يعتبر الدكتور والمحاضر الياباني شيكياكي هينوهارا البالغ من العمر 97 عاما ونصف العام، اكبر طبيب ومحاضر معمر لا يزال يعمل من دون انقطاع منذ 68 عاما.
اسس د. هينوهارا، بعد الحرب العالمية الثانية، مستشفى خاصاً اصبح مع الوقت الاهم والاشهر في طوكيو العاصمة. كما انشأ اكبر مركز تمريض في طوكيو، ويقوم شخصيا بادارة الجهتين كرئيس، ويلقي الكثير من المحاضرات سنويا، ومنذ بلوغه 75 عاما وضع 150 كتابا بيع من واحد منها فقط اكثر من مليون نسخة.
يقول الدكتور هينوهارا الذي اسس ورأس «حركة المعمرين الجديدة» في اليابان، انه يشجع الاخرين على التمتع بالعيش طويلا وان يكونوا سعداء في الوقت نفسه، ويقول ان الطاقة التي يحتاجها الجسم تأتي من الشعور بالصحة والعافية وليس من الاكل او النوم الجيدين. وفي هذا الصدد يقول اننا عندما كنا اطفالا نلعب بسعادة كنا ننسى الاكل او النوم، وبالتالي من الضروري عدم تقييد النفس بقواعد نوم وطعام صارمة. ويورد الدكتور ملاحظة غاية في الاهمية حيث يقول ان العامل الوحيد المشترك بين جميع المعمرين، بصرف النظر عن الجنس او الجنسية، ان لا احد منهم شكا او يشكو من الوزن الزائد، فالوزن الزائد هو اس البلاء وجالب الامراض. يقول هينوهارا انه يتناول القهوة صباحاً مع كأس حليب مذاب به ملعقة زيت زيتون. اما عند الغداء فانه يتناول بعض قطع البسكويت مع كأس حليب، او لا شيء ان لم يكن مشغولا بعمله ولا يشعر بالجوع. اما في العشاء فالخضار هي المفضلة مع السمك والارز. كما يتناول قطعتي لحم مرتين في الاسبوع. ويقول ان من المهم جدا ان نخطط حياتنا مسبقا، وان جدول اعماله مزدحم حتى عام 2014، وسيقوم في عام 2016 بحضور الالعاب الاولمبية في طوكيو. كما لا يعتقد أن هناك حاجة للتقاعد، على الاقل ليس قبل بلوغ الـ 65 بأي حال، فعمر الستين عاما حدد عندما كان معدل الحياة اقل من الان بكثير، فقبل سنوات قليلة كان هناك 125 معمرا في اليابان مثلا، اما اليوم فهناك 36 الفا اعمارهم فوق المائة وسيتجاوزون 150 الفا خلال 20 عاما فقط.
وينصح الدكتور اولئك الذين لديهم خبرة او معرفة او موهبة بمشاركة الاخرين بها، فهو مثلا يقوم باعطاء 150 محاضرة سنويا، منها 100 للمدارس الاعدادية. ويقول انه يلقي محاضراته جميعا واقفا لكي يبقى قويا، وكلما كانت الفرصة متاحة استخدم الدرج بدلا من المصعد. ومن المهم برأيه عدم الاهتمام الزائد بالماديات، وتكديس الثروات، فلا يعرف احد متى يموت!!
* مقتبس من الانترنت بتصرف
أحمد الصراف
habibi [email protected]
الشهر: يونيو 2009
ومن السَّمار ما قتل
الطريق إلى القدس
نحتاج الى نهج جديد للتعامل مع التشريعات الانفعالية التي يحرج بها بعض النواب زملاءهم الآخرين لتصدر بعد ذلك تشريعات وقوانين يستحيل تطبيقها كحال قانون الضوابط الشرعية الذي ارجو من الزميل العزيز د.وائل الحساوي ان يرجع الى نصه ليكتشف انه غير مقتصر على المرشحات بل يشمل نصا الناخبات، ومن ثم نشاطره ما خطه في مقاله على «الراي» بأن هناك من بلغ به الغباء لحد اصدار تشريع يستحيل تطبيقه، وقاتل الله العجلة والتسرع.
نشرت مجلة «روز اليوسف» قبل فترة فتوى لوزير الاوقاف المصري يطالب فيها المسلمين بأن يزوروا المسجد الاقصى حتى لو اقتضى الامر ان يطلبوا الاذن من السلطات الاسرائيلية، حيث ان هجر الاماكن الاسلامية المقدسة فيه ضرر كبير على المسلمين، وقد سبق لليبيا المتشددة اسلاميا ووطنيا ان ارسلت حجاجها للقدس دون ان يحتج احد وخاصة اصحاب القضية.
ان القوانين الدولية والتوجه العام في المنطقة نحو مسار الاعتدال في مرحلة ما بعد خطاب الرئيس اوباما يتطلبان من السلطات الاسرائيلية الا ترفض طلب اي مسلم او مسيحي لزيارة المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس حتى لا تتكرر اخطاؤنا كعرب عندما ضيقنا ومنعنا اليهود من زيارة حائطهم المقدس و«خطآن لا ينتجان صوابا واحدا».
نقول هذا ونحن نقرأ مقترحا لبعض النواب الافاضل قد يكون شابه بعض الاستعجال، يفرضون خلاله عقوبات مغلظة على أي عمليات اتصال مباشرة باسرائيل مما يعني بالتبعية حرمان المسلمين ـ ومن ضمنهم الفلسطينيون ـ من زيارة القدس التي تسيطر اسرائيل على شؤونها السياسية والادارية.
وإشكال ذلك المقترح الذي يربط بين زيارة المقدسات الاسلامية وهوية الجهة الادارية التي تشرف عليها هو انه يدعم بطريقة مباشرة وقوية مطالبات بعض الجهات المغرضة بشل وغل يد المملكة العربية السعودية في الاشراف على الحرمين الشريفين بحجة ان سياستها لا توافق هواهم.
آخر محطة:
بديهية.. دعم القضية الفلسطينية والحفاظ على المقدسات الاسلامية يقتضيان تكثيف الزيارات لها، لا مقاطعتها، ولا حول ولا قوة الا بالله.
أسئلة الستين.. وإهانات الكبار *
س: أين يمكن لرجل مثلي في الستين ان يجد سيدة جميلة تهتم به وتسعد بوجوده؟
ج: في قسم الكتب الخيالية.
س: ما الذي بإمكان الرجل القيام به عندما تمر الزوجة بمرحلة «سن اليأس»؟
ج: الانشغال بأي شيء، ويفضل تعديل وتحضير سرداب البيت، فقد يحتاج للنوم فيه مستقبلا.
س: كيف يمكن زيادة ضربات قلب الرجل فوق الستين من العمر؟
ج: ان تخبره زوجته بأنها حامل.
س: كيف يمكن التغلب على التجاعيد التي تملأ الوجه، وبالذات حول العينين؟
ج: بعدم ارتداء النظارات الطبية، او ربما عدم استخدام حمالات الصدر، ليقوم قانون الجاذبية بعملية الشد التلقائية.
س: لماذا يفضل من تجاوزوا الستين استخدام خدمة ايقاف السيارات؟
ج: لأن الشباب الذين يقومون بإيقاف سيارات هؤلاء لا ينسون اين اوقفوها.
س: لماذا يشكو ابناء الستين من مشكلة الذاكرة القصيرة؟
ج: ليست لديهم مشكلة الحفظ، ولكن المشكلة تكمن في استعادة المعلومات.
س: مع تقدم العمر، هل يصبح النوم أكثر عمقا؟
ج: نعم، ولكن عادة في فترة الظهيرة.
س: ما الملاحظة التي عادة ما تصدر عن كبار السن فور دخولهم محل آثار قديمة؟
ج: يا الله، انني أتذكر هذه الاشياء.
وعندما يود السياسيون والادباء البلغاء اهانة خصومهم، فإنهم عادة ما يلجأون لأساليب تورية جميلة، فقد وصف تشرشل احد خصومه بالقول ان لديه جميع الفضائل التي يبغضها، ولا شيء لديه من الموبقات التي يعجب بها.
اما «كلارنس دارو» فقد قال انه لم يقتل احدا في حياته، ولكنه قرأ الكثير من كلمات الرثاء في الصحف بسعادة كبيرة.
أما الكاتب الاميركي مارك توين فكتب عن احد غرمائه بأنه لم يحضر جنازته، ولكنه ارسل لذويه رسالة يعلمهم فيها بعدم ممانعته إجراءها!
اما الكاتب المسرحي البريطاني أوسكار وايلد فقد وصف احد خصومه بأن لا اعداء لديه، ولكنه كان مصدر كره وبغض من قبل اصدقائه.
وأرسل برنارد شو الاديب الايرلندي الشهير الى السياسي الانكليزي تشرشل تذكرتين لحضور حفل افتتاح واحدة من اشهر مسرحياته، وكتب خلف احداها: «احضر صديقا معك.. ان كان لديك صديق»!
فأعاد تشرشل التذكرتين له وكتب خلف الاخرى: ليس بإمكاني حضور حفل الافتتاح، ولكني سأحضر الليلة التالية.. ان كانت هناك ليلة ثانية!
وعن أوسكار وايلد انه قال ان البعض يسبب السعادة اينما ذهب، والبعض يسبب السعادة عندما يذهب.
ووصفت الليدي استور تشرشل، الذي كان فظّاً معها، بأنه مخمور، فرد تشرشل قائلا: هذا صحيح يا سيدتي، وانت قبيحة. وغدا صباحا سأكون غير ذلك، اما انت فستبقين قبيحة. ويقال انها قالت له يوما انها لو كانت زوجته لوضعت له السم في قهوته. فرد عليها قائلا: يا سيدتي لو كنت زوجتي لتناولت تلك القهوة بسرور.
(*) عن الإنترنت، بتصرف.
أحمد الصراف
قال «فضيلته»… أكد «سماحته»!
المحرك الأول للناس في المجتمع البحريني هم «المشايخ»…في الأعم الأغلب!
بل لا نبالغ إذا قلنا إن عالم الدين أو فضيلة الشيخ أو سماحته، هو المحرك الأول للناس في كل المجتمعات الإسلامية، لكن مع شديد الأسف، قلة هم من العلماء والخطباء والمشايخ، من الطائفتين الكريمتين، من ينتهجون نهج القيادة الواعية والمدركة لمصلحة الأمة، فيما ينبري عدد منهم ليصبحوا هم الألمع والأجدر.
والحال كذلك، فإن الخطأ ليس خطأ هؤلاء (المشايخ)… بل هو خطأ من يسير خلفهم بلا عقل ولا إدراك، على رغم علم الكثيرين بأن ما يقوله صاحب الفضيلة أو السماحة أو فضيلة المفتي ليس سوى تحريض للناس على بعضهم البعض (مع الأسف الشديد).
لا يقتصر الأمر هنا على طائفة دون أخرى…
اليوم، وبصريح الكلام، يتصارع «البعض» من أولئك الذين يعتبرون أنفسهم من «أتباع» العلماء… مع بعضهم البعض! ويحمى الوطيس بين الفئتين والثلاث والأربع… كل يؤكد صحة الموقف الذي تبناه هو ونسبه إلى سماحة الشيخ (…) أو فضيلة الشيخ (…)! بل يحلف بالإيمان المغلظة أن الشيخ – حفظه الله – قال ذلك!
ومع كل الاحترام والتقدير للمشايخ والعلماء والخطباء، فإن وجود نموذج من هذا النوع بين ظهرانيهم، ويتبعه لفيف من الناس، فإن ثمة عملا حقيقيا يجب أن يطلق من المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، مستندا إلى المتابعة الدورية التي تجريها وزارة العدل والشئون الإسلامية لمن يثير الناس (متجاوزا الحدود)، فيكفر ويشتم ويشعل العداوة والبغضاء، ثم لابد أن تكون هناك مبادرات متجددة لعلماء الدين في البلد للالتقاء ببعضهم البعض، فلا ندري لماذا كل هذه القطيعة؟ وبعدها، لابد من خطاب صريح وواقعي للاتباع، فما يفعله البعض منهم اليوم في المجتمع، ينبئ بالكثير من المخاطر مستقبلا؟
قبل الحديث عن الدائرة الواحدة
واضح ان مقدمي مقترح الدائرة الواحدة ليسوا اكثر فهما وقدرة وذكاء وحكمة من «جميع» حكماء وخبراء الديموقراطيات الاخرى التي تؤمن بأن الممارسة الديموقراطية الصحيحة لا تتأتى من دمج جميع الشرائح السياسية والاجتماعية والدينية والاقتصادية والثقافية بدائرة واحدة تسيطر عليها المجاميع الاكثر عددا والاشد تنظيما ـ ايا كانت ـ حاصدة جميع الكراسي النيابية تاركة 49% من الشعب بها هو اقرب لمصير السود في جنوب افريقيا او اليهود في المانيا النازية.
ان لدينا تباينات شديدة في الممارسة السياسية في الدوائر الخمس تمنع في الوقت الحالي دمجها، فالدائرة الاولى كما اتى في الملف الاحصائي للباحث الاخصائي الزميل صالح السعيدي تحتوي على 60% سنة و40% شيعة، ومع ذلك فاز 7 من الشيعة مما يدل على التسامح الكبير فيها، كما يمثل الحضر 75% من الدائرة والقبائل 25%، ومع ذلك لم تجر فرعيات حضرية لابعاد ابناء القبائل الكرام، ففاز منهم عدة نواب، كما فاز بالمركز الاول سيدة مما يدل على ان الممارسة الديموقراطية في الدائرة الاولى تقترب من الممارسات الديموقراطية في ارقى الدول المتقدمة.
والامر كذلك في الدائرة الثانية التي يبلغ الحضر فيها 78% والقبائل 22% والسنة 86% والشيعة 14%، وتظهر الدائرة تسامحها ورقي ممارستها بعدم وجود فرعيات للاكثرية فيها تبعد الآخرين فيفوز ابناء القبائل الكرام والشيعة والنساء، ومرة اخرى تتطابق الممارسة السياسية في الدائرة مع اكثر الممارسات رقيا في العالم.
الدائرة الثالثة تحتوي على 87.5% حضرا و12.5% قبائل و86% سنة و14% شيعة، ومع ذلك تخرج الدائرة نواب قبائل وشيعة ونائبتين، ومرة ثالثة تثبت الدوائر الصغيرة التي ستذوب حال التحول لنظام الدائرة الواحدة رقيها وتسامحها، والواجب ان نشهد مثل تلك الممارسة في الدوائر الاخرى «قبل» الحديث عن الدمج لا بعده.
وتحوز اكبر قبائل الدائرة الرابعة 17% من اصوات الناخبين (17 الفا)، وثاني اكبر القبائل 13% (13 الفا)، وتحصد القبيلتان الكريمتان اللتان يبلغ مجموعهما 30% من الاصوات بسبب الفرعيات 90% من الكراسي الخضراء، ولا يظهر في الافق اي امل بفوز النساء او القبائل والفخوذ الصغيرة او الحضر او الشيعة لا بسبب عدم الكفاءة بل بسبب الانتماء العرقي رغم انهم يمثلون 70% او سبعين الفا من الناخبين.
ويفوز عادة مرشحو القبيلتين الكبيرتين في الدائرة الخامسة وهي الاكثر بالفرعيات كما تظهر الاحصاءات بأصوات تقارب 15 الف صوت للائحة الفائزة مما مجموعه 110 آلاف، اي اقل من 14%، دون اعتبار مرة اخرى للنساء او الشرائح الاخرى في الدائرة، كما ان فوز تحالف الاقليات الاخير بـ 3 مقاعد لا يقل سلبا عن مخرج فرعيات القبائل الكبيرة كونه يعتمد بالمطلق على رابطة العرق والدم لا على الكفاءة والقدرة والطرح السياسي كما هو الحال في الدوائر الثلاث الاولى، مما يخل بمبدأ تكافؤ الفرص امام الجميع.
آخر محطة:
1 ـ يجب ان تتشابه الممارسة السياسية الصحيحة في جميع الدوائر لا البعض منها قبل الحديث عن الدائرة الواحدة، والا فستطغى الممارسة السالبة وتنتقل الفرعيات من بعض الدوائر الى جميعها ضمن الدائرة الواحدة.
2 ـ ستحتّم الكلفة المالية الضخمة للترشح ضمن الدائرة الواحدة الا ينزل للانتخابات الا الاثرياء او المدعومون بالمال السياسي الداخلي او «الخارجي» وهنا مكمن الخطورة.
3 ـ مصير الشعوب والاوطان لا يجوز ان يصبح عرضة لـ «خفيّة» اصحاب نظرية «خلونا نجرب وبعدين نشوف».
4 ـ العزل المتوقع ضمن مشروع الدائرة الواحدة لشرائح كبيرة ومؤثرة من المجتمع الكويتي سيجعلها تطالب ـ وليس السلطة ـ بوقف العملية الديموقراطية للابد.
5 ـ اذا صعب او استحال وقف الفرعيات على مستوى دائرة لا يزيد عددها عن 100 الف، فماذا سيحدث عندما تتفشى الفرعيات ضمن الدائرة الواحدة ذات المليون مواطن؟!
6 ـ اذا كانت جائزة 4 او 10 كراسي خضراء قد تسببت في الممارسات الخاطئة والتصدي لرجال الامن وضرب الوحدة الوطنية، فماذا سيحدث عندما تكون الجائزة 50 كرسيا اخضر لامعا؟ وماذا سيعمل من يفوز بها تجاه المطالبات الشعبية المدغدغة وميزانية الدولة؟
7 ـ من يتكلم عن النسبية ضمن القائمة الواحدة في الدائرة الواحدة عليه ان يرى ماذا فعل ذلك النظام بالعراق المنكوب.
8 ـ لا أستبعد دون مبالغة ان يصل التناحر على الجائزة الكبرى الممثلة بـ 50 كرسيا اخضر ضمن الدائرة الواحدة الى حدود الحرب الاهلية.
9 ـ لم يقصد من المقال الا الخير للجميع عبر تعزيز الوحدة الوطنية والارتقاء بالعملية الديموقراطية والقضاء على التفرقة والفئوية.
تذاكي الأحزاب الدينية
ذكرت في مقال نشر قبل سنوات ان معارضة الاحزاب الدينية لمنح المرأة حقوقها السياسية لم تنطلق اصلا من الصفاء الديني أو الانسجام مع النص، بل ان رفضهم كان ينبع من نوايا خبيثة، فبالرغم من علمهم التام وثقتهم الكبيرة بمقدرتهم على التحكم في اصوات المرأة وتجييرها لمصلحتهم في أي انتخابات برلمانية، بسبب المجاميع الكبيرة التي كانت تقف في صفوفهم في الانتخابات الطلابية وفي جمعيات النفع العام والمجتمع المدني، فإنهم كانوا أيضا على ثقة بأن هذا الولاء «النسائي» لن يطول كثيرا، وان المرأة متى ما خرجت من تحت عباءة فكرهم وتنسمت رياح الحرية، وعرفت ما يمثله صوتها وحقها السياسي من قوة، فإن ولاءها للفكر المتخلف لن يطول كثيرا. ولهذا استماتت القوى الدينية بكل اطيافها في منعها من حقوقها، ولكن لم يكن من الممكن وقف عجلة التاريخ من الدوران الى الابد! وما ان حصلت المرأة على حقوقها كاملة حتى رأى الجميع وصولية المنتمين للاحزاب الدينية، وكيف غيروا استراتيجياتهم بالكامل، واصبحوا يتذللون للمرأة ويحاولون كسب ودها لنيل صوتها بشتى الطرق. ولو قام احد بمراجعة سريعة لندوات مرشحي الاحزاب الدينية وما قالوه في المرأة ومكانتها وحقوقها لوجد الحجم الكبير لذلك الانقلاب في فكر هذه الاحزاب الوصولية ومواقفها التي لم تستطع وقف حتمية ما حدث!
ان وصول المرأة الى البرلمان بعد نيل حقوقها لا يعني انتهاء المعركة وقبول الطرف الآخر المتخلف بالهزيمة، فلا شك ان النائبات سيواجهن مصاعب كبيرة في وظائفهن الرقابية والتشريعية القادمة، وبالذات من زملائهن الرجال! فغالبية هؤلاء رضعوا كراهية المرأة والحط من قدرها منذ الطفولة، وكل ما يقولونه الآن ويدّعونه من مناصرة لها ولحقوقها لا ينم عن شعور صادق، فهم لم يولوها قط كثير اهتمام في حياتهم، ولكنها اصبحت فجأة محط انظارهم وملء سمعهم وبصرهم، سياسيا، بعد ان اصبحت صوتا انتخابيا مؤثرا، خصوصا مع زيادة اهمية دورها وتأثيرها وثقافتها السياسية.
ولو قامت «سكرتارية» نائبات المجلس بمراجعة وجرد الكم الكبير من التصريحات والوعود التي بذلها هؤلاء النواب بجزالة، عندما كانوا مرشحين، لوجدت فيها الكثير مما يصلح الاستعانة به واستخدامه كأداة في كسب هؤلاء النواب لمصلحة قضايا المرأة. هذا على افتراض صدق نواياهم، خصوصا ان العديد من هؤلاء سبق ان صرحوا بانهم سيسعون لتحسين معيشة المرأة ورفع مستواها وازالة ما لحق بها من ظلم جراء القوانين التي اقروها بأنفسهم، وأنهم سيعملون على انصافها بتعديل كافة التشريعات التي تعنى بشؤونها، والعمل على منح ابناء الكويتية المتزوجة بغير كويتي الحق في الحصول على الجنسية، وتسهيل قوانين الاسكان، ومساواة المرأة بالرجل في الاجر والعمل، ورفع نسبة مشاركتها في المناصب القيادية، وفتح كافة مجالات العمل لها! ولكن لو قمنا بمراجعة مشاريع القوانين التي تقدم بها اي من هؤلاء النواب «الكرام في وعودهم الشفوية» لما وجدنا أيا منهم اهتم بهذا الامر اكثر من غيره، ولو أننا نتوقع من البعض منهم الكثير الآن. وعلى النائبات في المجلس تذكير هؤلاء النواب بوعودهم الانتخابية التي قطعوها للناخبات في مخيماتهم الانتخابية.
أحمد الصراف
أنا أخو العيال
كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء
أمس الكويت واليوم لبنان وغداً إيران
بعد النتائج المبهرة للانتخابات الكويتية التي اظهرت التوجه الشعبي العام نحو الاعتدال والتنمية والوطنية والبعد عن التشدد واصحاب التوجهات الخارجية بجميع مشاربهم، اظهرت نتائج الانتخابات اللبنانية وجود توجه عقلاني مماثل لدى الشعب اللبناني الشقيق يتناغم ايجابا مع خطاب الرئيس اوباما الاخير.
فالفوز المظفر لقوى 14 آذار يعني الفوز لمشروع الدولة على مشروع الحزب، ولصوت التعقل والتنمية والاعتدال على صوت التأزم والدغدغة والحرب، ولمنهاجية الانتماء للبنان الوطن الحر الديموقراطي النهائي على مشروع لبنان الولاية و«الساتلايت» التابع لبعض القوى الاقليمية التي تعشق حتى الثمالة استغلال اراضي الغير لحروب الوكالة التي تدمر وتشطر الامة.
لقد شعر المواطن اللبناني بان انتصار خطاب المعارضة الذي تمثله قوى 8 آذار يمهد لتفجير شامل للبنان عبر وضعه في مواجهة مع المجتمع الدولي ومحيطه العربي ومن ثم تعريضه للحصار على معطى استحقاقات المحكمة الدولية التي ترفض قوى المعارضة التعامل الايجابي معها، كما سيمهد ذلك الوصول لحرب جديدة مع اسرائيل تدمر ما تم تعميره.
وأعتقد ان لخطابي السيد حسن نصرالله المنحاز وبشدة لايران مما ارعب حتى بعض حلفائه من أتباع الجنرال، وخطاب «اب ثورة الارز» البطريرك صفير الذي صب لمصلحة قوى 14 آذار، وانتقاد الجنرال عون لرئاسة الجمهورية، اثرا فاعلا في النتائج التي تحققت.
