كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء
كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء
ورد في نبأ لـ«رويترز» قبل أسابيع أن منظمة القاعدة الارهابية بدأت تشكو من قلة مواردها المالية، اما بسبب الركود الاقتصادي العالمي الذي أصاب دولا وشركات وأفرادا كثيرين كانوا من ممولي المنظمة، أو بسبب اشتداد الرقابة الدولية، والمحلية، على الأموال الداعمة للارهاب، والتي لا يمكن السيطرة عليها بشكل كامل. وقد قامت وزارة الشؤون في الكويت باتباع مجموعة من السياسات التي لو طبقت بشكل دقيق لسدت الكثير من الثقوب في نظام مراقبة الجمعيات المسماة بالخيرية، ومنها القرار الذي صدر اخيرا والمتعلق بتحديد المساجد التي يسمح فيها بجمع التبرعات خلال الفترة المقبلة. كما طلبت الوزارة من الجمعيات الخيرية الامتناع عن الجمع النقدي والتركيز على الاستقطاع المصرفي، وهذا سيمكن مراقبيها مستقبلا من معرفة ما يدخل في حسابات هذه الجمعيات وما يخرج منها، ولو أن الوزارة عاجزة حاليا عن القيام بهذا الدور الذي يتطلب نجاحه توفر خبرات محاسبية معينة، وقبل ذلك قرار سياسي!
كما وضعت «الشؤون» خطة عمل جمع التبرعات في رمضان المقبل، وسيتم التشديد أثناءها على ضرورة استخدام الرولات والايصالات التي تحمل أختام الوزارة (القبس 11/6) ونحن سنستبق الأحداث لنؤكد أن مخالفات عدة ستتركب، وستعجز الوزارة عن فعل شيء ازائها، وسيتكرر الأمر ذاته في أكثر من دولة خليجية!! والسبب كما ذكرنا في أول المقال يتعلق بجفاف مصادر تمويل الارهاب، الأمر الذي سيدفع خلاياها في الداخل لاتباع كل وسيلة ممكنة، اضافة الى صعوبة مقاومة المغريات والفوائد المؤكدة من التبرعات النقدية التي تشكل مصدرا عظيما لثراء القائمين عليها!!
وفي السياق نفسه، صرحت «الشؤون» (القبس 24/6) بأنها بدأت بتطبيق أولى مراحل مشروع توطين العمل الخيري في البلاد، وذلك بانشاء مركز لتأهيل المدمنين، أو «التائبين» (وهي تسمية غير مناسبة أبدا)، وذلك بتمويل من الأموال المكدسة لدى الجمعيات الخيرية!! ومجرد التفكير في انشاء مثل هذا المركز المهم، يعني أن البلاد كانت بأمس الحاجة لمثله منذ سنوات طويلة، ومع هذا كانت أموال الجمعيات تذهب للخارج لتصب في جيب فلان وعلتان أو لدعم أنشطة مشبوهة من دون حسيب او رقيب. هذا، اذا لم يسرقها محاسب حاذق أو يستولي عليها مجلس ادارة أكثر حذاقة!! وهنا نتمنى، ونحن على ثقة بأن هذا لن يتحقق، ابعاد الجمعيات المسماة بالخيرية عن مهمة ادارة هذه المراكز العلاجية المتخصصة، فكونها الممولة لها لا يعني أنها تمتلك الخبرة الطبية والفنية لادارتها!!
ومن المتوقع كذلك خلال الأيام القليلة المقبلة صدور قرار آخر بانشاء «صندوق توطين العمل الخيري». ومن قراءة مسودة المشروع (القبس 12/7) نرى أن أهم بنوده تكمن في الادارة، حيث ستقتصر على كبار موظفي وزارة الشؤون، ومناصب هؤلاء لا يمكن ضمان عدم سيطرة الاحزاب الدينية والجمعيات الخيرية عليها من خلال تعيين المنتمين لها فيها، ويحتاج الأمر بالتالي لمشاركة أطراف من المجتمع المدني، هذا اذا رأى المشروع النور أصلا!!.
ان جميع هذه القرارات والاجراءات فعالة وجيدة، متى ما توفرت النية الصادقة، وهذه بحد ذاتها لا تكفي ان لم تكن مدعومة بحزمة من العقوبات المشددة في حال التلاعب بأموال مثل هذه المؤسسات أو الأنشطة غير المحددة الهدف بشكل كامل، فما هو عمل خيري بالنسبة لي قد لا يكون كذلك مع الآخرين.
أحمد الصراف
يرى الباحث أحمد صدقي الدجاني في كتابة «التطرف في الإسلام» أن من أهم أسباب تغذية التطرف الديني في البلاد العربية، يعود إلى التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي حدثت في عقدين من السنين، وقد شملت هذه التغيرات الثروات النفطية التي تعرضت لموجات متتالية من المد والجزر، والسياسات الاقتصادية التي انتقلت من سيطرة الدول إلى سيطرة السوق، وسياسات أخرى تعليمية وإعلامية.
لكن الباحث يركز على أن هناك سببا رئيسيا مهما يفعل فعله في تغذية التطرف في البلاد العربية والإسلامية، ويمثل فعلا مؤثرا داخليا…وهو ماتعانيه غالبية أنظمة الحكم في البلاد العربية والإسلامية من افتقار للشورى والديمقراطية على رغم مضي عدة عقود من السنين على إقامة نموذج الدولة الحديثة فيها؛ وتتفاعل في تكوين هذا السبب عوامل داخلية وخارجية، وهو يؤدي إلى إصابة الحكومات والشعوب على السواء بمرض «الحرمان»الذي تحدث عنه محمد كامل حسين في كتابه «الوادي المقدس»، كما يؤدي إلى إصابة الدول التي تعاني منه بمرض «نقص المناعة الأمنية»، فيظهر فيها «العنف المؤسسي»مقترنا بعجز مطبق عن الحوار مع جيل الشباب وعن إفساح المجال له كي يعبر عن نفسه ويخدم بلاده.
وهكذا يقع كثير من الشباب ضحية هذا العنف المؤسسي، فتنمو في أوساطهم ظاهرة التطرف الديني، ومن الملاحظ أن هذا العنف المؤسسي يشتد مع تعثر هذه الأنظمة في تحقيق أهدافها المعلنة في التنمية الاقتصادية والتعددية السياسية، تماما كما يقوى مع وقوعها في أسر التبعية والديون بفعل سياسات دول الهيمنة العالمية.
هناك بضع صور لانتشار ظاهرة التطرف بين الشباب، وخصوصا في منطقة الخليج العربي والدول الإسلامية، مع تنامي ظاهرة تأجيج العداء بين «السنة والشيعة» سببها زمرة من مشايخ «الفتنة»من الطائفتين، وعلى رغم قلتهم، لكنهم يصرون بقوة على تدمير المجتمع تحت شعار الدفاع عن الدين الإسلامي وحمايته، وهم إنما يدركون في قرارة أنفسهم أنهم يلحقون الضرر بالمجتمع الإسلامي أكثر من تحقيق مصلحته، وقد أشرت في أحد الأعمدة الى أن الكاتب الجزائري باهي صالح، حصر الأسباب في تنامي الظاهرة في (فتنة) مروجي الطائفية من بعض من يطلق عليهم (علماء)، وغياب الدور الحقيقي للعلماء العاملين، فباهي صالح يشدد على أن مشايخ الحمق و الهبل يدقّون طبول حرب وشيكة بين الشّيعة و السّنة، يصبّون الزّيت و البنزين على النّار بتصريحاتهم العامّة و من ورائهم يتحرّكون بالرّموت كنترول، مندفعون بلا وعي و لا عقل، إرادتهم توجّهها العاطفة الدّينيّة الجيّاشة، لا همّة لهم إلاّ في القتل و الإفساد و الأذى، عقولهم صادرها علماء دينهم فلم يعد لهم عليها سلطان، وبعزيمة تشحذها وتقوّيها الرّغبة في إحياء فريضة الجهاد و نيل إحدى الحسنيين…إمّا النّصر أو الاستشهاد…يتواجه الفريقان على ساحات الوغى في بلدانهم و أوطانهم.
