، بينما «تنفرد» الكويت بظاهرة الفخر بتخذيل ومحاربة المبدعين ثم يتساءل بعدها من قام بالتخذيل «ليش تقدم الآخرين وتخلفنا؟» والجواب بالطبع يكمن في البحث عن اقرب مرآة، والنظر فيها!

آخر محطة:
 
1 – من «قصيبييهم» الذين دعموهم وحافظوا عليهم مطرب العرب محمد عبده وهداف العرب سامي جابر (اعتزل وهو في الاربعينيات) واعلامييهم عبدالرحمن الراشد وطارق الحميد وجمال خاشوقجي وتركي الدخيل وفنانيهم ناصر القصبي وزميله اصحاب طاش ما طاش وشاعرهم خلف هذال العتيبي وقائمة طويلة تضم الآلاف.

2 – ومن «ربعيينا» الذين خذلناهم شادي الخليج ومصطفى احمد وعبدالمحسن المهنا وهداف العالم جاسم الهويدي (اجبر على ترك الملاعب وهو في العشرينيات) وسعد الفرج وعبدالحسين عبدالرضا ويوسف الجاسم والآلاف غيرهم

و.. آه يا بلد يفخر وينتشي بقتل الكفاءات!

محمد الوشيحي


الشعب الملبوس

تعال معي، يرحم الله خالتك، نتناقش في السياسة، نتصارع حول الاقتصاد، نتخانق على الرياضة، ونعمل أي شيء يخطر في بالك، وتعال نتبادل التهم بذممنا المالية، فأنت تسرق ميزانية الدولة، كما أظن، وأنا أكتب ما يمليه عليّ خصومك من أصحاب الملايين المتضررين من سياساتك فأقبض آلاف الدنانير، كما تظن أنت. تعال «أفقع لك عين وتفقع لي عين»، لكن لنبتعد، دخيل أمك، عن البركان الطائفي الذي سيحرقنا بحممه مع إشراقة شمس الغد، ويدفعنا إلى تكديس الأسلحة في منازلنا استعداداً لقتال الشوارع.

يا أخي أنت تعرف أننا شعب غلبان ومسكين وعلى قد حاله فكرياً، وتعرف أننا لانزال نؤمن بأن الجني يتلبّس الإنسان، ولن يخرجه إلا «شيخ دين» يضربه بالعصا ويقول له اخرج من أصبع القدم الصغيرة، فيرفض الجني الحقير ويصر على أن يخرج من العين ليفقأها، فيغضب شيخ الدين ويصرخ في وجهه: «بل ستخرج يا فاسق يا عاصي من أصبع القدم»، فيذعن الجني وينفّذ أوامر الشيخ…

أنت تعلم أننا – نحن السنّة الغلابة – لنا طريقتنا في إخراج الجني، وللشيعة الغلابة طريقتهم في إخراج الجني، ولزوجة البواب المصري كذلك طريقتها في إخراج الجني، إذ تذهب إلى «حفلة زار»، لأن الجني المصري يؤمن بالطرب، وإذا لم تعزف له وتضرب الدفوف فلن يخرج. وهؤلاء الجن الأغبياء لا يتلبّسون علماء وكالة ناسا الفضائية، ولا محافظ البنك الفدرالي الأميركي، ولا علماء الصناعة اليابانيين، هم فقط يتلبّسون البسطاء الفقراء من المسلمين! جنّ لا يعرفون مصلحتهم.

يا عمي، أنت تعرف أننا شعب مسكين، شوف النساء وهن يتكدسن في سرداب «الشيخ» ليقرأ عليهن، وأمعن النظر في مستواهن الثقافي، وستكتشف الكارثة. ستكتشف أنّ من تربّى وترعرع من الأطفال في أحضان النسوة أولئك سيسهل انقياده لخزعبلات الطائفية.

حرام عليك ورب البيت ما تفعله بنا، نحن الشعب، الذي لو علمَ كم يدخل خزانة دولته من مليارات الدولارات نتيجة بيع النفط، ثم قارنها بما يحصل عليه من خدمات، واكتشف إلى جيب مَن تتحول كل هذه الثروة، لأدرك أنه «ضايع… الضحى من النهار»، لكنك تلهيه عن حقوقه بالخزعبلات، وتدخله في متاهات الطائفية.

حرام، وأكبر حرام، أن الحكومة كلما شعرت بأنها في «زنقة» أخرجت سلاح الطائفية من الخزانة وراحت تمسح عنه الغبار و»تزيّته» وشرعت تطلق رصاصاته على الشعب المتجمهر للمطالبة بحقوقه، فإذا به يترك التجمهر ويهرول إلى هناك، كلّ في صفه، السني هنا والشيعي هناك.

تابعوا ما يحدث الآن بين مشعوذي السنة والشيعة، وتابعوا تصرفات الحكومة… وآخ لو كان هناك شيخ يعطينا من الزيت المقري عليه لعلاج «السذاجة»، أو لو أن شيخاً يُخرج «الغُلب» من الأصبع الصغيرة لهذا الشعب الملبوس. 

سامي النصف

الانقسام الحقيقي

لا نختلف بشريا او جغرافيا عن الدول الاخرى المشاركة لنا في الاقليم الا ان الملاحظ هو استفرادنا دون الآخرين بالنكبات والمصائب والازمات الامنية والسياسية والاقتصادية، فمن خطف طائرات الى تفجير مقاهٍ وسفارات وانهيارات اسواق مالية حتى انتهينا بالاحتلال الصدامي البغيض، فأين يكمن الاشكال الحقيقي؟!

يعتقد البعض اننا ننقسم في الكويت الى حكوميين ومعارضة، اسلاميين مقابل ليبراليين، اغنياء وفقراء، حضر وقبائل، سنة وشيعة، دستوريين وغير دستوريين، وطنيين وغير وطنيين.. الخ، والحقيقة انني اعتقد ان الانقسام الحقيقي والمؤثر في الكويت والذي كان السبب الرئيسي خلف نكباتنا السابقة قائم على معطى مختلف تماما عما سبق.

فضمن الانقسام المؤثر الذي نراه ونعتقده يصطف ضمن الفريق الاول حكوميون ومعارضة، اسلاميون وليبراليون، اغنياء وفقراء، حضر وقبائل، سنة وشيعة، دستوريون وغير دستوريين، وطنيون وغير وطنيين، كما يصطف ضمن الفريق الثاني حكوميون ومعارضة، اسلاميون وليبراليون، اغنياء وفقراء.. الى آخر المنظومة.

وضمن رؤية الفريق الاول الاعتقاد الجازم ان الكويت «دولة زائلة» بالضرورة، لذا يجب التعامل معها بناء عل هذا المعطى، فيتم تناسي كل الاسس الثابتة التي تقوم عليها الامم والاوطان من احترام القانون ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب وخلق مشاريع جادة دائمة.. الخ، وتعزز في المقابل مفاهيم الواحة المؤقتة في النفوس والاذهان وهو ما كان قائما قبل عام 1990 حتى انتهينا بما خططناه تماما لأنفسنا، اي الاختفاء والزوال.

الفريق الآخر غير المسموع صوته او المحترم رأيه هو من يرى العكس من ذلك، اي ان الكويت هي «بلد دائم» يجب ان يخطط لبقائه لالف عام حاله حال دول العالم الاخرى عبر تسويق مبدأ «الديمومة» عملا وقولا، ومن ثم ضرورة تغيير النهج السابق الذي انتهى بنا الى الف كارثة وكارثة وكي لا تنتهي بنا غفلتنا الى مصير امم وشعوب سادت ثم بادت واصبحت عينا بعد اثر، والحديث ذو شجون.

آخر محطة:

شاءت المصادفة التاريخية البحتة ان يرجع لنا وطننا بعد 6 اشهر من الاختفاء، وندر تاريخيا ان تسقط وتدمر البلدان الصغيرة ثم يتاح لها العيش، لذا يجب ان نستوعب حقيقة ان الضياع هذه المرة قد لا تتبعه عودة ابدا، وحفظ الله بلدنا من كل مكروه.

سعيد محمد سعيد

مشكورين… خوش شوارع!

