"اللهم احفظ الدائرة الثالثة بعينك التي لا تنام، اللهم يا رب وأنت تعلم أنها كل رصيدنا في الكويت، وهي (اللي حيلتنا)، فأطل عمرها على حساب أعمار الدوائر الأولى والثانية والخامسة"، أما الرابعة فهي دائرة "هكّا وهكّا"، على رأي الليبيين، لا هي بالفاتنة كالدائرة الثالثة، ولا هي بالقميئة كالدائرة الخامسة، الله يزيد النعمة، ولا هي بالماصخة التي تخلو من النكهات جميعها، كما هي الدائرة الثانية، دائرة الرز الأبيض المسلوق الحاف، التي تحدد اجتماعات أوبك نتائجها، فلا علاقة لنا بالثانية أبداً، أسعار النفط هي التي تدلي بأصواتها، والبراميل هي التي تقف في طابور الاقتراع، وسعر صرف الين الياباني هو المفتاح الانتخابي! هي دائرة لا تنتمي إلى "عاداتنا وتقاليدنا".
ولا أغبط أحدا كما أغبط ناخبي وناخبات الدائرة الثالثة التي تقدم بوفيها مفتوحا من المرشحين، بينما تقدم لك الدائرة الخامسة "تمرا بالمرق" فقط، إن شئت فتفضل باسم الله، وإن لم تشأ فـ "خذ الشارع الفرعي يسار" وهناك يمكنك أن تتضور جوعا بعيدا عن الزحام… يمينا بالله، لم أجد أكثر من مرشحين اثنين "يستحقان" التصويت في الخامسة، وعلى مضض، أو قل على مرض.
في الخامسة والأولى، يتزوج أحد أبناء العوائل المتفرعة من بعض القبائل أو الطوائف، فينجب أبناء ثلاثة، ويحدد لكل منهم مستقبله: هذا مهندس، وهذا طبيب، والثالث عضو مجلس أمة! حتى لو عجز "عضو المستقبل" عن تأمين حياة كريمة للعنزتين "عِطرة ودِعقة". ومن يلوم الأب وهو الذي "يحتكم" على أكثر من عشرة آلاف صوت مبحوح، أو مقطوع، يأتمرون بأمره، خوفاً وطمعاً. وليس أمام البعض في الدائرتين الأولى والخامسة، في الأغلب، إلا أن يستجدوا والد هؤلاء الأبناء الثلاثة كي يدفع أحدا آخر من أبنائه غير هذا القائد الهمام الذي أضاع العنزتين.
الآلام في الخامسة والأولى لا يجدي معها إلا الطواف حول الكعبة، ورفع الأيدي في الأسحار: "اللهم إنهما ظلمتا الكويت فانتقم، اللهم اقصف عمريهما، ولا تأخذك بهما شفقة ولا رحمة يا عظيم يا جبار"، ثم أكمل طوافك وارفع يديك بالدعاء للثالثة: "اللهم إنها سيدة الدوائر، والمرشح فيها لم يستيقظ من نومه فيجد الآلاف تدعمه من دون جهد منه، بل هو يكح ويسعل كي يحصل على صوت، اللهم وأنت تعلم أنها دائرة تعتمد على النخاع المستطيل، واللسان الجميل، لا هو بالطويل ولا بالثقيل، والقلب الذي لا يعرف المستحيل، اللهم إنا نعتمد عليها بعد اعتمادنا عليك فاحفظها للكويت ومستقبلها، آمين".