سامي النصف

قلوبنا مع الشعب الإيراني البطل

الصورة في طهران هذه الأيام هي أقرب للصورة في برلين النازية منتصف الثلاثينيات عندما كان الطاغية هتلر في طريقه للسير بشعبه إلى هاوية الحروب مع القوى الكبرى، وقد حضّر لذلك بقمع الداخل والتدخل في شؤون الدول المجاورة بحجة انها مجاله الحيوي الذي يحتاجه في حربه القادمة مع العالم والتي انتهت بانتحاره ودمار بلده.

لقد قرر مرشد عام الثورة الإيرانية وقبل أشهر من الانتخابات الرئاسية ان أحمدي نجاد هو الرئيس القادم (!) وقد هنأه بذلك مما يعني أن الشعب الإيراني حتى لو صوت بنسبة 100% لموسوي فإن أحمدي نجاد هو الرئيس الفائز رغما عن أنف 80 مليون إيراني تم اختزالهم برغبة شخص واحد.

لقد استنزف النظام القمعي في إيران ثروات شعبه في مغامرات الخارج بالعراق ولبنان وفلسطين وغيرها وقد كان الأمر محتملا لو انه حرم شعبه من التنمية والإعمار والإنجاز في سبيل إعمار تلك الدول إلا أن الواقع المعيش يظهر بصورة لا لبس فيها ان تلك الأموال «غير النظيفة» قد استخدمت في اشعال الحروب وتدمير العراق ولبنان وغزة.

لقد أباح نظام الرئيس نجاد لنفسه حق التدخل في شؤون الدول الأخرى بقصد التدمير لا التعمير فلماذا لا تتدخل دول العالم ونحن من ضمنها في الشأن الإيراني لإنقاذ شعب إيران البطل من الديكتاتورية التي ستقوده لحروب خاسرة قد تقسم إيران بعدها لعدة دول ويقضى على منجزاتها الحضارية؟!

إن المطلوب هو دعم الشعب الإيراني البطل بكل الوسائل فإن فاز الشعب وفاز المرشح موسوي الذي وعد بتسخير موارد إيران لخدمة شعب إيران سعدت إيران وسعدت بلداننا وسعد العالم، وإن فوتنا الفرصة واستمر الرئيس نجاد في الحكم – وهو الأمر الأكيد – فستتعس إيران وتتعس بلداننا ويتعس العالم والأمر هذه الأيام ليس بعيدا عن حقبة «السكاكين الطويلة» التي قضى من خلالها الطاغية هتلر على المعارضة ليمضي قدما في مشروعه الذي انتهى بدمار بلده وجيرانه.

آخر محطة:
 1 – ستشهد المنطقة خلال عام أو عامين تداعيات بقاء الديكتاتورية بالحكم في طهران وسنندم كالعادة عندما لا ينفع الندم وستنقسم المعارضة الإيرانية البطلة بين السجون ودول الاغتراب.

2 – الملاحظ أنه كلما قوي الرئيس نجاد زاد الدمار والتأزم في المنطقة وكلما ضعف كنتيجة لشح عوائد النفط استتب الأمن في ربوع دول الإقليم.

احمد الصراف

الشكر لأميركا والعتاب لنا

أبدت شخصيات سياسية وجهات حكومية ونشطاء سياسيون غضبهم وامتعاضهم، مما ورد في تقرير وزارة الخارجية الأميركية السنوي عن حقوق البشر في الكويت. وأدرج التقرير الكويت، للسنة الثالثة على التوالي، ضمن الفئة الثالثة السوداء، في مجال المتاجرة بالبشر، وهو التقرير الذي ساهمت السفارة الأميركية في الكويت «مشكورة» في إعداده.
وقال بعض المعترضين إن أميركا، بسجلها غير الإنساني، وسوء معاملتها لسجناء «غوانتانامو»، هي آخر جهة يحق لها انتقاد الدول الأخرى. وهذا كلام سنتفق، على مضض، على صحته، وبالتالي يجب على أميركا التخلي عن دور شرطي العالم! وهنا يصبح أمامنا أحد خيارين في موضوع التصدي لانتهاكات الدول «المتخلفة» لحقوق البشر: إما ترك معالجة هذا الموضوع لكل دولة لتهتم به بطريقتها، أو أن يعهد لجهة غير أميركا مهمة التصدي لإعداد التقرير السنوي عن أحوال حقوق الإنسان في العالم، خاصة أن تكليف الأمم المتحدة بالأمر سيكون غير مجدٍ لأسباب كثيرة.
وحيث إن لا أحد منا، وفي الكويت بالذات، يرى ترك موضوع حقوق الإنسان لكل دولة على حدة لتهتم به، فقد كانت تجربة الغزو والاحتلال خير شاهد على حاجتنا للعالم لكي يتدخل في شؤوننا ويحررنا من الغازي، فإن خيار إيجاد دولة أخرى هو الباقي! فما هي الدولة الأكثر تأهيلاً، غير أميركا، والأكثر استعداداً للتصدي لاعداد مثل هذا التقرير الخطير والمكلف والمعقد ونشره ومتابعة تطبيقه، وتوقيع العقوبات بمختلف أشكالها، على الدول المخالفة؟ وهل هناك حقاً من يمتلك ما تمتلكه أميركا من قوة وسلطة وما توفر لديها عبر سنوات من البحث من كم هائل من المعلومات شبه الكاملة عن أوضاع العمالة في كل دول العالم تقريباً؟ كما ان ما تمتلكه من أجهزة علنية وسرية تساعد في إعداد مثل هذا التقرير لا تتوفر في أي دولة أخرى. وهنا نجد ان خياراتنا تصبح شبه معدومة، فالدول الأوروبية الأخرى التي من الممكن أن تتصدى لهذا الموضوع، إما أن سجلها الاستعماري لا يساعدها على ذلك، أو أنها عاجزة، مقارنة بأميركا، أو غير راغبة في التصدي بشكل كامل لمثل هذه القضية الشديدة الحساسية والتعقيد، وبالتالي لا خيار للعالم أجمع غير أميركا.
وفي رد لوزير الشؤون على التقرير، فقد وصفه بأنه «غير منصف»، وأن ديننا نص على احترام حقوق الإنسان (!!). وافتخر الوزير بأن وزارته، بالتعاون مع وزارة العدل «بصدد» دراسة قانون تجريم الاتجار بالبشر! فكيف يكون التقرير «غير منصف» ونحن لا نزال، وعلى الرغم من كل الانتقادات التي وجهت لنا على مدى سنوات، ندرس تجريم الاتجار بالبشر؟
أما اتحاد عمال الكويت فقد صرحوا بأن التقرير لم يفاجئهم لأنهم طالما دعوا الحكومة لاتخاذ الإجراءات والتدابير التشريعية التي من شأنها تلافي هذه الاتهامات، وأن التقرير تضمن حقائق. كما شدد الاتحاد على دور الحكومة السلبي في التعامل مع مكاتب استقدام العمالة وإعادة تنظيم هذا القطاع حفاظاً على حقوق هذه الفئة.
ولا ننسى هنا فضيحة الـ 1200 شركة وهمية التي استقدم أصحابها، وبتواطؤ حكومي بيّن، عشرات آلاف العمال مقابل قبض مبالغ نقدية كبيرة منهم، وترك هؤلاء في الشارع ليواجهوا مصيرهم المظلم من دون عمل ولا دخل ولا أمن ولا مستقبل ولا حتى خبزة جافة!
الشكر كل الشكر لأميركا وسفارتها على جهودهم في كشف عيوبنا وجرائم البعض منا ومتاجرتهم بحقوق البشر وسكوت حكومتنا عن كل هذه المخالفات سنة بعد أخرى. وكان حرياً بنا تقديم الشكر لها على جهودها، لا توجيه اللوم والعتاب، فكما «سمحنا» لها قبل 20 عاماً بتحريرنا وإعادة إنسانيتنا لنا، فإن من حقها، وهي التي ضحت بأرواح أبنائها من أجلنا، أن تحذرنا من عدم إنسانية البعض منا مع الغير وسلبهم لحقوقهم، مع سبق الإصرار والترصد.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

محمد الوشيحي


يا خدا

معلش، من يغضبه القول إن «الإنسان الإيراني أكرم وأفهم وأنقى وأرقى وأصدق وأحق بالحياة من الإنسان العربي»، فليغادر أرض المقالة حالاً، وعلى وجه السرعة، فالقادم من الكلام أشد وأنكى وأنيل بستين نيلة مما تظنون. ومن يبحث عن قصائد المديح في العرق العربي، كي يمغّط يديه ويسند ظهره إلى الحائط ويوزع ابتسامات الزهو على المارة، فلينفذ بجلده.

هو الإيراني، الأكثر قدرة على التحمل، والأطول نفساً. وفي الحرب العراقية الإيرانية، كاد صدام يبكي بعدما توهم أن الحرب أنهت ركعتها الأخيرة من صلاة العشاء، وقرأت التحيات، لكنه فوجئ بصوت من إيران: «أقم الصلاة، تو الناس يحفظنا ويحفظك الله»! فلطم أبوعدي لطماً يليق به، واغرورقت عيناه بالدموع، واحرورقت رئتاه بالشموع، ومضى يلهث ويلعن الساعة التي تحرش فيها بقوم لا تنقطع أنفاسهم.

وبالمقارنة، الإيراني شعلة من النشاط، والعربي شعلة من الشياط والهياط. الإيراني خلية نحل، والعربي خلية قمل. الإيراني كما التركي، رجله على الأرض وأنفه يعوق الطائرات، وهو أبداً لا يقبّل الأيادي والأكتاف، ولا يكتب الأغاني الوطنية للزعماء، بل للوطن وحده، معلش يعني.

لكن آآآخ عليك يا إيراني يا بطل، الحلو ما بيكملش، فما يكاد يشاهد عمامة من هناك حتى يحني رأسه ويسلّم عقله عند البوابة ويستلم بدلا منه كوبوناً، على أن يسترد عقله يوم القيامة، إن شاء الله! ثم يسلّم بعد ذلك المال والحال والعيال وكل ما يطلب منه.

والإيراني بطبيعته روحاني، ويصدق كل ما يقال له عن الغيب، حتى لو كان خزعبلات بأجنحة مطاطية تمنع التسرب، وأحمدي نجاد وجماعته يعرفون السالفة وما فيها، لذا قال نجاد عند بدء ولايته الأولى: «جئت لأمهد الطريق لظهور المهدي المنتظر»، والمهدي المنتظر يؤمن به السنة والشيعة (عد إلى حكاية جهيمان واحتلاله الحرم، وتذكر حكاية مقتدى الصدر عندما زار الكويت وقال: «إن الأميركان احتلوا العراق ليس من أجل النفط ولا لأي سبب آخر، بل ليمنعوا ظهور المهدي»! أي كلام في السابعة مساء بتوقيت غرينتش).

وكما أن الماء يُفقِد بعض المعادن خصائصها، كذلك الخزعبلات تفقد الإيراني خصائصه النادرة كلها، يا خسارة… انظر إلى نجاد عندما ذكر أنه تحدث في هيئة الأمم المتحدة محاطا بهالة ضوئية، دلالة على البركة، وراح السذج من القرويين يصيحون بانبهار: «اللهم صلِّ على محمد وآل محمد».

وبالخزعبلات والشعوذة وتفسير الأحلام تساقطت الجثث في إيران، فمات المسرح، ومات الفن التشكيلي، وحملت صناعة السينما أولادها وهربت ومعها الرواية والابتكار وكل ذي علاقة بالحداثة، وهذه أشياء لا يمكن أن تنهض الدول من دونها، وارجع إلى عظمة أميركا واربطها بعظمة فنّها، فالفن الحقيقي عمود خيمة النهضة، لأنه يخاطب العقول. وفي إيران خلت الساحة أمام رواية واحدة ممجوجة، سيطرت على الأجواء، رواية «معركة الجمل»، وراح المؤلفون الدراويش يلتّون فيها ويعجنون، وينثرون الملح عليها كي لا تفسد لطول مدة التخزين، وتوقفت إيران عند الجمل، أو بالأصح، تراجعت إليه، وراحت ترسم علاقاتها مع الدول على خطى الجمل، وسعت إلى زعزعة أمن جيرانها على ضوء الجمل، وزادت في عهد نجاد مراكز مخابرات وامبراطوريات مالية تشتري الولاءات، ووو، وأمسى البسطاء يصلون على محمد وآله ويستجدونهم قوت يومهم وهم يقرأون رواية معركة الجمل، وبكت إيران وتهاوت.

لكن إيرانيي اليوم، أو إيرانيي الغد، الشباب، حكّوا جباههم (خاصية حك الجبهة للتفكير تثير غضب العمامة، إذ لا بد من إزاحة العمامة كي يسهل حك الجبهة)، فأدرك الشباب الملعوب، وكشفوا غطاء الحلة فعرفوا الطبخة، فقرروا استعادة الشموخ الإيراني الذي سقط من شاهق، وها هم يستخدمون المدونات الإلكترونية، وهم من أفضل المدونين في العالم، وأضحت الموبايلات وكاميراتها فضائيات تنقل الأخبار إلى الخارج، بعدما طردت العمائم وسائل الاعلام العالمية كي لا تنقل عنفها وغضبها، لكنها (أي العمائم) تدرك أن الشباب الإيرانيين ليسوا عرباً إذا ارتفعت العصا وحدوا ربهم ثلاثاً وهتفوا بصوت واحد: «امباااااع».

إيران اكتشفت مكان خزانة الملابس أخيراً، فاتجهت إليها لتستبدل العمامة بالبنطلون، فانتظروها… يا خُدا. 

احمد الصراف

هل سيقف العالم معنا ثانية؟

نشرت مجلة تايم الأميركية الشهيرة مقالا، في 24 ديسمبر 1990، في ذروة معاناة الكويت وشعبها من الاحتلال الصدامي، ورد فيه أن قلة كانت تعرف شيئا ما عن الكويت، لولا التعهد الذي صدر وقتها عن الرئيس الأميركي جورج بوش الأب، بضرورة تحريرها من احتلال صدام! وإن الكويت اشتهرت بغطرسة وتكبر شعبها وحكوماتها، وأنها كانت دولة غير ديموقراطية، وقت وقوع العدوان عليها. ولم يكن أحد ليهتم بأمرها ومعاناتها من الاحتلال، بسبب ضآلة حجمها ومثالب حكوماتها، لولا ثروتها النفطية الكامنة تحت رمال صحرائها!.. ولكن هل هذه هي الحقيقة؟ وهل ستتغير الكويت إلى شيء أفضل بعد تحريرها؟ تجيب المجلة بالقول إن الكويتيين يميلون إلى الإيمان بأن الأوضاع في الكويت ستتغير حتما إلى الأفضل بعد التحرير، وهذا أيضا ما تتمناه أغلبية نصف المليون جندي، الذين قدموا من بلدانهم لتحريرها من حكم صدام. ولكن مع قيام هذا الأخير بإطلاق سراح رهائنه من مواطني الدول الأوروبية وأميركا، فإن العالم اصبح يتساءل: هل من المجدي حقا موت أي جندي في سبيل تحرير الكويت؟
* * *
ومع اقتراب الذكرى السنوية للاحتلال والتحرير فإننا، وبعد عشرين عاما، نعيد طرح السؤال نفسه مع تغيير الصيغة للحاضر ونقول: هل استحق تحرير الكويت حقا كل ما بذل في سبيله من أرواح ودماء ومصابين وثروات طائلة؟
لاشك في أن الأغلبية الساحقة من شعوب الأمم الحرة تؤمن بأن الأمر كان يستحق حقا كل تلك التضحيات والتكاليف البشرية والمادية الهائلة، ولكن هل «العالم الحر» على استعداد للوقوف معنا مرة أخرى، ان تعرضت مصالحنا وأمننا الحيوي للخطر؟ لاشك في ان الإجابة ستكون نعم كبيرة أخرى، ولكنها ستكون مشروطة هذه المرة باستمرار بقاء الحياة الديموقراطية في الكويت من دون انقطاع! فقيادات دول العالم ستفكر كثيرا قبل ان تتدخل لتخليص أمة ما من حكم دكتاتوري لتسلمها إلى حكم يشبهه، ولو كان منه وفيه. وبالتالي يصبح المقياس الديموقراطي، وحكم الشعب لنفسه، من خلال حكومة دستورية، هو المحك الذي يمكن من خلاله الإجابة عن مدى أحقيتنا بما بذله العالم الحر من أرواح وأموال في سبيل تحريرنا، وما سيكرر فعله، حال تعرضنا لأي خطر خارجي.
نكتب ذلك على ضوء كل ذلك الضجيج الذي أثاره، وسيثيره مستقبلا، بعض أعضاء البرلمان في العراق وسياسييه وصحافته عن الكويت، واستقلالها وحدودها وكرامتها، وضرورة قيامها بإسقاط مطالباتها على العراق، وإعادة النظر فيما تم توقيعه من اتفاقيات حدود وأمن معها. فهذه التصريحات وما يماثلها، أو يزيد عليها تطرفا، الآن أو مستقبلا، لن تعني شيئا طالما بقي الدستور الحصن الذي يستظل به الجميع، والذي يعني أن العالم الحر سيقف معنا مهما كانت درجة المخاطر والضغوط التي قد نتعرض لها. ومن المجدي هنا تخيل وضعنا النفسي والمالي والاقتصادي والسياسي في هذه الأيام بالذات، لو كانت الكويت تعيش في ظل حكم غير ديموقراطي ومن دون برلمان! فمن الذي كان سيقف معنا ماديا وماليا وعسكريا؟ لا أحد بالطبع. ومن هنا نعتقد أن الضمان الوحيد لبقائنا مستقلين وكرماء في وطننا يكمن في بقاء ديموقراطيتنا من دون مس!
* * *
• ملاحظة: تصريح السيد محمد المهري، مع حفظ بقية ألقابه، عن مواقف بعض سياسيي العراق من الكويت، بأنه «يضمن شخصيا»، وطنية الحكومة العراقية الحالية، وحسن نواياها، وعدم عدوانيتها تجاه الكويت، ذكرني برد كابتن طائرة مدنية مملوءة بالركاب، عندما طلب منه مسؤول برج المراقبة عدم الهبوط بسبب سوء الأحوال الجوية، فرد عليه قائلا: «ما تئلأش، أنا حنزل على مسؤوليتي الشخصية»!

أحمد الصراف
habibi [email protected]

محمد الوشيحي

الشعب الكاتب


اقتلني ولا تطلب مني الحديث في ندوة، بل لا تَدْعُني إلى حضور الندوة من الأساس، فأنا أكره الندوات وأكره حاملها وكاتبها وبائعها وشاريها والذي يمر في شارعها. وهذا إقرار مني واعتراف بعدم صلاحيتي للندوات، فأنا رجل يعشق الورقة والقلم وتقديم البرامج، أما غير ذلك فربّنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعفُ عنا واغفر لنا وارحمنا.

وعندما أقول «غير ذلك» فأنا أعني كل ما هو «غير ذلك» بالفعل، وبمعنى الكلمة. فأنا مهندس لا أفهم الهندسة، بل إن علاقتي بالهندسة مثل علاقة النائب عادل الصرعاوي بنائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد الفهد، كره وحقد عميق، من طرف واحد. والصرعاوي كانت له جماهيرية عظمى في قلوب أبناء الدائرتين الرابعة والخامسة، لكنه سقط من أعينهم وقلوبهم غير محسوف عليه، بعدما صار همه الوحيد تعقّب الفهد مثل ظله، فتضاءل حجمه إلى أن اختفى خلف نقطة. لكنه الآن والحمد لله بدأ يتشافى ويتعافى من مرض أحمد الفهد، وها هو يتقدم باقتراح لدراسة ظاهرة الكتابة على الجدران.

المهم أنني لا أحب الندوات ولا أحب من يحبها، وفي هذه الأيام انتشرت الندوات، اللهم يا كافي، انتشار السرطان في جسم المريض. فالشعب الكويتي الأبيّ كله يؤسس تجمعات، والتجمعات تعقد الندوات، والندوات كئيبة، مملة رتيبة، لا فائدة منها ولا عائدة. ومع ذلك تتكاثر. أمر غريب. هل نعشق النكد إلى هذه الدرجة؟ أم أن الفراغ وغياب «الدولة» هما السبب؟ يجوز هذا وذاك.

الأمر الغريب الآخر هو رغبة الشعب كله في الكتابة في الصحف، وكأن ما لدينا لا يكفينا، فجريدة مثل الزميلة «الوطن» يكتب فيها نحو مئة كاتب، منهم النظامي ومنهم الميليشياوي، أي الذي يكتب في فترات متقطعة. وآخر المنضمين إليها هو نائبنا المفضال سيد القلاف، الذي يرتدي لباساً خاصاً لم أره على أي معمم سواه، ركّزوا على بشته، وحاولوا أن تجدوا له مثيلاً بين المعممين، الأحياء منهم والميتين، ثم ركزوا على ماركة قميصه، وستجدون علامة «فيرساتشي» تظهر بوضوح، وهذا دليل على أن الرجل يواكب العصر. لكن السؤال الذي لم يواكب إجابة عندي هو: أليس أتباع القلاف هم من قادوا مسيرة احتجاجية ضد جريدة «الوطن» قبل سنوات، ورموا الصناديق أمام مبنى الجريدة انتصاراً له؟ طيب ما الذي تغيّر في الأمر كي يكتب القلاف فيها عموده الصحافي؟ لا أدري.

أقول إن الشعب الكويتي كله يريد أن يتحول إلى كتّاب أعمدة صحافية، ولا أدري من الذي سيقرأ حينئذٍ. يا رحمة الرحمن.

كما امتلأت الديرة بالندوات، ستمتلئ بكتاب المقالات فترة من الزمن، ثم تختفي الندوات وينقرض كتّاب المقالات وتتلاشى بعض الصحف. 