ونتمنى ان تمتد اشعاعات الحضارة والتنمية والاعتدال التي اظهرتها نتائج الانتخابات الكويتية واللبنانية الى الجارة الشقيقة ايران، فقد كفى شعبها الصابر ما ذاقه طوال عقود عديدة على ايدي قوى التطرف والتأزم والاحتراب، وحان وقت مصالحته مع جيرانه في المنطقة ومع القوى الدولية الجديدة ليتفرغ لتنمية ذاته واسعاد ابنائه.
آخر محطة:
(1) كانت جميلة للغاية ردود الفعل الاولية من السيد فؤاد السنيورة والشيخ سعد الحريري حيث مدا ايديهما للمعارضة وطلبا من اتباعهما عدم الاحتفال وازالة الصور والتفرغ للعمل، ولنا ان نتصور ما كان سيحدث لو انتصرت المعارضة وما كان سيقوله قادتها.
2 – من الاعراف والممارسات الديموقراطية الجميلة تهنئة الفريق الخاسر للفريق المنتصر وهو ما لم يحدث، بل كان التصريح الاول للنائب حسن فضل الله تضمن طلب الثلث المعطل «من تاني» الذي اسقطته نتائج الانتخابات، والذي كان سبب التأزيم في السنوات الاربع الاخيرة.
3 – الشكر الجزيل للاخ الفاضل نجيب العمر مشرف مركز خدمة المواطن في «الحكومة مول» على الاداء المتميز واكثر الله من امثاله.
“الأمريكاني”
قلة فقط لا تزال تتذكر وتعرف ما كان يعنيه «مستشفى الارسالية الاميركية» American mission hospital او «الأميركاني»، في تاريخ الكويت الحديث، على الرغم من عظم تأثير عمل اطباء المستشفى الايجابي في غالبية الاسر التي كانت تعيش في الكويت، ومن اي طبقة اجتماعية او جنسية كانت، منذ بدايات القرن الماضي وحتى منتصف ستيناته!
وعلى الرغم من ان اطباء الارسالية الاميركية جاءوا الكويت قبل مائة عام، فان من غير المعروف، بشكل دقيق الكيفية، او الظروف التي قدموا على اساسها كأطباء وكمبشرين بالدين المسيحي من قبل The Reform Church of America، ولو ان الرواية الغالبة تقول ان الشيخ مبارك الصباح الذي استعان بهم اثناء وجودهم ووجوده في البصرة، في شفاء احد اخواته او بناته، قد دعاهم بعدها لزيارة الكويت. ولكن عدم ثقته بهم وبقدراتهم في الايام الاولى لقدومهم الكويت يضعف الرواية الى حد ما.
بعد ما يقارب الستين عاما من العمل المخلص والجاد، تخلت الارسالية الاميركية عن دورها العلاجي المميز الذي نجحت فيه بشكل كبير، ودورها التبشيري الذي لم توفق به كثيرا، وربما باعت مبناها الجميل الواقع على تلة مواجهة للبحر، وغير بعيد عن البرلمان، للحكومة الكويتية، وكان ذلك في عام 1967، بعد زيادة المستشفيات الحكومية والخاصة، وما واجهته الارسالية من ضائقة مالية، وربما مضايقات دينية وسياسية اخرى.
وقد قام سفير الولايات المتحدة السابق، وبمناسبة قرب حلول الذكرى المئوية الاولى للعلاقات التاريخية بين اميركا والكويت، برعاية تحويل مباني مستشفى الارسالية، التي بني اولها عام 1914، الى صرح تاريخي ومتحف ومركز ثقافي. وكان جميلا جدا اناطة امر رعاية المبنى والاهتمام به لــ «دار الآثار الاسلامية»، برعاية الشيخة حصة سالم الصباح التي ربما لولاها، ولمبادرة الامير الراحل جابر الاحمد، لكانت مباني المستشفى التاريخية الآن ساحة تملأها الفئران، او سكنا للعزاب يحصل على ايجاره متنفذ غير معروف.
شكرا لدار الآثار الاسلامية، والشيخة حصة على مشروعهما العظيم بتحويل مبنى الاميركاني الى مركز ثقافي ومتحف. والشكر موصول للشيخة ألطاف سالم العلي لرعايتها الكريمة لبيت السدو (البدر)، فجهود هاتين السيدتين بجهود مائة رجل خامل.
أحمد الصراف