لأسباب بالية ربما لا تمت للفهم الصحيح للمعتقد بصلة، ترفض الحكومة في الكويت وضع تماثيل لبشر أو «لذوات الأرواح» في الساحات أو المباني العامة. وتسبب القرار في بقاء أعمال كبيرة وعظيمة لمشاهير النحاتين والفنانين التشكيليين الكويتيين وغيرهم ضمن أربعة جدران يعلوها الغبار بسبب هذه المعارضة الحكومية غير المفهومة.
ولو نظرنا لكل دول العالم الإسلامي، باستثناء بعض دول الخليج، لرأينا، ومنذ مئات السنين، أن مختلف أشكال التماثيل للمبدعين والقادة العسكريين والملوك والرؤساء تملأ ساحاتهم والأماكن العامة في وزاراتهم، ولم ينتج عن ذلك أي ضعف في العقيدة لدى شعوب تلك الدول أو لجوء أحد لعبادة تلك التماثيل أو التعامل معها بأكثر مما تعنيه من قيمة معنوية. وربما سيكون بإمكان أعضاء مجلس الأمة الجديد إجبار الحكومة على إعادة النظر في قرار المنع، الذي لم يصدر أصلا، والطلب منها العمل على وضع تماثيل لرجالات الكويت في الساحات العامة… ولكن مع من نتحدث؟
وفي السياق نفسه، قرأت عن رمزية التماثيل في المتاحف والساحات العامة في كل دول العالم وما تحمله من معان كانت خافية عليّ. فالتماثيل التي يكون موضوعها حصانا يمتطيه شخص ما هي عادة ما تخصص للملوك ورؤساء الدول أو للقادة العسكريين فقط، أما غيرهم فيكونون عادة في وضع الوقوف أو الجلوس. وطريقة وقوف الحصان تحدد الطريقة التي مات بها راكبه، ملكا كان أم قائدا عسكريا. فإن كان الحصان يقف على قوائمه الأربع فهذا يعني أن صاحبه قد مات بشكل طبيعي في فراشه وبين أهله. وإن كانت قائمتا الحصان الأماميتان مرتفعتين في الهواء فهذا يعني أن الممتطي، ملكا كان أم عسكريا، قد مات في ميدان المعركة. وإن كانت إحدى قوائمه مرفوعة فقط فهذا يعني أن الملك أو القائد قد مات في فراشه، متأثرا بجراح معركة عسكرية.
أحمد الصراف