 

الله وحده العالم، كيف ستكون الشوارع التي يجري عليها منذ ما يقارب العام ونيف، أعمال تحديث وتطوير وتوسعة! فعلاوة على ما تكبده ويتكبده المواطنون والمقيمون من بلاء مقيم يوميا بسبب الازدحامات الخانقة، إلا أن ذلك يهون حين يمني الجميع أنفسهم بشوارع واسعة وانسيابية رائعة، وحركة مرورية وادعة، وتختفي المخالفات الرادعة، وبهذا، يصبح الصبر من شيم الكرام الصابرين على ما يجري في الشوارع، فهو كله لصالح البلاد والعباد إن شاء الله.

لكن، أن تنتهي أعمال الإنشاءات والتوسعة التي استمرت أشهرا طويلة ليعاني المواطن والمقيم مع مشكلة جديدة هي مشكلة سوء ترصيف الشوارع والطرقات المتفرعة منها، فهذه والله مصيبة! والكثير منا يعايشون هذه الوضعية، فقد عانى سكان مدينة عيسى وتوبلي أمدا من الدهر أثناء أعمال مشروع تحديث الشارع، من الحفريات إلى التحويلات إلى الغبار والصداع والفوضى، ثم أعيد افتتاح الشارع بحمد الله، ولكن، ليت المقاول الذي عمل على تنفيذ المشروع، أو من ينوب عنه… وليت المسئولين بإدارة الطرق أو من ينوب عنهم… وليت الممثل البلدي أو من ينوب عنه… يقومون بجولة على ذلك الطريق ليكتشفوا عذاب سياقة المركبة عليه… قفز ثم قفز ثم نط ثم وجع رأس… ولعلي أعلم أن الأخوة كلهم، بما فيه مقاول المشروع، يدرك أن الشارع سيئ للغاية، وأن العذر الذي قد ينطلي على الكثيرين هو: «تمهلوا، هذه المرحلة الأولى فقط… المرحلة الثانية لم تبدأ»! وفي الحديث عن مرحلة ثانية، ما يعيد وجع البطن والرأس من جديد للأهالي.

حسنا، تعالوا نمشي على شارع الجنبية… فهذا الشارع الجديد المجدد اليوم، يعد واحدا من أهم الشوارع ذات الحركة الدؤوبة المستمرة، ولنقطعه ذهابا وإيابا في الجزء الذي تم الانتهاء منه، وحتى مع علمنا بأن مرحلة أخرى قادمة لتصحيح الأخطاء، هل يصح الوضع القائم، مرتفعات ومنخفضات ومطبات، بل وأخطاء هندسية يراها حتى المهندس المتدرب حين تجد جزءا من الرصيف يبدو كالنتوء يخرج قليلا عن الشارع، أي يظهر جزء منه وإن كان السائق غافلا أو ضعيف نظر… «راحت عليه».

ومع ذلك، نقول إن هذه المشاريع مهمة وتحتاج إلى عمل كبير، ونحن لا نلوم المقاولين ولا إدارة الطرق ولا المجالس البلدية بل نلفت النظر إلى أن مشكلة الحفريات وقطع الإسفلت المرتفعة حينا والمنخفضة حينا آخر بطول شارع لا يتجاوز 3 أو 4 كيلومترات أمرا متعبا للغاية، والكثير من المواطنين شكوا ولا يزالون يشكون من هذه الظاهرة، ولا يزال بعض المقاولين المكلفين ببعض مشاريع الطرق، ينهون أعمالهم ليتركوا الطريق وكأنه خضع لعملية تجميل سيئة شوهت وجهه، وليتركوا خلفهم أيضا كميات من المخلفات والأنقاض… بل حدث في بعض القرى، أن هبط جزء من الشارع ليترك حفرة تشكل خطرا على مستخدمي الطريق.

