نتائج الانتخابات هذه، لا هي بالتي تدفعك إلى توزيع الهدايا لشدة فرحتك، ولا هي بالتي تجعلك تثور في وجوه أطفالك لشدة غضبك، هي بين بين، يعني مرة توزع هدية وأخرى تصرخ في وجه طفلك.
على أنّ المفرح في الأمر هو نتائج النساء هذه المرة، إنه «انتقام امرأة»… وستكبر فرحتنا إذا صدقت الأحاديث عن تكليف الشيخ سعود الناصر برئاسة الوزارة و»عودة فرسان الأسرة الحاكمة»، من أمثال الشيوخ أحمد الفهد، الذي سيكشف عن الوجه الآخر الجميل في شخصيته، ومحمد الخالد، وثامر الجابر، وآخرين، ويا سلام لو ضمت مقاعد الشيوخ في الحكومة شيخة واحدة أو أكثر، من باب ردّ تحية الشعب بمثلها أو بأحسن منها. ثم «شفيهم» الشيخات، ما الذي يمنع ذوات الكفاءة منهنّ أنْ يتقلدْنَ المناصب الوزارية؟
طبعاً حق اختيار رئيس الوزارة بيد صاحب السمو أمير البلاد وحده، حفظه الله، لكنني أتحدث عن أنباء ورغبات، لا أكثر، خصوصا أنّ مزاج الشعب هذه المرة من النوع «المدني» كما هو مزاج الشيخ سعود، ومزاج التنمية من الأساس، وفي الأحوال كلها، سواء اختير الشيخ سعود للرئاسة أو اختير غيره، سنقول لوالدنا سمعاً وطاعة. على أنّ المهم هو إدراك الناس أن الكويت الآن لا تحتاج الى المشاركة في الأولمبياد، ودخول سباق المئة متر، بل هي في أمس الحاجة الى قبلة الحياة والإسعافات الأولية، الآن الآن وليس غداً، فهي تبحث عن الحياة، أما الأولمبياد فملحوق عليه.
يااااه لو يأتينا رئيس حكومة يكسر الأقفاص لتخرج عصافير المبادرات فتحلق عالياً على أنغام الأغاني الوطنية، يااااه لو يظهر رئيس الحكومة المقبل أمام وسائل الإعلام ويقول كما قال الرئيس الجزائري بوتفليقة: «ليتأكد الوزراء أنني سأحاسبهم قبل أن يحاسبهم البرلمان»، يااااه لو يظهر الرئيس المقبل على رؤوس الأشهاد وأمام عيون العباد ليعلن أفكاره ورؤاه، يااااه كم ستتعافى ضحكات الأطفال حينئذٍ، وكم ستزدحم ميادين العرضة بالسيوف والطيران، وكم سنفتح أعيننا إلى أقصاها فرحاً ولهفة عند إقلاع الطائرات بنا أو هبوطها، بعدما كنا نغلقها أثناء الاقلاع والهبوط كي لا نرى المنظر المبكي فنبكي.
يااااه لو أن رئيس الحكومة المقبل في أول يوم لحكومته يصرح بأن الأولوية الأولى هي محاربة التشظي والفتنة ودعاتها ووسائل إعلامها، وأنه لن تأخذه في ذلك رحمة ولا شفقة.
هذه «ياهات» مواطن حالم، لديه من الأمل ما يكفي لعودة الكويت الى مركزها السابق فوق السحابة تلك.