سامي النصف

أيها المرشحون الهتلريون كفى خداعاً

تقوم الديموقراطية على مبدأ الرأي و«الرأي الآخر» بينما لا يرضى بعض مرشحينا «الهتلريين» بأن يخالفهم احد الرأي والا طعنوا في وطنيته او حتى دينه، لذا نقول لهم اننا كمواطنين وناخبين نقبل منكم كل شيء إلا قمع الرأي والكذب والخداع، فتلك الامور سنردها لكم مع الشكر «او دونه»!

هناك حق مطلق لمن يريد ان يطعن في قرار ادارة الجامعة بعدم السماح باقامة الندوات السياسية ضمن الحرم الجامعي، ما لا نقبله هو ما قاله احد المرشحين من ان الجامعات الاميركية مراكز للعمل السياسي، وذلك لعدم دقة ذلك القول أو صحته، فالجامعات الاميركية لا تشغل نفسها بالعمل السياسي بل يتفرغ طلابها للبحث العلمي، كما ان اتحاداتهم الطلابية مشغولة فقط بالهم النقابي لا السياسي اي محاولة تخفيض رسوم اقساط الجامعة وتحسين مستوى الاكل والسكن.. الخ، ولا تستضيف تلك الجامعات مرشحي البرلمانات المحلية او الفيدرالية.

مرشح هتلري آخر يدعي ان اسقاط مشروعي الداو والمصفاة تسبب في توفير 30 مليار دينار او دولار او بيسو لا نعلم، والحقيقة ان كم الربح والخسارة في هذين المشروعين الاستراتيجيين لا يقاس بالظروف الاستثنائية الحالية ولا بالتفاوت المؤقت في سعر السهم بل قد نكتشف لاحقا، ونحن دولة مازالت تعتمد في 95% من مواردها على بيع النفط الخام، اننا خسرنا كثيرا بإلغاء المشروعين بدلا من العمل على تحسين ظروف التعاقد ومحاولة الحصول على افضل الاسعار ومعهما كشف المرتشين والمتجاوزين – ان وجدوا – في تلك الصفقات، فقطع الرأس ليس العلاج الامثل للصداع وان ادى الغرض لذا لا يصح التفاخر به.

مرشح يفاخر باقرار مشروع شركة الاتصالات الثالثة، ومرة اخرى لا نرى ما يستحق الفخر به كوننا لانزال ندفع نفس رسوم المكالمات ـ عدا مجانية الاتصالات المنزلية «المؤقتة» ـ ولو فرض المجلس قانون «فرض المنافسة» على الشركتين الوطنيتين للاتصالات لاستفدنا كمواطنين من الخفض الدائم للاسعار بدلا من انشاء المزيد من الشركات التي ستتفق، آجلا او عاجلا، على تثبيت الاسعار، والتي ستتسبب توازيا في اضعاف شركتي الاتصالات الكويتيتين امام منافسيهما الخليجيين والعرب والدوليين.

مرشح يفخر بفرض قانوني 8 و9 ـ 2008 الخاصين بالاراضي ونظام الـ «B.O.T» ويقول ان نظام «بوق ولا تخاف» السابق قد حل محله نظام جديد يفرض مشاركة الشعب كافة في المشاريع الجديدة مما لن يبقي كويتيا واحدا محتاجا «يا لطيف»، ما لم يقله المرشح ان قانونه الفريد في العالم اجمع هو اشبه بمن يأخذ من يدك شيكا مصدقا لحسابك قابلا للتحصيل الفوري بـ 5 آلاف دينار ليعطيك مقابله شيكا دون رصيد بـ 6 آلاف دينار ويعتبر انه افادك بتلك المقايضة الطريفة.

فمشروع «بوق ولا تخاف» القديم استفدنا منه جميعا كمواطنين بما نراه ونزوره من اسواق ومطاعم ومشاريع تنموية ملأت البلد من اقصى شماله لاقصى جنوبه، وجميع تلك المنشآت التي نستخدمها يوميا سترجع لنا بعد سنوات قليلة، اما النظام الجديد وقيوده المشددة فقد تسبب في احجام جميع المستثمرين عن القيام بمشاريع جديدة على الاراضي العامة وتوجهوا بأموالهم وافكارهم للدول الاخرى التي لا تفرض عليهم نفس الشروط القاسية، وهل يمكن لاحد ان يستثمر في اوروبا واميركا لو قيل له عليك ان تشرك جميع الاوروبيين والاميركان في مشروعك؟! ثم ما فائدة اشراك جميع المواطنين الكويتيين في مشاريع سيصبح نصيب الفرد منا ما قيمته مائة او مائتا دينار من الاسهم تدر علينا في العام نحو 10 دنانير كعائد فيما لو ربحت وهل هذا المبلغ لن يبقي كويتيا محتاجا كما يقال؟!

آخر محطة:
قررت الحكومة المصرية قبل اشهر توزيع اسهم الشركات الحكومية على الشعب كافة الا ان ضعف العائد وغياب الرقابة الحقيقية على اي شركة تتجاوز جمعيتها العمومية مئات الآلاف او الملايين من المواطنين جعلها تتراجع، مشكورة، عن ذلك المشروع غير العقلاني الذي بات بعض مرشحينا الهتلريين يسوّقونه علينا ولا حول ولا قوة الا بالله.

احمد الصراف

جلافة عايض القرني والموسيقى

كتب عايض القرني، وهو رجل دين سعودي متشدد، مقالا في «الشرق الأوسط اللندنية» في 6 صفر 1429 شرح فيه الكثير من مظاهر جلافتنا وخشونة تعاملنا مع الآخر ومع بعضنا بعضا، مقارنة بطريقة التعامل التي وجدها عند الأوروبيين، عندما ذهب لتلقي العلاج عندهم. وقال إنه يمدح الغرب، علىالرغم من ان غبار نعال النبي محمد أحب اليه من اميركا واوروبا مجتمعتين. وقال «شاهدت في الغرب رقة الحضارة وتهذيب الطباع، ولطف المشاعر، وحفاوة اللقاء، وحسن التأدب مع الآخر، أصواتا هادئة، حياة منظمة، التزاما بالمواعيد، ترتيبا في شؤون الحياة، اما نحن العرب، فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة… نحن مجتمع غلظة وفظاظة الا من رحم الله. فبعض المشايخ وطلبة العلم، وأنا منهم، جفاة في الخُلق، وتصحر في النفوس، حتى ان بعض العلماء اذا سألته اكفهر وعبس وبسر. المجتمع عندنا يحتاج الى تطبيق صارم وصادق للشريعة لنخرج من القسوة والجفاء اللذين ظهرا على وجوهنا وتعاملنا. في البلاد العربية يلقاك غالب العرب بوجوه عليها غبرة ترهقها قترة من حزن وك.بر وطفش وزهق ونزق وقلق، ضقنا بأنفسنا وبالناس وبالحياة، لذلك تجد في غالب سياراتنا عصيا وهراوات لوقت الحاجة وسرعة المنازلة والاختلاف مع الآخرين، وهذا الحكم وافقني عليه من رافقني من الدعاة، وكلما قلت: ما السبب؟ قالوا: الحضارة ترقق الطباع. نسأل الفرنسي عن الطريق ونحن في سيارتنا فيوقف سيارته ويخرج الخارطة وينزل من سيارته ويصف لك الطريق وانت جالس في سيارتك، نمشي في الشارع والأمطار تهطل علينا فيرفع أحد المارة مظلته على رؤوسنا، نزدحم عند دخول الفندق أو المستشفى فيؤثرونك مع كلمة التأسف، احترام متبادل، عبارات راقية، أساليب حضارية في التعامل. بينما تجد أبناء يعرب اذا غضبوا لعنوا وشتموا وأقذعوا وأفحشوا!!»
ما لم يحاول السيد القرني البحث عن السبب بغير القول ان المجتمع عندنا يحتاج الى تطبيق صارم وصادق للشريعة لنخرج من القسوة والجفاء!! ولكنه عاد مرة أخرى ليناقض ذلك بالقول انه اخبروه بأنها الحضارة التي ترقق الطباع!!
ونحن نعتقد بأن سبب القسوة والخشونة في الطباع لدينا يعود في المقام الأول لغياب، او تغييب، الفنون العظيمة في حياتنا!! فباستثناء فن الشعر، الذي لايحتاج عادة الى فرشاة او وتر او اطار او الوان، والذي يسهل حفظه في الذاكرة والانتقال، فان صلتنا ببقية الفنون الاخرى شبه معدومة، بيئة ومعتقدا وتقاليد. وباستثناء الفترات القصيرة، التي عايش فيها عرب الجزيرة جيرانهم من اهل السواحل وبلاد الشام وفارس ومن ثم الاندلس، والتي مارسوا فيها الغناء الطربي، فاننا نجد شحا واضحا في الاهتمام ببقية الفنون المهمة الاخرى، ولو علمنا بأن حياة غالبيتنا تكاد تخلو من الموسيقى، ام الفنون الجميلة وأكثرها تأثيرا في النفس واثراء لحياة الانسان، لتبين واضحا سبب جفوتنا، ويقول الزميل ابراهيم نتو في دراسة قصيرة ورائعة له عن الموسيقى، بأنها عالم غني ومتعدد الأبعاد متنوع الترددات، متشعب الزوايا، ويشمل عددا من المفاهيم والقيم، ويتطلب الانضباط وله العديد من المغازي، فبالموسيقى يمكن للأطفال، والبشر عموما، ان يتعلموا مساعدة الآخرين والتعاون، وبها يسهل التعامل مع كائنات الطبيعة كالطيور والزهور وتنمية المحبة لها!!
والآن، هل من يخبرنا عن سبب الغاء دروس الموسيقى من المدارس؟