والآن، لو نظرنا على مدى عقد من الزمان، إلى مبادرات أو إطروحات صدرت من علماء دين ومثقفين عرب ومسلمين للتصدي لظاهرة العنف والتطرف، لن نجدها قادرة على مواجهة سيل كبير من المبادرات المضادة التي تشجع التطرف والتعصب الأعمى، ولعلنا في هذا السياق، نعبر أن أمنيات في أن يتولى العلماء من الطائفتين الكريمتين والخطباء في بلادنا، مسئولية نشر ثقافة الاعتدال والوسطية، وأن تحيي وزارة العدل والشئون الإسلامية أفكارها التي طرحتها في هذا المسار لتصبح ملموسة على أرض الواقع.. فحتى الآن، لا نرى لها ضوءا…ولا ندري ما هو السبب في ذلك؟
أتفق تماما مع ما ذكره الزميل العزيز فيصل الزامل في مقاله بالأمس من دور الإعلام السالب في مأساة الشاب حازم البريكان حتى ان دمه غطى على الجرائد التي تناثرت في غرفة نومه، وأذكر في هذا السياق حادثتين حدثتا مؤخرا، الأولى: دعوتي من قبل شخصيات اقتصادية بارزة للشكوى من تقصّدهم الشخصي من قبل أحد الكتّاب الوافدين القادمين جديدا للبلد، والثانية: قدمت أخت فاضلة وزوجها لي صحيفة زميلة أظهرت صورة والدها الطاعن في السن وهو من أسرة كريمة كبيرة بشكل غير لائق، وفي كلتا الحادثتين نصحتهم بمخاطبة القائمين على الجريدة المعنية مباشرة ليقيني بانهم لا يرضون قط بما حدث وان سبب الإشكال اختلاف الثقافات بين المجتمعات فما هو مقبول في بلدنا قد يكون له اثر سالب في بلد آخر.
بعيدا وبشكل غير متصل بما حدث مؤخرا، هناك ظاهرة عامة متفشية في البلد لدى بعض المؤسسات والهيئات والشركات وهي الطلب من الشباب مدراء المحافظ تحقيق أرباح عالية دون السؤال عن النهج أو الطريقة، فلو حقق مدير ما ربحا في نهاية العام قدره 20% عن طريق التحليل الفني والعالي للشركة وحقق مدير آخر 50% عن طريق الاشاعات ونفخ الأسعار واستئجار الأقلام وتسريب المعلومات لأثني على الثاني وتم ـ لربما ـ لوم الأول، لذا يجب إعادة النظر في ذلك السلوك الذي يشجع على الانحراف بدلا من الاحتراف.
عملت طيارا في «الكويتية» ما يزيد عن الثلاثة عقود ولم أتقدم قط بإجازة مرضية أو عارضة رغم استحقاقي المشروع لها وكنت إذا مرضت اطلب استبدال رحلتي برحلة زميل حتى يبقى الملف نظيفا من الإجازات المرضية والعارضة، لذا أستغرب مما أورده ديوان الخدمة المدنية من وجود 716 ألف إجازة مرضية للموظفين خلال 6 أشهر فقط مما يعني اننا إما أمام مجتمع مريض او مجتمع نصاب او بالطبع.. الاثنين معا!
وسط ظلمة قلة القدرة ومحدودية الكفاءة المتفشية في البلد تسطع شموس ونجوم تضيء الطريق لأجيالنا الصاعدة، فالشكر الجزيل للشيخ فواز خالد الأحمد مدير إدارة الجنسية بوزارة الداخلية على قدراته الإدارية المتميزة ووجوده طوال الوقت بين المراجعين والموظفين لتذليل العقبات وانهاء المعاملات بأسرع وقت، فأكثر الله من أمثاله وجعلهم قدوة للآخرين في العمل والإنجاز.
