سعيد محمد سعيد

أحب قريتي… قطعا أحب وطني!

 

على مستوى دول الخليج العربي، لا نبالغ حينما نقول إن قرى البحرين، هي الأعرق تاريخيا، والدلالات على ذلك كثيرة، ويكفي أن نعتمد على ما أشارت إليه المصادر التاريخية من أن الموقع الجغرافي للبحرين، وخصوصا منذ العام 2300 ق.م، جعل موقع الجغرافي منها مركزا للتجارة بين حضارة ما بين النهرين (العراق)، وبين وادي الهندوس (وهي المنطقة القريبة من الهند في الوقت الراهن)، زد على ذلك، أن حضارة دلمون، ارتبطت بالحضارة السومرية في الألفية الثالثة قبل الميلاد.

كل ذلك التاريخ المجيد، نجده في مواقع كثيرة من بلادنا، وعلى رأسها القرى، وعلى رأس الرأس، قرى المحافظة الشمالية التي تضم ما يقارب من 80 في المئة من المواقع الأثرية والتاريخية، والمتتبع لصفحة القرية الأسبوعية في صحيفة «الوسط»، يمكنه أن يعرف الكثير عن تاريخها… إذا، حين تحب قريتك، فإنك تحب وطنك… أليس كذلك؟.

هناك توجه ملحوظ للاهتمام بالقرى من الناحية الجمالية، وهذا أمر محبب قطعا على ألا تنصب كل الجهود في هذا الاتجاه، من دون التركيز على المشاريع الخدماتية التي تفتقر إليها الكثير من القرى من جهة، وتعثر إكمال مشاريع أخرى من جهة أخرى، وكأنني أرى أهالي القرى فرحون بما تشهده بعض القرى من حملات جمالية كحملة ارتقاء، وحملة «أحب قريتي…أحب وطني» التي أعلنت عنها وزارة الثقافة والإعلام لتجميل قريتي حلة عبدالصالح وبني جمرة، لكن لا يمكن أن تكتمل الفرحة من دون تركيز الاهتمام على مشاريع الخدماتية، واعتبار القرى جزءا لا يتجزأ من الوطن الحبيب، بلا تمييز ولا فصل ولا إقصاء.

ولعل المسئولين في مختلف المواقع، يدركون جيدا أن قرى البحرين هي التي لا تزال تحتفظ بالهوية والتاريخ والتراث البحريني، في وقت، مع الأسف الشديد، فقدت فيه العاصمة المنامة الكثير من ملامح هذه الهوية، وعلى أية حال، فإن مبادرات تطوير القرى من الناحية الجمالية، هي جهد مقدر مشكور، وكذلك الأمر بالنسبة لجهود المجالس البلدية والوزارات الخدمية لتنفيذ المشروعات المهمة للأهالي، والمحوران مهمان ومرتبطان مع بعضهما البعض: التطوير والتجميل، والأهم من ذلك كله، إزالة الأفكار السيئة التي ترسخت في عقول الكثيرين عن القرى وأهالي القرى، وكأنهم من كوكب آخر مخيف، كيف يمكن ذلك؟ للحديث صلة

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سعيد محمد سعيد

إعلامي وكاتب صحفي من مملكة البحرين، مؤلف كتاب “الكويت لاتنحني”
twitter: @smsmedi

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *