اليوم: 28 مايو، 2009
الدكاترة عبدالعزيز البابطين
حضرت بالأمس في مدينة الماتي بجمهورية كازخستان حفل منح جامعة الفارابي العريقة شهادة الدكتوراه الفخرية للصديق عبدالعزيز سعود البابطين، ومعروف ان تلك الجامعة هي اكبر جامعات آسيا الصغرى قاطبة وقد كانت ضمن اكبر 5 جامعات في الاتحاد السوفييتي سابقا وتقع مبانيها على مساحة نصف مليون متر مربع ويعمل بها اكثر من الفي مدرس.
وتلك الشهادة للعلم هي الدكتوراه العاشرة التي يحصل عليها الاخ عبدالعزيز البابطين نظرا لاعماله الجليلة في خدمة بلده الكويت ولأمتيه العربية والاسلامية حيث تقوم مؤسسته بارسال البعثات واقامة الملتقيات والمنتديات في العواصم المختلفة، وقد تبنى بوسعود ابان زيارتنا كلفة ارسال 10 طلاب كازخستانيين للدراسة في القاهرة حتى نيل الدكتوراه، على ان تتبنى جامعة الفارابي في المقابل تحمل كلفة دراسة 10 طلاب كويتيين لعلوم الفيزياء والتكنولوجيا المتقدمة فيها، كما قدم 5 بعثات اخرى للجماعة الاسلامية هناك، ويوجد 147 طالبا كازخستانيا يدرسون ضمن بعثة مؤسسة البابطين في القاهرة.
وقلّ أو ندر ان حازت شخصية غير رسمية هذا العدد من شهادات الدكتوراه، حيث لا تمنح مثل تلك الشهادات عادة الا لرؤساء الدول والمبرزين من العظماء والمخترعين، وقد يكون من المستغرب ان يمنح البابطين جميع تلك الشهادات من الجامعات الاخرى ولم تقدم له جامعة بلده تلك الشهادة رغم الدورات التدريبية التي يقيمها معها منذ 6 سنوات لتعلم مهارات اللغة العربية وتذوق الشعر العربي، ومنا للفاضلة وزيرة التربية التي نتمنى ان تبقى في الوزارة المقبلة لتحقق احلامها واحلام بلدها لقدراتها الاستثنائية.
والحقيقة ان جهد عبدالعزيز البابطين الخيّر يعادل جهد دولة بأكملها حيث سخر اعمال مؤسسته لخدمة بلده الكويت وجعلها جسرا يصلح بالثقافة واعمال الفكر والادب ما تفسده السياسة بين الدول والشعوب، ويكفيه في هذا السياق فخرا تكفله مؤخرا بمصاريف مركز الكويت للدراسات العربية في جزر القمر والذي يقوم بتدريس اللغة العربية للوزراء والقضاة والسفراء والمدرسين، وقد نجح قبل ذلك في جعل اللغة العربية تدرس في مدارس اقليم الاندلس الاسباني وهو ما يجعلنا نشعر بأن مسار الاخ عبدالعزيز البابطين هو استكمال وتتمة لمسار الفاتحين العرب الاوائل دون حرب او ضرب، بل عبر نهج السلام والتوادّ وحوار الحضارات.
آخر محطة:
1 – هناك فضائية اسلامية مستعدة للانطلاق من كازخستان لتغطي جميع دول آسيا الوسطى وغرب الصين وجنوب روسيا ولا تحتاج الا الى 1.5 مليون دولار فقط، ومنا لوزارة الاوقاف وغيرها من جهات رسمية واهلية.
2 – كازخستان هي اكبر بلد اسلامي في المساحة (2.7 مليون كم2) وشعبها كما رأينا يقدر ويوقر العرب كحال الاندونيسيين في السابق، لذا نتوقع ان نشهد قريبا اعمالا ارهابية دنيئة على ارضها يقوم بها كالعادة تنظيم القاعدة كي تنفر شعوب آسيا الوسطى من العرب تكرارا لما تم مع شعوب العالم الاخرى.
3 – لم ينصف فيلم «بورات» الشهير الذي تصدر قائمة المشاهدين في اميركا واوروبا قبل نحو العامين شعب كازخستان الصديق.
الليبرالية القبيحة ويوسف الجاسم
سرني رد الصديق «يوسف الجاسم» على مقالتي «التيار الليبرالي القبيح»، ومبعث سروري يعود إلى أنه أتاح لي فرصة لأقول ما لم أقله!! ولكن ألا يعتقد أن رده ما كان سيكون، أو قد يكون مختلفا لو لم تنجح أي من المرشحات في الانتخابات الماضية؟ ماذا سيكون عليه موقفه وردة فعله عندما يكتشف أن تقاعسنا «النسبي» كان السبب في عدم إيصال سيدة لقاعة البرلمان، أو حتى تأخير وصول مرشح ظلامي منافس؟ نعم يحق الآن أن نعتب ونلوم ولكن الفشل لم يكن بعيدا، فمبلغ 35 ألفا التي جمعتها في يومين لاشك ساهم في خلق شيء ما وكان من الممكن أن يكون ذلك الشيء أكبر بكثير، ونعيد ونكرر بأننا لا نورد ذلك من منطلق المنة، بل توضيحا لموقف.
المهم في الموضوع ليس الدفع أو عدم الدفع، فهذه تبقى أمور نسبية لا يمكن الحكم من خلالها على مواقف الأفراد بشكل قاطع، ولكن المؤلم أن نلاحظ المرة تلو الأخرى أن كل ذلك التشنج «الليبرالي» وكل ذلك الحماس وكل ذلك التأييد وكل تلك المواقف والمقالات، طوال ربع قرن، لم تكن إلا كومة من الهباب والسخام والكلام «الخرطي»!
المسألة يا صديقي «أبا خالد» لا تعود ليوم أو يومين أو حادثة بعينها فأنا، بحكم سني وكتاباتي، أعرف ما يكفي لتعرية الكثير من مدعي الليبرالية هؤلاء سواء من خلال مواقفهم من الآخر مذهبيا، دينيا، ماليا، عائليا، أو حتى جنسيا، ولكن كنا دائمي «التطنيش» حريصين على إيجاد الأرضية المشتركة وتلمس الأعذار لهذا وذلك، ولكن الكيل طفح، وكان يجب أن يقال شيء ما. إن 26 ليبراليا (!!) من أصل 30 ليس بالأمر الهين، خاصة عندما نعلم أنهم، من وجهة نظر بعضهم، ليسوا بشرذمة أو شتات، بل قادة رأي وأصحاب «مواقف» ومسؤولون كبار حاليون وسابقون!
إن الحقيقة يا يوسف تتطلب منا الصراحة والصراحة تقول ان التيار الليبرالي غير موجود، وما هو موجود منه قبيح إلى درجة كبيرة، وأنت خير من خبر الكثير من هذا القبح والتشرذم، ولكن أسلوبك في معالجة الأمور والتصدي لها يختلف عن أسلوبي الصدامي المباشر. وهذا الموقف المتقاعس والرديء يتطلب تعريته والكتابة عنه المرة تلو الأخرى لكي نتعلم ونتضامن ونتحد ونبعد عنا أدران التخلف والبؤس.
شكرا لك يا صديقي، ومرة أخرى عتبك مقبول، ولكني لا أزال على موقفي، وستثبت الأيام صحة هذا الموقف، ولو أنني أتمنى من كل قلبي أن أكون مخطئا.
أحمد الصراف
habibi [email protected]