الله يطول عمرك ويشفيك يا عمنا الكاتب الكبير محمود السعدني، "العبد لله"، والله يطول عمر أستاذنا الماتع أحمد الجارالله، رئيس تحرير جريدة السياسة، فقد كانا أول من قرر منح رواتب لكتّاب الزوايا الصحافية في الكويت، وكان ذلك عام 1977، وكان المحرر فقط هو من يتقاضى راتبا، أما الكاتب فيكفي نشر رأيه واسمه، وأحيانا صورته إذا كان من كبار الكتّاب، ويحمد ربه ويروح يصلي ركعتي شكر، لكن بإلحاح من السعدني وافق الجارالله على منح بعض الكتاب رواتب نظير مقالاتهم، وكرت السبحة.
وبمناسبة الحديث عن السعدني، صاحب أجمل قلم وأعظم مقالات منذ معركة عين جالوت وهزيمة التتار إلى الساعة السابعة من مساء اليوم… كنت قد رتبت مع ابنه الزميل أكرم، زيارة للعبد لله في منزله، حيث يتمدد على السرير عاجزا عن الحركة والكلام، وفي حالة صحية حرجة… وحان الموعد، وسافرت إلى مصر، وأوصاني الكاتب الكبير سمير عطا الله بنقل التحايا له، وسؤاله إن كان قرأ مقالته (مقالة عطا الله) المعنونة بـ"العبد لله"، والتي تحدث فيها عن عظمة السعدني…
وبعد وصولي، اتصل بي أكرم ليبلغني أن وضع "العبد لله" الصحي انقلب كالعادة، و"أول ما يفوق حاتصل بيك"، وبعد يومين رن الهاتف، وظهر اسم أكرم السعدني على الشاشة، فخطفت الموبايل: "هاه، بشرني؟" وجاء الرد: "للأسف الحالة أنيل من الأول، رجع له العيا تاني، وأنا مش عاوزك تشوفه في الوضع ده"، فأيدت كلامه، وأغلقت السماعة، وعدت إلى الكويت أسحب ثياب الخيبة على وحل الإحباط، وأشارك العبد لله آلامه.
الله يشفيك يا أستاذنا، أخذني الحديث من يدي إليك وأنساني ما كنت أود الكتابة عنه بخصوص رد مؤسسة "البربسة"، الخطوط الجوية الكويتية، المنشور هنا أمس الأول تعقيبا على مقالة سابقة لي، والذي من خلاله مسحت المؤسسة على رؤوسنا، وأركبت خسارتها على قفا انهيار الاقتصاد العالمي، وارتفاع اسعار الوقود والصيانة وعدم تحديث الأسطول، فجاءني توضيح من مصادري بأنهم سيردون على الكويتية في لقائهم مع وزير المواصلات هذا الأسبوع، ثم شرحوا لي بالوثائق والأرقام الفرق بين الصدق وابن عمه. ولا أريد أن ادخل الناس في التفاصيل الفنية الطويلة، لكنني في انتظار أي تشكيك في معلومة واحدة من معلوماتي لأنشر الغسيل على حبل البلكونة.
فعلاً حرام أن تصل الكويتية إلى هذه الحالة التي تدفع الكلاب الضالة الجربانة إلى وضع أيديها على أنوفها لو مرت من جانبها، حرام أن يتهموا الوقود وهو نايم، وهم يدركون أن الدولة تمنحهم خصما بنحو عشرين في المئة على الوقود، حرام أن يتحججوا بارتفاع أسعار الصيانة، وهم يعلمون أن المشكلة في العقود المشبوهة مع شركات صيانة المحركات، والعقود المشبوهة مع شركات تحديث مقاعد الطائرات.
ونقول لقيادات البربسة إن البطولة ليست باسترضاء الكتاب والمحررين، فهؤلاء يتقاضون رواتبهم من صحفهم، من صحفهم فقط، أو هكذا يفترض، وهم ليسوا في حاجة إلى من يتصدق عليهم برحلات مجانية أو بخصم يكاد يُنزل الأسعار إلى مستوى سطح البحر، بل البطولة في إحالة المتلاعبين إلى النيابة، وإفساح المجال أمام الكفاءات التي تمتلئ بهم المؤسسة بدلا من قيادات العبث.
يا صاحبي خذها قاعدة: لن تصلح "الكويتية" حتى يصلح "الكويتي".