لقاء شائق لمدير أمن الدولة السابق اللواء فهد الفهد مع الزميل محمد الملا على قناة الشاهد فند وكذّب فيه دعاوى صدام وتابعه هيكل حول الرسالة المزعومة التي ادعى انه أرسلها لوزير الداخلية آنذاك والتي قيل انها تثبت تآمر الكويت مع أميركا للإضرار بالعراق. ومما قاله أبوأحمد ان العراقيين استولوا على مكتبه فأصبح من السهل عليهم التزوير الذي من دلالاته ان المخاطبة لوزير الداخلية كانت بلقب «سمو» بينما نستخدم في الكويت لقب «معالي» للوزير، حيث كان لقب «سمو» محصورا آنذاك في الأمير وولي العهد، كما ان رسائل المسؤولين كان يكتبها أبوأحمد بخط اليد لا بالأوراق المطبوعة، كما ادعوا في الرسالة الزائفة انه اصطحب معه ضابطا يعمل في محافظة الأحمدي بينما لا يسافر في رحلات عمل إلا بصحبة ضباط أمن دولة لا ضباط محافظات.
آخر محطة:
يذكر أخ فاضل من منضوي ديوان الخدمة المدنية ان لدينا ما يسمى بـ «بطالة الرفاهية» حيث ان الأغلبية المطلقة من البطالة تقوم على معطى «كراهية العمل» الجاد والوظيفة المصاحبة له، وتضيف زميلة له أن هناك من الإناث من يأتين بشهادات تدريب طويلة على وضع المكياج، وبدلا من فتح الصالونات يقدمنها كشهادات وحيدة للبحث عن عمل «مناسب» في الوزارات الحكومية!
بين كل فترة وأخرى تطالعنا الأخبار بتورط مواطن كويتي أو أكثر في عملية إرهابية ما! وكان آخرها خبر إلقاء السلطات اللبنانية يوم الثلاثاء الماضي، القبض على شبكة إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة مكونة من عشرة اشخاص ينتمون للسعودية وفلسطين واليمن وسوريا والكويت!!
وكان دور الكويتي تمويل عمليات الشبكة الإرهابية التي كانت تهدف لتهريب مطلوبين من مخيم عين الحلوة، وإيواء عناصر تابعة لتنظيم فتح الإسلام الأصولي، وإنشاء خلايا إرهابية لرصد قوات اليونيفيل والجيش اللبناني تمهيدا للقيام بعمليات عسكرية ضدها، ورصد مراكز صيرفة ومجوهرات بهدف السطو عليها!! ولو بررنا، على مضض شديد، دوافع جميع المشاركين في تلك الخلية لما وجدنا عذرا مبررا للكويتي، المنتمي لشعب صغير ومرفه الى حد كبير ولا يشكو من أي ضغوط سياسية أو حرمان، للمشاركة في تنظيم دموي شديد التطرف، لا يهدف الا لنشر القتل والفتنة والدمار وحرق ممتلكات الغير والعبث بالبيئة والتسبب في نشر الموت في كل مكان من دون سبب منطقي؟
نعود لموضوع المقال، ونتساءل عن الجهات الحقيقية التي مولت، ولاتزال تمول، عشرات العمليات الارهابية التي جرت طوال سنوات في عشرات الدول الغربية والعربية والإسلامية الأخرى؟ لا بد انها جهات لا تمتلك فقط الأموال الطائلة، بل ولا تخضع أعمالها وأموالها لأي رقابة فعالة، خاصة في الدول الخليجية. ولو أخذنا الكويت مثالا، فإننا نجد أن أيا من جمعياتها ومبراتها، التي لا نشك في سلامة أعمال قلة منها، لم تخضع قط لأي نوع من العقوبة والشطب والمحاسبة، على الرغم من تكرار مخالفاتها المرة تلو الأخرى. وقد ورد في صحيفة أوان 22/7 ان وزير الشؤون «ينظر» في مذكرة تقترح وقفا مؤقتا لثلاثة أشهر لرخص 4 مبرات «خيرية»، لقيامها بجمع تبرعات نقدية وعينية عبر احدى القنوات الفضائية من دون اذن مسبق، وتوجيه التبرعات ل «جهات خارجية»، فضلا عن تنفيذ مشروعات متنوعة من دون موافقة الجهة الحكومية المعنية(!!). وهكذا نرى ان مخالفات بهذه الجسامة، وتتكرر في كل موسم ومناسبة، والوزير لايزال «ينظر» في وقف تصاريح هذه الجهات لثلاثة أشهر، يعني لا محاكمة ولا مساءلة ولا أين ذهبت تلك الأموال ولا مَنْ جمعها أو أنفقها بالطريقة التي رآها مناسبة بعد ان «لهف» منها الخُمس، او 20 في المائة بصفته من القائمين عليها!!
ان سجلات ادارة مراقبة الجمعيات في وزارة الشؤون متخمة بمئات المخالفات، خاصة من الجمعيات التابعة للسلف والاخوان، وسكوت الوزارة ناجم عن عجزها عن القيام بأي عمل غير الشجب والتحذير والتهديد بالخطير. ومسؤولو هذه الجمعيات على ثقة بأن كل ذلك جعجعة فارغة من غير معنى، ولا تهدف الا لبث الاطمئنان الخادع في النفوس القلقة والشاكة في سلامة وصحة مواقف الوزير والحكومة من الجمعيات الخيرية!!
أحمد الصراف
كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء
في السبعينيات إبان احترام رجال الاقتصاد الكويتيين الشديد لأسمائهم وسمعتهم المالية وقبل ان تجتاحنا موجة مناخ الثمانينيات ونظريات خلق طبقة اقتصادية جديدة ذات أخلاق خربة، قام احد الآسيويين بسرقة شريكه الكويتي ما جعله مكشوفا امام عملائه فقام بالانتحار حفاظا على اسمه وسمعته، وهو بالمناسبة عم لإحدى المذيعات الشهيرات بالبلد.
كما تسبب انهيار البورصة عام 76 في انكشاف رجل أعمال كويتي آخر وهو ابن عم لنائب برلماني سابق، مما جعله يقتل نفسه حفاظا على سمعة عائلته الكريمة، لذا أعتقد ان حالة الانتحار الأخيرة لرجل أعمال كويتي ـ ان صدقت الروايات، وقد لا تصدق ـ هي نهاية آخر الرجال المحترمين ممن لا يزالون يدفعون أرواحهم رخيصة حفاظا على اسمائهم وسمعتهم.
ومما سمعته شخصيا من العاملين مع ذلك الشاب الثناء الشديد على أخلاقه وسمعته وذكائه وكفاءته، وكان أغلب من تحدثت معهم لا يصدقون الدعاوى والاتهامات التي قيلت بحقه، كما يستغربون مما أشيع من انتحاره، حيث ان القضايا التي يفترض ان تقام ضده تمس مركزه كمدير ولا تمسه شخصيا.
ويخبرني احد الأبناء انه التقى «المغدور» الشهر الماضي وكان الوحيد الذي يرتدي كماما في الطائرة طوال الرحلة ولما سأله عن السبب ذكر انه زيادة في الاحتياط الصحي وحتى لا يصاب بعدوى انفلونزا الخنازير، مما يعني حرص الشاب الشديد على الحفاظ على حياته، فلماذا اشترى إذن قبل ذلك بمدة قصيرة مسدسا؟ ألا يشير ذلك الى الرغبة في الدفاع عن النفس أمام تهديد ما، لا إيذائها؟!
ومن مساوئ الصدف ان يضار تجمع اقتصادي كويتي عبر الوفاة المفاجئة لعميده، ثم يتلوه في اقل من شهر وفاة مفاجئة لعميد تكتل اقتصادي كويتي آخر، ثم يأتي الخبر الحزين الأخير ليمس تكتلا اقتصاديا ثالثا مشهودا له بالنجاح وحسن الأداء والإدارة، ونجاح الاقتصاد الكويتي مرهون في نهاية الأمر بنجاح تكتلاته الاقتصادية، وفشلها يعني فشله.
