احمد الصراف

مَنْ تواطأ مع المحاسب؟

أعلنت جمعية صندوق اعانة المرضى، («القبس» 22/6)، وهي الجمعية التي تمكن أحد محاسبيها في ظروف مشبوهة من سرقة أكثر من 12 مليون دولار من حساباتها المصرفية على مدى سنوات من دون أن «ينتبه» أحد من مسؤوليها الى السرقة، أنها تمكنت خلال السنوات الخمس الماضية من علاج 30 ألف مريض بتكلفة 9 ملايين دينار، وكان أكثر هؤلاء من مرضى السرطان والكبد الوبائي والقلب!
وقال د. محمد الشرهان، رئيس الجمعية مدى الحياة، والصامد ضد كل تهم الفساد، ان جمعيته تلقت، مشكورة، تبرعا من شركة علي عبدالوهاب واولاده بمبلغ 100 ألف دينار لعلاج 20 حالة التهاب كبدي!
دعونا نناقش تصريح الشرهان، حيث يقول ان جمعية اعانة المرضى قامت بعلاج، وليس مساعدة في علاج ولا تسهيل ولا مساهمة، بل بعلاج 30 الف مريض، غالبيتهم من مرضى السرطان والكبد والقلب! ولو قمنا بقسمة مبلغ التسعة ملايين على 30 الف مريض تم علاجهم لوجدنا ان متوسط الكلفة يبلغ 300 دينار، اي ان علاج مريض بالسرطان او القلب او الكبد، وشفاءه، لا يكلف الجمعية اكثر من 300 دينار! فإذا كان هذا صحيحا، فمن الافضل لوزارة الصحة تحويل كل مرضى السرطان والكبد الوبائي والقلب الى هذه الجمعية العظيمة لعلاجهم وتوفير عشرات ملايين الدنانير من المال العام التي تصرف حاليا لعلاج آلاف المرضى في مستشفيات الدولة وفي الخارج!
ولو عدنا للتبرع الكريم للسيد فيصل العلي عن شركة علي العبدالوهاب واولاده، لوجدنا انهم دفعوا 5000 دينار كمتوسط تكلفة علاج مصاب بالوباء الكبدي، فلماذا دفعت الشركة هذا المبلغ ورئيس الجمعية يقول بعظمة لسانه ان تكلفة علاج المصاب بالوباء الكبدي لا تزيد على 300 دينار؟ فإما أن التبرع كان أكثر مما هو مطلوب، أو ان التصريح غير صحيح وغير سليم، وهذا أكثر صحة، ولم يكن من المستحسن بالتالي صدوره من طبيب متخصص كالسيد الشرهان! وبهذه المناسبة نعود ونطرح سؤالنا، للمرة العاشرة، عن مصير الاموال التي سرقها المحاسب المصري من الجمعية، وتعهدات رئيس الجمعية بأنه سيعيد المختل.س من وطنه ليحاكم ويسترد مبلغ الـ 12 مليون دولار كاملا منه؟ ولماذا لم تقم أي جهة في الجمعية المريضة بإجراء تحقيق داخلي عن الحادثة وكشف الجهة المهملة او المسؤولة عن السرقة؟ ولماذا اختارت وزارة الشؤون السكوت عن هذه الفضيحة المالية الكبيرة على الرغم من مرور اكثر من 3 سنوات عليها؟
أسئلة قد تبقى من دون إجابة كما بقيت الأسرار عن الجهة التي اغتالت جون كنيدي أو التي قتلت جي آر في مسلسل دالاس، أو التي سممت ستالين، أو تلك التي كانت وراء اغتصاب زوجة غوار الطوشة!
أحمد الصراف
habibi [email protected]

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

احمد الصراف

إدارة الإعمال – جامعة الدول العربية – بيروت 1974 / الدراسات المصرفية والتدريب في بنك باركليز – لندن 1968 / البنك الوطني في فيلادلفيا – فيلادلفيا 1978 / الإدارة المصرفية – كلية وارتون – فيلادلفيا 1978
email: [email protected]

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *