علي محمود خاجه

هايف عنده مبدأ

فالنائب محمد هايف مقتنع بأن الديمقراطية والدستور لا يتوافقان مع الشريعة الإسلامية التي يعتقد أنه يمثلها ويصونها، ومع ذلك فهو يخوض الانتخابات البرلمانية الديمقراطية، ولكنه لا يلتزم بالقسم الدستوري، والنائب الكريم يؤمن كما يؤمن كثير منا بأن «من غشّنا فليس منا» ومع ذلك يمارس مع الكثيرين غيره الغش وتزوير إرادة الناس من خلال انتخابات مجرّمة عقلا ومنطقا ودينا وقانونا، وهي تلك المسماة بالانتخابات الفرعية أو لمن يجمّلها ويسميها بالتشاورية.

كما أنه يكرر القول مرارا بأن المرأة لا حق لها في الشأن الديمقراطي الذي لا يعترف هو به أساسا، ومع ذلك فإنه يصل إلى المقعد الأخضر عن طريق المرأة التي يقيم لها الندوات والملتقيات في فترة الانتخابات.

نائبنا الموقر هو من أكثر النواب صخبا على قضية إزالة المصليات المقامة على أراض مملوكة للدولة دون وجه حق، فهو رافض لإزالة أي مصلى، وإن كان مقاماً على أرض لا يوافق أصحابها «الدولة» على إقامة المنشآت فيها، بل إنه هدد وتوعد إن كانت تلك المصليات ستزال أو سيطبق القانون عليها فهو سيستجوب الوزير، ويطالب بإزالة فريق الإزالة، وفي نفس الوقت فهو يصرح بالتالي «إن إجراءات توسعة مسجد في مبارك الكبير تجاوز صارخ للقانون، داعيا إلى تعديل الأوضاع المعوجة في البلدية» يذكر أن المسجد المقصود هو مسجد القدس التابع للطائفة الشيعية!

محمد هايف هو من الدافعين تجاه إقرار اللجنة البرلمانية المؤقتة المسماة بلجنة الظواهر السلبية، وعندما يعارض الكثيرون وجود لجنة غير معلومة الأهداف كتلك، فهو يكرر بأنها أقرت برأي الأغلبية وعلينا احترامها، وعلى الرغم من ذلك فإن تم انتخاب غيره لرئاسة اللجنة فإنه ينسحب من تلك اللجنة ويتوعد الحكومة بالويل وعظائم الأمور، كل ذلك لأنها مارست صلاحيتها بالتصويت!

كل تلك التناقضات وغيرها تمثل قناعات بالنسبة للفاضل محمد هايف، فهو لا يتنصل أو يبرر أياً مما سبق ذكره، بل هو مقتنع تماما بتناقضاته، وهو ما يجعله برأيي محل احترام لثباته على ما يعتقد، إلا أن رأيي، في معتقداته التي أعتقد أنه من السوء أن يكون لدينا نائب بكل تلك التناقضات والمعتقدات الهشة وغير المنطقية أبدا، هو ما يقودني إلى واقع مر وهو، أن النائب محمد هايف وتفكيره المتناقض الغريب كسب أصوات أكثر من 14.000 كويتي منحوه الأصوات في دائرته والآلاف غيرهم في دوائر أخرى، وهو ما يعني اعتناقهم ما يعتقد.

خارج نطاق التغطية:

مجموعة في الموقع الإلكتروني الاجتماعي Facebook تحمل عنوان «هنا الجليب» نشرت صورا وأخباراً تجعل كل كويتي يخجل بأن تكون منطقة جليب الشيوخ جزءا من الكويت، وهي بذلك الشكل الرث.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

سامي النصف

لا تهجروا أرض الأنبياء

توجهنا ضمن وفد جمعية الصحافيين الكويتية من عمّان إلى جسر الملك حسين لنبدأ بعدها مرحلة العبور إلى الأراضي الفلسطينية مرورا بنقطة الأمن الإسرائيلية التي اتسم التعامل فيها بالاحترام والبطء رغم اننا نحمل صفة V.I.P بسبب الجهد الطيب لرئيس الوفد الزميل عدنان الراشد وسفيرنا النشط في الأردن الشيخ فيصل المالك الصباح وقبل ذلك توصيات الرئيس محمود عباس الذي لم يتوقف عن متابعة تحركات الوفد رغم وفرة مشاغله.