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سامي النصف

لقاءات ديوان الرفاعي

يقيم الصديق انور الرفاعي لقاءات مهمة مع المرشحين مساء كل خميس في ديوانه العامر بمنطقة اليرموك، وتمتاز تلك اللقاءات بحسن التنظيم والاستغلال الامثل للوقت، حيث يتم اللقاء بالتوالي لا بالتوازي، فيحضر الضيف الاول ويلقي كلمة مختصرة عن برنامجه الانتخابي ثم يبدأ صاحب الديوان بتوجيه بعض الاسئلة إليه ثم يتاح المجال لمن يرغب في السؤال ويختم اللقاء السريع بكلمة للمرشح لا تتجاوز دقيقتين، ويكون الوقت حينها قد حل لاستقبال المرشح الثاني، وهكذا دواليك حتى المرشح الرابع أو الخامس، وتحظى تلك اللقاءات بتغطية اعلامية محلية وخليجية وعربية واسعة.

ممن التقاهم الديوان الاخت الفاضلة د.أسيل العوضي التي اصبحت محط اجماع الناخبين، وقد سألت شيخ دين معروفا عن شرعية التصويت لها فقال ان النساء بشكل عام أقل عرضة للفساد المالي الذي بات متفشيا لدى بعض اعضاء السلطة التشريعية ومن ثم فالقاعدة الشرعية ـ والكلام ما زال للشيخ الفاضل ـ تحث على تقديم درء المفاسد على جلب المنافع، ومن ثم أحث شخصيا على التصويت لها ولأمثالها.. وكفو يا شيخ ومبروك مقدما يا د.أسيل.

بعض المرشحين امثال د.عادل الصرعاوي يدخلون اللقاء بتواضع جم وبطرح وطني عاقل لا غبار عليه يأسر آذان المستمعين ويأخذ بقلوب المتابعين، أما البعض الآخر من النرجسيين ممن لم تخضرّ لحاهم أو يزور الشيب مفارقهم فيتعاملون مع الحضور وكأنهم اساتذة كبار يلقون بتعليماتهم وأوامرهم ونواهيهم على طلبة صغار، ولا حول ولا قوة الا بالله.

كما استضاف الديوان المرشح م.ناجي العبدالهادي الذي يحظى بشعبية كبيرة في الدائرة، وقد قدم ضمن محاضرته فكرة اللامركزية الادارية وضرورة اعطاء مزيد من الصلاحيات للمحافظين وتوزيع الميزانيات على المحافظات تناسبا مع عدد السكان، وهي رؤية جديدة لاشكالات التنمية الكويتية.

المرشح والزميل الاعلامي ماضي الخميس كان احد ضيوف الديوان الاسبوع الماضي وهو من اصحاب الطرح الهادئ والعاقل، وارى ان استضافته في ندوته الاخيرة لجمع من المبدعين الكويتيين كانت «ضربة معلم» وليست غريبة عن الاعلامي البارز أبوعبدالله.

احد ضيوفه المبدعين كانت م.منار الحشاش التي نتوقع لها هي وزميلتها م.جنان بوشهري ان تصبحا عضوتين في أحد المجالس المنتخبة مستقبلا.

آخر محطة:
جربنا مرارا وتكرارا نهج المجالس المتأزمة فتوقفت عمليات التنمية وتفشت امراض القلب والضغط والسكر لدى النائب والناخب، لنجرب هذه المرة ـ وكنوع من التغيير ـ نهج المجالس العاقلة والحكيمة لعل وعسى أن يصلح حال بلدنا.

احمد الصراف

إنفلونزا الهواتف النقالة وخصوصيتك

يعتبر فيلم فاتال اتراكشن Fatal attraction من أقوى الافلام التي اخرجتها هوليوود، فهو يبين ان الامراض المعدية ليست الخطر الوحيد الذي يتربص بمقيمي العلاقات الجنسية غير المشروعة، بل قد تتسبب العلاقة بحد ذاتها في تدمير حياة اطرافها من دون اصابتهم بأي مرض جنسي!
بثت احدى القنوات التلفزيونية الاميركية تحقيقا خطيرا يتعلق بعمليات التنصت على مكالمات الهواتف النقالة، وقد شاهد حتى اليوم اكثر من مليوني مستخدم ذلك التحقيق الخطير الذي تبين منه ان آخر قلاع سرية المحادثات الهاتفية قد انهارت امام محترفي التجسس. فقد تبين ان بالامكان، ومن خلال تكنولوجيا بسيطة نسبيا، التنصت على ما يردك من مكالمات او ما تقوم به منها، وبالوضوح نفسه.
كما ان بإمكان تلك الجهة، التي ربما تم تكليفها من زوجة او زوج او اي جهة حكومية او من له مصلحة في معرفة اسرارك الشخصية او التجارية، او معرفة منطقة تواجدك في لحظة معينة، الاستماع لجميع مكالماتك من دون ان يخالجك اي شك.
والاغرب من ذلك أن بإمكان تلك الجهة الاستماع بكل وضوح لجميع محادثاتك الشخصية الشفهية مع الآخرين، سواء في المقهى او المطعم او البيت، حتى لو كان الهاتف النقال في غير وضع التشغيل!
وعليه ننصح كل اولئك الذين لديهم ما يخشون عليه او يودون اخفاء امر ما، او يتطلب عملهم السرية التامة، بتوخي الحذر الشديد عند استخدام الهاتف النقال، كما ينصح التحقيق بالابتعاد عن نطاق الهواتف النقالة اثناء اجراء المحادثات السرية، او ازالة البطاريات منها اثناء اجراء الحديث.
يقول المثل: لا تبوق، لا تخاف!! أي إذا لم تكن سارقا فليس هناك ما تخشى انكشافه!
يمكن مشاهدة التحقيق على الرابط التالي:
http://www.youtube.com/watch?v=uCyKcoDaofg

***
• ملاحظة: تسلم شخص رسالة sms من زوجته تطلب فيها منه الرقم السري لبطاقة البنك لحاجتها الى سحب مبلغ، بعدها بساعة وردت للشخص نفسه مكالمة من زوجته تخبره بأن هاتفها النقال سرق منها، ولكن كان اللص اسرع! وعرف اللص رقم الزوج من النقال نفسه. وهنا نطلب منكم التأكد من هوية من يرسل يطلب امرا سريا، وتجنبوا تسجيل اسم الزوج او الزوجة على النقال بصفاتهم، بل باستخدام اسمائهم العادية!

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سعيد محمد سعيد

عمال البحرين يتحدون «الانتهاك»!

 

في الأول من مايو/أيار من العام 2005، جاء الحديث الثاني من سلسلة مقالات «أحاديث في الوعي الوطني» لجلالة العاهل حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، تحت عنوان :»عمالنا…طلائع المجتمع المدني»… جاء موسوما بتقدير دور عمال البحرين كقوة حية وفاعلة من قوى المجتمع المدني، وجاء في نص مقال جلالته: «لذلك ارتأيت أن يكون الأول من مايو عطلة رسمية في البحرين تقديرا لعمالها فهم طلائع التحديث الصناعي والمدني في تاريخنا- ليس في البحرين وحدها – وإنما بمشاركتهم الأشقاء في بلدان الخليج الأخرى، وذلك منذ اكتشاف النفط في المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول الشقيقة، وإسهامهم في بناء خط التابلاين لتصدير النفط إلي ساحل البحر المتوسط».(انتهى الاقتباس).

إذا، عمال البحرين، كانوا ولا يزالون ركنا مهما ومؤسسا لطلائع التحديث الصناعي والمدني، وهم بذلك، وخصوصا في هذه المرحلة التي تشهد فيها الكثير من قطاعات العمل انتهاكات مستمرة لحقوق العمال والموظفين تصل بعض الممارسات المخالفة للقانون فيها إلى التنكيل بهم وفقا لأمزجة هذا المسئول أو ذاك، وتضع الكثيرين منهم في حال من القلق الدائم على لقمة عيشهم وعيش عيالهم، والأوجب هنا، إعادة الدعوات المتكررة إلى الحكومة لمساندة جهود الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، ودعم العمل النقابي لأنه يهدف أولا وأخيرا إلى تحقيق مصلحة عامة تشترك فيها الدولة وأصحاب الأعمال والعمال.

وكما قال جلالة الملك، فإن عمال البحرين قوة حية وفاعلة من قوى المجتمع، ولأنهم كذلك، نتساءل: «ما هي الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم أوضاع العمال والموظفين السيئة في كثير من القطاعات؟»، والإجابة تنحصر في عبارة واحدة هي: وجود نماذج من كبار المسئولين في قطاعات مختلفة، وخصوصا في القطاع الخاص، لا يريدون أن يفهموا بأن عمال البحرين قوة حية وفاعلة!

في ذات السياق، ونحن نتحدث عن دور عمال البحرين، لفتت اهتمامي صورة من مجموعة صور الباحث والمؤرخ حسين محمد حسين الجمري تعود إلى العام 1956 لمجموعة من العمال البحرينيين الذين شاركوا في أعمال التنقيب مع البعثة الدنماركية في موقع قلعة البحرين في قرية القلعة، ولعل أبرز ما تعنيه الصورة، هو أن للعمال إسهام ثقافي وتراثي وتاريخي لا يمكن أن نغفله.

ولهذا، كان للباحث العمالي عبدالله مطيويع جهدا في توثيق أدوار عمال البحرين في مراحل مختلفة ضمنها في كتابة: «صفحات من تاريخ الحركة العمالية البحرينية»، رصد فيها الصراعات التي خاضها العمال طيلة القرن الماضي، منذ الإضراب العمالي الشهير العام 1938، لتحسين ظروف عملهم، ومن أجل انتزاع حقهم في العمل النقابي، ثم التعريج على تجربة اتحاد العمل البحريني الذي كان لهيئة الاتحاد الوطني الفضل في إنشائه في العام 1954، إذ اعتبر قادتها أن حق العمال في تنظيم أنفسهم يشكل حجر الزاوية في تنظيم قوى المجتمع لتتمكن من توحيد جهودها لتحقيق المطالب السياسية العادلة.

