علي محمود خاجه

لا أنا ولا الوشيحي ولا الصرعاوي

على الرغم من كل ذلك فإنني أكرر بأنني أخطأت بوصف الصرعاوي بالبطل وأعتذر علانية عن هذا الخطأ، والسبب ليس كما يتصور البعض اختلافي مع عادل الصرعاوي، بل لأن ما قام به النائب الصرعاوي هو الأمر البديهي والطبيعي الذي يجب أن يمارس من الجميع إذا ما ارتأوا أن هناك أخطاء جسيمة تمارس من الشخصيات العامة في الدولة، وهو ما رآه الصرعاوي وشاركته الرؤى وكذلك الأستاذ محمد الوشيحي وغيرنا، وبكل تأكيد بأننا لسنا أبطالا أو فرسانا للحق لمجرد التحدث بقناعاتنا، بل هو المسلك الطبيعي الذي إن لم نسلكه فنحن إما أن نكون جبناء وإما أن أمور المجتمع لا تعنينا.

لم أقصد ولم أفكر في أن أقول فيما كتبت سابقا بأن الرئيس الخرافي زوّر إرادة الشعب في فوزه في السنوات العشر الأخيرة، فقد فاز بالتزكية في مناسبتين وهو ما يعني التفاف النواب والحكومة حوله بغض النظر عن أسبابهم إن كانت موضوعية أم لا، وأنا أيضا أتفق مع الطرح الذي «يشره» على عدم نزول أي منافس للخرافي لتسجيل الموقف على الأقل بأن الخرافي ليس رغبة الكويت كلها وإن كان يمثل رغبة الكثيرين من أهلها.

إن كل ما كنت أعنيه ومازلت مقتنعا به وسأظل كذلك هو أنه لا أحد معصوما من الخطأ، وهذا يعني أن النقد حق طبيعي لكل من يرى تصرفا خاطئا، وعلى ضوء ذلك فإن نشر هذا النقد أيضا هو تصرف طبيعي في أي نظام ديمقراطي وإعلام قويم، ولذلك فأنا أكرر بأن السيد جاسم الخرافي لا يختلف عني وعن غيري ممن لم يصنهم الدستور بشيء، فإن كنا ننشد إعلاما سليما معافى فعلينا ألا نحصّن شخصا من النقد حتى إن كانت تربطنا به صلة قرابة أو تحكم بإعلانات أو ورق أو أي سطوة أخرى.

ضمن نطاق التغطية:

زميل القلم مشاري العدواني وصفني بالمدوّن وهو شرف لا أدعيه، فأنا كاتب مقال صحافي شأني شأنك، وأنشر ما أكتب على موقعي الخاص، لم أنتقد رئيس المجلس بقدر ما انتقدت عدم نشر ما يمس به في إعلامنا الذي أسعى أن يكون أفضل مما هو عليه الآن، لذلك فأنا أختلف معك في وصفك لما أقول بـ«الربربة» كما أقولها أنا أو «بربرة» كما تفضلت بها أنت.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

سامي النصف

لماذا سقطت الطائرة الفرنسية؟!

الأغلبية المطلقة من حوادث الطيران تقع ضمن مرحلة الإقلاع + 90 ثانية او مرحلة الهبوط ـ 90 ثانية، اي حين تكون الطائرة قريبة من الأرض والمرتفعات. حادث الطائرة الفرنسية الايرباص 330 وقع في المرحلة الاقل خطورة ووسط اجواء عاصفة قد تزعج الركاب، الا انها لا تسقط عادة الطائرات، لذا أتت ردود الفعل الفرنسية من شركة الايرباص والخطوط الفرنسية وسلطات التحقيق مريبة وكأنها تود التغطية على شيء ما عبر نشر اشاعات تتعلق بانفجار قنبلة او خطأ طيار او حتى الحديث عن استحالة الوصول للصندوق الاسود (وهو ما قد يحدث بقصد او جهل) للتغطية على الحادث بالكامل، فماذا حدث؟ وما هي الاحتمالات؟ ولماذا محاولة التغطية المسبقة؟!