احمد الصراف

عندما يسقط الدكتاتور

عندما سقط حكم شاه إيران غير مأسوف عليه قبل 30 عاما، وتسلم آية الله الخميني حكم البلاد، كنت الوحيد، في محيطي الواسع، الذي وقف معارضا حكمه، ومحذرا من سيطرة رجال الدين على مقاليد دولة «مهمة وحيوية» مثل ايران، مع كل تخلفها! وقد عارضني واختلف معي كثيرون، كما اختلف معي غيرهم قبل فترة قصيرة من موقفي من السيد حسن نصر الله، لاعتقادي الراسخ بأن رجل الدين، والمسلم بالذات، آخر من يصلح للسياسة. المهم ان الامام الخميني لم يخيب ظني، فبعد خمسة اشهر من الثورة «المباركة» تراجعت حقوق الاقليات والمرأة في ايران الى الحضيض، وساهمت سياسة تصدير الثورة التي تبناها، وأعلنها في القضاء على ما تبقى من عقل في رأس صدام، ودفعه إلى محاولة «التغدي» بنظام الخميني، قبل قيام هذا بــ«التعشي» بنظامه!
وهكذا عاشت المنطقة برمتها في جحيم على مدى 8 سنوات، فقد خلالها مئات الآلاف أرواحهم، واصيب الملايين بجروح وندوب نفسية وجسدية دائمة، وخلفت الحرب ملايين المقعدين والأرامل والأيتام في البلدين، وفوق ذلك ضاعت مئات مليارات الدولارات في شوارع المدن، أو دفنت تحت رمال الصحراء الحارة. وعندما حانت فرصة الخميني لكسب الحرب، ولو معنويا، عندما نجحت قواته في اخراج العراقيين من أرضه، وأعطي فرصة فرض شروطه على العراق وبقية دول المنطقة، إلا انه، كرجل دين مسكون بالشك من الآخر، وبعدم ادراكه لما تعنيه السياسة من فن الممكن، وبسبب ايمانه بالمظلومية، وبإرث تاريخي لا يسمح بقبول التسوية وحلول الوسط، فقد رفض الخميني كل محاولات التهدئة والصلح وأصر على السير في خيار الحرب الى النهاية، وانتهى الأمر به الى الاضطرار لتجرع كأس السم، على حد قوله، والقبول بالصلح مع عدوه الشخصي صدام حسين! ولولا تلك الحرب العبثية وما خلفته من دمار وخسارة مالية ضخمة للعراق (كون صدام لم يعبأ يوما بالخسائر البشرية) لربما لم يفكر ذلك المعتوه في غزو الكويت.. على الأقل بكل تلك الفجائية والفجاجة والحقد.
ان النظام الديني الذي وضعه آية الله الخميني، والذي لايزال ساريا في ايران، هو الذي أزاح آية الله منتظري، الخليفة المتوقع، وجعله رهين محبسه، وهو الذي حدد اقامة آية الله شريعتمداري، أكبر رجال دين عصره، وفرض التعتيم عليه، الى أن مات، وهو الذي قتل وشرد وسجن جميع أبناء الثورة وقادتها الحقيقيين من أمثال بازركان وبني صدر وإبراهيم يزدي والمئات غيرهم، وهو الذي فرض رجل دين مغموراً متواضع المعرفة الدينية، مرشدا وقائدا أعلى للجمهورية من بعده، وبسلطات لا يحلم بها أي دكتاتور في جمهورية موز أو دولة افريقية متخلفة، فالغطاء الديني، الذي يرسم هالة كبيرة من العظمة على رأس المرشد، أقوى من جيوش دول عدة!
ما حدث في ايران اخيرا، ونأمل ألاَّ يتغير الأمر قبل نشر هذا المقال، هو بحكم الزلزال. فاحتمال وقوع انقلاب عسكري في ايران، أمر مستبعد بسبب تعدد مراكز القوى وتشابكها، ولكن الشعب الذي أسقط الشاه في الشارع قبل 30 عاما، وفي ظاهرة تاريخية لم تتكرر منذ الثورة الفرنسية، بإمكانه أن يفعل الأمر ذاته، لتغيير النظام بصورة سلمية، لتعود ايران دولة صديقة وجارة عزيزة، كما كانت في السابق.
•••
ملاحظة: على الرغم من كل ارتباطاتي، لكنني لم أقم بزيارة ايران خلال 40 عاما تقريبا الا مرة واحدة، وكان ذلك خلال فترة الاحتلال الصدامي للكويت، وكانت لبضعة أيام فقط ولغرض تجاري بحت!

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سامي النصف

الخيالة

ما كان لرحلتنا للاردن والضفة وسورية ان تتم لولا الدعم الفاعل لوزراء ووكلاء وزارتي الخارجية والاعلام ومتابعة سفيري الاردن في الكويت والكويت في الاردن وطاقمي سفارتيهما ومدير مكتب «كونا» في عمان ورجال السلطة في الضفة وحماس في دمشق.

وقد ترأس الوفد الزميل شديد الديناميكية عدنان الراشد وكوكبة من «الخيالة» ممثلة في كل من الزملاء منى ششتر وبدرية درويش وحسين عبدالرحمن وعصام الفليج ومحمد الدوسري وعبدالصمد الفاتح، وقام بجهد ملحوظ كل من الزميلين جهاد الرنتيسي في عمان وهدى العبود في دمشق.

وقد بلغ ترحيب الاخوة الفلسطينيين بالوفد الكويتي حدا جعل الرئيس ابومازن يؤخر سفره للضفة ويستقبلنا لمدة جاوزت 3 ساعات تخللتها وجبة غداء لم يتوقف الحوار السياسي خلالها، وقيام الاخ خالد مشعل بتسهيل عملية دخول الوفد لدمشق وتواصل اللقاء الاعلامي معه منذ الساعة 12 ليلا حتى صلاة الفجر تخللتها وجبة عشاء او سحور على وجه التحديد، وسنرجع لتلك المقابلة التاريخية في وقت آخر.

ولم تقل حميمية الاخوة في الاردن عن اخوتهم في فلسطين، فتم لقاء مع مستشار الملك عبدالله الثاني ايمن الصفدي ومع وزير الداخلية نايف القاضي ووزير الاعلام د.نبيل الشريف، وفي جميع تلك اللقاءات امتد الحوار لساعات عديدة لم تكن في حسبان مديري مكاتب الوزراء، كما لم يكن ذلك الترحيب المميز مختصا بشخوص الوفد بل بالكويت عامة ويمكن متابعة الحوارات والصور على موقع «كونا» للانباء.