استقبلنا محافظ أريحا التي تعتبر أكثر أراضي العالم انخفاضا وقد أخجلنا بأريحيته وتواضعه الجم وتقديره لدور الكويت قيادة وشعبا في دعم القضية الفلسطينية، ومما قاله معاليه ان عزوف السائحين والزائرين والمستثمرين العرب عن زيارة الأراضي الفلسطينية يعتبر خذلانا للقضية وتشجيعا لعمليات الاستيطان ومحو الهوية العربية وطلب منا كإعلاميين إيضاح هذه الحقيقة للرأي العام العربي وهو أمر استمعنا لمثله من قبل جميع القيادات الفلسطينية الأخرى التي التقيناها أثناء الزيارة.

وكانت ملاحظتي ان أحد أسباب عدم قدوم السائحين والمستثمرين الخليجيين والعرب الاعتقاد الراسخ بأن الضفة الغربية هي أراض مدمرة تسيطر عليها القوى المسلحة والميليشيات والحروب الدائمة حالها كحال الصومال وأفغانستان وغيرهما، بينما يظهر واقعها الذي رأيناه الجهد البارز لرجال السلطة في تعزيز البنى الأساسية وبناء الطرق السريعة وإقرار الأمن حتى ان المدن الرئيسية في الضفة تقارن بأرقى المصايف العربية ولا تبقى إلا الحاجة لفتح سفارات عربية في رام الله بعد ان فتحت أغلب الدول الرئيسية في العالم سفارات فيها تمهيدا لقدوم العرب من سائحين ومستثمرين.

وقد صلينا الجمعة في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل ثم صحبنا الشيخ تيسير التميمي ود.سمير أبوزنيد نائب محافظ الخليل في جولة بالمسجد التاريخي والأزقة الضيقة حوله ثم حدث تصادم بينه وبين بعض المستوطنين حيث تنفرد الخليل بوجود مستوطنات في قلب المدينة لا خارجها كما زرنا بعض المشاريع الخيرية التي أقامها الكويتيون هناك.

انتقلنا بعد ذلك لمدينة بيت لحم السياحية التي تعني «بيت القمح» وزرنا كنيسة المهد التي تعتبر أقدم كنيسة في العالم ويوجد تحتها الكهف الذي ولدت به السيدة مريم العذراء، كما عرجنا بعد ذلك على القدس الشرقية التي تحيط بها المستوطنات من كل جانب وتناولنا العشاء على مائدة السيد ياسر عبد ربه، على أن نلتقي خلال اليوم والغد مع رئيس الدولة ودولة رئيس مجلس الوزراء كي يتاح لنا شكرهما على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال.

آخر محطة:
 1 – لقد قرأت آلاف الكتب والدراسات عن القضية الفلسطينية إلا انها لا تساوي شيئا أمام المشاهدة الحقيقية لما يجري على الأرض لذا نوصي بألا يهجر العرب والمسلمون أرض أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين.

2 – كنت لا أؤمن بالخط الثوري الزائف ومنهاجية التأجيل والتسويف والقول الشائع بأنه إذا لم تحل القضية بهذا الجيل فلنرحلها إلى الأجيال القادمة، وبعد زيارتنا الحالية للضفة ورؤيتي للمستوطنات ازددت اقتناعا بما أؤمن به، حيث ان التأجيل والدغدغة لن يبقيا بعد سنوات قليلة قضية كي يتم حلها.

3 – يكفي الثوريات العربية عارا وشنارا انها من تسبب في إشعال وهزيمة حرب حزيران 67 التي سلمت الأرض لمن يبني المستوطنات فيها.

4 – وصلنا القدس وصلينا فيها وهذا موضوع قادم..