آخر محطة:
(1) ما يزيد الطين بلة انتشار اشاعات مغرضة عن انكشاف مالي لتجمعين اقتصاديين كبيرين، فنرجو تفعيل خطط الإنقاذ المالي قبل «وقوع الفاس في الراس».. لا بعده كما هي العادة.
(2) يقول المثل العامي «اللي اختشوا ماتوا»، ولدينا لم يعد احد يموت في الحمام الشعبي المحترق خوفا من الخروج عاريا على الناس فتمس سمعته، هذه الأيام الأمة «مصلعة» ولا يحتاج احد لحريق كي يتعرى امام الخلق.
من المعروف، طبقا لقانون الجاذبية الذي اكتشفه اسحاق نيوتن، أعظم علماء البشرية، أن الفواكه تسقط عن الأشجار، والأثقال تسقط من غير سند إلى الأرض بفعل عامل جاذبية كامن في مركز الأرض، وأن الفكاك من جاذبية الأرض ليس بالأمر السهل، ولهذا تجد جميع الأجسام المادية صعوبة وهي تحاول الابتعاد عن الأرض طيرانا أو حتى تسلقا لدرج عمارة. ولو طبقنا القانون ذاته على رواد الفضاء لوجدنا أن انعدام الجاذبية في المحطات والسفن الفضائية يجعل من الصعب عليهم تثبيت أجسامهم في وضع معين، وتصبح العملية أكثر إحراجا، أو إلحاحا، عند الرغبة في قضاء الحاجة!! ومن اجل ذلك قام علماء وكالة الفضاء الأميركيون بتصميم مراحيض خاصة لرواد الفضاء بحيث يمكنهم القيام بما عليهم القيام به بأقل قدر من العناء والتلوث؟ فالجاذبية الأرضية التي تساعد الفضلات في الخروج من الجسم استبدلت بأدوات خاصة وطرق أكثر تطورا.
لذا قام علماء حقيقيون، لا علماؤنا، بتزويد كراسي مراحيض السفن والمحطات الفضائية بأحزمة تثبت الرائد، أو زميلته، بكرسي الحمام لكي لا يرتفع في الجو بعيدا عنه وهو في منتصف قضاء حاجته. كما قاموا بتصميم طرق مختلفة للتخلص من الفضلات السائلة والصلبة، حيث يقوم الرجال بالتخلص من السوائل في أنابيب خاصة، والنساء في أدوات تشبه القمع، وتسري السوائل من خلالها بفعل ضغط هوائي محدد الدرجة ينقلها لحاويات خاصة. ولكن التخلص من المواد الصلبة أكثر صعوبة، لأن المواد على الأرض تسقط بفعل الجاذبية، أما في سفينة أو محطة فضاء فتخرج من الجسم وقد ترتفع فوق رأس الرائد وتتطاير من حوله وقد تعاود الدخول لجسمه عن طريق الفم مثلا، وهذا أمر مقزز، ولهذا تم تجهيز مراحيض السفن الفضائية بأنظمة شفط المواد الصلبة ونقلها مباشرة لخزان، حيث تجمد، وتعالج فورا، فيقتل كل ما بها من بكتيريا فتزول رائحتها غير المرغوب فيها. وعند تجمع كمية من هذه الفضلات توضع على ظهر سفينة فضاء صغيرة من غير ملاح وتطلق في الفضاء مع خاصية احتراق سريعة!!
ويقول أحد علماء «وكالة الفضاء الأميركية» اننا عندما نرى نجما مضيئا يحترق في السماء ويتلاشى وميضه خلال ثوانٍ فإنه غالبا ما يكون النور الصادر نتيجة حرق فضلات بشرية عائدة لعدد من رواد الفضاء!!
وأتذكر عندما كنا صغارا جهلة، وربما لا نزال، كان البعض منا يعتقد بأن تلك النجوم الخاطفة التي تمر بالسماء مثل البرق وتختفي في لحظات هي سيوف تمنع الشياطين والأبالسة والجن، ولا أعرف الفرق بينها، من دخول ملكوت السماء!!