وكان الاخ عبدالصمد مصطفى قد قام بجهد شخصي تكلل بزيارته القدس في الصباح الباكر ثم عاد ظهرا ليبلغنا ويدلنا على الطريق الامثل للوصول دون عراقيل، مما جعلنا نسميه «عبدالصمد الفاتح» ونضع رقابة لصيقة عليه من قبل الزميل حسين عبدالرحمن كي نعلم تحركاته ونسبقه اليها.

آخر محطة:
مما قاله السيد خالد مشعل ان بعض المنظمات الفلسطينية الاخرى المفضلة من قبل دولنا العربية قد قامت بالتدخل في شؤون الدول الاخرى وقتلت الابرياء وخطفت الطائرات وفجرت السفارات، ومع ذلك غفرت لها اخطاؤها بينما تفرغنا نحن لقضيتنا فلم نتدخل او نقتل او نخطف، فلماذا نقاطع ونعادى ويتم التودد..؟ سؤال مهم!

احمد الصراف

استبدال السافاك بالملالي

بعد الانفتاح السياسي الذي شهدته الكويت مؤخرا على اثر الهزيمة التي تعرضت لها قوى الردة والتشدد، وما تمخضت عنه الانتخابات النيابية اللبنانية من فوز لتيار العقلانية والوطنية على التطرف والاصطفاف الطائفي المدعوم من الخارج، فقد توقع، أو تمنى، الكثيرون أن تستمر موجة الإصلاح والعقلانية في المنطقة لتشمل إيران بخسارة تيار أحمدي نجاد المغالي في طائفيته وتشدده الديني والعسكري، وجاءت كل تلك التمنيات على خلفية عدة متغيرات دولية وإقليمية كان آخرها الخطاب التاريخي الذي ألقاه الرئيس أوباما في القاهرة قبل أيام. وكنت في الحقيقة أنوي كتابة مقال في حينه عن توقعاتي المتشائمة عن الانتخابات الإيرانية ولأبين صعوبة حدوث أي تغير حقيقي على الأرض ضد رغبة المرشد الأعلى، وأن النتائج ستكون عكس ما هو مطلوب لا لشيء إلا لكي لا يفسر نجاح المرشح الإصلاحي في الانتخابات الإيرانية على أنه دليل ضعف موقف «الولي الفقيه»، نائب الإمام الغائب، والذي يحكم إيران بصورة مطلقة ولا راد لرغباته وأهوائه، ولكن مشاغل السفر المفاجئة منعتني من كتابة ذلك المقال، خصوصا أنني كنت أتمنى، مع كثيرين غيري، خسارة نجاد، ونهجه!!
أميل للاعتقاد بأن تزويرا، بدرجة ما، قد جرى في الانتخابات الأخيرة في إيران. فلا يمكن أن يستمر شعب، مهما كانت درجة تخلفه، في التصويت، المرة تلو الأخرى، لنظام ونهج تسببا في هجرة أفضل عقوله للخارج وعزلته الدولية وبلوغ أوضاعه الاقتصادية درجة كبيرة من السوء. فهذه السنوات العجاف التي تمر بها إيران تشبه كثيرا السنوات الأخيرة لنظام الشاه السابق، عندما كانت الأوضاع الاقتصادية وقتها في الحضيض وكانت للسافاك، أو الشرطة السرية، اليد الطولى في حكم البلاد، وكان تزييف أي انتخابات أمرا عاديا، وكانت السجون تمتلئ بالسجناء السياسيين، والتذمر الشديد يملأ النفوس. وعليه فإن من الصعب توقع حدوث أي انفراج سياسي او اقتصادي كبير في أوضاع إيران من دون التخلص من نظام «ولاية الفقيه»، الذي أدى، منذ اليوم الأول، لاستبدال بطش السافاك بسطوة رجال الدين!! فهذا النظام السياسي الفريد من نوعه، والمتصادم بقوة مع منطق الحكم والعصر، لا يمكن أن يسمح بتقدم أوضاع أي دولة تتبعه بسبب الهالة شبه المقدسة التي يتمتع بها «المرشد الأعلى» المطلق الصلاحية والذي لا يسمح بتجاوزه أو حتى مناقشة صحة قراراته، مهما اتسمت بالتطرف والشدة. ولو تم انتخاب أي رئيس جمهورية إصلاحي فإنه سيكون عاجزا عن فعل شيء دون موافقة المرشد الأعلى، والشعب الإيراني يعلم ذلك جيدا، وبالتالي لا يمكن تفسير مظاهرات الاحتجاج في غالبية مدن إيران الكبرى إلا بكونها استفتاء على إلغاء نظام ولاية الفقيه، لتصبح إيران دولة ديموقراطية بالمعنى الصحيح… أو ربما نحلم بذلك!!

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

المحرق… المنفتحة دائما… الأصيلة أبدا!