إلى عدة سنوات سابقة كانت الطائرات تحلق عبر استخدام الاجهزة الميكانيكية والهيدروليكية التي تتلقى أوامرها مباشرة من دفة الطيار، هذه التقنية استبدلت بتكنولوجيا الطيران عبر الاسلاك الكهربائية (FLY BY WIRE) التي استبدلت تلك المعدات الثقيلة القابلة للصدأ والتسرب الهيدروليكي بـ «وايرات» كهربائية ذكية خفيفة تمرر أوامر الطيار أولا للكمبيوتر الذي يفحصها ويصحح الخاطئ او العنيف منها ثم يمررها للدفة وللوقود وللأجهزة وللمحركات.

وقد ثبت ان تلك التكنولوجيا قد تخطئ كما حدث في 7 اكتوبر الماضي مع الطائرة الاسترالية الايرباص 330 التي تعرضت لمطبات هوائية فأصدر الكمبيوتر اوامر خاطئة للطيار الآلي ادت الى الهبوط الحاد وجرح 115 راكبا، وقد تكرر هذا الأمر مع نفس طائرة الايرباص في 27 ديسمبر الماضي، وقبل ذلك منع جهاز الكمبيوتر الوقود من الوصول لمحركات طائرة الايرباص 330 التابعة لشركة ترانزات الكندية فهبطت بمعجزة ومحركاتها مطفأة بجزر الازور البرتغالية، وقد تكرر الأمر اوائل العام الماضي مع البوينغ 777 البريطانية التي تستخدم نفس الكمبيوتر وقد هبطت قبل المدرج بعد توقف محركاتها رغم توافر الوقود وقد قيل كسبب آخر: ان تجمد الوقود هو السبب.

وإحدى النظريات القائمة لسقوط الاير فرانس قبل ايام تتهم الجليد كذلك، وانه قد يكون سبب تجمد اجهزة قياس السرعة هو انقطاع التدفئة الكهربائية عنها او عدم كفاية تلك التدفئة وسط العاصفة، ما اعطى التيار 3 سرعات مختلفة وسط اعاصير تجعل انخفاض السرعة يؤدي الى انهيار الطائرة (STALL) وزيادتها تؤدي الى تفككها وتدميرها، مستشهدين بـ 24 رسالة الكترونية ارسلت بشكل آلي من كمبيوتر الطائرة، كما يحتمل ان فقدان الكهرباء بالطائرة بسبب البرق قد تسبب في إعطاء اوامر خاطئة لصمامات الهواء، ما ادى الى فتحها وتسرب الهواء وهو ما يؤدي الى الإغماء خلال ثوان قليلة ويستوجب هبوط الطيار السريع الى ارتفاع 10 آلاف قدم، وهو امر مستحيل بسبب تعطل الاجهزة والعدادات كنتيجة لذلك الانقطاع غير المسبوق.

وأحد الأمور التي ترعب شركتي الايرباص والبوينغ حقيقة ما اذا كان تحولهما من تصنيع الطائرات من معدن الألمونيوم الى البلاستيك والكاربون فايبر قد ساهم في وقوع الحادث الاخير خاصة بعد اشكال ذيل طائرة الايرباص 310 في مارس 2005 المصنوع من الكاربون فايبر الذي سيصنع منه كامل جسم طائرتي البوينغ 787 (الحلم) وايرباص 350 الجديدة القادمة، وقد نشرت جريدة العلوم الحديثة الرصينة بحثا في 22/11/2007 لبعض المهندسين المختصين حذروا فيه من عواقب ذلك التحول.

آخر محطة:
(1) من المبكر التنبؤ الدقيق بأسباب الحادث الذي قد لا نعلمه قط في حال فقدان الصندوق الأسود الذي وقع من ارتفاع 35 ألف قدم فوق سطح البحر الى 23 ألف قدم تحته.

(2) أحد إشكالات علوم سلامة الطيران التقليدية انك قد تنتظر في كثير من الاحيان وقوع الحوادث المؤسفة لمعرفة الأسباب الجديدة لها والتي قد تتراوح بين فداحة اخطاء الاجهزة وفداحة اخطاء الطيارين.

