هل من الممكن أن نستلم رسالة نصية عبر الهاتف النقال لنقرأ فيها ما يفرح القلب ويسر الفؤاد من قبيل:
– عزيزي المواطن، نفيدكم بأن وحدتكم السكنية جاهزة، وتفضلوا لاستلامها في أسرع وقت.
– عزيزي المواطن، تسلمنا شكواكم ضد أحد الوزارات، وأخضعناها للبحث والدراسة، وسنتصل بكم لاحقا لنعلمكم بالتفاصيل.
– عزيزي المواطن، شخبارك…إن شاء الله زين… بس حبينا نسلم عليك!
من الصعب كما أظن أن نتسلم رسالة من قبيل تلك الأمثلة، لكنها غير مستحيلة، فعلى سبيل المثال، قدمت بلاغا إلى طوارئ الكهرباء في الساعة السادسة مساء، ولم يقصر الأخوة في قسم البلاغات إذ أخبروني بأن الفريق سيصل في غضون ساعتين، نظرا لضغط البلاغات، وانتظرت حتى العاشرة ولم يحضر أحد، واتصلت للاستفسار فكان السبب هو كثرة البلاغات، ثم أجريت آخر اتصال في الساعة الثانية عشرة (منتصف الليل)، ليبلغني الموظف الطيب أنهم في طريقهم نظرا (لضغط البلاغات)، وفي ذات الوقت تسلمت اتصالا من زوجتي يفيد بعودة الكهرباء، وما هي إلا دقائق حتى تسلمت رسالة نصية من هيئة الكهرباء تفيد بإصلاح الخلل.
وعلى أي حال، تأخروا أم لم يتأخروا فهم لم يقصروا.
وعلى أي حال، وأعتقد أن الكثيرين يشاركونني الرأي، فإن الأفكار المبهجة والأخبار السارة التي تصلنا عبر الهاتف النقال قليلة بل نادرة، ويغلب عليها رسائل الفوز بالسيارات الفخمة والعروض التجارية المغرية، وبعض الرسائل السخيفة الوضيعة التي تأتي من الخارج… أما ما يسر، فهو من الأحلام السعيدة على ما يبدو، ولكن هناك مسجات أخرى تصلنا، وهي ضيف يرد إلينا يوميا من قبيل:
– عزيزي المواطن، نحيطكم علما بأنه تم زيادة الرسوم (…) بعد تعديل المعلومات الخاصة بكم، والزيادة المقررة هي 2 دينار.
– عزيزي الزبون، آن أوان تسديد فاتورتك.
– عزيزي المواطن، معاملتك تحت الدراسة وسنقوم بإعلامك عن استحقاقك للدعم.
– ولا أعتقد أن ما سأقوله يمكن أن يحدث مستقبلا، ولكن ماذا لو تخلينا الرسائل التالية:
– عزيزي المواطن، إن خروجك من منزلك في الوقت (الفلاني) يعني أنك تخالف القانون، فالزم بيتك أحسن لك.
– عزيزي المواطن، تابعنا مكالماتك الخاصة، ونحذرك من كثرة استخدام عبارات الغزل مع زوجتك، و(البربرة) الزائدة حول همومك المعيشية.
– عزيزي المواطن، الحديث في السياسة (ها)… حط بالك (ها)… ترى تروح فيها (ها).
وبعد، عزيز وغالي أيها المواطن… هي ليست سوى بضعة أسطر، نخفف فيها بعض الضغوط… والمعنى في قلب الشاعر كما يقولون.