إن ظاهرة الطرق المشوهة بعد انتهاء أعمال التوسعة أو الرصف لا تزال قائمة، وكل ما هو مطلوب، أن تقوم إدارة الطرق والمجالس البلدية بجولات للاطلاع على الشارع أو الطريق الذي أنجز حديثا برفقة المقاول المكلف للتأكد ما إذا كان العمل قد تم وفق المواصفات، أم أن هناك مشكلات تجعل مستخدميه يتقافزون على المقاعد وهم يسيرون عليه، حتى يمكننا حينها أن نقول: «مشكورين… خوش شوارع»

سامي النصف

في خصائص المجتمع الكويتي المعاصر

لكل مجتمع انساني خصائصه وصفاته السائدة وهي بالطبع لا تنطبق على جميع منضويه بل على جزء منهم ومن ذلك فمما يتم ملاحظته على البعض من المجتمع الكويتي المعاصر امور عدة منها:

الزهو والفخر الفارغ والاعتقاد السائد بأننا الشعب الوحيد الفاهم في العالم لذا نرى سن قوانين وتشريعات (اخرها التحول للدائرة الواحدة) لم يسن مثلها في بلد آخر قط.

يتبنى العالم مبدأ اعطاء الجزرة للمجدّ والعصا للمسيء فيرفع المنجزين من الاذكياء والاكفاء والامناء لأعلى الرتب حتى يضحوا قدوة حسنة للاجيال المقبلة، اما في بلدنا المعطاء فيشيع اختراع كويتي فريد اسمه «المحاسبة المعاكسة» اي استخدام العصا والعقاب للمجدّين واهداء مزارع «الجزر» للنكرات والقدوات السيئة.

والكويت العزيزة هي كذلك المقر العالمي لحزب «اعداء النجاح»، فلا تجد في بلدنا منجزا الا وتسمعه يشكو الامرّين ممن يترك لهم المجال للفخر بأنهم من حاربه وعرقله والصياح بعد ذلك وبغباء شديد «انظروا لقد فشل المنجز ونحن بالطبع من افشلناه» وعجبي.

عدم التعلم من الاخطاء التي تقع ومن ثم اعادتها مرارا وتكرارا رغم ان علماء الحيوان اكتشفوا منذ زمن بعيد ان الكثير من سلالات القرود وبقية المخلوقات تتعلم من اخطائها ولا تقع حتى الحمير ـ اجلكم الله ـ في نفس الحفرة مرتين (لدينا من يقع في نفس الحفرة الف مرة دون تعلم).

تفشي الحرمنة وعدم الامانة وتسميتها بـ «الشطارة» حتى توقف الاخرون عن مشاركة الكويتيين في اعمالهم لعدم الشعور بالأمن والامانة معهم.

اختفاء الخصال الحميدة من كرم ونخوة وفزعة واعتبارها من دلالات الغفلة والغباء، وتفشي بالمقابل الخصال الدنيئة من غدر وبخل وخسة وتقديم من يشتهر بها في مراكز العمل والمجالس والدواوين.

تفشي مفاهيم الكسل والعبط وكراهية العمل الجاد مقابل الطمع الشديد في المكاسب المادية التي يتم بعد ذلك «فسفستها» طبقا لمبدأ وفر الفلس واصرف الدينار.. منتهى الذكاء!

البيع بأبخس الاسعار وارخص الاثمان لاجمل وارقى القيم والمبادئ الانسانية كالحفاظ على الصداقة أو التواصل مع الاقارب.

شيوع ثقافة الاستماع لوجهة النظر الواحدة واتخاذ المواقف الحادة بناء على ذلك المعطى فـ 90% من مشاكلنا السياسية والوظيفية والاقتصادية والعائلية والاجتماعية تقوم على معطى غبي جدا هو الاستماع لوجهة نظر واحدة وتصديقها وكأنها كتاب منزل دون الاستماع لوجهة النظر الاخرى وهو الحد الادنى الذي تفرضه الحكمة والعقل.

العنصرية البغيضة والاستعلاء المكروه على الاخرين وهو امر لا يقبله احد من الشعوب المنجزة كالالمان والاميركان واليابانيين والسويسريين فكيف يتم فهمه او قبوله من شعب تسوده الصفات سالفة الذكر؟! لست ادري!

آخر محطة:
 
(1) بالمختصر المفيد، جل مشاكلنا بسبب الحاءات الاربع اي الحمرنة والحرمنة والحقد والحسد.

(2) ان نقر بعيوبنا لتصحيحها والعودة بنا لمكارم الاخلاق خير من انكارها وابقائها وإخفائها تحت.. السجادة!