والحال كذلك، لم يكن لعمال البحرين، طيلة العقود الماضية إلا هدف واحد وهو العمل من أجل مصلحة الوطن، وباعتبارهم قوة حية فاعلة، فإنهم يتطلعون اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى أن تكافح معهم الحكومة كل أشكال انتهاك الحقوق الوظيفية من خلال إعادة صوغ تعاون الحكومة مع المظلة التي تظللهم وهي الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين.

كل عام وجميع العمال والموظفين البحرينيين، وغير البحرينيين، بخير

احمد الصراف

هل تغيرت أحوالنا كثيرا؟*

عينت الحكومة العراقية في عام 1946 الدكتور فائق شاكر امينا جديدا للعاصمة. وفي يومه الاول شاهد على مكتبه رسالة من الطبيب البيطري بالامانة هذا نصها: «سعادة الامين المحترم، الموضوع التقرير اليومي للحيوانات التابعة لامانة العاصمة التي تستخدم لنقل الازبال والاوساخ:
مساء البارحة قام البغل الاسود رقم 73 بممازحة رفيقه الحمار الابيض رقم 201 المربوط بجانبه في الاسطبل الواقع في النزيزة مال الشيخ عمر، وقد ادى هذا المزاح، على غير عادتهما، الى الصراع امام زملائهما واسفر، مع الاسف، عن فشخ الحمار بكوكة رأسه نتيجة ضربة زوج ارداف قوية ومتعاقبة من البغل، مما دفع زميله الحمار ان يخرج عن جادة الصواب ويملخ البغل بعضة قوية شلعت وصلة من كتفه اليمنى، وعند قيام النوبتجي رقم 11، السايس جبار الاعور، بمفازعتها امام طولة الحيوانات أتته ضربة اتياه غير مقصودة في بطنه وانطرح على الفشقي يتلوى من شدة الالم، وقد ادخل المصابان الىالمستشفى البيطري بموجب ورقة الفحص الطبي رقم 93 في 25/9/1946، اما السايس فقد قام بعدها بسلامات.
تقدم بالتفضل بالاطلاع والامر مما يتم واعلامنا منوط بسعادتكم. التوقيع».
وهنا قام امين العاصمة بكتابة الرد التالي: «1 – الحمدلله على سلامة السايس جبار الاعور. 2 – يغرم البغل والزمال بقطع العليج عنهما 3 ايام، حتى يتأدبا من الآن وصاعدا ويكونا عبرة لغيرهما من الحيوانات، وليفهم كل من تسول له نفسه بالخربطة ان الحكومة ساهرة وفاكة عينها على الصغيرة والجبيرة ولا يتصورون ان الدنيا كلمن بكيفه. 3 – يمنع الشقة بين الحيوانات بالشغل واثناء الراحة منعا باتا بأمري، وتعلق قطعة بذلك في الاسطبل. 4 – يربط الطبيب البيطري بين الزمال والبغل حتى اشعار آخر حتى يتأكد، وهو الاب المسؤول عن ابنائه، ان البغل والحمار قد صفت قلوبهما وما بقي بينهما عداوة قد تؤدي للكتل والمكتول.
خامسا: على مدير الادارة بامانة العاصمة ان يبرق لمعالي وزير الداخلية ان يفاتح الجهات المسؤولة لنقلي فورا لاي وظيفة ما عدا امانة العاصمة، لان ما عندي خلق الزمايل والبغال، احنه ويا الاوادم هله هله عاد ويه الحواوين. ولكم جزيل الشكر.».

***
* منقول نصا من رسالة انترنت.
أحمد الصراف
habibi [email protected]