أمام الكويت حاضرا ومستقبلا تحديان محددان، الاول سياسي يتلخص فيما نلحظه من ازمات سياسية متلاحقة لم تنجح الروشتات والوصفات التي استخدمت حتى هذه اللحظة في منعها او وقفها، ولتلك الحالة السياسية «الفريدة» مقالات اخرى.
الاشكال العام الثاني المتواري خلف الاشكال الاول هو الوضع الاقتصادي القائم وما نلحظه من فارق بين الاحلام والطموحات الكبيرة وما هو موجود بالواقع على الارض، وفي جانب من ذلك الاشكال امتلاء المحاكم العادية غير المختصة بالنظر في التشابكات المالية المعقدة القائمة.
فمع الانهيار المالي الكبير في العالم وتوقف التسهيلات الائتمانية للشركات وشح السيولة في الاسواق اتجه كثيرون للمحاكم لأخذ حقوقهم وقد فوجئوا كمدعين او مدعى عليهم بقلة الوعي الاقتصادي لبعض المحققين ممن اخذوا بمبدأ السلامة واصدروا قرارات منع سفر مستعجلة حدت من حضور كثير من المدراء والمسؤولين اجتماعات الشركات التابعة في الخارج واضرت بالتبعية بمصالح المساهمين الكويتيين.
وقد اقترحنا قبل حصول الازمة الاخيرة بوقت طويل فكرة انشاء «محاكم اقتصادية» تنظر في القضايا الاقتصادية وتفصل سريعا في الخلافات المالية شديدة التعقيد كما تحرص على التقدير الصحيح فيما يخص قرارات منع السفر كي لا يتكالب الشركاء الآخرون على نهب الاموال الكويتية في الشركات غير الكويتية بسبب غياب الطرف الكويتي.
ان مشروع كويت المركز المالي لا يمكن ان يتم ويؤتي ثمره دون انشاء مثل تلك المحاكم التي تبررها كثرة القضايا الاقتصادية هذه الايام وحاجة المستثمرين الخارجيين للقرار الحاسم والسريع لدى نشوء اي خلاف داخل الكويت ولن يأتي المستثمرون لبلد يستغرق حسم القضايا فيه عقودا طويلة كالحال القائم في بلدنا.
آخر محطة:
فرغت للتو من قراءة كتابين انصح كل طموح بقراءتهما، الاول عنوانه «الفوز» وكاتبه هو الاميركي جاك ويلش رئيس شركة جنرال اليكتريك لمدة عشرين عاما، وقد قدم له وارن بيفت اغنى رجل في العالم بالقول انه الكتاب الذي لا تحتاج معه لقراءة اي كتاب آخر في الادارة او الاقتصاد. والكتاب الثاني هو «لنفعلها» للانجليزي ريتشارد برونسون صاحب شركة طيران وتسجيلات فيرجن، والاثنان هما من ابرز الشخصيات في بلديهما ويستحقان سبر اغوار افكارهما وتجربتيهما في الحياة للتعلم منهما.