(3) لاتزال الانسانية مبهورة بعالم الطيران لذا تتصدر حوادثه، وبعكس حوادث القطارات والسفن، مانشيتات الصحف الدولية لمدد طويلة.

(4) كان الله في عون وزير مواصلاتنا الجديد الذي أقترح عليه ان يعين له مستشار سلامة طيران ليطلع اولا بأول على ما يحدث بالاجواء حتى يسبق الحدث بدلا من ان يسبقه، و«الدين النصيحة».

احمد الصراف

السلف.. بين الحياء والاشتهاء

كشفت محاولة النائب خالد السلطان ونواب آخرين، تضمين نص القسم الدستوري كلمات محددة، في محاولة للتملص من معناه وتغييره، كشفت المعضلة النفسية والاخلاقية التي يعيشها البعض من هؤلاء السلف كل يوم بقبولهم المشاركة في الحياة السياسية من خلال البرلمان وسلطات الدولة الاخرى. فالفكر الديني، والسلفي بالذات، يحتم على هؤلاء «النفرات» الممثلين في البرلمان، الالتزام بما يمليه عليهم كبارهم وقادة فكرهم من «اساطين السلف»، الذين يعتقدون «بفساد» الانظمة الديموقراطية المقتبسة من الغرب، وان الاولى الالتزام بحاكمية الله وبالشورى وبنظام الخلافة، وان الشرع هو مصدر التشريع، وليس البرلمان، من خلال السلطات المفوضة لنواب الامة.
ولو توقفنا عند واقعة اضافة العضو خالد السلطان عبارة «في طاعة الله» بعد عبارة «احترام الدستور وقوانين الدولة» من القسم، لتبين لنا حقيقة موقف القوى الدينية والسلفية بالذات، من العمل السياسي البرلماني. فأعضاء هذه القوى يعلمون ان شكل الدولة الحديثة لا يشبه اي شكل من اشكال دولة السلف الصالح (!!)، ويرون في الامر شبهة وحكما بغير ما انزل الله!! وهذا يفسر سبب ابتعاد عدد من كبار قادتهم عن المشاركة في الحياة السياسية بصورتها الحالية، ولكن معاناتهم بدأت بعد ان رأوا ان عزوفهم عن المشاركة في الانتخابات قد ترك الساحة لغرمائهم، سواء من القوى الدينية المعارضة لهم أو القوى الاخرى، وان هؤلاء حققوا مكاسب دنيوية وثروات ونفوذا هائلا لم يكونوا يحلمون به. وهنا ظهر اتجاه قوي بين قوى السلف يرى عدم جواز ترك الساحة خالية للغير، وان من الضروري المشاركة في «اللعبة» وهكذا كان، وكان مشروع «الوسيلة» العقاري الضخم الطُعم الذي وضع لغلاة معارضي المشاركة في اللعبة السياسية لجرهم للميدان واظهار منافع «الديموقراطية الكويتية»!!
ولكن بقي نص «قسم النيابة الدستوري» شوكة في حلق القوى السلفية، بنصه الديني الداعي لاحترام المؤسسة الدستورية، ومسند الإمارة، وبتناقضه الواضح مع من يقومون بترويجه من قيم ومفاهيم. ومن هنا جاءت محاولة النائب السلطان، وما سبقتها من محاولات بائسة اخرى لتغيير معنى النص، من اجل تبييض وجوههم امام اتباعهم وزعمائهم في خلواتهم، والقول بانهم بذلك التغيير والتحوير والاضافة، قد أرضوا الله وضمائرهم من خلال عدم الالتزام بنص «مشبوه ومكفر»، وهذا المخرج أملاه عليهم حبهم لجمع المال وملذات الحياة ومباهج السلطة وسطوة النيابة.
ان عقلاء المجلس والحكومة، مطالبون مستقبلا بمنع اي اضافة للقسم، سواء في اوله او نصفه او نهايته، وان يؤدى القسم كما هو من دون تغيير، وعلى الجميع الالتزام بذلك واحترام مشاعر الآخرين، ومن لا يعجبه القسم، بنصه الحالي، فبامكانه الجلوس في بيته.

أحمد الصراف