أحمد الصراف
المسألة كلها وباختصار، هي أن يتولى شخص ما قيادة مجلس الإدارة، فإما أن يتولاها وفق القانون الذي وضعه الشعب الكويتي من خلال مجلسه ويتمتع في مجلس الإدارة بأغلبية مريحة جداً جداً (الثلثين)، وإما أن يتولاها بشكل مخالف للقانون ويحوز أغلبية مطلقة.
لو طُرِح على أي شخص عاقل هذين الخيارين… بالتأكيد سيختار البديل الأول، بما أن النتيجة واحدة، وهي تولي مجلس الإدارة بأغلبية الثلثين، لأنه بذلك لن يعارض القانون ولن يعرقل سير الأمور، بل سيتمكن إن كان مديراً ناجحاً، من تحقيق الأغلبية المطلقة بحسن إدارته.
لكن أن تتحول هذه المسألة البسيطة إلى قضية شائكة عسيرة أرهقت الكويت كلها لمدة عامين ونصف العام، فهو أمر يدل على مقدار التقهقر والتخبط اللذين تعيشهما الكويت، والسبب طبعاً هو وَهَن الحكومة برئاسة الشيخ ناصر المحمد الذي لم يحِد وبعد فشل حكوماته الخمس أو الست السابقة، لا أذكر العدد، عن منهج التهاون مع كل متجاوز، وهو أمر بلا شك سيؤدي إلى وقف حال البلاد مجدداً، حتى إن كانت أغلبية المجلس تقف معه.
أُقرت قوانين في فبراير 2007 كان من بينها قانون ينص على أن تتكون عضوية الاتحادات الرياضية من 14 عضواً، بمعنى أن يكون لكل نادٍ رياضي مقعد في مجلس إدارة الاتحاد، وهو ما يحقق العدالة في توزيع المقاعد الإدارية، على أن يتم انتخاب أعضاء مجلس الإدارة الـ14 رئيساً ونائب الرئيس وبقية المناصب في ما بينهم. الوضع الحالي للرياضة يتمثل في وجود 10 أندية متكتلة يرأسها نادي القادسية، وهي تشكل أكثر من ثلثي الأندية، وأربعة أندية متكتلة في جانب آخر، وهي تشكل أقل من الثلث، وكما هو واضح، فإنه في حال تطبيق القانون الذي أُقر في فبراير 2007، فإن الأندية العشرة التي يرأسها نادي القادسية ستحصل على كل المناصب القيادية في مجلس الإدارة، وهو أمر لا بأس به، وإن كنت أكرهه طالما تحقق بالديمقراطية.
رغم هذا النصر المحقق والقيادة الأكيدة للأندية العشرة برئاسة نادي القادسية، فإنها منذ 2007 حتى اليوم تعصي القوانين الكويتية وتعارضها علناً بدعم مطلق من ابن عم رئيس الوزراء وابن أخ سمو الأمير الشيخ طلال الفهد.
لن أدخل في نواياه ولن أقول إن الشيخ طلال الفهد يعارض ومَن معه من أجل كسر القانون أو فرض هيبته فوق القانون، بل سأقول وبحسن نية إنه يعتقد أن القوانين الكويتية غير سليمة ويعارضها، كما أعارض أنا قانون فصل التعليم المشترك مثلاً.
لكنه بدلاً من أن يمارس حقه كمواطن في معارضة القانون والسعي إلى تغييره من خلال مجلس الأمة، كما أفعل أنا مثلاً في معارضة قانون فصل الاختلاط، فهو يسعى إلى كسر القانون الموقع من عمّه سمو الأمير بكل ما أوتي من قوة، بينما حكومة الشيخ ناصر المحمد خاضعة منذ عامين ونصف العام إلى اليوم وستستمر في خضوعها كما هو واضح.
