محمد الوشيحي

علي الراشد…
في ملعبه


السياسة قسمة ونصيب، ويبدو أن النائب علي الراشد لم يوفق فيها، ولا أدري لماذا لا يتركها ويشوف له شغلة ثانية، مو عيب… أنا كنت عسكرياً فاشلاً وفلَخْتُ، وكنت على الحدود الكويتية – العراقية أيام حكم صدام، عندما ارتفع عدد تعديات العراقيين، وبدأت المناوشات الفردية بيننا وبينهم تزداد، وتدخلت قوات الأمم المتحدة – اليونيكوم – على الحدود، ولإثبات حسن النية من قبل الكويت، صدرت لنا الأوامر: «لا تطلقوا النار قبل أن يطلق العراقيون النار»! فارتفع عندي مؤشر اللون الأحمر، وصرت أمشي وأشتم كل من في طريقي، وصرت أهذي: «كيف سنطلق النار بعد قتلنا؟»، وجمعت سريتي في لحظة غضب أحمر، وأصدرت أمراً قدحته من رأسي الكريم: «لا يقبض عليكم العراقيون كما يقبضون على الدجاج الحي، أنتم أرجل منهم وأرفع كرامة، فإذا رأيتم عراقيين يحملون أسلحة، حتى وإن كانت خلف ظهورهم وعلى غير وضع التأهب، فارفعوا أسلحتكم مباشرة عليهم واطلبوا منهم رمي أسلحتهم، فإن رفضوا أو تشيطنوا، فأطلقوا النار عليهم، بالهناء والشفاء». قلت لهم ذلك، ثم فتحت مخزن الذخيرة ووزعتها عليهم باستثناء شاب صغير بطل اسمه، إن لم تخني ذاكرتي الخوانة، صلاح المطيري، فقد جردته من الذخيرة وأعفيته من مهامه لشدة حماسته وارتفاع معدل رعونته.

ودفعت غالياً ثمن أمري ذاك، ودفعت ثمن قرارات أخرى أملاها عليّ حماس الشباب، وتبين لي بعد سنين عدداً، أنني لا أصلح للعسكرية ولا هي تصلح لي، فهي تقوم على الطاعة العمياء، وأنا أعاني مرضَ الـ»لا»!، ثم إن العسكرية تستيقظ من نومها في الرابعة فجراً، وتريد رجلاً يلاعبها ويداعبها ويتغزل في شعرها في الساعة تلك، بينما حضرتنا «نوّيم» بامتياز… إذاً بالسلامة أيتها العسكرية، وبحفظ الذي لا تنام عينه، سأغادر للأسباب التي ذكرتها ولأسباب أخرى.

وليس عيباً أن تفشل في مجال فتبحث عن غيره، العيب أن تستمر في فشلك. والنائب الراشد أثبت بما لا يدع مجالاً للعك، أنه فاشل بامتياز في السياسة، وعليه مغادرتها اليوم في الرابعة عصراً قبل الزوال، فهو كثير التحلطم شديد التغمغم، وحبله قصير، بينما السياسة فرس لا يمتطيها سوى طوال الحبال. ثم إن الحكومة لن تقوم بتوزيره كما يتوهم، والنواب لن يتركوه يرتاح في عضويته التي أرادها وجاهة حتى وإن عبثت الحكومة.

وعلي الراشد نائب شكّاء بكّاء، تماماً كحال صاحبه الروح بالدم النائب سيد القلاف، «النسخة تلك الأصل» على رأي الفاجومي. وفي جلسة استجواب وزير الداخلية، تحدث الراشد معارضاً الاستجواب، هو والدكتورة سلوى الجسار، وهذا رأيهما، وكلٌّ ينام على الجنب اللي يريحه، لكن الراشد، بعكس سلوى الجسار، سحب الأمور إلى ملعب الفئوية كعادته البغيضة، وراح يدندن ويطنطن على القبيلة والعائلة، كي تنقسم البلد إلى نصفين، ويمسي من يؤيد الاستجواب من النواب الحضر خائناً يجب رجمه.

ولملعب الفئوية لاعبون يلهبون أكف الأعداء بالتصفيق المر. وكم من جارٍ كاره مبغض يجلس في مقصورته المطلة على الكويت في انتظار هدف يثمر عن هجمة علي الراشد! والراشد يبذل جهده، على أي حال، والتوفيق من إبليس الخسيس.

***

ليت الراشد وصاحبه «تلك الأصل» وبقية النواب والمهتمين يطلعون على رسالة الماجستير الجميلة التي كتبها الرائد في وزارة الداخلية / إدارة المرور سعود ناصر الطامي، وكانت بعنوان «دور البرلمان في حماية الأموال العامة، دراسة مقارنة بين مجلس الأمة الكويتي ومجلس الشعب المصري». 

سامي النصف

ماذا تعلم عن إنفلونزا الخنازير؟!

الجميع يسمع ويتكلم عن انفلونزا الخنازير والقلة القليلة هم من قرأوا عنها وحاولوا ان ينأوا بأنفسهم عن الاصابة بها، ففي البدء ليس جديدا ان تصاب الخنازير حالها حال الإنسان بالانفلونزا الا ان ذلك المرض لا ينتقل عادة للبشر والاستثناء هو الڤيروس الحالي المسمى «A-H1N1» الذي هو مزيج من ڤيروسات انفلونزا الخنازير وانفلونزا الإنسان وانفلونزا الطيور أي تحالف ڤيروسات مستعدة للفتك بالإنسان.

وقد حدثت الإصابة الأولى بهذا الڤيروس الجديد بالمكسيك أوائل شهر أبريل الماضي ولا يعرف أحد حتى هذه اللحظة مدى خطورة ذلك المرض الا ان المختصين يتوقعون ان يكون أكثر شدة وأوسع انتشارا من أنواع الڤيروسات الأخرى كونه جديدا ولا يملك الناس مناعة طبيعية ضده.

وتظهر الدراسات ان نسبة الوفاة بسبب انفلونزا الخنازير تصل الى 0.4% وهي مقاربة لنسبة الوفاة بسبب انفلونزا الانسان الا ان هذه النسبة قد تزيد بعد فترة كما حدث لوباء انفلونزا الانسان عام 1918 الذي يقال انه تسبب في وفاة 50 مليون شخص في العالم قبل ان يكتسب الانسان نوعا من المناعة الطبيعية ضده ويتوصل العلماء للتخفيف من أعراضه المصاحبة.

وتتشابه أعراض انفلونزا الخنازير مع اعراض الانفلونزا العادية ويتم التفريق بين الاصابتين بالفحوص المختبرية فقط ويتوقع ان تتواجد تطعيمات او لقاحات ضد انفلونزا الخنازير بداية شهر نوفمبر القادم ويتوافر في الوقت الحالي دواءان فعالان للعلاج والحماية هما اوسيلتاميفير وزاناميفير (سنة ذهبية أخرى لصناع وموزعي الأدوية!).

والفئات الأكثر احتمالا للإصابة بانفلونزا الخنازير تتمثل فيمن هم فوق 65 عاما أو تحت سن الخامسة والنساء الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة كالسكري والقلب والربو والأشخاص ذوي المناعة المنخفضة، وتنتشر الانفلونزا بين الناس عبر اللمس والعطس لذا تكمن سبل الوقاية في غسل اليدين بشكل متكرر وتجنب الأماكن المزدحمة أو القرب من المصابين بالانفلونزا (هل سيصدر قرار حكومي بمنع مصابي الانفلونزا من الذهاب لمقار العمل؟!).

آخر محطة:
(1): استعنت بالمعلومات آنفة الذكر من اصدارات الجمعية الملكية الأردنية للتوعية الصحية حيث لم اقرأ شيئا بهذا الخصوص من الجمعية الطبية الكويتية.

(2): في تقرير لمراسل محطة «العربية» من الأردن الزميل سعد السهلاوي اظهر كيف ان كثيرا من العادات الاجتماعية تساعد على انتشار ذلك المرض الخطير مثل تقبيل الأنف والوجنة والشرب من فناجين قهوة مشتركة والأكل من صحن كبير واحد (غنجة بالكويتي) ومرة أخرى يثبت ان عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة ليست صحيحة أو صحية بالضرورة.

احمد الصراف

طائرة الخليج الفارسي المقاتلة

تعرفت على المرحوم سليمان اللهيب في منتصف ستينات القرن الماضي، عندما كان يأتي الى البنك ليودع شيكات أعماله التجارية وايجارات املاكه العقارية في حسابه لدى البنك الذي كنت أعمل فيه وقتها. ولسبب ما كان يحرص على تسليمي معاملاته. وعلى الرغم من فارق السن والمكانة، فإنه كان لطيفا معي، مع قلة كلامه.
وقد أعادتني النبذة المقتضبة التي نشرتها «القبس» عن خصال المرحوم سليمان اللهيب، الى تلك الايام الجميلة، رغم ان ايامي الآن ليست أقل جمالا، وسررت لقيام ابنه محمد بتزويد «القبس» ببعض ما لديه من مستندات مهمة وطريفة عن والده، ومنها ايصال تبرعه بمبلغ كبير للقضية الفلسطينية بتاريخ الاول من ربيع الاول 1367 هجرية، الموافق لعام 1946، أي قبل انشاء اسرائيل بعامين، وقلة تعرف أن الكويتيين وقفوا مع القضية قبل 63 عاما، وقبل ان يقف معها، بالكلام والخطب، الكثير من المتاجرين بها اليوم، ومن الفلسطينيين الذين وقفوا ضد الكويت وكامل وجودها، وتمنى البعض الآخر منهم الفناء لها ولشعبها، ولا يلامون على ذلك، فكلنا في الجهل سواء!
كما تضمنت النبذة صورة ايصال عن مساهمة المرحوم اللهيب في شركة، أو صندوق «طائرة الخليج الفارسي المقاتلة»، وتاريخ المساهمة هو 10/11/1941، أي قبل 68 عاما! فأين تأسست الشركة وقتها، وكيف حملت مثل هذه التسمية الغريبة والطريفة في الوقت نفسه، وكيف تأسست ومن كان وراء تأسيسها، وهل نجحت في صنع أي طائرة؟ ولماذا سميت بطائرة الخليج الفارسي؟ علما بأن دول الخليج وقتها كانت في قمة تخلفها الصناعي، مع أن وضع الصناعة الحربية في المنطقة الآن، وبعد 70 عاما تقريبا، ليس بأحسن كثيرا مما كان عليه وقتها.
نتمنى أن يفيدنا أحد المتخصصين في تاريخ الكويت، الذين شغلونا كثيرا بالروتيني من الأحداث، بالبحث في تاريخ هذه الشركة، ولو أنني أشك في وجود أي مصادر أو مستندات يمكن الرجوع اليها، وقد حاولت البحث في موقع الحاج «غوغل» والحاجّة «ويكابيديا» عنها، ولكني لم أجد شيئا.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سعيد محمد سعيد

تجّار ومروجون يتحدون «الدولة»

 

غدا الجمعة، السادس والعشرين من شهر يونيو/ حزيران، ستشارك مملكة البحرين دول العالم الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات، وهو الاحتفال السنوي الذي يجدد التزام الدول والمجتمعات بمكافحة ظاهرة المخدرات والتصدي لها، وهو اليوم العالمي الذي يلزم أن يكون يوما للدعوة إلى تطبيق أشد العقوبات على تجار السموم ومهربيها ومروجيها وعدم التهاون معهم مهما كانت قوة نفوذهم.

اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، لا يجب أن يكون مناسبة احتفالية تصاحبها برامج وفعاليات ومعارض للتوعية وحسب، فمع الإيمان بأهمية هذه الفعاليات في نشر الوعي وتحذير مختلف الفئات العمرية من مخاطر الإدمان، وخصوصا بالنسبة لفئة الناشئة والمراهقين والشباب، إلا أن استمرار الضحايا الذين يلقون حتفهم بسبب التعاطي، يعني أن تجار الموت والمهربين والمروجين يتحدون الدولة! ويتحدون قوانينها، ويتحدون استقرارها أيضا.

«وفاة شاب بحريني بسبب جرعة مخدرات زائدة»، هو واحد من العناوين التي نقرأها كثيرا في الصحف، وسواء توفي هذا الشاب أو ذاك بسبب جرعة زائدة أو ناقصة، فإن الآمال المعلقة على اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات برئاسة معالي وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة تضعها أمام مسئولية كبيرة في حماية بلادنا من تجار الموت، ولسنا هنا نغفل دور رجال المكافحة الذين تمكنوا بفضل الله من ضبط عدة محاولات لتهريب كميات كبيرة من المخدرات، وتقديم المتورطين إلى العدالة، وهم يستحقون الشكر، لكن، ومع تطور عمليات التهريب والترويج باستخدام تقنيات حديثة ومعقدة، فإن المسئولية تتعاظم والمهمة تصبح أكبر ثقلا، ما يستدعي تقديم كل التسهيلات والإمكانات من جانب الدولة لتمكين رجال المكافحة من تنفيذ العمليات الناجحة لضبط محاولات التهريب المستمرة.

في اجتماع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات برئاسة معالي الوزير يوم 15 يونيو الجاري، وضعت اللجنة على بساط البحث الكثير من الخطوات المهمة، ومنها تخصيص قطعة أرض من أجل إقامة مركز متطور للعلاج من إدمان المخدرات والمسكرات سيتم إسناد تصميمه إلى جهة متخصصة، بحيث يتم مراعاة توفير أقصى رعاية للمدمنين مع توفير الخصوصية والسرية اللازمة، وناقشت فكرة إقامة معرض دائم توعوي وتثقيفي عن مخاطر المخدرات لطلبة المدارس والجامعات بمختلف مراحلهم العمرية يراعى فيه أن يتواكب مع المستجدات المختلفة لأنواع المخدرات الحديثة، التي تظهر بصفة دورية من أجل تحقيق أقصى قدر من التوعية بخطورة تلك الأنواع والتي قد يجهل طلبة المدارس والجامعات خطورتها وبالتالي يقعون في إدمانها غير مدركين لعقوبتها، والأمل معقود على اللجنة في أن تسهم في تطوير التشريعات القانونية، وابتكار الوسائل الكفيلة بتضييق الخناق على تجار المخدرات والمهربين والمروجين، فهؤلاء الذين يعملون ضمن شبكات خطيرة، لا تهمهم مصلحة البلد وسلامة شبابه، بل يهدفون إلى تحقيق الأرباح من تجارة الموت.

ستحتفل البحرين باليوم العالمي للمخدرات غدا، وستنطلق الفعاليات، وبعضها انطلق بالفعل، ولا يسعنا إلا أن نشيد برجال المكافحة وجهود اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وجهود كل المتطوعين الذين يبذلون قصارى جهدهم لتوعية المجتمع بمخاطر هذه الآفة، ونطمح لاحتفال دائم كلما سقط تجار المخدرات في أيدي العدالة.