غدا الجمعة، السادس والعشرين من شهر يونيو/ حزيران، ستشارك مملكة البحرين دول العالم الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات، وهو الاحتفال السنوي الذي يجدد التزام الدول والمجتمعات بمكافحة ظاهرة المخدرات والتصدي لها، وهو اليوم العالمي الذي يلزم أن يكون يوما للدعوة إلى تطبيق أشد العقوبات على تجار السموم ومهربيها ومروجيها وعدم التهاون معهم مهما كانت قوة نفوذهم.
اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، لا يجب أن يكون مناسبة احتفالية تصاحبها برامج وفعاليات ومعارض للتوعية وحسب، فمع الإيمان بأهمية هذه الفعاليات في نشر الوعي وتحذير مختلف الفئات العمرية من مخاطر الإدمان، وخصوصا بالنسبة لفئة الناشئة والمراهقين والشباب، إلا أن استمرار الضحايا الذين يلقون حتفهم بسبب التعاطي، يعني أن تجار الموت والمهربين والمروجين يتحدون الدولة! ويتحدون قوانينها، ويتحدون استقرارها أيضا.
«وفاة شاب بحريني بسبب جرعة مخدرات زائدة»، هو واحد من العناوين التي نقرأها كثيرا في الصحف، وسواء توفي هذا الشاب أو ذاك بسبب جرعة زائدة أو ناقصة، فإن الآمال المعلقة على اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات برئاسة معالي وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة تضعها أمام مسئولية كبيرة في حماية بلادنا من تجار الموت، ولسنا هنا نغفل دور رجال المكافحة الذين تمكنوا بفضل الله من ضبط عدة محاولات لتهريب كميات كبيرة من المخدرات، وتقديم المتورطين إلى العدالة، وهم يستحقون الشكر، لكن، ومع تطور عمليات التهريب والترويج باستخدام تقنيات حديثة ومعقدة، فإن المسئولية تتعاظم والمهمة تصبح أكبر ثقلا، ما يستدعي تقديم كل التسهيلات والإمكانات من جانب الدولة لتمكين رجال المكافحة من تنفيذ العمليات الناجحة لضبط محاولات التهريب المستمرة.
في اجتماع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات برئاسة معالي الوزير يوم 15 يونيو الجاري، وضعت اللجنة على بساط البحث الكثير من الخطوات المهمة، ومنها تخصيص قطعة أرض من أجل إقامة مركز متطور للعلاج من إدمان المخدرات والمسكرات سيتم إسناد تصميمه إلى جهة متخصصة، بحيث يتم مراعاة توفير أقصى رعاية للمدمنين مع توفير الخصوصية والسرية اللازمة، وناقشت فكرة إقامة معرض دائم توعوي وتثقيفي عن مخاطر المخدرات لطلبة المدارس والجامعات بمختلف مراحلهم العمرية يراعى فيه أن يتواكب مع المستجدات المختلفة لأنواع المخدرات الحديثة، التي تظهر بصفة دورية من أجل تحقيق أقصى قدر من التوعية بخطورة تلك الأنواع والتي قد يجهل طلبة المدارس والجامعات خطورتها وبالتالي يقعون في إدمانها غير مدركين لعقوبتها، والأمل معقود على اللجنة في أن تسهم في تطوير التشريعات القانونية، وابتكار الوسائل الكفيلة بتضييق الخناق على تجار المخدرات والمهربين والمروجين، فهؤلاء الذين يعملون ضمن شبكات خطيرة، لا تهمهم مصلحة البلد وسلامة شبابه، بل يهدفون إلى تحقيق الأرباح من تجارة الموت.
ستحتفل البحرين باليوم العالمي للمخدرات غدا، وستنطلق الفعاليات، وبعضها انطلق بالفعل، ولا يسعنا إلا أن نشيد برجال المكافحة وجهود اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وجهود كل المتطوعين الذين يبذلون قصارى جهدهم لتوعية المجتمع بمخاطر هذه الآفة، ونطمح لاحتفال دائم كلما سقط تجار المخدرات في أيدي العدالة.