إن ما يفعله طلال الفهد ومَن معه لا يمكن أن يفسر إلا بأمر واحد، وهو اعتقاد قد يترسخ لدى كثير من أبناء الأسرة بسبب تصرف رئيس نادي القادسية وخضوع رئيس الحكومة، فمتى ما يتصادم القانون ونفوذ الأسرة، فإن الأسرة ستكون لها الغلبة بكل تأكيد، وأن ما يطبَّق على المواطن من قوانين، حتى إن عارضها، لن يطبق على المتنفذين إن عارضوها، بل إنهم سيكونون بلا شك فوق القانون.
– ضمن نطاق التغطية:
كي لا تتكرر الحجة، فإن المنظمات الرياضية الدولية كلها تجدد تأكيدها أنه لا بأس لها في أي تعديلات محلية على الأنظمة ما لم تكُن هناك معارضة داخلية، وهو ما لا يتحقق بسبب عصيان الأندية العشرة.
كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء
نشرت احدى الصحف العربية صورة لرجل كويتي يلبس نظارة شمسية (خطير) له اسم لم اسمع به قط في بلدنا وقد احتلت اعلاناته 3 صفحات كاملة، الاولى احدى موظفاته ذكّرت ضمن مقالها بأريحيته وكرمه واعمال الخير التي يقوم بها حتى انه لا يرد قط محتاجا او سائلا.. يا سلام!
الصفحة الاعلانية الثانية امتلأت باسماء مشاريع له تم الادعاء انها قائمة في الاماكن الشهيرة والغالية في ذلك البلد ولا يعلم احد حقيقة او حجم او نسبة مشاركته في تلك المشاريع المدعاة، والصفحة الثالثة امتلأت بأرقام هواتف ودعوات لاصحاب الثروات لايداع اموالهم لديه كي يستثمرها لهم بعوائد مرتفعة، ودعوات اخرى لاصحاب العقارات او الاراضي الفضاء لتقديمها له كي يطورها ويرفع من قيمتها.
احدى الالعاب الشهيرة التي يلعبها الصغار في كل مكان لعبة «عسكر وحرامية» حيث يمثل البعض دور«الحرامية» فيقومون بالاختباء عن اعين الشرطة وتنتهي عادة تلك اللعبة باصطياد من يمثلون رجال الامن لـ«الحرامية» ومحاسبتهم محاسبة شديدة تتمثل احيانا بالصفع والركل، ومع مرور السنين تحول الصغار الى كبار وتغيرت معهم قواعد اللعبة واختلطت اوراقها فلم يعد احد يميز بين العسكر وبين «الحرامية»، ولم نعرف من الذي يختبئ من الآخر، او من الذي ينهب ويسرق ومن الذي يحاسب ويعاقب.
ففي كل صباح يقرأ الناس عن عمليات السرقة والتجاوزات، فالوزارات تنهب عبر العقود غير المراقبة ويعلم من يقوم بتلك الامور ان احدا لن يسأله قط عن الاموال التي سلبت والدنانير التي سرقت بل ستتحول القضية الى ازمة سياسية اخرى تنتهي كالعادة الى لا شيء، او الى ما هو اشبه بالدخان المتصاعد في الهواء، ويستمر قطار السرقة والتجاوز مسرعا في طريقه وسط عشرات الاجهزة الرقابية مظهرا لسانه الاحمر الطويل لهم وللناس المتابعين لتلك القضايا.
وقد وصلت الرسالة سريعا الى شعبنا الفاهم والواعي فبدأت عمليات التسابق على النهب والنصب من قبل الجميع، و«اخذ ما يمكن أخذه قبل نفاد الكمية وانتهاء عصر النفط»، وتم رفع المتجاوزين على الاكتاف بدلا من دوسهم، والا فكيف نفسر اعادة انتخاب مجالس ادارات الجمعيات التعاونية التي تحول الملايين من ارباح الجمعيات الى حساباتها الخاصة؟! ولولا القرارات الحكومية بالاقالة والاحالة للنيابة وتعيين البدلاء لسرقوا كل ما يمكن تحريكه ونقله فوق الارض ولما ابقوا حتى على الكحل في العيون!
آخر محطة:
نخشى ان نكون قد تحولنا من مدينة الحقد والحسد الى عاصمة النصب والاحتيال، ولا حول ولا قوة الا بالله.