احمد الصراف

أحمد والبرقع (*)

كتبت سيدة كندية رسالة إلى حكومتها تحتج فيها على المعاملة السيئة وغير الانسانية التي يتعرض لها السجناء في معسكرات الاعتقال في افغانستان، وتلقت السيدة بعدها بأيام الرد التالي من رئاسة الدفاع الوطني:
«عزيزتي المواطنة المعنية بالأمر..
شكرا لاهتمامك العميق بالطريقة التي يعامل بها الارهابيون من طالبان والقاعدة الذين يتم القبض عليهم من قبل القوات الكندية، والذين يتم تسليمهم الى الحكومة الافغانية التي تقوم بوضعهم في مراكز وسجون اصلاحية.
ان ادارتنا تأخذ بجدية ملاحظاتك، والتي سمعت بوضوح هنا في العاصمة «أوتاوا». وربما ستسعدين عند سماعك اننا قمنا، والشكر لأمثالك من المواطنين الصالحين، بانشاء ادارة تحت مسمى «برنامج قبول الليبراليين للمسؤولية عن القتلة»! وطبقا لقواعد هذا البرنامج فقد قمنا باختيار احد ارهابيي طالبان ليتم نقله، تحت الحراسة المشددة، الى كندا ليكون تحت عنايتك واشرافك بمكان سكنك في «تورونتو». واسم المعتقل علي محمد احمد، ويمكنك مناداته بأحمد فقط. على ان تتم معاملته والعناية به طبقا للقواعد والنظم التي قمت باقتراحها علينا في رسالتك، وهنا ننصحك باستئجار من سيساعدك في مهمة العناية بأحمد، وسنقوم اسبوعيا بزيارتك للتأكد بأنك تقومين بالعناية بالسجين بالمستوى نفسه الذي سبق ان طلبت منا تطبيقه، في رسالتك تلك، على اسرانا في افغانستان. وعلى الرغم من ان احمد قاتل محترف وشديد الميل إلى العنف، فإننا نأمل ان تتمكن «مشاعرك الفياضة» وحساسيتك المفرطة من التغلب على الخلل الواضح في شخصيته، وربما تكونين على حق عندما وصفت تلك الاختلافات بانها «اختلافات ثقافية، ووفق علمنا فإنك سوف تقومين بتوفير استشارات نفسية للسجين، وستقومين كذلك بتوفير بعض المعلمين له، ولعلمك فإن احمد ماهر في العراك باستخدام الايدي والارجل، وبامكانه القضاء على خصمه باداة بسيطة كقلم الرصاص او حتى مقص أظافر، وننصحك بعدم الطلب منه اظهار هذه المهارات في دروس اليوغا المقبلة التي سيرافقك فيها. كما انه ماهر في صنع القنابل والمتفجرات من مواد منزلية بسيطة، وربما يلزمك ابعاد هذه المواد عنه، الا إذا كنت. تشعرين بأن اخفاء تلك المواد عنه قد «يجرح مشاعره»، وربما ستجدين احمد غير ميال إلى خلق اي اتصال بينك وبين بناتك، بسبب نظرته الدونية إلى المرأة بشكل عام، ومعروف عنه عنفه مع النساء، وخاصة غير الملتزمات بارتداء «البرقع»، ولا تنسي يا سيدتي ان كل هذه الامور تقع ضمن «الاختلافات الثقافية» بيننا وبينهم، والتي سبق ان أشرت اليها في رسالتك.
نشكرك مرة اخرى لاهتمامك بسلامة هؤلاء السجناء، ونشعر بالامتنان حقا عندما يقوم مواطنون من امثالك بتعليمنا كيفية القيام بعملنا وبكيفية التعامل مع اعدائنا.
نرجو الاهتمام بصحة وسلامة احمد النفسية والبدنية، ولا تنسي اننا سنراقبك جيدا، ونتمنى لك الصحة والسلامة.
وزارة الدفاع الوطني.
(*) منقول بتصرف عن الانترنت.

أحمد الصراف