الصورة في طهران هذه الأيام هي أقرب للصورة في برلين النازية منتصف الثلاثينيات عندما كان الطاغية هتلر في طريقه للسير بشعبه إلى هاوية الحروب مع القوى الكبرى، وقد حضّر لذلك بقمع الداخل والتدخل في شؤون الدول المجاورة بحجة انها مجاله الحيوي الذي يحتاجه في حربه القادمة مع العالم والتي انتهت بانتحاره ودمار بلده.
لقد قرر مرشد عام الثورة الإيرانية وقبل أشهر من الانتخابات الرئاسية ان أحمدي نجاد هو الرئيس القادم (!) وقد هنأه بذلك مما يعني أن الشعب الإيراني حتى لو صوت بنسبة 100% لموسوي فإن أحمدي نجاد هو الرئيس الفائز رغما عن أنف 80 مليون إيراني تم اختزالهم برغبة شخص واحد.
لقد استنزف النظام القمعي في إيران ثروات شعبه في مغامرات الخارج بالعراق ولبنان وفلسطين وغيرها وقد كان الأمر محتملا لو انه حرم شعبه من التنمية والإعمار والإنجاز في سبيل إعمار تلك الدول إلا أن الواقع المعيش يظهر بصورة لا لبس فيها ان تلك الأموال «غير النظيفة» قد استخدمت في اشعال الحروب وتدمير العراق ولبنان وغزة.
لقد أباح نظام الرئيس نجاد لنفسه حق التدخل في شؤون الدول الأخرى بقصد التدمير لا التعمير فلماذا لا تتدخل دول العالم ونحن من ضمنها في الشأن الإيراني لإنقاذ شعب إيران البطل من الديكتاتورية التي ستقوده لحروب خاسرة قد تقسم إيران بعدها لعدة دول ويقضى على منجزاتها الحضارية؟!
إن المطلوب هو دعم الشعب الإيراني البطل بكل الوسائل فإن فاز الشعب وفاز المرشح موسوي الذي وعد بتسخير موارد إيران لخدمة شعب إيران سعدت إيران وسعدت بلداننا وسعد العالم، وإن فوتنا الفرصة واستمر الرئيس نجاد في الحكم – وهو الأمر الأكيد – فستتعس إيران وتتعس بلداننا ويتعس العالم والأمر هذه الأيام ليس بعيدا عن حقبة «السكاكين الطويلة» التي قضى من خلالها الطاغية هتلر على المعارضة ليمضي قدما في مشروعه الذي انتهى بدمار بلده وجيرانه.
آخر محطة:
1 – ستشهد المنطقة خلال عام أو عامين تداعيات بقاء الديكتاتورية بالحكم في طهران وسنندم كالعادة عندما لا ينفع الندم وستنقسم المعارضة الإيرانية البطلة بين السجون ودول الاغتراب.
2 – الملاحظ أنه كلما قوي الرئيس نجاد زاد الدمار والتأزم في المنطقة وكلما ضعف كنتيجة لشح عوائد النفط استتب الأمن في ربوع دول الإقليم.