سامي النصف

في خصائص المجتمع الكويتي المعاصر

لكل مجتمع انساني خصائصه وصفاته السائدة وهي بالطبع لا تنطبق على جميع منضويه بل على جزء منهم ومن ذلك فمما يتم ملاحظته على البعض من المجتمع الكويتي المعاصر امور عدة منها:

الزهو والفخر الفارغ والاعتقاد السائد بأننا الشعب الوحيد الفاهم في العالم لذا نرى سن قوانين وتشريعات (اخرها التحول للدائرة الواحدة) لم يسن مثلها في بلد آخر قط.

يتبنى العالم مبدأ اعطاء الجزرة للمجدّ والعصا للمسيء فيرفع المنجزين من الاذكياء والاكفاء والامناء لأعلى الرتب حتى يضحوا قدوة حسنة للاجيال المقبلة، اما في بلدنا المعطاء فيشيع اختراع كويتي فريد اسمه «المحاسبة المعاكسة» اي استخدام العصا والعقاب للمجدّين واهداء مزارع «الجزر» للنكرات والقدوات السيئة.

والكويت العزيزة هي كذلك المقر العالمي لحزب «اعداء النجاح»، فلا تجد في بلدنا منجزا الا وتسمعه يشكو الامرّين ممن يترك لهم المجال للفخر بأنهم من حاربه وعرقله والصياح بعد ذلك وبغباء شديد «انظروا لقد فشل المنجز ونحن بالطبع من افشلناه» وعجبي.

عدم التعلم من الاخطاء التي تقع ومن ثم اعادتها مرارا وتكرارا رغم ان علماء الحيوان اكتشفوا منذ زمن بعيد ان الكثير من سلالات القرود وبقية المخلوقات تتعلم من اخطائها ولا تقع حتى الحمير ـ اجلكم الله ـ في نفس الحفرة مرتين (لدينا من يقع في نفس الحفرة الف مرة دون تعلم).

تفشي الحرمنة وعدم الامانة وتسميتها بـ «الشطارة» حتى توقف الاخرون عن مشاركة الكويتيين في اعمالهم لعدم الشعور بالأمن والامانة معهم.

اختفاء الخصال الحميدة من كرم ونخوة وفزعة واعتبارها من دلالات الغفلة والغباء، وتفشي بالمقابل الخصال الدنيئة من غدر وبخل وخسة وتقديم من يشتهر بها في مراكز العمل والمجالس والدواوين.

تفشي مفاهيم الكسل والعبط وكراهية العمل الجاد مقابل الطمع الشديد في المكاسب المادية التي يتم بعد ذلك «فسفستها» طبقا لمبدأ وفر الفلس واصرف الدينار.. منتهى الذكاء!

البيع بأبخس الاسعار وارخص الاثمان لاجمل وارقى القيم والمبادئ الانسانية كالحفاظ على الصداقة أو التواصل مع الاقارب.

شيوع ثقافة الاستماع لوجهة النظر الواحدة واتخاذ المواقف الحادة بناء على ذلك المعطى فـ 90% من مشاكلنا السياسية والوظيفية والاقتصادية والعائلية والاجتماعية تقوم على معطى غبي جدا هو الاستماع لوجهة نظر واحدة وتصديقها وكأنها كتاب منزل دون الاستماع لوجهة النظر الاخرى وهو الحد الادنى الذي تفرضه الحكمة والعقل.

العنصرية البغيضة والاستعلاء المكروه على الاخرين وهو امر لا يقبله احد من الشعوب المنجزة كالالمان والاميركان واليابانيين والسويسريين فكيف يتم فهمه او قبوله من شعب تسوده الصفات سالفة الذكر؟! لست ادري!

آخر محطة:
 
(1) بالمختصر المفيد، جل مشاكلنا بسبب الحاءات الاربع اي الحمرنة والحرمنة والحقد والحسد.

(2) ان نقر بعيوبنا لتصحيحها والعودة بنا لمكارم الاخلاق خير من انكارها وابقائها وإخفائها تحت.. السجادة!

سعيد محمد سعيد

عزيز وغالي أيها «المواطن»!

 

هل من الممكن أن نستلم رسالة نصية عبر الهاتف النقال لنقرأ فيها ما يفرح القلب ويسر الفؤاد من قبيل:

– عزيزي المواطن، نفيدكم بأن وحدتكم السكنية جاهزة، وتفضلوا لاستلامها في أسرع وقت.

– عزيزي المواطن، تسلمنا شكواكم ضد أحد الوزارات، وأخضعناها للبحث والدراسة، وسنتصل بكم لاحقا لنعلمكم بالتفاصيل.

– عزيزي المواطن، شخبارك…إن شاء الله زين… بس حبينا نسلم عليك!

من الصعب كما أظن أن نتسلم رسالة من قبيل تلك الأمثلة، لكنها غير مستحيلة، فعلى سبيل المثال، قدمت بلاغا إلى طوارئ الكهرباء في الساعة السادسة مساء، ولم يقصر الأخوة في قسم البلاغات إذ أخبروني بأن الفريق سيصل في غضون ساعتين، نظرا لضغط البلاغات، وانتظرت حتى العاشرة ولم يحضر أحد، واتصلت للاستفسار فكان السبب هو كثرة البلاغات، ثم أجريت آخر اتصال في الساعة الثانية عشرة (منتصف الليل)، ليبلغني الموظف الطيب أنهم في طريقهم نظرا (لضغط البلاغات)، وفي ذات الوقت تسلمت اتصالا من زوجتي يفيد بعودة الكهرباء، وما هي إلا دقائق حتى تسلمت رسالة نصية من هيئة الكهرباء تفيد بإصلاح الخلل.

وعلى أي حال، تأخروا أم لم يتأخروا فهم لم يقصروا.

وعلى أي حال، وأعتقد أن الكثيرين يشاركونني الرأي، فإن الأفكار المبهجة والأخبار السارة التي تصلنا عبر الهاتف النقال قليلة بل نادرة، ويغلب عليها رسائل الفوز بالسيارات الفخمة والعروض التجارية المغرية، وبعض الرسائل السخيفة الوضيعة التي تأتي من الخارج… أما ما يسر، فهو من الأحلام السعيدة على ما يبدو، ولكن هناك مسجات أخرى تصلنا، وهي ضيف يرد إلينا يوميا من قبيل:

– عزيزي المواطن، نحيطكم علما بأنه تم زيادة الرسوم (…) بعد تعديل المعلومات الخاصة بكم، والزيادة المقررة هي 2 دينار.

– عزيزي الزبون، آن أوان تسديد فاتورتك.

– عزيزي المواطن، معاملتك تحت الدراسة وسنقوم بإعلامك عن استحقاقك للدعم.

– ولا أعتقد أن ما سأقوله يمكن أن يحدث مستقبلا، ولكن ماذا لو تخلينا الرسائل التالية:

– عزيزي المواطن، إن خروجك من منزلك في الوقت (الفلاني) يعني أنك تخالف القانون، فالزم بيتك أحسن لك.

– عزيزي المواطن، تابعنا مكالماتك الخاصة، ونحذرك من كثرة استخدام عبارات الغزل مع زوجتك، و(البربرة) الزائدة حول همومك المعيشية.

– عزيزي المواطن، الحديث في السياسة (ها)… حط بالك (ها)… ترى تروح فيها (ها).

وبعد، عزيز وغالي أيها المواطن… هي ليست سوى بضعة أسطر، نخفف فيها بعض الضغوط… والمعنى في قلب الشاعر كما يقولون.