 

يبالغ من يقول إن مدينة المحرق العامرة، لا يمكن أن تكون «هي المحرق» من دون المقاهي الشعبية، أو لا يمكن أن تكون أسواق المحرق هي التي تعرفها المحرق ويعرفها أهل البحرين من دون اللقاءات والجلسات التي تحتضنها تلك المقاهي الشعبية يوميا وفي مختلف الأوقات وخصوصا في المساء، أصلا، حالها في ذلك حال المنامة العاصمة.

نعم، حين يقال إن المحرق لا تكون هي تلك المدينة العامرة إلا بمقاهيها الشعبية، ففي ذلك تجاهل لموروث تاريخي وحضاري كبير من الأصالة والمحافظة والمعاصرة في آن واحد، لكن لا يمكن مسح الصورة التراثية لمقاهي مدينة المحرق التي ربما نشأت في أربعينيات أو خمسينيات القرن الماضي وفصلها عن حاضر المحرق اليوم، بل شهدت الكثير من المقاهي التراثية القديمة خلال السنوات العشر الماضية تجديدا كتراث ومظهر شعبي وأماكن للترويح واللقاءات بين الأهالي من مختلف مناطق وأحياء المدينة.

خلال الأيام الماضية، أثارث قضية إغلاق أحد المقاهي ردود فعل متفاوتة، فهناك فريق يرى أن القرار صائب لما فيه حماية للصغار والناشئة من مخاطر الشيشة، وكذلك إنهاء معاناة الإزعاج التي يتعرض لها القاطنون بالقرب من تلك المقاهي، في حين يرى فريق آخر أن تطبيق اللوائح القانونية المنظمة وحماية الناشئة والصغار لا يجب أن يتحول إلى شكل من أشكال الحجر على الحريات الشخصية، وحرمان الناس من أماكن الترويح، والمقاهي الشعبية أولها، وخصوصا أن شريحة كبيرة من أهالي المحرق، بل ومن كبار شخصياتها ورجالاتها، يلتقون ببعضهم البعض في المقاهي التي اعتادوا على ارتيادها منذ سنين.

من المؤسف حقا، أن تتحول قضية (المقهى) التي بلغت مبلغا من النقاش إلى حد صدور توجيهات عليا تقضي بتأجيل تنفيذ الحكم القضائي إلى حين الوصول إلى حلول توافقية بين أصحاب الدعوى وأصحاب المقهى ومرتاديه بعد المناشدات… من المؤسف أن تتحول إلى حال من الخلاف، وإن كانت محدودة، فالمحرق وأهلها مشهود لهم بالانفتاح، وفي ذات الوقت، المحافظة على العادات والتقاليد دون إسفاف، ولأن النسيج الاجتماعي متنوع ومتناغم، فإن لكل شريحة حقها في ممارسة حياتها بالشكل الذي يناسبها، على أنه من اللازم تركيز الاهتمام على إيجاد المزيد من المشروعات الترفيهية والسياحية، سواء من قبل النواب أو من قبل المجلس البلدي أو من جانب بلدية المحرق.

قبل قضية هذا المقهى، ومنذ فترة زمنية ليست ببعيدة، كانت العيون مركزة على مقهى (بو خلف) وهو مقهى تاريخي يعود تأسيسه إلى مطلع القرن الماضي وليس من الهين إغلاقه! وهو الذي مثّل ولا يزال يمثّل جزءا من حياة الكثير من أهل المحرق، ومع بروز قضية مقهى (المرواس)، تجدد الحديث عن وجود توجه لحرمان أهل المحرق من صورة تراثية ارتبطوا بها كثيرا، وهنا، لا يعترض الكثير من مرتادي المقاهي الشعبية على ضبط المخالفات، لكن الاعتراض يرتكز على تقليص مساحات الترويح شيئا فشيئا في ظل محدودية الخيارات الأخرى… فلا شواطئ مناسبة، ولا متنزهات ومراكز ترفيهية للأطفال والعائلات تفي بالغرض، اللهم إلا القليل القليل منها.

وبعد، من غير اللائق اعتبار أهل المحرق الذين يرفضون إغلاق المقاهي الشعبية أنهم (أباليس) أو غرباء أو ما شابه من تسميات وأوصاف نشبت بدرجة مثيرة للاستغراب حتى في بعض المواقع الإلكترونية، وتحولت إلى ساحة لتبادل الاتهامات والهجوم على بعض الشخصيات من نواب وبلديين ومثقفين وغيرهم، والحال ذاته، لا يمكن اعتبار من يطالب بضبط المخالفات في المقاهي على أنه من المد الساعي للحجر على حريات الناس! لكن، من الصعب على ما يبدو اقتلاع المقاهي الشعبية من الحياة اليومية للكثير من أهالي المحرق… هكذا يبدو، فلا تجعلوها قضية مصيرية يا جماعة يتناحر بسببها الناس… واتركوا لهم خياراتهم.