علي محمود خاجه

خمسة ملايين ما يصير… الدستور يصير ؟!

نعم، إن فضيحة اللوحات الإعلانية بددت من أموال الدولة خمسة ملايين دينار جديدة تضاف إلى رصيد التبديد والهدر السابق على مر السنين، ونعم بإمكاننا أن نجد أكثر من حالة هدر وإسراف من «الداخلية» وغيرها على مر السنوات، لعل أقربها هي اللوحات الإرشادية الإلكترونية التي لم تقدم أو تؤخر بشيء في الطرقات، غير أنها تخبرنا بما نشاهده، كوجود أمطار في الشوارع أو رؤية أفقية منخفضة.

كما يعلم الجميع أن الاستجواب لا يكون دستوريا إذا ما تمت محاسبة الوزير على فترات سابقة لوزارته، حتى إن كان هو وزير الوزارة السابقة، إلا في الحالة التالية، كما نقل لي أحد المدونين الكرام، وهو ما ذكره الأستاذ أحمد الديين عن حكم المحكمة الدستورية بخصوص استجواب وزير حول ما سبقه من أعمال إليكم نصّه:

«إذا استمرت تلك الأعمال في عهد الوزير معيبة دون أن يتخذ بشأنها في حدود سلطته إجراءً أو تصرفاً مكنته قانوناً لإزالة العيب أو إصلاحه فإن هذه الأعمال بالنظر إلى استمرارها معيبة خلال فترة ولاية الوزير لوزارته تكون داخلة في اختصاصاته، بما ينفسح معها مجال مسؤوليته السياسية عنها، ويسوّغ بالتالي استجوابه بشأنها وفقاً للدستور».:

ما حدث في الإعلانات الانتخابية كما قلت مسبقا فضيحة لن نقبلها أبدا، ولكن دستوريا وقانونيا كما فهمت فإن الاستجواب على هذه الجزئية هو فعل باطل قانونيا، بحكم أنه في فترة وزارة سابقة، ولم يستمر للفترة الحالية، ولا يمكن محاسبته بالاستجواب بل من خلال طرق أخرى كالنيابة أو محكمة الوزراء.

نعم لمحاسبة الوزير بل لإقصائه أيضا، ولكن وفق الأطر الدستورية، فالدستور الذي نص على حرمة الأموال العامة هو نفس الدستور الذي نص على عدم جواز تعطيل أي حكم من الدستور، وعليه فإن ما بُني على باطل فهو باطل.

قد يتذرع البعض بقبول الوزير صعود المنصة لإضفاء الشرعية والدستورية على الاستجواب، وهو كلام واه، فلو أن الوزير لم يصعد المنصة وطالب بتحويل الاستجواب إلى المحكمة الدستورية، لكان مصيره وحكومته كاملة المنصة ومن ثم عدم التعاون، وهو ما ألمح إليه المُستجوب في فترات سابقة.

وعليه فإن الوزير قَبِل الصعود كي لا يوصم بالهروب وعدم الجرؤة، ولكن أن يُقدّم استجواب غير دستوري من تكتل يدّعي صيانة الدستور هو ما يستدعي استجواب هذا التكتل من قبل الناس.

ختاما لن أقبل أبدا أن يهدر فلس واحد من أموال الدولة، كما أني لن أقبل قطعا باستعادة هذا الفلس عن طريق التعدي على الدستور.

ضمن نطاق التغطية:

السيد وزير الداخلية أتمنى ألا تعتقد ولو لبرهة أن وقوفي والكثيرين غيري ضد الاستجواب وما ترتب عليه من طلب لطرح الثقة، يعني بأي شكل من الأشكال القبول بالفعل المبدد لأموال الدولة من قبلك، وهو أمر لن نسكت عنه أو نقبله أبدا.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

سامي النصف

هل وقع سعد في الفخ؟!

انتهت الانتخابات اللبنانية بفوز فريقي 8 و14 آذار معا فلم يكن لحزب الله، كما ذكرنا في مقال سابق، مصلحة حقيقية في اكتساح الانتخابات وتشكيل حكومة تكون في مواجهة العالم مما سيضر به على المدى الطويل، والأفضل بالنسبة له انتصار جزئي لقوى 14 آذار مادام وفر له الاعتراف به كمقاومة وبشرعية حمله للسلاح كما حدث، مفكرو حزب الله أذكياء واستراتيجيون من الدرجة الأولى.

فاز الساحر نبيه بري ـ الذي يعتبره البعض رجل الكويت في لبنان بسبب صلاته الوثيقة بعائلة آل الخرافي الكرام ـ بولاية رئاسية خامسة رغم انه لا ينتمي للأكثرية النيابية ورغم انه لم يتعهد بعدم اغلاق البرلمان كما حدث في الماضي القريب، ومع إعلان الفوز المتوقع للرئيس بري لعدم وجود منافس ولاتفاق القوى عليه انطلق الرصاص ابتهاجا مما نتج عنه سقوط بعض الجرحى وهي عادة لبنانية متأصلة نرجو الا نقلدها في الكويت.

وانطلق الرصاص مرة أخرى عند حصول الشيخ سعد الحريري على ثقة مجلس النواب رغم عدم وجود منافس له، ومرة أخرى يسقط الرصاص على الناس الآمنين رغم تنبيه نبيه بري وسعد الحريري اتباعهما بعدم الاحتفال بهذه الطريقة المؤذية والمروعة الا ان فورة دم الشباب تجعلهم لا يستمعون للنصح.

ونحن ممن يرون ان تولي الشيخ سعد الحريري مقاليد الوزارة في هذا الزمن العصيب ودون ضمانات تعاون من الكتل المختلفة هو خطأ استراتيجي كبير ومطب وقع فيه، وكان أفضل له ان يقوم بما يقوم به السيد حسن نصرالله في المعارضة أي بقاءه مرجعا للقوى السياسية المتحالفة معه دون ان يحتل موقعا سياسيا يجعله عرضة للهجوم الدائم والابتزاز السياسي انتظارا لظروف سياسية أفضل في المستقبل.

وقد طالب في الماضي أعدى أعداء قوى 14 آذار أمثال النائبين سليمان فرنجية وميشيل عون بتولي سعد الحريري مقاليد رئاسة الوزراء بدلا من الرئيس المخضرم فؤاد السنيورة مما يدل على ان هناك نوايا مبيتة نحو سعد تروم قتله سياسيا والإساءة لسمعته عند المواطنين والناخبين اللبنانيين.

آخر محطة:
(1) من قراءة سريعة لأرقام نتائج الانتخابات اللبنانية الأخيرة نجد تباينا ضخما بين أعداد الناخبين في الدوائر الانتخابية ومن ثم الأعداد الدنيا اللازمة للفوز، فمثلا فازت السيدة ستريدا جعجع بدائرة بشري بـ 13 ألف صوت بينما احتاج النائب علي المقداد في دائرة الهرمل لـ 109 آلاف صوت للنجاح، وضمت بعض الدوائر 50 ألف ناخب ودوائر أخرى 260 ألف ناخب دون اشكال.

(2) استضافنا الصديق غسان بن جدو في برنامجه الشائق «لقاء مفتوح» على قناة الجزيرة وقد كان التصوير في حديقة احد المطاعم المعروفة الواقعة في الضاحية الجنوبية من بيروت وقد ارعب مكان المطعم وملكيته الضيوف الناقدين لمسار الرئيس احمدي نجاد فاعتذروا عن الحضور ويا.. حيف على الرجال!

احمد الصراف

أين أنت يا بادي من زمان؟

يعتبر انتخاب النائب «الدكتور» بادي الدوسري عضوا في البرلمان من اعظم مخرجات صناديق الانتخابات الاخيرة. وما كنا لنضع لقبه الاكاديمي بين قوسين، لو لم نجده سابقا اسمه في احدى الصحف، ولولا قيام حضرته بانتقاد قرار وزيرة التربية والتعليم العالي السابقة، المتعلق بعدم الاعتراف بالشهادات الصادرة عن جامعات فلبينية وهندية محددة، حيث ذكر النائب ان القرار تضمن خرقا واضحا للقانون، وتعمدا في انتقائية الجامعات بشكل مصلحي! أي ان للوزيرة مصلحة في عدم الاعتراف بجامعات معينة!
ولو كنا مكان السيد بادي، الذي اشتهر في الاسبوع الاول من نيابته من خلال التشبه بالصحافي العراقي الذي رمى الرئيس بوش بحذائه، وكانت شهادتنا من جامعة معترف بها، لما احزننا قرار الوزيرة، فكيف يتساوى معي من حصل على شهادة مماثلة لشهادتي مقابل مبلغ من المال؟! أما ان كانت شهاداتي من النوع اياه، لما تجرأت حينها على فتح فمي محتجا ومنتقدا قرار الوزيرة! ولكن مع كل هذا اتفهم وجهة نظر النائب، التي طالب فيها ايضا بالسماح للدارسين في جامعات غير معترف بها، بإكمال دراستهم والاعتراف بشهاداتهم، لان الاصرار على تطبيق قرار سيلحق الظلم بــ 4500 طالب منتسب او ملتحق او «دافع من منازله»!
وهنا، وفي السياق نفسه، نتمنى على وزيرة التربية والتعليم العالي الحالية، ان يشمل عطفها طلبتنا الدارسين في جامعات غير معترف بها في الاردن ومصر والبحرين، فعدد هؤلاء يبلغ الآلاف ايضا، وهم بحاجة للاهتمام نفسه والاستثناءات نفسها! كما نتمنى على وزير الكهرباء اسقاط فواتير استهلاك الكهرباء عن المواطنين المتخلفين، لا لشيء الا لان عددهم يزيد على 250 ألفا. وبسبب كبر حجم المتخلفين عن سداد فواتير الهاتف الارضي، فإننا نستصرخ ضمير وزير المواصلات للعمل على اسقاط تلك الفواتير عنهم، ايضا بسبب كبر حجمهم، الذي يقارب الــ 85 ألف مشترك في الخدمة، فمن غير المعقول معاقبة كل هؤلاء المواطنين، لانهم لم يقوموا بسداد فواتير هاتف.
ومادمنا في الجو نفسه، فإننا نطالب وزارة التجارة بإلغاء تهمة الغش والتزوير عن كاهل 3 آلاف مواطن، ومقيم على الأقل من المتهمين بتزوير وتأسيس شركات وهمية من دون رأسمال! كما نتمنى على المرور اسقاط جميع مخالفات ممنوع الوقوف، وتجاوز الاشارة الحمراء والسرعة القصوى، لأن عدد مرتكبيها يزيد على المائة الف. وبالمرة يمكن ان نخلي السجون من جميع النزلاء، فمن غير المعقول الاستمرار في ابقاء هؤلاء مساجين وعددهم يتجاوز عشرات الآلاف. اما المصارف المحلية، فعليها ايضاً اسقاط قروض المواطنين، لا لشيء إلا لان عددهم كبير، وفق النظرية «الباديّة»، مع تشديد حرف الياء!
وأخيراً نتمنى تدخل مجلس الوزراء في هذا الأمر، وتشكيل لجنة لتقوم بدراسة اعفاء المواطنين من سلفهم وديونهم وإلغاء مخالفاتهم، لدى أي جهة كانت، والاعتراف بجامعاتهم، ومن أي قارة كانت، ولو كانت بدرجة «خرطي»، مادام عدد المتورطين يزيد على الألف في اي حالة أو حادثة كانت!
شكراً لبادي الدوسري مبادرته الإنسانية، وترسيخه لمبدأ العدالة والمساواة بين المواطنين، وحتماً لا نتمنى وجود كثيرين من أمثاله في مجلس الأمة، لكي لا يرهقنا أحد في كتابة المقالات للرد على ترهاتهم.

أحمد الصراف
habibi [email protected]