محمد الوشيحي

الصهبجية 
وخالد الهلال

خلاص، يكفينا لت وعجن ودق وطحن في وصف حكوماتنا، حبّات السبحة، حكومات التوائم اليابانية التي لو حاولت إيجاد فروقات بينها لبكيت بكاء لا شفاء بعده، كلها سيم سيم. على أن الوصف الأمثل للحكومة التي تشكلت أمس الأول هو ما جاء في أغنية «الصهبجية» التي غناها سيد مكاوي، وكتبها صلاح جاهين وأدمنها الأخوة الحشاشون: يا صهبجية آه يالاللي، عايزين شوية، آه يالاللي، حاجة م اللي هية، آه يالاللي، حبة (آهات) على (عيني) على (ليلي) على (ترالاللي).

هي حكومة حبة آهات، على شوية يا عيني، مع شوية يا ليلي، على كثير من الترالاللي. والترالاللي فيها هو الأكثرية، أما الجديد الوحيد فهو عودة «القديم» أحمد الفهد، ولا حديث للناس إلا عن عودته، وهو لم يكن ليقبل العودة لولا أنهم أرضوه بمنصب نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون التنمية الاقتصادية، واترك عنك كليشة السياسيين «أنا جندي أخدم بلدي من أي موقع»، واترك عنك أيضا بقية المنصب، وزير الدولة لشؤون التنمية ووزير الدولة لشؤون الإسكان، فالمنصب الأخير هذا منحوه إياه لسبب يتيم، وهو وجود مكتب يحتوي خط تلفون وموقف سيارة يستطيع الفهد من خلال المكتب هذا إدارة مسؤولياته، ولولاه (أي لولا وجود المكتب في وزارة الإسكان) لاستأجر صاحبنا شقة في حولي شارع تونس، وجاءت وزارة الاسكان لتحل محل شقة شارع تونس.

وهذه ذقني، سأسكسكها لو التفت أبو الفهود إلى وزارة الاسكان، وسأحلقها لو لم يترك «الإسكان» أمام باب المسجد ليلتقطها أحد العائدين من صلاة الفجر ويسلمها وزارة الشؤون، تؤويها وتصرف عليها. هذا بالنسبة لذقني، أما في ما يخص رموشي فسيُدنْدِن عليها معجون الحلاقة لو عيّنت الحكومة متحدثا باسمها يقف أمام وسائل الإعلام ليناقشها أسبوعيا حول أدائه وأداء ربعه الوزراء، أو لو ألغت الحكومة دعمها لبعض «الصُحْفجية»، على رأي الشاعر الفاجومي، أو لو قال أحد الوزراء للرئيس في أي موضوع «لا»، أو لو تجرأ وزير وطلب مناقشة أحد زملائه في شؤون وزارته، كما ينص الدستور، وخصوصا إذا كان الزميل هذا شيخا، طبعا باستثناء أحمد الفهد الذي سيناقشك في أمور وزارتك وسينسى وزاراته… ويا صهبجية آه يالاللي، عايزين شوية آه يالاللي، حاجة م اللي هية، آه يالاللي، حبة جسور على مستشفيات على مدارس في حولّي.

وبأمانة شديدة، أنا متفائل بقدرة الفهد على التنمية، وأعتقد أنه الوحيد الذي كان سيحطم رقم مسلم البراك في عدد أصوات الناخبين لو أنه خاض الانتخابات، ولا عزاء للتحالف الوطني وأمينه العام خالد الفضالة، وجريدتَي «الجريدة» و»القبس»، وتحديدا الزميل خالد الهلال، رئيس تحرير هذا الجرنال الجميل، والنائب عادل الصرعاوي الذي يتعامل مع الفهد كما يتعامل النائب ضيف الله بورمية مع القروض، على طريقة الإيدز، يعض خشمك الكريم ولا يتركك إلى أن تقوم الساعة… تموتان أنت وهو، فيسري عليك من قبره إلى قبرك ويعضّك! يا عمي خذ نظارتي الشمسية وفكني/ لا / طيب خذ النظارة والساعة والموبايل والكفن/ لا / طيب، أنا وأنت في مقبرة واحدة، يعني بِجاه حقوق الجيرة حل عني/ لا… هذي والله البلشة. ليس أمامك إلا أن تعيش طبيعي وهو متعلق بخشمك. 

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *