بين كل فترة وأخرى تطالعنا الأخبار بتورط مواطن كويتي أو أكثر في عملية إرهابية ما! وكان آخرها خبر إلقاء السلطات اللبنانية يوم الثلاثاء الماضي، القبض على شبكة إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة مكونة من عشرة اشخاص ينتمون للسعودية وفلسطين واليمن وسوريا والكويت!!
وكان دور الكويتي تمويل عمليات الشبكة الإرهابية التي كانت تهدف لتهريب مطلوبين من مخيم عين الحلوة، وإيواء عناصر تابعة لتنظيم فتح الإسلام الأصولي، وإنشاء خلايا إرهابية لرصد قوات اليونيفيل والجيش اللبناني تمهيدا للقيام بعمليات عسكرية ضدها، ورصد مراكز صيرفة ومجوهرات بهدف السطو عليها!! ولو بررنا، على مضض شديد، دوافع جميع المشاركين في تلك الخلية لما وجدنا عذرا مبررا للكويتي، المنتمي لشعب صغير ومرفه الى حد كبير ولا يشكو من أي ضغوط سياسية أو حرمان، للمشاركة في تنظيم دموي شديد التطرف، لا يهدف الا لنشر القتل والفتنة والدمار وحرق ممتلكات الغير والعبث بالبيئة والتسبب في نشر الموت في كل مكان من دون سبب منطقي؟
نعود لموضوع المقال، ونتساءل عن الجهات الحقيقية التي مولت، ولاتزال تمول، عشرات العمليات الارهابية التي جرت طوال سنوات في عشرات الدول الغربية والعربية والإسلامية الأخرى؟ لا بد انها جهات لا تمتلك فقط الأموال الطائلة، بل ولا تخضع أعمالها وأموالها لأي رقابة فعالة، خاصة في الدول الخليجية. ولو أخذنا الكويت مثالا، فإننا نجد أن أيا من جمعياتها ومبراتها، التي لا نشك في سلامة أعمال قلة منها، لم تخضع قط لأي نوع من العقوبة والشطب والمحاسبة، على الرغم من تكرار مخالفاتها المرة تلو الأخرى. وقد ورد في صحيفة أوان 22/7 ان وزير الشؤون «ينظر» في مذكرة تقترح وقفا مؤقتا لثلاثة أشهر لرخص 4 مبرات «خيرية»، لقيامها بجمع تبرعات نقدية وعينية عبر احدى القنوات الفضائية من دون اذن مسبق، وتوجيه التبرعات ل «جهات خارجية»، فضلا عن تنفيذ مشروعات متنوعة من دون موافقة الجهة الحكومية المعنية(!!). وهكذا نرى ان مخالفات بهذه الجسامة، وتتكرر في كل موسم ومناسبة، والوزير لايزال «ينظر» في وقف تصاريح هذه الجهات لثلاثة أشهر، يعني لا محاكمة ولا مساءلة ولا أين ذهبت تلك الأموال ولا مَنْ جمعها أو أنفقها بالطريقة التي رآها مناسبة بعد ان «لهف» منها الخُمس، او 20 في المائة بصفته من القائمين عليها!!
ان سجلات ادارة مراقبة الجمعيات في وزارة الشؤون متخمة بمئات المخالفات، خاصة من الجمعيات التابعة للسلف والاخوان، وسكوت الوزارة ناجم عن عجزها عن القيام بأي عمل غير الشجب والتحذير والتهديد بالخطير. ومسؤولو هذه الجمعيات على ثقة بأن كل ذلك جعجعة فارغة من غير معنى، ولا تهدف الا لبث الاطمئنان الخادع في النفوس القلقة والشاكة في سلامة وصحة مواقف الوزير والحكومة من الجمعيات الخيرية!!
أحمد الصراف